قراءة فى كتاب إرشاد أسر الأطفال ذوي الإعاقة العقلية
البحث يدور حول إرشاد المؤلفة قلوبهم وهم ذوى الاعاقة العقلية فى تعبير القوم وهى تعبيرات لا تعبر عن الحقيقة فاسم المجانين فى كتاب الله هو المؤلفة قلوبهم وهم المركبة أنفسهم تركيبا مخالفا لتركيب النفس فى الناس العاديين
وكما هى عادة أساتذة وباحثى الجامعات فى بلادنا فإنهم مجرد نقلة فقط عن الغرب وسواه لا يفكرون فى تراثهم الكتبى ولا حتى فى تراثهم الشعبى ولا حتى يلجئون إلى كتاب الله ومن ثم لن نجد شىء فى البحث سوى النقل
وسبب تأليف الباحث للكتاب هو إرشاد أهل الأطفال ذوي الإعاقة العقلية كما قال :
"أما بعد:
انطلاقا من الكلمة التي تقول (أعط كل ذي حق حقه) فإنه تزايد الاهتمام بالفئات الخاصة من الناس لإعطائهم حقوقهم من الرعاية والتأهيل وهذا الاهتمام ليس مقتصدا عليهم فحسب بل تعدى إلى الاهتمام بأسرهم ... ولذلك اتخذت إرشاد اسر ذوي الإعاقة العقلية عنوانا لبحثي حيث وجدت أن آباء الأطفال ذوي الإعاقة العقلية غالبا ما يواجهون أنواعا من المشكلات والهموم التي تفوق مسؤوليات تربية الأطفال التي يواجهها الآباء ذوو الأطفال الأسوياء، وكلما تطورت تلك الحاجات والمشكلات اتجه الآباء للبحث عن طرق لتحديد هذه المشكلات ومناقشتها وحلها وهنا يأتي دور المرشد في مساعدة هؤلاء الآباء للتغلب على يأسهم ومشكلاتهم وقلقهم واعتقاداتهم الخاطئة نحو طفلهم المعاق وبالتالي يساعد المرشد هؤلاء الآباء على التكليف مع وضع طفلهم وعلى تقبله وحبه وذلك من خلال حلول يتم اختيارها من قبل الآباء بالإضافة إلى مساعدة المرشد لهؤلاء الآباء على تطوير مهاراتهم وخبراتهم الضرورية ليكونوا قادرين على استخدامها والاستفادة منها لحل مشكلاتهم المستقبلية "
وقد استهل البحث بتعريف عملية الإرشاد فقال :
"تعريف الإرشاد:
الإرشاد هو عملية مساعدة بين محترفي مهنة الإرشاد من ذوي الخبرة الواسعة وآباء الأطفال غير العاديين الذين يعملون نحو فهم أفضل لهمومهم ومشكلاتهم ومشاعرهم، فالإرشاد هو عملية تعلم تركز على النمو الشخصي للآباء الذين يتعلمون لاكتساب الاتجاهات والمهارات الضرورية وتطويرها واستخدامها لحل مشكلاتهم وهمومهم حيث تتم مساعدة الآباء ليصبحوا أفراد يعملون على أكمل وجه لمساعدة أطفالهم والاهتمام بالتوافق الأسري الجيد. (استيورت، 1993 م)
يوضح لنا التعريف السابق بأن الإرشاد مساعدة تتم بين متخصص في هذه المهنة ويسمى المرشد والثاني المسترشد والذي يطلب المساعدة للتغلب على المشكلات التي تواجهه وذلك بمساعدة وخبرة المرشد والذي يوجه المسترشد نحو تطوير مهاراته واستخدامها في حل مشكلاته."
والإرشاد هو التعاون الذى أمر به الله فقال :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
والتعاون على الخير لا يستلزم وجود تخصص فى هذا ألأمر وإنما كل من علم شىء يقدم المساعدة
وإن وجد متخصص فى تلك العملية فهو ضمن المنظومة الصحية وهو الطبيب النفسى
وثنى الباحث بتعريف الإعاقة العقلية فقال :
"تعريف الإعاقة العقلية:
((الإعاقة العقلية: تشير إلى حالة من الانخفاض الدال في الوظائف العقلية العامة تظهر أثناء فترة النمو وينتج عنها أو يصاحبها قصور في السلوك التكيفي)). (د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي 1995م)"
وهذا التعريف تعريف خاطىء فالاعاقة المذكورة لا تصيب الأطفال فقط أثناء النمو وإنما تصيب الكبار خاصة من وصلوا أرذل العمر حيث يفقدون وظائفهم العقلية بالتدريج حتى ينتهوا إلى مرحلة انعدام النطق تماما كما كانوا عند الولادة وفى هذا قال تعالى :
" ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا لا يعلم بعد علم شيئا"
ومن ثم فالتعريف الشامل للكل هو :
سلوك الإنسان سلوكا مخالفا لسلوك عامة الناس دون تعمد عصيان الله فى أمور متعددة كالأكل والشرب والإخراج واللبس والكلام والتعامل مع المال
وتحدث الباحث عن احتياجات أسر المؤلفة قلوبهم فقال :
"حاجات أسر الأطفال ذوي الإعاقة العقلية:
إن وجود طفل ذو إعاقة عقلية يفرض على والديه وأسرته ظروفا خاصة وحاجات خاصة لمواجهة هذه الظروف والتعامل معها، ويمكن القول بأن وجود مثل هذا الطفل في الأسرة يمثل مصدر من مصادر الضغوط المزمنة والتي قد تتحول إلى أزمات عند نقاط زمنية معينة، وهذا يفرض على الوالدين مجموعة من المهام ويولد لهما مجموعة من الحاجات الخاصة بها. (الشناوي،1997)
وقد وصف كل من كاري Carey وولكن wilkin واقع الرعاية المجتمعية للأسر بصيغة روتين العناية اليومية والأعمال المنزلية وإن العبء الأكبر تتحمله الأمهات مع تقديم الآباء للدعم ومن ثم تأتي الأخوات رغم الهام كل من الآباء والأخوات قليل وقد وجد أن الدعم من المصادر الأخرى محدود جدا من ناحية التوجيه والمعلومات والدعم المعنوي والمادي ...
وإن آباء المراهقين والراشدين المعاقين عقليا مجموعة لا يتم البحث عن حاجاتها في معظم الأحيان .. فحاجاتهم والصعوبات التي يواجهونها قد تختلف إلى أبعد الحدود عن حاجات ومشكلات آباء الأطفال، حيث أن نسبة كبيرة من الراشدين وذوي الإعاقة العقلية عاطلون عن العمل أو منهمكون بنشاطات مهنية غير مناسبة وهنالك مشكلة كبيرة يفكر بها الآباء حول مستقبل أنهم عندما لا يعود بمقدورهم تقديم العناية له والتساؤل حول أين وكيف سيعيش طفلهم المعاق في سنين الرشد.
كذلك إن حاجات واتجاهات أخوة الأطفال المعاقين عقليا قليلا ما يتم الاهتمام بها، فقد عبر الأطفال في دراسة أجريت لهم عن رغبتهم في الحصول على المزيد من المعلومات عن الإعاقة وعن مصادر المساعدة وطرقها، كذلك فإنهم عبروا عن الحاجة إلى التوجيه فيما يتعلق بسبل التعامل مع الطفل والإرشاد الجيني والتفاعل مع أخوة الآخرين .. (د. سرطاوي، د. الحديدي، د. الخطيب،1992م)."
الباحث هنا بحث عن الاحتياجات التى تحتاجها أسر المؤلفة قلوبهم وقد شرع الله للمؤلفة قلوبهم راتب شهرى من أموال الزكاة للنفقة عليهم فقال تعالى :
" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم"
إذا الاحتياج الأول هو مال للانفاق على المؤلف قلبه من حيث كل شىء واما التعامل الحسن معه فهى وظيفة المجتمع كله وليس والديه وأخوته ومن ثم فالمجتمع من خلال مشافيه ومدارسه وكلياته ومؤسساته الإعلامية وغيرهم يعلم الناس كيفية التعامل معهم من خلال مواد التعليم المختلفة
ومن ثم إذا تعلم المجتمع التعامل الحسن مع كل الناس كما قال تعالى :
"وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"
فالآية شملت كل ناس المجتمع ومن ثم فالمجتمع المسلم إن سار على تطبيق أحكام الله فهو ليس بحاجة لكل ما قيل فى هذا البحث
وقدم الباحث على لسان أجنبى بعض الاقتراحات فقال :
"يقدم جوردون Jordon بعض الاقتراحات حول ما يمكن لمن يساعد والي الأطفال ذوي الإعاقة العقلية أن يعمل من أجلهم:
1 - إن الآباء يحتاجون من اللحظة الأولى التي يحدد فيها أن الطفل غير عادي إلى خدمات تقدم لها دون الحاجة أن يبحثوا عنها، خدمات تنظم من أجلهم بدلا من أن تكون خدمات يحركونها لأنفسهم.
2 - إن والدي الأطفال المعاقين يحتاجون إلى التحدث مع آباء مثلهم لديهم أطفال معوقون حتى ولو كان لمجرد أن يدرك الأب أو الأم أن هناك غيرهما لديهم مثل مشكلاتهم أي لديهم أطفال مثل طفلهم وأنهم يعيشون مع هذا العبء الكبير.
3 - إن الآباء يحتاجون إلى المتخصصين الذين لديهم إعداد أكاديمي مناسب ولديهم ثبات انفعالي، وعلى استعداد أن يواجهوا الموقف معهم. وأن يتعاطفوا معهم وينقلون لهم صورة واقعية للحالة الراهنة للطفل المعاق والتوقعات التي يمكن إجراؤها والتكهن بها.
4 - ربما تكون أكبر مساعدة أولية يمكن تقديمها للوالدين هو احترام مشاعر الصدمة والخوف والقلق لديهم، ويكون الوالدين بحاجة إلى التعبير عم مشاعرهما أكثر من الاستماع إلى تأكيدات بأن كل شيء سيكون على ما يرام. (الشناوي،1997 م).
يتضح مما سبق بأن الأسرة تحتاج إلى شخص يربط بينها من جهة والخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية ويقوم بالتفسير والتوضيح والتوجيه من جهة ثانية ... بالإضافة إلى أن الخدمات لن تكون فعالة إلا إذا قدمت المساعدة بشكل منتظم يعتمد عليه وإذا انسجمت مع بنية العائلة وأسلوبها في العيش والتكيف في المجتمع."
هذا الكلام هو عن مجتمع غير مسلم ليس فيه تشريعات إلهية تقدم الحلول لكل المشاكل وإنما هو مجتمعات تحكمها التشريعات الوضعية وهى تشريعات تتعامل مع تلك الحالات على أساس عزلهم عن المجتمع فى الغالب وهو عكس ما أمر الله به وهو أن تلك الحالات يجب أن تعيش فى الأسرة ويكون لها وضع خاص فمثلا سمح الله بتواجد المجانين وهم غير أولى الإربة أى العقل من الرجال مع النساء فى البيوت فقال :
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهم أو اخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء"
ومن ثم سمح بانكشاف بعض عورات النساء أمامهم لأن النساء بحكم وجودهن قارات فى البيوت هم من يقمن بالدور ألأكبر فى التعامل معهم أكلا وشربا ونظافة وغير هذا
وحدثنا الباحث عن اختلاف الاعاقة التى يسميها العقلية عن الاعاقات الجسدية فقال :
"المشكلات الخاصة بالإرشاد في مجال الإعاقة العقلية:
تختلف الإعاقة العقلية عن أي إعاقة أخرى يمكن أن تصيب الطفل مثل الإعاقات السمعية أو البصرية أو الحركية، فمشكلة الإعاقة العقلية متعددة الأبعاد ولجوانب، فهي مشكلة صحية ونفسية وتربوية واجتماعية وهذه المشكلات أو الأبعاد متشابكة ومتداخلة حيث يعاني الطفل من لعديد من المشكلات في آن واحد"
وحدثنا عن صدمة الوالدين عند اكتشاف الجنون فقال :
"ونتيجة لذلك فإن طبيعة الإعاقة العقلية تفرض مجموعة من المشكلات وهي:
أولا: مشكلة التشخيص:
يعتبر موقف التشخيص واحد من أصعب المواقف التي يتعرض لها الوالدان فعند التوجه بالطفل للطبيب بعد ملاحظة مجموعة من الأعراض البدنية أو السلوكية فإن الوالدين لا يتوقعان تلك الصدمة التي يتلقونها عادة نتيجة إخبارهم بوجود إعاقة لديه، وفي الواقع فإن الوالدين يكونان في العادة غير قادرين على موجهة هذه المشكلة بشكل واقعي أو أن ينظروا إليها في صورة بناءة، وبذلك فإنهما يكونان في حاجة إلى المساعدة في التعامل مع انفعالاتهم وكذلك في التخطيط لطفلهم، ويشتمل إرشاد هؤلاء الآباء على تشجيعهم على تقبل التقدير الواقعي للتغيرات التي ستحدث ولتحديد لتوجه المناسب. (الشناوي 1997م)"
والمفترض فى أى مسلم أن يكون مستعدا لتحمل أى ابتلاء مهما كان كما قال تعالى :
" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"
وقال على لسانهم :
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
وكما هى العادة يخبرنا الباحث بالمقاييس والاختبارات العربية فى التشخيص فيقول:
"وهناك بعض الإرشادات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في عملية تشخيص الإعاقة العقلية، ومن أهم هذه الإرشادات:
1 - يجب أن تكون الأنشطة المتضمنة في الاختبارات والمقاييس المستخدمة في التشخيص مسلية وجذابة للطفل حتى يقبل على الاستجابة بقدراته الحقيقية، وحتى لا ينفر منها أو عليها، ويحجب استجابته نتيجة لنفوره من النشاط أو ملله منه وليس لعدم قدرته على الاستجابة.
2 - يراعى عند اختيار الأنشطة المستخدمة في عملية التشخيص أن تكون متنوعة ومتعددة.
3 - ينبغي أن تكون الأسئلة الموجهة إلى الطفل واضحة ومباشرة بحيث لا يحتمل السؤال أكثر من معنى واحد، ولا يحتاج الإجابة عليه إصدار تعليمات أو وضع افتراضات.
4 - يجب أن تكون الأسئلة في مستوى قدرات الطفل وإمكاناته، وأن نبدأ بالأسئلة السهلة والبسيطة ثم نتدرج إلى الأصعب ...
5 - يجب أن تكون الأبعاد المراد قياسها محدودة بدقة.
6 - وأخيرا يراعى عند رصد استجابات الطفل ألا نلجأ إلى تفسير معناها أو الإرشاد إلى ما وراء هذه الاستجابات، بل تسجل كما هي دون تأويل. (د. إبراهيم،1993م)."
والجنون أى ما يسميه الباحث وغيره لا يحتاج إلى تشخيص من أحد لأنه يعرف من خلال الناس العاديين لأن العلامة معروفة وهى سلوك الطفل غير سلوك الأطفال العاديين فى ألأمور المعتادة كالنظافة والأكل والشرب واللبس
ومن ثم فالاختبارات والمقاييس الغربية وغيرها ليست مقاييس للجنون والعقل لأن تلك الاختبارات والمقاييس أعدت فى بيئة مخالفة لباقى البيئات فكل المقاييس والاختبارات الغربية عندما اخترعت تم اختراعها لتناسب طبقة واحدة فقط وهى الطبقة الغنية حيث كان التعليم فى الغالب قاصر على أبنائها
ومن ثم الأسئلة الموضوعة فى تلك الاختبارات وضعت لطبقة معينة متوافر لها كل الأسباب ومن ثم فنسب الذكاء التى تظهر عند تلك الطبقة مرتفعة بينما تنخفض فى الطبقات الفقيرة لعدم وجود سبل للتثقف والتعلم إلا نادرا أو قليلا
وحتى عندما أراد أساتذة الجامعات عندنا تغييرها فإنهم لجئوا إلى اجراء اختبارات التى بدلوا فيها على تلاميذ المدارس التجريبية والدولية والمدارس فى الأحياء الراقية
ومن ثم تلك المقاييس مرفوضة تماما وإنما يعود تقرير الجنون للعرف العام وهو مخالفة الطفل المؤلف قلبه سلوك الأطفال العاديين فى ألأمور المعتادة كالنظافة والأكل والشرب واللبس
وحدثنا الباحث صعوبة التشخيص فقال:
"ونرى مما سبق ذكره بأن تعدد فئات الإعاقة العقلية، وتعد الأسباب والعوامل المؤدية إليها ثم تعدد مظاهر الإعاقة وملامحها واختلاف هذه المظاهر والملامح من حالة إلى أخرى ويجعل من عملية تشخيص الإعاقة العقلية عملية صعبة جدا أو معقدة، ويحتاج إلى دقة وذلك لأن تشخيص حالة الطفل بأنه معاق عقليا يعني وضعه في فئة معينة من الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وتأهيل من نوع خاص وحتى يمكن انتقاء أنواع البرامج العلاجية والتأهيلية المناسبة لهم. بالإضافة إلى أن الأطباء والمتخصصين يجب أن يكونوا عطوفين ويتمتعون بقدرة جيدة على الإصغاء وأن يكونوا قادرين على الاستجابة للحاجات النفسية للأسرة ولا يقتصر دورهم على تقديم المعلومات فقط."
وهذا الكلام كله لا جدوى منه فهو تطبيق لمقولات مستوردة لا تفيد فى المجتمع المسلم
وحدثنا عما سماه ردود غعل الأبوين فقال :
"ردود فعل الوالدين على الإعاقة العقلية:
إن كثيرا من الآباء يتوقعون طفلا سليما معافى ويخططون على هذا الأساس، وقبل الولادة لا يفكر الأهل عادة تفكيرا جديا في خطر ألا يكون مولودهم طبيعيا. .. حيث يشعر بعض الأهل عند إبلاغهم بأن طفلهم معاق عقليا بأنهم لن يستطيعوا أن يحبوه ويرعوه، ولكن هذا الشعور الذي هو رد فعل طبيعي للصدمة، يزول عادة بعد بضعة أيام أو أسابيع، وقد تقرر الأسرة ألا تصدق الإنسان الذي شخص الإعاقة العقلية. وتنتقل الأسرة من طبيب إلى آخر على أمل العثور على واحد يمكنه أن ((يعالج)) الطفل وكثيرا ما يفشل الأطباء والأخصائيون الآخرون في أن يفسروا بوضوح، وبطريقة يتقبلها الأهل ما هي الإعاقة العقلية، وكيفية مساعدة الطفل ... ؟ وعندما يتأكد الأهل أن طفلهم متخلف حقا فإنهم قد يشعرون بالأسى والضياع كما لو أن الطفل قد مات، فالطفل الذي خططوا له وحلموا بمستقبله لم يولد، بل إنهم حصلوا على طفل معلق عقليا لم يكونوا يتوقعونه ولا هم يفهمونه ...
ولكن بعض الأهل يستمرون في رفض تصديق أن الطفل معوق عقليا بالفعل، وقد يرجعون هذه الإعاقة إلى أن طفلهم يواجه مشكلات وصعوبات ولكنه سيشفى منها. وكثيرا ما يرفض أمثال هؤلاء الأهل إرسال ابنهم إلى مدرسة للمعاقين عقليا."
وكما سبق القول فإن المجتمع المسلم يعلم من فيه احتمال كل المصائب أيا كان نوعها ومن ثم فالمجتمع المسلم يسلم بما كتبه الله ويتعامل معه على أساس ما قرره الله فى أحكامه
وحدثنا عن عقدة الذنب التى يشعر بها الأبوين أحدهما أو كلاهما بأنه السبب فى وجود الجنون فى طفله أو طفلته فقال :
"الشعور بالذنب:
يشعر كثير من الأهل أحيانا بالذنب اتجاه ابنهم وقد يخالجهم الشك بأن الطفل معوق لأنهم ارتكبوا خطيئة ما وأن ما حصل إنما كان نتيجة مباشرة لما فعلوا أو عقاب سماوي لارتكابهم الخطيئة، ويزيد هذا الموقف من صعوبة تقبلهم الطفل ومساعدته على تحقيق التقدم، وقد تعتقد الأم أن عجز ابنها عن المشي أو استعمال المرحاض أو الأكل بمفرده ليس إلا عقابا لها على خطيئتها. ولكي لا ترفض العقاب فإن الأم تقرر عدم تعليم ابنها المهارات، أما الأب الذي يظن أن خطاياه قد فعلت ما فعلت من أذى فقد لا يسمح لابنه بالخروج من البيت تجنبا لأي أذى آخر أ, حادث يحصل للطفل.
وقد يلوم الوالدان أحدهما الآخر أحيانا، وقد يلوم الأجداد الصهر أو الكنة على ما حدث وتكون نتيجة ذلك شجارات عائلية لا فائدة منها وإذا لم يكن بين الوالدين قرابة دم فقد يلومهما الأجداد على أن في عروق أحدهما دم فاسد ويحاول بعض الأهل إبقاء الطفل بعيدا عن اللقاءات عائلية وعند زيارة الأقارب لكي لا يكتشف الأقارب إعاقة الطفل.
وقد يشعر الأهل بفقدان كبير في الثقة بأنفسهم نتيجة إنجاب طفل معاق وبالتالي فإنهم يشكون بقدرتهم على فعل أشياء أخرى بشكل جيد، وقد يصاب الأهل وخصوصا الأمهات بالاكتئاب نتيجة لهذه المواقف والمشاكل (د. كرستين مايلز 1994م)"
وكل هذا ناتج من التعليم الخاطىء فالمسلم يعرف أن الحسن والسوء أى الشر والخير كلاهما ابتلاء من الله كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
فالعملية لا تزيد عن كونها ابتلاء من الله
وحدثنا عن الرعاية الزائدة من قبل البعض للطفل المؤلف قلبه فقال :
"الحماية الزائدة:
يتجه بعض الآباء إلى الزيادة في حماية ابنهم المعاق عقليا حيث إنهم يعتقدون أنه من القسوة أن تدفع الطفل المعاق إلى أن يحقق إنجازات يتصورون أنها أكبر من قدراته وإمكانياته، ولذا فقد يستقر في أذهان الآباء حدودا غير واقعية عن إمكانيات الطفل وقدراته على أداء الوظائف والتي قد تكون أقل من قدراته الفعلية ويعمل الآباء على أن يحتفظوا بالطفل في مدى هذه الحدود.
ويعتقد بعض الآباء أن طفلهم قد يكون موضع سخرية أو استغلال من المجتمع إذا لم يكونوا هناك لحمايته، وإذا ما خاف الوالد على ابنه من المجتمع وعمد إلى حمايته حماية زائدة فإن الطفل لن يكون عاجزا من الناحية الذهنية فقط بل ومن الناحية الاجتماعية أيضا (د. روز ماري لامبي، د. ديفي دانيلز- مورنج 2001م)
ويتبين لنا أن الأسرة يمرون منذ معرفتهم بأن طفلهم يختلف عن بقية الأطفال ببعض المشاعر التالية أو بها مجتمعة كالشعور بالصدمة، الحزن، الغضب، الإحباط، الخوف، العزلة، القلق، فقدان الثقة بالنفس، مشاعر رفض الطفل، الخوف الشديد من المستقبل، التعب والتوتر."
وهذا الكلام لا يوجد فى المجتمع المسلم الذى يعاقب على أى لفظ مسيىء كألفاظ الاستهزاء والسب كما يعاقب الضاحكين على المبتلين عقابا جسديا بالجلد وأنا هنا أتكلم عن المجتمع المسلم الحقيقى وليس عن مجتمعاتنا الحالية
وتحدث الباحث عما سماه الإرشاد الوراثى فقال :
"الإرشاد الوراثي:
الإرشاد الجيني:
هو النقاش بين المرشد الطبي للتدريب الخاص والآباء المتوقعين لاحتمالات إنجاب طفل معاق. وإن الإرشاد الجيني يمكن أن يوفر للآباء معلومات قيمة وصحيحة وبإمكانه تقرير ما إذا كان الطفل سيخلق بشذوذ صبغي من عدمه كما هو الحال في مرض داون سندروم والهدف من الإرشاد الجيني هو توفير معلومات دقيقة للمسترشدين حتى يتسنى لهم اتخاذ قرار مفيد فيما يتعلق بإنجاب أطفال. فالإجراءات طبية تسمى أمينوسنتيسس وهي تستخدم لتشخيصات ما قبل الولادة بصورة متكررة. وتعتبر مفيدة للآباء الذين سبق لهم إنجاب طفل ذي شذوذ صبغي أو عندما تقع الأم ضمن جماعة معرضة للخطر الكبير.
وقد أشار كل من بيسون ودوجلاس إلى أن الإجراء الطبي يعتبر ملائما للحمل في الأسر ذات الماضي الطبي بتشخيص المرض الوراثي، مثل مرض تايساتش وهي مادة دهنية في المخ تؤدي زيادة المخزون منها إلى تدهور في الأداء الوظيفي للمخ ووفاة الطفل في العام الأول أو الثاني. وفقر الدم البحري وأنيميا الخلية المجلية وكثير من الأخطاء الوراثية الخاصة بالأيض. يتم إجراء أمينو سنتيسس، أي الاختبار الطبي خلال الثلاثة أشهر الثانية من الحمل (16 إلى 18 أسبوعا من اليوم الأول لآخر دورة شهرية).
ويستغرق إجراء هذا الاختبار حوالي 10 إلى 15 دقيقة بالنسبة لمريض العيادة الخارجية، وهذا الإجراء يتضمن استخراج عينة من سائل كيس النخط المحيط بالجنين.
فالسائل الذي يحتوي على خلايا جينية يتم تحليله لغرض الشذوذ الصبغي ويحتاج إجراء لاختبارات أيضا أسبوعين أو 3 أسابيع، وهذا يعطي الأم وقتا قليلا للتفكير في الإجهاض في الثلاثة أشهر الثانية إذا كان الجنين غير طبيعي. وهذا الإجراء الذي يطبق في الأسبوع العاشر من الحمل يستخدم نسيجا إضافيا مطابقا تماما لخلايا الجنين الجينية، فالنسيج فيما بعد يحلل للكشف عن الكروموسوم الصبغي الإضافي كالموجود في زملة داونسندروم ويختبر مع العنصر الأساسي في الجينة الموروثة لتحديد أنيميا لخلية المنجلية، أو لإجراء فحص لمرض تايساتش (أستيورت، 1993)
ويتضح لنا أن الإرشاد الوراثي يقوم بمرشد متخصص في الجوانب الوراثية مناقشة زوجين أو شخصين ينويان الزواج حول احتمال أن يكون لديهما نسل يعاني من عيوب ترجع لعوامل وراثية ومن ثم اتخاذ القرار المناسب حول إنجاب أطفال من زواجهما"
كل هذا الكلام عن الأثر الوراثى ليس علميا ولا قيمة له فلكى يكون الكلام صحيحا يجب إجراء الاختبارات على كل البشرية وليس على مجموعات نادرة منها لأن الكلام عن ذلك الأثر يحرم ما أحل الله من زواج مثلا أولاد العمومة أو الخئولة أو غيرهم من الأقارب
الجنون أى تأليف القلب لا علاقة له بخلايا الجسد بدليل مسماه الاعاقة العقلية فالعقل هو المنوط به الجنون عند القوم ومن ثم فالقوم عندهم خبل فكيف يكون للجسد علاقة إذا المرض مرضا عقليا والعقل هو شىء نفسى وليس جسدى إلا عند من يعتقدون أن المخ هو العقل وهو كلام لا أساس له من الصحة
إن عملية توقع مرض عقلى إذا تزوج فلان أو فلانة هو ضرب من علم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله
وكل ما دار ويدور فى كواليس الغرب هو عمليات نصب وتجارة وبيع للوهم وهو لا يعتمد العلم كمقياس فحتى لو اتخذنا المقياس الاخصائى عن المجانين فى عالمنا فسنجد النسبة الكبرى هى لغير الأقارب وحوالى خمسة فى المئة أو أقل للأقارب والمفترض طبقا للأثر الوراثى أن تكون النسبة الكبرى من المجانين نتيجة زواج الأقارب
وتحدث عن المصيبة الكبرى فى التعامل مع المؤلفة قلوبهم وهو عزلهم فى معاهد أو مشافى خاصة فقال :
"الإرشاد حول الإلحاق بالمعاهد الداخلية:
يجب على المرشد أن يهيئ نفسه لمناقشة مسألة إيداع الطفل في معهد مع الوالدين وهذا الإيداع يترتب عليه فصل الطفل عن أسرته وهناك أربعة جوانب تؤثر على التوجه نحو إيداع الطفل أحد المعاهد وهذه العوامل هي:
1 - مستوى الإعاقة العقلية لدى الطفل:
إنه لمن المعتاد أن يبدأ التفكير في إيداع الطفل إذا كانت أعاقته من النوع الشديد أو العميق حيث تكون حاجات الطفل بعيدة عن أن يمكن تدريبه على الوفاء بها.
2 - الحالة الاقتصادية:
و لأن الطفل الذي لديه إعاقة عقلية شديدة أو عميقة يحتاج إلى رعاية خاصة ومراقبة فإن الأسرة قد تحتاج إلى إنفاق أكبر لمواجهة هذه الحاجات وحين تعجز مورد الأسرة عن ذلك فإن التفكير يتجه إلى الإيداع في معهد للإقامة والرعاية.
3 - ظروف البيئة وإمكانياتها:
قد تدعو الحاجة أحيانا إلى إيداع بعض حالات الإعاقة العقلية معها للإقامة شبه الدائمة نتيجة لعدم وجود معاهد في البيئة المحلية (مثلا قرية صغيرة) وعدم وجود إمكانيات نقل الطفل يوميا إلى معهد للرعاية النهارية وهنا يبدأ التفكير بالبديل المناسب وهو إلحاق الطفل بمعهد داخلي.
4 - المشكلات السلوكية:
تعتبر المشكلات السلوكية عاملا هاما يدفع الآباء إلى التفكير في إلحاق الطفل المعاق بمعهد للإقامة الداخلية.
5 - ظروف الأسرة:
في حالات الأسر التي تعيش درجة عالية من الانضباط بسبب وجود الطفل المعاق فإنها عادة تفكر في إلحاقه بمعهد داخلي كنوع من أنواع إبعاد مصدر الضغط.
لاشك أن إلحاق الطفل بمعهد داخلي وفصله عن الأسرة يمثل مشكلة سواء للطفل أو للوالدين، ويجب على المرشد أن يساعد الأسرة في حل هذه المشكلة والقاعدة الأساسية أن الإلحاق بمعاهد داخلية تبدو الحاجة له عندما تدعو ظروف الطفل إلى خدمات من نوع يصعب توفيره في الأسرة، أو يكون الطفل قد أصبح يمثل خطرا على نفسه أو على أسرته أو على المجتمع، أو تكون معاناة الأسرة نفسها من وجود الطفل قد وصلت لدرجة تهدد وحدة الأسرة وتوافقها، ويجب ألا يكون التفكير في الإلحاق بالمعاهد الداخلية قائما على مجرد مستوى الذكاء أو الفئة التصنيفية التي ألصقت بالطفل.
يقترح باتشاو وبيريل خطوط إرشادية للإيداع في المعاهد:
1) يجب أن ينظر للإيداع في معاهد داخلية على أنه الملجأ الأخير الذي تأخذه بالاعتبار فقط بعد أن يصعب الاستفادة من البيئات الأقل تقييدا.
2) إن قرار الإلحاق أو الإيداع بمعاهد يجب أن يكون قرارا مشتركا يشمل كلا من الوالدين والمتخصصين المشتركين في الاهتمام بالطفل.
3) إذا كان ممكنا على الإطلاق فيجب أن يستمر الوالدان في اندماجهما مع الطفل وزيارته واصطحابه إلى البيت في عطلات نهاية الأسبوع وغيرها من المناسبات والعطلات.
4) إن لحاجة للإيداع في معاهد يجب أن تراجع من جانب كل المهتمين على فترات منتظمة وأن تختار بيئة أقل تقييدا لخدمة الطفل عندما يصبح ذلك ملائما (الشناوي 1997م)."
كل هذا الكلام مخالف لما أمر الله به من تواجد المجانين فى البيئة العادية وتلك المشافى والمعاهد هى بالأساس عملية تجارية محضة لأنه لا يوجد مريض عقلى تم شفائه أى عاد من الجنون إلى العقل
فكما سبق القول بعض شياطين الغرب يخترعون علوما للحصول على المال وليس لعلاج الناس أو خدماتهم
المصيبة الكبرى أن مصاريف تلك المعاهد أو المشافى ضخمة فوق تصور الطبقات الفقيرة والمتوسطة والعجيب أنه لا توجد حالة شفاء واحدة وبالقطع هناك مصائب وفضائح تحدث فى تلك المشافى والمعاهد أهمها عمليات الاغتصاب الشهوانى للمرضى وأحيانا بيع أعضائهم
وحدثنا الباحث عن طرق الإرشاد المزعومة فقال :
طرق الإرشاد:
لا شك أن أسرة الطفل المعاق تكون على صلة بمجموعة كبيرة من الناس أما بحكم العلاقات الشخصية مثلا الأصدقاء والأقارب المباشرين وإما بحكم أنهم متخصصون مهنيون مثل الأطباء والأخصائيين النفسيين والمدرسين وغيرهم. وهؤلاء في الغالب يغمرون الوالدين بمجموعة كبيرة من النصائح غير أن هناك مجموعة من الجوانب يجب على من يساعد الوالدين أن يأخذها في الاعتبار:
1 - لا تحاول أن تدعي فهمك التام للخبرة التي يعيشه الوالدان ويمكنك بالطبع أن تكون حساسا متعاطفا نحو الوالدين ومع ذلك فما لم تكن قد خبرته موقفهما فإن عليك أن تكون أمينا معهم.
2 - يمكنك في حدود إمكانياتك وينبغي عليك كذلك أن تقدم المعلومات المناسبة والهامة وأن تريح وتساند الوالدين الذين لديهما طفل شديد الإعاقة...
الإجراءات الإرشادية:
إن إرشاد الوالدين يمر عبر العديد من الإجراءات أولها تكوين العلاقة الإرشادية والتي تتم بين المرشد والمسترشد في حدود معايير اجتماعية تحدد ما هو دور كل منهما وتهدف إلى تحقيق الأهداف العامة والخاصة للعملية الإرشادية. ويعتمد نجاح هذه العلاقة على العديد من العوامل منها: الثقة، والتقبل، وحسن الإصغاء، والسرية، والخصوصية، والاحترام، والدفء، و الحب، والحنان، والمشاركة الوجدانية.
وبعد ذلك تأتي عملية تحديد الأهداف ويجب أن يحدد المرشد والمسترشد أهداف عملية الإرشاد والبدء بالأهداف العامة ومن ثم الخاصة وبالتدريج. بعدها يتم جمع المعلومات المرتبطة بالمسترشد ومشكلته وبيئته وهذه المعلومات يأخذها المرشد من الاختبارات والمقاييس التقديرية والمقاييس السوسيومترية. بالإضافة إلى ذلك معرفة المسترشد وشخصيته ومشكلته من كل الجوانب ومن أهله أو زملائه أو بيئته وباستخدام كافة وسائل جمع المعلومات الممكنة مع مراعاة تعددها والشروط العامة التي تكفل نجاحها والثقة في المعلومات، ومن ثم يتم اتخاذ أسلوب لحل المشكلات حيث يقوم المرشد بمساعدة المسترشد على حل مشكلته... (د. الفرخ، د. تيم،1999م).
...ويجب أن يكون التدخل الإرشادي في وقت مبكر من الأزمة الوالدية والأسرية الناتجة عن تعريف أحد أطفال الأسرة على أنه معوق وبدء ردود الفعل نحوه، ...
وتشمل هذه الطرق بشكل خاص على المساندة العلاجية.
توصيات إرشادية للوالدين الذين رزقا بطفل لديه إعاقة عقلية:
1 - إن أفضل ما يداوي صدمة الآباء عند علمهما بحالة طفلهما هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاسترجاع والدعاء إلى الله أن يلهمهما الصبر على ما أصابهما وأن يعينهما على أن يرعيا هذا الطفل
2 - إن يعلم الوالدان أن للرسول (ص) أوصى بأن نرعى الضعفاء وأن رعاية الطفل المعوق واجب على الوالدين.
3 - أن يعلم الوالدان أنهما ليسا وحدهما فيم أصابهما وأن هناك عشرات ومئات بل وآلاف من مثل حالة طفلهما.
4 - يحسن أن يعبر الوالدان عن مشاعرهما، وأن يعرف كل منهما شعور الآخر إزاء الموقف الذي يمران به.
5 - التحدث مع الأشخاص المقربين في حياة كل إنسان أشخاص يرتاح إليهم ويشعر بالطمأنينة وهو يتحدث معهم عما يشغله وعما يشعر به.
6 - ابحث عن المعلومات
7 - حافظ على نظرة إيجابية لأن النظرة الإيجابية تعتبر واحدة من الأدوات القيمة في حياة الإنسان ليتعامل مع المشكلات.
8 - ابحث عن البرامج المناسبة لطفلك
9 - تجنب الشفقة حيث أن الإشفاق على النفس ومعايشة الشفقة الصادرة من الآخرين والشفقة على الطفل إنما هي أمور معيقة فالموقف ليس بحاجة إلى الشفقة إنما بحاجة إلى المشاركة الوجدانية.
10 - تذكر أن الطفل هو طفلك هذا الشخص الذي تنشغل به إنما هو طفلك أولا وقبل كل شيء ومع التسليم بأن نمو هذا الطفل قد يختلف عن ذلك الذي يمر به الأطفال الآخرون لكن هذا لا يجعل طفلك أقل قيمة أو أقل إنسانية أو أقل أهمية أو أقل حاجة لحبك ووالديتك .. أحبب طفلك واستمتع بوجوده فالطفل يأتي أولا وبعد ذلك تأتي حالة الإعاقة. (د. الشناوي،1997 م)"
كل هذا الكلام عن طرق الإرشاد كما سبق القول يتحدث عن مجتمعات ليست هى المجتمع المسلم الحقيقى حيث الكل فى خدمة بعضه البعض فمشكلة المؤلفة قلوبهم هى مشكلة كل المجتمع المسلم ومن ثم فالناس يقوم كل منهم بدوره تجاه مساعدة الأسرة بحيث يمكن أن تعيش تلك الأسرة مستقرة وليست فى حالة إزعاج دائم عندما يقوم كل قريب أو جار باجلاس المؤلف قلبه معه ساعة أو أكثر ومن ثم يخفف الحمل عن الوالدين ويقومان بمهمة تربية الأولاد غيره فالمجتمع كله يساعد بعضه البعض
البحث يدور حول إرشاد المؤلفة قلوبهم وهم ذوى الاعاقة العقلية فى تعبير القوم وهى تعبيرات لا تعبر عن الحقيقة فاسم المجانين فى كتاب الله هو المؤلفة قلوبهم وهم المركبة أنفسهم تركيبا مخالفا لتركيب النفس فى الناس العاديين
وكما هى عادة أساتذة وباحثى الجامعات فى بلادنا فإنهم مجرد نقلة فقط عن الغرب وسواه لا يفكرون فى تراثهم الكتبى ولا حتى فى تراثهم الشعبى ولا حتى يلجئون إلى كتاب الله ومن ثم لن نجد شىء فى البحث سوى النقل
وسبب تأليف الباحث للكتاب هو إرشاد أهل الأطفال ذوي الإعاقة العقلية كما قال :
"أما بعد:
انطلاقا من الكلمة التي تقول (أعط كل ذي حق حقه) فإنه تزايد الاهتمام بالفئات الخاصة من الناس لإعطائهم حقوقهم من الرعاية والتأهيل وهذا الاهتمام ليس مقتصدا عليهم فحسب بل تعدى إلى الاهتمام بأسرهم ... ولذلك اتخذت إرشاد اسر ذوي الإعاقة العقلية عنوانا لبحثي حيث وجدت أن آباء الأطفال ذوي الإعاقة العقلية غالبا ما يواجهون أنواعا من المشكلات والهموم التي تفوق مسؤوليات تربية الأطفال التي يواجهها الآباء ذوو الأطفال الأسوياء، وكلما تطورت تلك الحاجات والمشكلات اتجه الآباء للبحث عن طرق لتحديد هذه المشكلات ومناقشتها وحلها وهنا يأتي دور المرشد في مساعدة هؤلاء الآباء للتغلب على يأسهم ومشكلاتهم وقلقهم واعتقاداتهم الخاطئة نحو طفلهم المعاق وبالتالي يساعد المرشد هؤلاء الآباء على التكليف مع وضع طفلهم وعلى تقبله وحبه وذلك من خلال حلول يتم اختيارها من قبل الآباء بالإضافة إلى مساعدة المرشد لهؤلاء الآباء على تطوير مهاراتهم وخبراتهم الضرورية ليكونوا قادرين على استخدامها والاستفادة منها لحل مشكلاتهم المستقبلية "
وقد استهل البحث بتعريف عملية الإرشاد فقال :
"تعريف الإرشاد:
الإرشاد هو عملية مساعدة بين محترفي مهنة الإرشاد من ذوي الخبرة الواسعة وآباء الأطفال غير العاديين الذين يعملون نحو فهم أفضل لهمومهم ومشكلاتهم ومشاعرهم، فالإرشاد هو عملية تعلم تركز على النمو الشخصي للآباء الذين يتعلمون لاكتساب الاتجاهات والمهارات الضرورية وتطويرها واستخدامها لحل مشكلاتهم وهمومهم حيث تتم مساعدة الآباء ليصبحوا أفراد يعملون على أكمل وجه لمساعدة أطفالهم والاهتمام بالتوافق الأسري الجيد. (استيورت، 1993 م)
يوضح لنا التعريف السابق بأن الإرشاد مساعدة تتم بين متخصص في هذه المهنة ويسمى المرشد والثاني المسترشد والذي يطلب المساعدة للتغلب على المشكلات التي تواجهه وذلك بمساعدة وخبرة المرشد والذي يوجه المسترشد نحو تطوير مهاراته واستخدامها في حل مشكلاته."
والإرشاد هو التعاون الذى أمر به الله فقال :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
والتعاون على الخير لا يستلزم وجود تخصص فى هذا ألأمر وإنما كل من علم شىء يقدم المساعدة
وإن وجد متخصص فى تلك العملية فهو ضمن المنظومة الصحية وهو الطبيب النفسى
وثنى الباحث بتعريف الإعاقة العقلية فقال :
"تعريف الإعاقة العقلية:
((الإعاقة العقلية: تشير إلى حالة من الانخفاض الدال في الوظائف العقلية العامة تظهر أثناء فترة النمو وينتج عنها أو يصاحبها قصور في السلوك التكيفي)). (د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي 1995م)"
وهذا التعريف تعريف خاطىء فالاعاقة المذكورة لا تصيب الأطفال فقط أثناء النمو وإنما تصيب الكبار خاصة من وصلوا أرذل العمر حيث يفقدون وظائفهم العقلية بالتدريج حتى ينتهوا إلى مرحلة انعدام النطق تماما كما كانوا عند الولادة وفى هذا قال تعالى :
" ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا لا يعلم بعد علم شيئا"
ومن ثم فالتعريف الشامل للكل هو :
سلوك الإنسان سلوكا مخالفا لسلوك عامة الناس دون تعمد عصيان الله فى أمور متعددة كالأكل والشرب والإخراج واللبس والكلام والتعامل مع المال
وتحدث الباحث عن احتياجات أسر المؤلفة قلوبهم فقال :
"حاجات أسر الأطفال ذوي الإعاقة العقلية:
إن وجود طفل ذو إعاقة عقلية يفرض على والديه وأسرته ظروفا خاصة وحاجات خاصة لمواجهة هذه الظروف والتعامل معها، ويمكن القول بأن وجود مثل هذا الطفل في الأسرة يمثل مصدر من مصادر الضغوط المزمنة والتي قد تتحول إلى أزمات عند نقاط زمنية معينة، وهذا يفرض على الوالدين مجموعة من المهام ويولد لهما مجموعة من الحاجات الخاصة بها. (الشناوي،1997)
وقد وصف كل من كاري Carey وولكن wilkin واقع الرعاية المجتمعية للأسر بصيغة روتين العناية اليومية والأعمال المنزلية وإن العبء الأكبر تتحمله الأمهات مع تقديم الآباء للدعم ومن ثم تأتي الأخوات رغم الهام كل من الآباء والأخوات قليل وقد وجد أن الدعم من المصادر الأخرى محدود جدا من ناحية التوجيه والمعلومات والدعم المعنوي والمادي ...
وإن آباء المراهقين والراشدين المعاقين عقليا مجموعة لا يتم البحث عن حاجاتها في معظم الأحيان .. فحاجاتهم والصعوبات التي يواجهونها قد تختلف إلى أبعد الحدود عن حاجات ومشكلات آباء الأطفال، حيث أن نسبة كبيرة من الراشدين وذوي الإعاقة العقلية عاطلون عن العمل أو منهمكون بنشاطات مهنية غير مناسبة وهنالك مشكلة كبيرة يفكر بها الآباء حول مستقبل أنهم عندما لا يعود بمقدورهم تقديم العناية له والتساؤل حول أين وكيف سيعيش طفلهم المعاق في سنين الرشد.
كذلك إن حاجات واتجاهات أخوة الأطفال المعاقين عقليا قليلا ما يتم الاهتمام بها، فقد عبر الأطفال في دراسة أجريت لهم عن رغبتهم في الحصول على المزيد من المعلومات عن الإعاقة وعن مصادر المساعدة وطرقها، كذلك فإنهم عبروا عن الحاجة إلى التوجيه فيما يتعلق بسبل التعامل مع الطفل والإرشاد الجيني والتفاعل مع أخوة الآخرين .. (د. سرطاوي، د. الحديدي، د. الخطيب،1992م)."
الباحث هنا بحث عن الاحتياجات التى تحتاجها أسر المؤلفة قلوبهم وقد شرع الله للمؤلفة قلوبهم راتب شهرى من أموال الزكاة للنفقة عليهم فقال تعالى :
" إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم"
إذا الاحتياج الأول هو مال للانفاق على المؤلف قلبه من حيث كل شىء واما التعامل الحسن معه فهى وظيفة المجتمع كله وليس والديه وأخوته ومن ثم فالمجتمع من خلال مشافيه ومدارسه وكلياته ومؤسساته الإعلامية وغيرهم يعلم الناس كيفية التعامل معهم من خلال مواد التعليم المختلفة
ومن ثم إذا تعلم المجتمع التعامل الحسن مع كل الناس كما قال تعالى :
"وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"
فالآية شملت كل ناس المجتمع ومن ثم فالمجتمع المسلم إن سار على تطبيق أحكام الله فهو ليس بحاجة لكل ما قيل فى هذا البحث
وقدم الباحث على لسان أجنبى بعض الاقتراحات فقال :
"يقدم جوردون Jordon بعض الاقتراحات حول ما يمكن لمن يساعد والي الأطفال ذوي الإعاقة العقلية أن يعمل من أجلهم:
1 - إن الآباء يحتاجون من اللحظة الأولى التي يحدد فيها أن الطفل غير عادي إلى خدمات تقدم لها دون الحاجة أن يبحثوا عنها، خدمات تنظم من أجلهم بدلا من أن تكون خدمات يحركونها لأنفسهم.
2 - إن والدي الأطفال المعاقين يحتاجون إلى التحدث مع آباء مثلهم لديهم أطفال معوقون حتى ولو كان لمجرد أن يدرك الأب أو الأم أن هناك غيرهما لديهم مثل مشكلاتهم أي لديهم أطفال مثل طفلهم وأنهم يعيشون مع هذا العبء الكبير.
3 - إن الآباء يحتاجون إلى المتخصصين الذين لديهم إعداد أكاديمي مناسب ولديهم ثبات انفعالي، وعلى استعداد أن يواجهوا الموقف معهم. وأن يتعاطفوا معهم وينقلون لهم صورة واقعية للحالة الراهنة للطفل المعاق والتوقعات التي يمكن إجراؤها والتكهن بها.
4 - ربما تكون أكبر مساعدة أولية يمكن تقديمها للوالدين هو احترام مشاعر الصدمة والخوف والقلق لديهم، ويكون الوالدين بحاجة إلى التعبير عم مشاعرهما أكثر من الاستماع إلى تأكيدات بأن كل شيء سيكون على ما يرام. (الشناوي،1997 م).
يتضح مما سبق بأن الأسرة تحتاج إلى شخص يربط بينها من جهة والخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية ويقوم بالتفسير والتوضيح والتوجيه من جهة ثانية ... بالإضافة إلى أن الخدمات لن تكون فعالة إلا إذا قدمت المساعدة بشكل منتظم يعتمد عليه وإذا انسجمت مع بنية العائلة وأسلوبها في العيش والتكيف في المجتمع."
هذا الكلام هو عن مجتمع غير مسلم ليس فيه تشريعات إلهية تقدم الحلول لكل المشاكل وإنما هو مجتمعات تحكمها التشريعات الوضعية وهى تشريعات تتعامل مع تلك الحالات على أساس عزلهم عن المجتمع فى الغالب وهو عكس ما أمر الله به وهو أن تلك الحالات يجب أن تعيش فى الأسرة ويكون لها وضع خاص فمثلا سمح الله بتواجد المجانين وهم غير أولى الإربة أى العقل من الرجال مع النساء فى البيوت فقال :
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهم أو اخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء"
ومن ثم سمح بانكشاف بعض عورات النساء أمامهم لأن النساء بحكم وجودهن قارات فى البيوت هم من يقمن بالدور ألأكبر فى التعامل معهم أكلا وشربا ونظافة وغير هذا
وحدثنا الباحث عن اختلاف الاعاقة التى يسميها العقلية عن الاعاقات الجسدية فقال :
"المشكلات الخاصة بالإرشاد في مجال الإعاقة العقلية:
تختلف الإعاقة العقلية عن أي إعاقة أخرى يمكن أن تصيب الطفل مثل الإعاقات السمعية أو البصرية أو الحركية، فمشكلة الإعاقة العقلية متعددة الأبعاد ولجوانب، فهي مشكلة صحية ونفسية وتربوية واجتماعية وهذه المشكلات أو الأبعاد متشابكة ومتداخلة حيث يعاني الطفل من لعديد من المشكلات في آن واحد"
وحدثنا عن صدمة الوالدين عند اكتشاف الجنون فقال :
"ونتيجة لذلك فإن طبيعة الإعاقة العقلية تفرض مجموعة من المشكلات وهي:
أولا: مشكلة التشخيص:
يعتبر موقف التشخيص واحد من أصعب المواقف التي يتعرض لها الوالدان فعند التوجه بالطفل للطبيب بعد ملاحظة مجموعة من الأعراض البدنية أو السلوكية فإن الوالدين لا يتوقعان تلك الصدمة التي يتلقونها عادة نتيجة إخبارهم بوجود إعاقة لديه، وفي الواقع فإن الوالدين يكونان في العادة غير قادرين على موجهة هذه المشكلة بشكل واقعي أو أن ينظروا إليها في صورة بناءة، وبذلك فإنهما يكونان في حاجة إلى المساعدة في التعامل مع انفعالاتهم وكذلك في التخطيط لطفلهم، ويشتمل إرشاد هؤلاء الآباء على تشجيعهم على تقبل التقدير الواقعي للتغيرات التي ستحدث ولتحديد لتوجه المناسب. (الشناوي 1997م)"
والمفترض فى أى مسلم أن يكون مستعدا لتحمل أى ابتلاء مهما كان كما قال تعالى :
" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"
وقال على لسانهم :
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
وكما هى العادة يخبرنا الباحث بالمقاييس والاختبارات العربية فى التشخيص فيقول:
"وهناك بعض الإرشادات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في عملية تشخيص الإعاقة العقلية، ومن أهم هذه الإرشادات:
1 - يجب أن تكون الأنشطة المتضمنة في الاختبارات والمقاييس المستخدمة في التشخيص مسلية وجذابة للطفل حتى يقبل على الاستجابة بقدراته الحقيقية، وحتى لا ينفر منها أو عليها، ويحجب استجابته نتيجة لنفوره من النشاط أو ملله منه وليس لعدم قدرته على الاستجابة.
2 - يراعى عند اختيار الأنشطة المستخدمة في عملية التشخيص أن تكون متنوعة ومتعددة.
3 - ينبغي أن تكون الأسئلة الموجهة إلى الطفل واضحة ومباشرة بحيث لا يحتمل السؤال أكثر من معنى واحد، ولا يحتاج الإجابة عليه إصدار تعليمات أو وضع افتراضات.
4 - يجب أن تكون الأسئلة في مستوى قدرات الطفل وإمكاناته، وأن نبدأ بالأسئلة السهلة والبسيطة ثم نتدرج إلى الأصعب ...
5 - يجب أن تكون الأبعاد المراد قياسها محدودة بدقة.
6 - وأخيرا يراعى عند رصد استجابات الطفل ألا نلجأ إلى تفسير معناها أو الإرشاد إلى ما وراء هذه الاستجابات، بل تسجل كما هي دون تأويل. (د. إبراهيم،1993م)."
والجنون أى ما يسميه الباحث وغيره لا يحتاج إلى تشخيص من أحد لأنه يعرف من خلال الناس العاديين لأن العلامة معروفة وهى سلوك الطفل غير سلوك الأطفال العاديين فى ألأمور المعتادة كالنظافة والأكل والشرب واللبس
ومن ثم فالاختبارات والمقاييس الغربية وغيرها ليست مقاييس للجنون والعقل لأن تلك الاختبارات والمقاييس أعدت فى بيئة مخالفة لباقى البيئات فكل المقاييس والاختبارات الغربية عندما اخترعت تم اختراعها لتناسب طبقة واحدة فقط وهى الطبقة الغنية حيث كان التعليم فى الغالب قاصر على أبنائها
ومن ثم الأسئلة الموضوعة فى تلك الاختبارات وضعت لطبقة معينة متوافر لها كل الأسباب ومن ثم فنسب الذكاء التى تظهر عند تلك الطبقة مرتفعة بينما تنخفض فى الطبقات الفقيرة لعدم وجود سبل للتثقف والتعلم إلا نادرا أو قليلا
وحتى عندما أراد أساتذة الجامعات عندنا تغييرها فإنهم لجئوا إلى اجراء اختبارات التى بدلوا فيها على تلاميذ المدارس التجريبية والدولية والمدارس فى الأحياء الراقية
ومن ثم تلك المقاييس مرفوضة تماما وإنما يعود تقرير الجنون للعرف العام وهو مخالفة الطفل المؤلف قلبه سلوك الأطفال العاديين فى ألأمور المعتادة كالنظافة والأكل والشرب واللبس
وحدثنا الباحث صعوبة التشخيص فقال:
"ونرى مما سبق ذكره بأن تعدد فئات الإعاقة العقلية، وتعد الأسباب والعوامل المؤدية إليها ثم تعدد مظاهر الإعاقة وملامحها واختلاف هذه المظاهر والملامح من حالة إلى أخرى ويجعل من عملية تشخيص الإعاقة العقلية عملية صعبة جدا أو معقدة، ويحتاج إلى دقة وذلك لأن تشخيص حالة الطفل بأنه معاق عقليا يعني وضعه في فئة معينة من الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وتأهيل من نوع خاص وحتى يمكن انتقاء أنواع البرامج العلاجية والتأهيلية المناسبة لهم. بالإضافة إلى أن الأطباء والمتخصصين يجب أن يكونوا عطوفين ويتمتعون بقدرة جيدة على الإصغاء وأن يكونوا قادرين على الاستجابة للحاجات النفسية للأسرة ولا يقتصر دورهم على تقديم المعلومات فقط."
وهذا الكلام كله لا جدوى منه فهو تطبيق لمقولات مستوردة لا تفيد فى المجتمع المسلم
وحدثنا عما سماه ردود غعل الأبوين فقال :
"ردود فعل الوالدين على الإعاقة العقلية:
إن كثيرا من الآباء يتوقعون طفلا سليما معافى ويخططون على هذا الأساس، وقبل الولادة لا يفكر الأهل عادة تفكيرا جديا في خطر ألا يكون مولودهم طبيعيا. .. حيث يشعر بعض الأهل عند إبلاغهم بأن طفلهم معاق عقليا بأنهم لن يستطيعوا أن يحبوه ويرعوه، ولكن هذا الشعور الذي هو رد فعل طبيعي للصدمة، يزول عادة بعد بضعة أيام أو أسابيع، وقد تقرر الأسرة ألا تصدق الإنسان الذي شخص الإعاقة العقلية. وتنتقل الأسرة من طبيب إلى آخر على أمل العثور على واحد يمكنه أن ((يعالج)) الطفل وكثيرا ما يفشل الأطباء والأخصائيون الآخرون في أن يفسروا بوضوح، وبطريقة يتقبلها الأهل ما هي الإعاقة العقلية، وكيفية مساعدة الطفل ... ؟ وعندما يتأكد الأهل أن طفلهم متخلف حقا فإنهم قد يشعرون بالأسى والضياع كما لو أن الطفل قد مات، فالطفل الذي خططوا له وحلموا بمستقبله لم يولد، بل إنهم حصلوا على طفل معلق عقليا لم يكونوا يتوقعونه ولا هم يفهمونه ...
ولكن بعض الأهل يستمرون في رفض تصديق أن الطفل معوق عقليا بالفعل، وقد يرجعون هذه الإعاقة إلى أن طفلهم يواجه مشكلات وصعوبات ولكنه سيشفى منها. وكثيرا ما يرفض أمثال هؤلاء الأهل إرسال ابنهم إلى مدرسة للمعاقين عقليا."
وكما سبق القول فإن المجتمع المسلم يعلم من فيه احتمال كل المصائب أيا كان نوعها ومن ثم فالمجتمع المسلم يسلم بما كتبه الله ويتعامل معه على أساس ما قرره الله فى أحكامه
وحدثنا عن عقدة الذنب التى يشعر بها الأبوين أحدهما أو كلاهما بأنه السبب فى وجود الجنون فى طفله أو طفلته فقال :
"الشعور بالذنب:
يشعر كثير من الأهل أحيانا بالذنب اتجاه ابنهم وقد يخالجهم الشك بأن الطفل معوق لأنهم ارتكبوا خطيئة ما وأن ما حصل إنما كان نتيجة مباشرة لما فعلوا أو عقاب سماوي لارتكابهم الخطيئة، ويزيد هذا الموقف من صعوبة تقبلهم الطفل ومساعدته على تحقيق التقدم، وقد تعتقد الأم أن عجز ابنها عن المشي أو استعمال المرحاض أو الأكل بمفرده ليس إلا عقابا لها على خطيئتها. ولكي لا ترفض العقاب فإن الأم تقرر عدم تعليم ابنها المهارات، أما الأب الذي يظن أن خطاياه قد فعلت ما فعلت من أذى فقد لا يسمح لابنه بالخروج من البيت تجنبا لأي أذى آخر أ, حادث يحصل للطفل.
وقد يلوم الوالدان أحدهما الآخر أحيانا، وقد يلوم الأجداد الصهر أو الكنة على ما حدث وتكون نتيجة ذلك شجارات عائلية لا فائدة منها وإذا لم يكن بين الوالدين قرابة دم فقد يلومهما الأجداد على أن في عروق أحدهما دم فاسد ويحاول بعض الأهل إبقاء الطفل بعيدا عن اللقاءات عائلية وعند زيارة الأقارب لكي لا يكتشف الأقارب إعاقة الطفل.
وقد يشعر الأهل بفقدان كبير في الثقة بأنفسهم نتيجة إنجاب طفل معاق وبالتالي فإنهم يشكون بقدرتهم على فعل أشياء أخرى بشكل جيد، وقد يصاب الأهل وخصوصا الأمهات بالاكتئاب نتيجة لهذه المواقف والمشاكل (د. كرستين مايلز 1994م)"
وكل هذا ناتج من التعليم الخاطىء فالمسلم يعرف أن الحسن والسوء أى الشر والخير كلاهما ابتلاء من الله كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
فالعملية لا تزيد عن كونها ابتلاء من الله
وحدثنا عن الرعاية الزائدة من قبل البعض للطفل المؤلف قلبه فقال :
"الحماية الزائدة:
يتجه بعض الآباء إلى الزيادة في حماية ابنهم المعاق عقليا حيث إنهم يعتقدون أنه من القسوة أن تدفع الطفل المعاق إلى أن يحقق إنجازات يتصورون أنها أكبر من قدراته وإمكانياته، ولذا فقد يستقر في أذهان الآباء حدودا غير واقعية عن إمكانيات الطفل وقدراته على أداء الوظائف والتي قد تكون أقل من قدراته الفعلية ويعمل الآباء على أن يحتفظوا بالطفل في مدى هذه الحدود.
ويعتقد بعض الآباء أن طفلهم قد يكون موضع سخرية أو استغلال من المجتمع إذا لم يكونوا هناك لحمايته، وإذا ما خاف الوالد على ابنه من المجتمع وعمد إلى حمايته حماية زائدة فإن الطفل لن يكون عاجزا من الناحية الذهنية فقط بل ومن الناحية الاجتماعية أيضا (د. روز ماري لامبي، د. ديفي دانيلز- مورنج 2001م)
ويتبين لنا أن الأسرة يمرون منذ معرفتهم بأن طفلهم يختلف عن بقية الأطفال ببعض المشاعر التالية أو بها مجتمعة كالشعور بالصدمة، الحزن، الغضب، الإحباط، الخوف، العزلة، القلق، فقدان الثقة بالنفس، مشاعر رفض الطفل، الخوف الشديد من المستقبل، التعب والتوتر."
وهذا الكلام لا يوجد فى المجتمع المسلم الذى يعاقب على أى لفظ مسيىء كألفاظ الاستهزاء والسب كما يعاقب الضاحكين على المبتلين عقابا جسديا بالجلد وأنا هنا أتكلم عن المجتمع المسلم الحقيقى وليس عن مجتمعاتنا الحالية
وتحدث الباحث عما سماه الإرشاد الوراثى فقال :
"الإرشاد الوراثي:
الإرشاد الجيني:
هو النقاش بين المرشد الطبي للتدريب الخاص والآباء المتوقعين لاحتمالات إنجاب طفل معاق. وإن الإرشاد الجيني يمكن أن يوفر للآباء معلومات قيمة وصحيحة وبإمكانه تقرير ما إذا كان الطفل سيخلق بشذوذ صبغي من عدمه كما هو الحال في مرض داون سندروم والهدف من الإرشاد الجيني هو توفير معلومات دقيقة للمسترشدين حتى يتسنى لهم اتخاذ قرار مفيد فيما يتعلق بإنجاب أطفال. فالإجراءات طبية تسمى أمينوسنتيسس وهي تستخدم لتشخيصات ما قبل الولادة بصورة متكررة. وتعتبر مفيدة للآباء الذين سبق لهم إنجاب طفل ذي شذوذ صبغي أو عندما تقع الأم ضمن جماعة معرضة للخطر الكبير.
وقد أشار كل من بيسون ودوجلاس إلى أن الإجراء الطبي يعتبر ملائما للحمل في الأسر ذات الماضي الطبي بتشخيص المرض الوراثي، مثل مرض تايساتش وهي مادة دهنية في المخ تؤدي زيادة المخزون منها إلى تدهور في الأداء الوظيفي للمخ ووفاة الطفل في العام الأول أو الثاني. وفقر الدم البحري وأنيميا الخلية المجلية وكثير من الأخطاء الوراثية الخاصة بالأيض. يتم إجراء أمينو سنتيسس، أي الاختبار الطبي خلال الثلاثة أشهر الثانية من الحمل (16 إلى 18 أسبوعا من اليوم الأول لآخر دورة شهرية).
ويستغرق إجراء هذا الاختبار حوالي 10 إلى 15 دقيقة بالنسبة لمريض العيادة الخارجية، وهذا الإجراء يتضمن استخراج عينة من سائل كيس النخط المحيط بالجنين.
فالسائل الذي يحتوي على خلايا جينية يتم تحليله لغرض الشذوذ الصبغي ويحتاج إجراء لاختبارات أيضا أسبوعين أو 3 أسابيع، وهذا يعطي الأم وقتا قليلا للتفكير في الإجهاض في الثلاثة أشهر الثانية إذا كان الجنين غير طبيعي. وهذا الإجراء الذي يطبق في الأسبوع العاشر من الحمل يستخدم نسيجا إضافيا مطابقا تماما لخلايا الجنين الجينية، فالنسيج فيما بعد يحلل للكشف عن الكروموسوم الصبغي الإضافي كالموجود في زملة داونسندروم ويختبر مع العنصر الأساسي في الجينة الموروثة لتحديد أنيميا لخلية المنجلية، أو لإجراء فحص لمرض تايساتش (أستيورت، 1993)
ويتضح لنا أن الإرشاد الوراثي يقوم بمرشد متخصص في الجوانب الوراثية مناقشة زوجين أو شخصين ينويان الزواج حول احتمال أن يكون لديهما نسل يعاني من عيوب ترجع لعوامل وراثية ومن ثم اتخاذ القرار المناسب حول إنجاب أطفال من زواجهما"
كل هذا الكلام عن الأثر الوراثى ليس علميا ولا قيمة له فلكى يكون الكلام صحيحا يجب إجراء الاختبارات على كل البشرية وليس على مجموعات نادرة منها لأن الكلام عن ذلك الأثر يحرم ما أحل الله من زواج مثلا أولاد العمومة أو الخئولة أو غيرهم من الأقارب
الجنون أى تأليف القلب لا علاقة له بخلايا الجسد بدليل مسماه الاعاقة العقلية فالعقل هو المنوط به الجنون عند القوم ومن ثم فالقوم عندهم خبل فكيف يكون للجسد علاقة إذا المرض مرضا عقليا والعقل هو شىء نفسى وليس جسدى إلا عند من يعتقدون أن المخ هو العقل وهو كلام لا أساس له من الصحة
إن عملية توقع مرض عقلى إذا تزوج فلان أو فلانة هو ضرب من علم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله
وكل ما دار ويدور فى كواليس الغرب هو عمليات نصب وتجارة وبيع للوهم وهو لا يعتمد العلم كمقياس فحتى لو اتخذنا المقياس الاخصائى عن المجانين فى عالمنا فسنجد النسبة الكبرى هى لغير الأقارب وحوالى خمسة فى المئة أو أقل للأقارب والمفترض طبقا للأثر الوراثى أن تكون النسبة الكبرى من المجانين نتيجة زواج الأقارب
وتحدث عن المصيبة الكبرى فى التعامل مع المؤلفة قلوبهم وهو عزلهم فى معاهد أو مشافى خاصة فقال :
"الإرشاد حول الإلحاق بالمعاهد الداخلية:
يجب على المرشد أن يهيئ نفسه لمناقشة مسألة إيداع الطفل في معهد مع الوالدين وهذا الإيداع يترتب عليه فصل الطفل عن أسرته وهناك أربعة جوانب تؤثر على التوجه نحو إيداع الطفل أحد المعاهد وهذه العوامل هي:
1 - مستوى الإعاقة العقلية لدى الطفل:
إنه لمن المعتاد أن يبدأ التفكير في إيداع الطفل إذا كانت أعاقته من النوع الشديد أو العميق حيث تكون حاجات الطفل بعيدة عن أن يمكن تدريبه على الوفاء بها.
2 - الحالة الاقتصادية:
و لأن الطفل الذي لديه إعاقة عقلية شديدة أو عميقة يحتاج إلى رعاية خاصة ومراقبة فإن الأسرة قد تحتاج إلى إنفاق أكبر لمواجهة هذه الحاجات وحين تعجز مورد الأسرة عن ذلك فإن التفكير يتجه إلى الإيداع في معهد للإقامة والرعاية.
3 - ظروف البيئة وإمكانياتها:
قد تدعو الحاجة أحيانا إلى إيداع بعض حالات الإعاقة العقلية معها للإقامة شبه الدائمة نتيجة لعدم وجود معاهد في البيئة المحلية (مثلا قرية صغيرة) وعدم وجود إمكانيات نقل الطفل يوميا إلى معهد للرعاية النهارية وهنا يبدأ التفكير بالبديل المناسب وهو إلحاق الطفل بمعهد داخلي.
4 - المشكلات السلوكية:
تعتبر المشكلات السلوكية عاملا هاما يدفع الآباء إلى التفكير في إلحاق الطفل المعاق بمعهد للإقامة الداخلية.
5 - ظروف الأسرة:
في حالات الأسر التي تعيش درجة عالية من الانضباط بسبب وجود الطفل المعاق فإنها عادة تفكر في إلحاقه بمعهد داخلي كنوع من أنواع إبعاد مصدر الضغط.
لاشك أن إلحاق الطفل بمعهد داخلي وفصله عن الأسرة يمثل مشكلة سواء للطفل أو للوالدين، ويجب على المرشد أن يساعد الأسرة في حل هذه المشكلة والقاعدة الأساسية أن الإلحاق بمعاهد داخلية تبدو الحاجة له عندما تدعو ظروف الطفل إلى خدمات من نوع يصعب توفيره في الأسرة، أو يكون الطفل قد أصبح يمثل خطرا على نفسه أو على أسرته أو على المجتمع، أو تكون معاناة الأسرة نفسها من وجود الطفل قد وصلت لدرجة تهدد وحدة الأسرة وتوافقها، ويجب ألا يكون التفكير في الإلحاق بالمعاهد الداخلية قائما على مجرد مستوى الذكاء أو الفئة التصنيفية التي ألصقت بالطفل.
يقترح باتشاو وبيريل خطوط إرشادية للإيداع في المعاهد:
1) يجب أن ينظر للإيداع في معاهد داخلية على أنه الملجأ الأخير الذي تأخذه بالاعتبار فقط بعد أن يصعب الاستفادة من البيئات الأقل تقييدا.
2) إن قرار الإلحاق أو الإيداع بمعاهد يجب أن يكون قرارا مشتركا يشمل كلا من الوالدين والمتخصصين المشتركين في الاهتمام بالطفل.
3) إذا كان ممكنا على الإطلاق فيجب أن يستمر الوالدان في اندماجهما مع الطفل وزيارته واصطحابه إلى البيت في عطلات نهاية الأسبوع وغيرها من المناسبات والعطلات.
4) إن لحاجة للإيداع في معاهد يجب أن تراجع من جانب كل المهتمين على فترات منتظمة وأن تختار بيئة أقل تقييدا لخدمة الطفل عندما يصبح ذلك ملائما (الشناوي 1997م)."
كل هذا الكلام مخالف لما أمر الله به من تواجد المجانين فى البيئة العادية وتلك المشافى والمعاهد هى بالأساس عملية تجارية محضة لأنه لا يوجد مريض عقلى تم شفائه أى عاد من الجنون إلى العقل
فكما سبق القول بعض شياطين الغرب يخترعون علوما للحصول على المال وليس لعلاج الناس أو خدماتهم
المصيبة الكبرى أن مصاريف تلك المعاهد أو المشافى ضخمة فوق تصور الطبقات الفقيرة والمتوسطة والعجيب أنه لا توجد حالة شفاء واحدة وبالقطع هناك مصائب وفضائح تحدث فى تلك المشافى والمعاهد أهمها عمليات الاغتصاب الشهوانى للمرضى وأحيانا بيع أعضائهم
وحدثنا الباحث عن طرق الإرشاد المزعومة فقال :
طرق الإرشاد:
لا شك أن أسرة الطفل المعاق تكون على صلة بمجموعة كبيرة من الناس أما بحكم العلاقات الشخصية مثلا الأصدقاء والأقارب المباشرين وإما بحكم أنهم متخصصون مهنيون مثل الأطباء والأخصائيين النفسيين والمدرسين وغيرهم. وهؤلاء في الغالب يغمرون الوالدين بمجموعة كبيرة من النصائح غير أن هناك مجموعة من الجوانب يجب على من يساعد الوالدين أن يأخذها في الاعتبار:
1 - لا تحاول أن تدعي فهمك التام للخبرة التي يعيشه الوالدان ويمكنك بالطبع أن تكون حساسا متعاطفا نحو الوالدين ومع ذلك فما لم تكن قد خبرته موقفهما فإن عليك أن تكون أمينا معهم.
2 - يمكنك في حدود إمكانياتك وينبغي عليك كذلك أن تقدم المعلومات المناسبة والهامة وأن تريح وتساند الوالدين الذين لديهما طفل شديد الإعاقة...
الإجراءات الإرشادية:
إن إرشاد الوالدين يمر عبر العديد من الإجراءات أولها تكوين العلاقة الإرشادية والتي تتم بين المرشد والمسترشد في حدود معايير اجتماعية تحدد ما هو دور كل منهما وتهدف إلى تحقيق الأهداف العامة والخاصة للعملية الإرشادية. ويعتمد نجاح هذه العلاقة على العديد من العوامل منها: الثقة، والتقبل، وحسن الإصغاء، والسرية، والخصوصية، والاحترام، والدفء، و الحب، والحنان، والمشاركة الوجدانية.
وبعد ذلك تأتي عملية تحديد الأهداف ويجب أن يحدد المرشد والمسترشد أهداف عملية الإرشاد والبدء بالأهداف العامة ومن ثم الخاصة وبالتدريج. بعدها يتم جمع المعلومات المرتبطة بالمسترشد ومشكلته وبيئته وهذه المعلومات يأخذها المرشد من الاختبارات والمقاييس التقديرية والمقاييس السوسيومترية. بالإضافة إلى ذلك معرفة المسترشد وشخصيته ومشكلته من كل الجوانب ومن أهله أو زملائه أو بيئته وباستخدام كافة وسائل جمع المعلومات الممكنة مع مراعاة تعددها والشروط العامة التي تكفل نجاحها والثقة في المعلومات، ومن ثم يتم اتخاذ أسلوب لحل المشكلات حيث يقوم المرشد بمساعدة المسترشد على حل مشكلته... (د. الفرخ، د. تيم،1999م).
...ويجب أن يكون التدخل الإرشادي في وقت مبكر من الأزمة الوالدية والأسرية الناتجة عن تعريف أحد أطفال الأسرة على أنه معوق وبدء ردود الفعل نحوه، ...
وتشمل هذه الطرق بشكل خاص على المساندة العلاجية.
توصيات إرشادية للوالدين الذين رزقا بطفل لديه إعاقة عقلية:
1 - إن أفضل ما يداوي صدمة الآباء عند علمهما بحالة طفلهما هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاسترجاع والدعاء إلى الله أن يلهمهما الصبر على ما أصابهما وأن يعينهما على أن يرعيا هذا الطفل
2 - إن يعلم الوالدان أن للرسول (ص) أوصى بأن نرعى الضعفاء وأن رعاية الطفل المعوق واجب على الوالدين.
3 - أن يعلم الوالدان أنهما ليسا وحدهما فيم أصابهما وأن هناك عشرات ومئات بل وآلاف من مثل حالة طفلهما.
4 - يحسن أن يعبر الوالدان عن مشاعرهما، وأن يعرف كل منهما شعور الآخر إزاء الموقف الذي يمران به.
5 - التحدث مع الأشخاص المقربين في حياة كل إنسان أشخاص يرتاح إليهم ويشعر بالطمأنينة وهو يتحدث معهم عما يشغله وعما يشعر به.
6 - ابحث عن المعلومات
7 - حافظ على نظرة إيجابية لأن النظرة الإيجابية تعتبر واحدة من الأدوات القيمة في حياة الإنسان ليتعامل مع المشكلات.
8 - ابحث عن البرامج المناسبة لطفلك
9 - تجنب الشفقة حيث أن الإشفاق على النفس ومعايشة الشفقة الصادرة من الآخرين والشفقة على الطفل إنما هي أمور معيقة فالموقف ليس بحاجة إلى الشفقة إنما بحاجة إلى المشاركة الوجدانية.
10 - تذكر أن الطفل هو طفلك هذا الشخص الذي تنشغل به إنما هو طفلك أولا وقبل كل شيء ومع التسليم بأن نمو هذا الطفل قد يختلف عن ذلك الذي يمر به الأطفال الآخرون لكن هذا لا يجعل طفلك أقل قيمة أو أقل إنسانية أو أقل أهمية أو أقل حاجة لحبك ووالديتك .. أحبب طفلك واستمتع بوجوده فالطفل يأتي أولا وبعد ذلك تأتي حالة الإعاقة. (د. الشناوي،1997 م)"
كل هذا الكلام عن طرق الإرشاد كما سبق القول يتحدث عن مجتمعات ليست هى المجتمع المسلم الحقيقى حيث الكل فى خدمة بعضه البعض فمشكلة المؤلفة قلوبهم هى مشكلة كل المجتمع المسلم ومن ثم فالناس يقوم كل منهم بدوره تجاه مساعدة الأسرة بحيث يمكن أن تعيش تلك الأسرة مستقرة وليست فى حالة إزعاج دائم عندما يقوم كل قريب أو جار باجلاس المؤلف قلبه معه ساعة أو أكثر ومن ثم يخفف الحمل عن الوالدين ويقومان بمهمة تربية الأولاد غيره فالمجتمع كله يساعد بعضه البعض
أمس في 9:43 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى قصة هاروت وماروت
الإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى
» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
السبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
الجمعة نوفمبر 15, 2024 9:18 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال كيف يقوم المخ بالحكم الأخلاقى على الأشياء؟
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:56 pm من طرف رضا البطاوى