قراءة في رسالة الانتخابات .... رؤية شرعية
الكتاب من منشورات الدعوة السلفية وقد استهل مؤلفه الحديث بالكلام عن خلط المفاهيم فقال :
"الحمد لله القائل في كتابه العزيز (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) نعوذ بالله من تلك السبل .. و قبل الشروع في بيان حكم الانتخابات من الناحية الشرعية لا من الناحية السياسية!! والذي دعانا للكتابة في هذا الموضوع هو ما رأيناه من خلط و تلبيس و تدليس بين الحق والباطل ... بين الشورى والديمقراطية!! "
واستهل المنشور بالحديث عن معنى الديمقراطية فقال :
"وإليك البيان .. الديمقراطية جمع كلمتين: ( demos = الشعب)، ( kratos= السلطة) أي: سلطة الشعب!! أو حكم الشعب بالشعب!!
أي أن هذا الشعب هو الذي يسن القوانين لنفسه و يشرع التشريعات المناسبة له غير ملتفت إلى شرع الله! بحيث يكون الشعب هو نفسه السلطة التشريعية! و هو الإله المعبود!! و يتم ذلك بواسطة نواب البرلمان الممثلين للشعب! قال تعالى عن هؤلاء وامثالهم: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم)"
بداية الدخول في بقية المنشور أقول أن الإسلام هو حكم الشعب بمعنى أن الشعب قد اختاره دينا فأى دين سواء سموه مذهبا أو دستورا أو غير ذلك يبدأ برضاء الشعب بالدين كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وفى حالة دين الله الإسلام تنزع حرية الاختيار ممن اختاروه دينا لهم فيكون عليهم طاعة الله وحده كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
وعرف المنشور الشورى فقال :
"أما الشورى فهي: النظر والترجيح في الأدلة - الكتاب والسنة - لمعرفة حكم الله في النوازل من الناحية الشرعية!!."
وهو تعريف خارج على الشرع فالشورى مختصة بناس وليس بالشرع كما قال تعالى :
" وشاورهم في الأمر"
وقال :
" ,امرهم شورى بينهم"
بمعنى أن القرارات في الموضوعات التى جعل الله فيها خيارات متعددة عائدة إلى اشتراك الناس في اختيار خيار منهم فمثلا في مسألة الخطبة يكون هناك تشاور بين الفتاة وأمها وأبيها واخوانها وأخواتها على حسب مكونات الأسرة فمن حق كل واحد أن يقول رأيه في المتقدم ويبقى القرار للفتاة حيث تختار بناء على دراسة أراء الأسرة ومثلا في مسألة الخطة الحربية يتشاور القائد وجنوده لرسم الخطة فيدلى كل واحد برأيه ويتم اختيار أحسن الخطط من قبل الكل ومثلا في مسألة القتل تتشاور الأسرة هل يقتلون القاتل أم يعفون عنه وفى حالة العفو هل يقبلون الدين أم لا
فالتشاور في النهاية هو اختيار خيار من خيارات متعددة كلها مباحة يتم البحث عن أحسنها للمسلمين ومن ثم فالشورى على نوعين:
الأول الشورى الخاصة بأناس محددين كالأسرة أو فريق من المجاهدين
الثانى الشورى العامة كاختيار والى للبلدة أو للدولة وهذه يشارك فيها كل مسلمى البلدة أو الدولة على حسب
وطبقا لتعريف المنشور للشورى يكون القوم قد انتهوا إلى حيث انتهى الكفار وهو أن الشورى خاصة بالعلماء أى بمن يسمونهم أهل الحل والعقد فالله بالإسلام أنهى على حكم النخبة ليعيدها القوم من جديد تحت مسمى أخر وهو أهل الحل والعقد وهو ما جعله الله سبب دخول الناس النار فقال :
"إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم فى النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب وإلعنهم لعنا كبيرا"
ومن ثم الشورى هى لكل المسلمين للضمير في في بينهم وشاورهم راجع لكل المسلمين فحكم المسلمين وهو ملكهم هو حكم جماع ىكله ينفذ فيه حكم الله كما سمى الله مسلمى بنى إسرائيل كلهم ملوكا فقال:
"وجعلكم ملوكا"
ووصف المنشور الانتخابات عن طريق النظام الديمقراطى بالكفر فقال :
"فإذا علمنا أن الانتخابات لا تتم ولا تتحقق إلا عن طريق النظام الديمقراطي و هو نظام كفري - عياذا بالله - فما بني على باطل فهو باطل! قال تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)، و قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)."
والانتخابات الحالية في كل دول العالم هى خروج صريح على الإسلام لأنها تكرس حكم النخبة أو الصفة الغنية والوصولية أى السادة والكبراء
ولأنها تقوم على تزكية النفس وهو ما يسمى الترشح مخالفة قوله تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بما اتقى"
وتحدث المنشور عن مفاسد النظام الانتخابى فقال :
مفاسد النظام الانتخابي باختصار!!
أولا عدم تحكيم شرع الله: ذلك لن النظام الانتخابي يملك الشعب السلطة التشريعية من دون الله!! و هذا بحد ذاته كفر - عياذا بالله - قال العزيز الحكيم: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)، و قال العليم الحكيم: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه)، و قال أحكم الحاكمين: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون).
1 - و في ذلك فتح باب الادعاء بأن الشريعة ناقصة وادعاء أنها لا تقوم بكل مهام الأمة .. والا فما قيمة البحث عن تشريعات جديدة!! و هذا كله مخالف و مناقض لقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
واعلم أخي في الله .. أن هذه المجالس هي نفسها مجلس الآلهة!! التي كانت عند الأمم الوثنية الهالكة من الإغريق والرومان!! - نعوذ بالله من الكفر والخذلان!! - فجعل دعاة الانتخابات - أشعروا أم لم يشعروا - الكتاب والسنة لا يستطيعان أن يقدما الحلول في مثل هذه القضايا!! قال الله تعالى عن مثل هؤلاء وامثالهم: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
2 - الاستهزاء بالكتاب والسنة و جعلهما رأيا من الآراء قابلان للأخذ والرد .. و للقبول والرفض!! و هذا الذي يحصل في المجلس التشريعي تماما! و قد نهى الله عن مجالسة من هذا حالهم قال تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا).
3 - و زد على ذلك تبني المبدأ العلماني " فصل الدين عن الدولة!! " - شعر بذلك دعاة الانتخابات أم لم يشعروا!! - و بيان ذلك أن يقال: أن النظام الانتخابي يحمل في طياته بل من مبادئه!! أن مصدر السلطة سواء أكانت تشريعية ... أم تنفيذية ... أم قضائية هو الشعب ... لا دخل للكتاب والسنة فيها!! رضي بذلك الإسلاميون أم لم يرضوا .. نعوذ بالله من الخذلان.
4 - ناهيك عن إخضاع كل شيء يطرحه النواب للتنفيذ لعملية التصويت بحيث يكون المعتبر في المجلس الأغلبية فقط و لو كانت غوغائية .. و لو خالفت الكتاب والسنة!! و هذا تأصيل باطل يؤدي حتما إلى باطل، قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، و قال العليم الحكيم: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).
آلله أمر بذلك ... أم على الله تفترون؟!
5 - تسوية النظام الانتخابي بين صوت المسلم والكافر!! والعالم والجاهل!! والرجل والمرأة!! وقد سمعنا من يسوغ هذا ويقول بأن التسجيل للانتخابات واجب ديني .. وحكمها حكم الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم!! فاعلم يا عبد الله أن هذا كله باطل حرام لأن الله فرق بين شهادة - صوت!! المسلم والكافر .. والعالم والجاهل .. والرجل والمرأة!! قال العزيز الحكيم: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)، و قال سبحانه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب)، و قال اللطيف الخبير: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)، وقال عز و جل: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، وقال أحكم الحاكمين: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)، فكيف نساوي بين من فرق بينهم العزيز الحكيم ما لكم كيف تحكمون؟! فتنبه .. و لا تكن من المعرضين!!"
وما قاله القوم هنا صحيح في معناه ومضار الانتخابات معروفة فهى تكريس لحكم الأغنياء ومنافقيهم كى يستولوا على ثروات البلد ويتصرفون فيها على هواهم
وتحدث المنشور عن الغايات والوسائل فقال :
"بين الغايات ... والوسائل!!
ثانيا: تبني الفكرة اليهودية القائلة بأن الغاية تبرر الوسيلة!! و بيان ذلك: أن الغاية فيما يزعمه دعاة الانتخابات هو اصلاح العباد والبلاد!! فيستخدمون الوسيلة المحرمة - الانتخابات - لتحقيق ذلك و هذا في حد ذاته مخالف للقاعدة الشرعية الصحيحة " الوسائل تأخذ أحكام المقاصد - يا أهل المقاصد!! - " أي أنه إذا كان المقصد حلال فالوسيلة يجب أن تكون حلالا أيضا .. - نعوذ بالله من زمان أصبحت فيه الوسائل غايات!! والغايات وسائل!! فتنبه و لا تكن من الغافلين! و فوق كل ذلك إن الأخذ بالنظام الانتخابي معناه " قضاء على الغاية بالوسيلة! " ذلك أن الغاية في النظام الانتخابي إقامة حاكمية الله - زعموا! - والوسيلة الاعتراف بحاكمية الشعب من دون الله!! و يكون ذلك بواسطة النظام الديمقراطي الذي يملك الشعب السلطة التشريعية، فالشعب هوالذي يحكم نفسه بنفسه!! قال العزيز الحكيم: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم)، و قد سمعنا من يقول إننا ندخل تلك المجالس لإصلاحها و تغييرها إلى الخير!! فلننظر إلى مصر ... الأردن ... اليمن ... الجزائر!! ما الذي حصدناه من وراء تلك المجالس والانتخابات والديمقراطيات .. فتنبه و لا تغتر يا مسكين!! ناهيك عن عقد التحالفات مع بعض الأحزاب العلمانية على أساس نصرة الديمقراطية! والتعددية! والاعتراف بحرية الرأي والرأي الآخر - واحترام تلك الآراء وان كانت كفرا بواحا!! - و هذا مشاهد و بين! - و لا حول و لا قوة إلا بالله -."
والخطأ هنا هو نسبة مقولة الغاية تبرر الوسيلة لليهود فهى مقولة موجودة من بادية البشرية من أول جريمة قتل ابن آدم لآخيه فالأخ حسب الرواية المعروفة والتى قد لا تكون صحيحة كانت غايته أخته الأجمل في نظره وكانت وسيلة الوصول هى قتل الأخ
وتحدث المنشور عن الاختلاف والتفرق المذموم فقال :
"حقا إنها الفرقة والاختلاف!!
ثالثا: الاختلاف والتفرق المذموم .. و هذه المفاسد - واضحة - مناقضة و متعارضة مع قول الله تعالى: ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)، و لا شك أن هذه المنازعة - والاختلاف المذموم - تتحقق في الانتخابات فما من حزب إلا و يحاول بكل ما أوتى من المواهب والقدرات أن يتغلب على السلطة و ينزع الحكومة من أيدي القائمين بها إذا كانت من الأحزاب المعارضة و على العكس من ذلك يحاول الحزب الحاكم أن لا يفلت زمام الحكومة من يده بحال - و يحدث جراء ذلك ما لا يحمد عقباه و هذا مشاهد!! -.
نصيحة و ذكرى .. لمن كان له قلب أوالقى السمع و هو شهيد!!"
مما لا شك فيه أن الديمقراطية هى عملية حرب مستمرة بين الأحزاب إن كان نظاما حزبيا وإذا كانت نوابا فهى حرب من المترشحين لبعضهم البعض تستعمل فيها كل الوسائل المحرمة للوصول للكراسى وحتى بعد الوصول للكراسى نجد أن من فاز يستبعد الأخرين من المناصب ويحل محلهم أتباعه ولا ينظر القوم لما يسمى الكفاءة والقدرة على العمل وإنما المبدأ من ناصرنى أناصره أو بتعبير العامة في مصر شيلنى وأشيلك
وتحدث عن التنافس على الزعامة فقال :
"رابعا: الحرص والتنافس على طلب الإمارة .. إن الحرص والتنافس على الولاية - السلطة!! - من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم و حذر منها صحابته الكرام لما فيها من التبعات!! فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم أنا و رجلان من بني عمي، فقالا: يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله!! فقال لهما صلى الله عليه و سلم: إنا لا نولي على هذا العمل أحدا سأله! و لا أحدا حرص عليه!!، و عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة!! فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها!! وان أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها!! " رواه البخاري.
قال الحافظ بن حجر "فمن كان ذا عقل لم يتعرض للطلب أصلا!! " .. فتنبه و لا تكن من الغاوين!!.
و قد سمعنا من يقول بأنه يطلب ذلك اقتداء بنبي الله يوسف عليه السلام عند قوله: (قال اجعلني على خزآئن الأرض)، و لا يخفى عليك تهافت هذا القول!! لأن يوسف عليه السلام ما طلب هذا إلا من بعد أن طلبه منه الملك ابتداء!!: (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين)، أي أطلب و تمنى أيها الصديق بعد أن مكناك وامناك لا كما يفهمها المخالفون!! ناهيك هن نصيحته لعمه العباس وابا ذر رضي الله عنهما! فتنبه و لا تكن من الجاهلين! و لا تغتر بتأويل المبطلين و زخرفة المخالفين!!."
وأمر يوسف(ص) ليس أمر لتولى السلطة وإنما هو انقاذ للبلاد فهو العارف بما سيحدث وهو الوحيد الذى يعرف كيفية الخروج من الأزمة
زد على هذا أن الأمر حدث في دولة كافرة وليس في دولة المسلمين فلن يكن تولى المنصب هدفا للوصول للكرسى وإنما الهدف انقاذ الناس من الموت جوعا فهو مضطر سواء طلبه أو لم يطلبه
وتحدث المنشور عن كون الانتخابات تزكية للنفس فقال :
1 - و لا يخفى عليك ما في الانتخابات من تزكية النفس والتمادح بالباطل والتجارة بعمل الآخرة!! من اجل الدنيا والله المستعان، قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء) و قال سبحانه و تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هواعلم بمن اتقى)."
وهو كلام صحيح المعنى والنقطة الثانية هى تولية من لا يستحق في الإسلام وفى هذا قال المنشور:
2 - يؤدي النظام الانتخابي إلى تولية غير المسلم و تولية المرأة، قال تعالى: (لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا). و قال صلى الله عليه و سلم: " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "، قال الإمام الخطابي: (و في الحديث أن المرأة لا تلي الإمارة و لا القضاء)."
وهذا الحديث وهو حرمة تولى الكافر المعاهد على المسلم نهى الله عنه فقال |:
" لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا"
فالكافر مهما ظهر لنا أنه يعمل في صالح الكل فهو يعمل على اضرار المسلمين في النهاية والاخوة الذين يقولون بمبدأ المواطنة واهمون ولو راجعوا التاريخ المكتوب لوجدوا أن من اسباب هزائمنا تولى الكفار مناصب عليا كرئاسة الوزراء كيعقوب بن كلس اليهودى في دولة الفاطميين ونوبار في مصر الذى جلب الاحتلال الانجليزى لمصر وبطرس غالى الكبيرعميل الانجليز التى تولى رئاسة وزارة مصر ومكن للانجليز وحفيده بطرس من بعده الذى أفسد علاقة مصر بكل دول أفريقيا خاصة مع أثيوبيا طوال عقدين وقد تكرر ذلك في دول الأندلسيين كثيرا ومن ثم سقطت الأندلس
نعم نحن اخوة في الآدمية التى يسمونها الإنسانية ولكننا لسنا إخوة في الدين لأن الاخوة محددة بقوله:
" إنما المؤمنون اخوة"
وكعادة القوم في نسبة الأمور لغير أهلها قال المنشور أن الانتخابات طاع لليهود والنصارى مع أن النظام أصبح عالميا في كل دول الكفار وفى هذا قال :
3 - واعلم أخي في الله أن الانتخابات طاعة لأعداء الله من اليهود والنصارى! قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين)، والنظام الانتخابي نظام مستورد و بدعم و مطلب من أعداء الله!!
قال صلى الله عليه و سلم:" من تشبه بقوم فهو منهم " و كيف يكون هذا منا .. و قد أعزنا الله بالإسلام!! و من ابتغى العزة بغيره أذله الله!!.
لن يصلح آخر هذه الأمة .. إلا بما صلح به أولها!!
إن الرسول صلى الله عليه و سلم دعا إلى التوحيد و حذر من الشرك و هذا هو قوام الدولة الإسلامية و لم يكن صاحب منهج ترقيعي! - أنصاف حلول! - واعلم يا عبد الله أن أهل الجاهلية الأولى!! قد عرضوا على النبي صلى الله عليه و سلم الملك .. والحكم!! والجاه من أجل أن يشاركهم في باطلهم
!! فضلا .. على من يداهنهم أو يعمل تلك الانتخابات معهم!! فرفض كل ذلك صلى الله عليه و سلم .. و قال لهم: دونكم الشمس!! - تعجيزا لهم"
وتحدث المنشور عن وضوح الطريق فقال :
"قال تعالى موضحا منهج رسله وانبيائه والدعاة إليه: (قل هذه سبيلي أدعوالى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) واعلم أن الطريق قد بينه الله تعالى عند قوله: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
نعم أخوتي في الله .. إنها = التصفية والتربية = إنها السبيل الوحيد للرجوع إلى العز والتمكين .. إنها العودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .. إنها تربية المسلمين على دينهم الحق والتحلي بفضائله .. إنها تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك والبدع والمنكرات .. والأفكار الدخيلة الباطلة!! التي شوهت صفاء الإسلام .. قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)، و من أحب المزيد من البيان والتفصيل فلينظر الكتب التالية:
= إسعاف أولي الألباب بما في الانتخابات من مفاسد واضرار واتعاب!! لفضيلة الشيخ حسن بن قاسم الريمي- حفظه الله -.
= الإسلاميون و سراب الديمقراطية!! الأستاذ عبد الغني الرحال
= الأحزاب السياسية في الإسلام!! لفضيلة الشيخ صفي الرحمن
= حقيقة الشورى في الإسلام لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي "
الغريب أن بعض السلفيين خالفوا منشور الدعوة السلفية فشاركوا في انتخابات مصر وما زال فصيل منهم في المجلس حتى الآن
الكتاب من منشورات الدعوة السلفية وقد استهل مؤلفه الحديث بالكلام عن خلط المفاهيم فقال :
"الحمد لله القائل في كتابه العزيز (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) نعوذ بالله من تلك السبل .. و قبل الشروع في بيان حكم الانتخابات من الناحية الشرعية لا من الناحية السياسية!! والذي دعانا للكتابة في هذا الموضوع هو ما رأيناه من خلط و تلبيس و تدليس بين الحق والباطل ... بين الشورى والديمقراطية!! "
واستهل المنشور بالحديث عن معنى الديمقراطية فقال :
"وإليك البيان .. الديمقراطية جمع كلمتين: ( demos = الشعب)، ( kratos= السلطة) أي: سلطة الشعب!! أو حكم الشعب بالشعب!!
أي أن هذا الشعب هو الذي يسن القوانين لنفسه و يشرع التشريعات المناسبة له غير ملتفت إلى شرع الله! بحيث يكون الشعب هو نفسه السلطة التشريعية! و هو الإله المعبود!! و يتم ذلك بواسطة نواب البرلمان الممثلين للشعب! قال تعالى عن هؤلاء وامثالهم: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم)"
بداية الدخول في بقية المنشور أقول أن الإسلام هو حكم الشعب بمعنى أن الشعب قد اختاره دينا فأى دين سواء سموه مذهبا أو دستورا أو غير ذلك يبدأ برضاء الشعب بالدين كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وفى حالة دين الله الإسلام تنزع حرية الاختيار ممن اختاروه دينا لهم فيكون عليهم طاعة الله وحده كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
وعرف المنشور الشورى فقال :
"أما الشورى فهي: النظر والترجيح في الأدلة - الكتاب والسنة - لمعرفة حكم الله في النوازل من الناحية الشرعية!!."
وهو تعريف خارج على الشرع فالشورى مختصة بناس وليس بالشرع كما قال تعالى :
" وشاورهم في الأمر"
وقال :
" ,امرهم شورى بينهم"
بمعنى أن القرارات في الموضوعات التى جعل الله فيها خيارات متعددة عائدة إلى اشتراك الناس في اختيار خيار منهم فمثلا في مسألة الخطبة يكون هناك تشاور بين الفتاة وأمها وأبيها واخوانها وأخواتها على حسب مكونات الأسرة فمن حق كل واحد أن يقول رأيه في المتقدم ويبقى القرار للفتاة حيث تختار بناء على دراسة أراء الأسرة ومثلا في مسألة الخطة الحربية يتشاور القائد وجنوده لرسم الخطة فيدلى كل واحد برأيه ويتم اختيار أحسن الخطط من قبل الكل ومثلا في مسألة القتل تتشاور الأسرة هل يقتلون القاتل أم يعفون عنه وفى حالة العفو هل يقبلون الدين أم لا
فالتشاور في النهاية هو اختيار خيار من خيارات متعددة كلها مباحة يتم البحث عن أحسنها للمسلمين ومن ثم فالشورى على نوعين:
الأول الشورى الخاصة بأناس محددين كالأسرة أو فريق من المجاهدين
الثانى الشورى العامة كاختيار والى للبلدة أو للدولة وهذه يشارك فيها كل مسلمى البلدة أو الدولة على حسب
وطبقا لتعريف المنشور للشورى يكون القوم قد انتهوا إلى حيث انتهى الكفار وهو أن الشورى خاصة بالعلماء أى بمن يسمونهم أهل الحل والعقد فالله بالإسلام أنهى على حكم النخبة ليعيدها القوم من جديد تحت مسمى أخر وهو أهل الحل والعقد وهو ما جعله الله سبب دخول الناس النار فقال :
"إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم فى النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب وإلعنهم لعنا كبيرا"
ومن ثم الشورى هى لكل المسلمين للضمير في في بينهم وشاورهم راجع لكل المسلمين فحكم المسلمين وهو ملكهم هو حكم جماع ىكله ينفذ فيه حكم الله كما سمى الله مسلمى بنى إسرائيل كلهم ملوكا فقال:
"وجعلكم ملوكا"
ووصف المنشور الانتخابات عن طريق النظام الديمقراطى بالكفر فقال :
"فإذا علمنا أن الانتخابات لا تتم ولا تتحقق إلا عن طريق النظام الديمقراطي و هو نظام كفري - عياذا بالله - فما بني على باطل فهو باطل! قال تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)، و قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)."
والانتخابات الحالية في كل دول العالم هى خروج صريح على الإسلام لأنها تكرس حكم النخبة أو الصفة الغنية والوصولية أى السادة والكبراء
ولأنها تقوم على تزكية النفس وهو ما يسمى الترشح مخالفة قوله تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بما اتقى"
وتحدث المنشور عن مفاسد النظام الانتخابى فقال :
مفاسد النظام الانتخابي باختصار!!
أولا عدم تحكيم شرع الله: ذلك لن النظام الانتخابي يملك الشعب السلطة التشريعية من دون الله!! و هذا بحد ذاته كفر - عياذا بالله - قال العزيز الحكيم: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)، و قال العليم الحكيم: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه)، و قال أحكم الحاكمين: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون).
1 - و في ذلك فتح باب الادعاء بأن الشريعة ناقصة وادعاء أنها لا تقوم بكل مهام الأمة .. والا فما قيمة البحث عن تشريعات جديدة!! و هذا كله مخالف و مناقض لقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
واعلم أخي في الله .. أن هذه المجالس هي نفسها مجلس الآلهة!! التي كانت عند الأمم الوثنية الهالكة من الإغريق والرومان!! - نعوذ بالله من الكفر والخذلان!! - فجعل دعاة الانتخابات - أشعروا أم لم يشعروا - الكتاب والسنة لا يستطيعان أن يقدما الحلول في مثل هذه القضايا!! قال الله تعالى عن مثل هؤلاء وامثالهم: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
2 - الاستهزاء بالكتاب والسنة و جعلهما رأيا من الآراء قابلان للأخذ والرد .. و للقبول والرفض!! و هذا الذي يحصل في المجلس التشريعي تماما! و قد نهى الله عن مجالسة من هذا حالهم قال تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا).
3 - و زد على ذلك تبني المبدأ العلماني " فصل الدين عن الدولة!! " - شعر بذلك دعاة الانتخابات أم لم يشعروا!! - و بيان ذلك أن يقال: أن النظام الانتخابي يحمل في طياته بل من مبادئه!! أن مصدر السلطة سواء أكانت تشريعية ... أم تنفيذية ... أم قضائية هو الشعب ... لا دخل للكتاب والسنة فيها!! رضي بذلك الإسلاميون أم لم يرضوا .. نعوذ بالله من الخذلان.
4 - ناهيك عن إخضاع كل شيء يطرحه النواب للتنفيذ لعملية التصويت بحيث يكون المعتبر في المجلس الأغلبية فقط و لو كانت غوغائية .. و لو خالفت الكتاب والسنة!! و هذا تأصيل باطل يؤدي حتما إلى باطل، قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، و قال العليم الحكيم: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).
آلله أمر بذلك ... أم على الله تفترون؟!
5 - تسوية النظام الانتخابي بين صوت المسلم والكافر!! والعالم والجاهل!! والرجل والمرأة!! وقد سمعنا من يسوغ هذا ويقول بأن التسجيل للانتخابات واجب ديني .. وحكمها حكم الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم!! فاعلم يا عبد الله أن هذا كله باطل حرام لأن الله فرق بين شهادة - صوت!! المسلم والكافر .. والعالم والجاهل .. والرجل والمرأة!! قال العزيز الحكيم: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)، و قال سبحانه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب)، و قال اللطيف الخبير: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)، وقال عز و جل: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، وقال أحكم الحاكمين: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)، فكيف نساوي بين من فرق بينهم العزيز الحكيم ما لكم كيف تحكمون؟! فتنبه .. و لا تكن من المعرضين!!"
وما قاله القوم هنا صحيح في معناه ومضار الانتخابات معروفة فهى تكريس لحكم الأغنياء ومنافقيهم كى يستولوا على ثروات البلد ويتصرفون فيها على هواهم
وتحدث المنشور عن الغايات والوسائل فقال :
"بين الغايات ... والوسائل!!
ثانيا: تبني الفكرة اليهودية القائلة بأن الغاية تبرر الوسيلة!! و بيان ذلك: أن الغاية فيما يزعمه دعاة الانتخابات هو اصلاح العباد والبلاد!! فيستخدمون الوسيلة المحرمة - الانتخابات - لتحقيق ذلك و هذا في حد ذاته مخالف للقاعدة الشرعية الصحيحة " الوسائل تأخذ أحكام المقاصد - يا أهل المقاصد!! - " أي أنه إذا كان المقصد حلال فالوسيلة يجب أن تكون حلالا أيضا .. - نعوذ بالله من زمان أصبحت فيه الوسائل غايات!! والغايات وسائل!! فتنبه و لا تكن من الغافلين! و فوق كل ذلك إن الأخذ بالنظام الانتخابي معناه " قضاء على الغاية بالوسيلة! " ذلك أن الغاية في النظام الانتخابي إقامة حاكمية الله - زعموا! - والوسيلة الاعتراف بحاكمية الشعب من دون الله!! و يكون ذلك بواسطة النظام الديمقراطي الذي يملك الشعب السلطة التشريعية، فالشعب هوالذي يحكم نفسه بنفسه!! قال العزيز الحكيم: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم)، و قد سمعنا من يقول إننا ندخل تلك المجالس لإصلاحها و تغييرها إلى الخير!! فلننظر إلى مصر ... الأردن ... اليمن ... الجزائر!! ما الذي حصدناه من وراء تلك المجالس والانتخابات والديمقراطيات .. فتنبه و لا تغتر يا مسكين!! ناهيك عن عقد التحالفات مع بعض الأحزاب العلمانية على أساس نصرة الديمقراطية! والتعددية! والاعتراف بحرية الرأي والرأي الآخر - واحترام تلك الآراء وان كانت كفرا بواحا!! - و هذا مشاهد و بين! - و لا حول و لا قوة إلا بالله -."
والخطأ هنا هو نسبة مقولة الغاية تبرر الوسيلة لليهود فهى مقولة موجودة من بادية البشرية من أول جريمة قتل ابن آدم لآخيه فالأخ حسب الرواية المعروفة والتى قد لا تكون صحيحة كانت غايته أخته الأجمل في نظره وكانت وسيلة الوصول هى قتل الأخ
وتحدث المنشور عن الاختلاف والتفرق المذموم فقال :
"حقا إنها الفرقة والاختلاف!!
ثالثا: الاختلاف والتفرق المذموم .. و هذه المفاسد - واضحة - مناقضة و متعارضة مع قول الله تعالى: ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)، و لا شك أن هذه المنازعة - والاختلاف المذموم - تتحقق في الانتخابات فما من حزب إلا و يحاول بكل ما أوتى من المواهب والقدرات أن يتغلب على السلطة و ينزع الحكومة من أيدي القائمين بها إذا كانت من الأحزاب المعارضة و على العكس من ذلك يحاول الحزب الحاكم أن لا يفلت زمام الحكومة من يده بحال - و يحدث جراء ذلك ما لا يحمد عقباه و هذا مشاهد!! -.
نصيحة و ذكرى .. لمن كان له قلب أوالقى السمع و هو شهيد!!"
مما لا شك فيه أن الديمقراطية هى عملية حرب مستمرة بين الأحزاب إن كان نظاما حزبيا وإذا كانت نوابا فهى حرب من المترشحين لبعضهم البعض تستعمل فيها كل الوسائل المحرمة للوصول للكراسى وحتى بعد الوصول للكراسى نجد أن من فاز يستبعد الأخرين من المناصب ويحل محلهم أتباعه ولا ينظر القوم لما يسمى الكفاءة والقدرة على العمل وإنما المبدأ من ناصرنى أناصره أو بتعبير العامة في مصر شيلنى وأشيلك
وتحدث عن التنافس على الزعامة فقال :
"رابعا: الحرص والتنافس على طلب الإمارة .. إن الحرص والتنافس على الولاية - السلطة!! - من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم و حذر منها صحابته الكرام لما فيها من التبعات!! فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم أنا و رجلان من بني عمي، فقالا: يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله!! فقال لهما صلى الله عليه و سلم: إنا لا نولي على هذا العمل أحدا سأله! و لا أحدا حرص عليه!!، و عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة!! فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها!! وان أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها!! " رواه البخاري.
قال الحافظ بن حجر "فمن كان ذا عقل لم يتعرض للطلب أصلا!! " .. فتنبه و لا تكن من الغاوين!!.
و قد سمعنا من يقول بأنه يطلب ذلك اقتداء بنبي الله يوسف عليه السلام عند قوله: (قال اجعلني على خزآئن الأرض)، و لا يخفى عليك تهافت هذا القول!! لأن يوسف عليه السلام ما طلب هذا إلا من بعد أن طلبه منه الملك ابتداء!!: (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين)، أي أطلب و تمنى أيها الصديق بعد أن مكناك وامناك لا كما يفهمها المخالفون!! ناهيك هن نصيحته لعمه العباس وابا ذر رضي الله عنهما! فتنبه و لا تكن من الجاهلين! و لا تغتر بتأويل المبطلين و زخرفة المخالفين!!."
وأمر يوسف(ص) ليس أمر لتولى السلطة وإنما هو انقاذ للبلاد فهو العارف بما سيحدث وهو الوحيد الذى يعرف كيفية الخروج من الأزمة
زد على هذا أن الأمر حدث في دولة كافرة وليس في دولة المسلمين فلن يكن تولى المنصب هدفا للوصول للكرسى وإنما الهدف انقاذ الناس من الموت جوعا فهو مضطر سواء طلبه أو لم يطلبه
وتحدث المنشور عن كون الانتخابات تزكية للنفس فقال :
1 - و لا يخفى عليك ما في الانتخابات من تزكية النفس والتمادح بالباطل والتجارة بعمل الآخرة!! من اجل الدنيا والله المستعان، قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء) و قال سبحانه و تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هواعلم بمن اتقى)."
وهو كلام صحيح المعنى والنقطة الثانية هى تولية من لا يستحق في الإسلام وفى هذا قال المنشور:
2 - يؤدي النظام الانتخابي إلى تولية غير المسلم و تولية المرأة، قال تعالى: (لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا). و قال صلى الله عليه و سلم: " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "، قال الإمام الخطابي: (و في الحديث أن المرأة لا تلي الإمارة و لا القضاء)."
وهذا الحديث وهو حرمة تولى الكافر المعاهد على المسلم نهى الله عنه فقال |:
" لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا"
فالكافر مهما ظهر لنا أنه يعمل في صالح الكل فهو يعمل على اضرار المسلمين في النهاية والاخوة الذين يقولون بمبدأ المواطنة واهمون ولو راجعوا التاريخ المكتوب لوجدوا أن من اسباب هزائمنا تولى الكفار مناصب عليا كرئاسة الوزراء كيعقوب بن كلس اليهودى في دولة الفاطميين ونوبار في مصر الذى جلب الاحتلال الانجليزى لمصر وبطرس غالى الكبيرعميل الانجليز التى تولى رئاسة وزارة مصر ومكن للانجليز وحفيده بطرس من بعده الذى أفسد علاقة مصر بكل دول أفريقيا خاصة مع أثيوبيا طوال عقدين وقد تكرر ذلك في دول الأندلسيين كثيرا ومن ثم سقطت الأندلس
نعم نحن اخوة في الآدمية التى يسمونها الإنسانية ولكننا لسنا إخوة في الدين لأن الاخوة محددة بقوله:
" إنما المؤمنون اخوة"
وكعادة القوم في نسبة الأمور لغير أهلها قال المنشور أن الانتخابات طاع لليهود والنصارى مع أن النظام أصبح عالميا في كل دول الكفار وفى هذا قال :
3 - واعلم أخي في الله أن الانتخابات طاعة لأعداء الله من اليهود والنصارى! قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين)، والنظام الانتخابي نظام مستورد و بدعم و مطلب من أعداء الله!!
قال صلى الله عليه و سلم:" من تشبه بقوم فهو منهم " و كيف يكون هذا منا .. و قد أعزنا الله بالإسلام!! و من ابتغى العزة بغيره أذله الله!!.
لن يصلح آخر هذه الأمة .. إلا بما صلح به أولها!!
إن الرسول صلى الله عليه و سلم دعا إلى التوحيد و حذر من الشرك و هذا هو قوام الدولة الإسلامية و لم يكن صاحب منهج ترقيعي! - أنصاف حلول! - واعلم يا عبد الله أن أهل الجاهلية الأولى!! قد عرضوا على النبي صلى الله عليه و سلم الملك .. والحكم!! والجاه من أجل أن يشاركهم في باطلهم
!! فضلا .. على من يداهنهم أو يعمل تلك الانتخابات معهم!! فرفض كل ذلك صلى الله عليه و سلم .. و قال لهم: دونكم الشمس!! - تعجيزا لهم"
وتحدث المنشور عن وضوح الطريق فقال :
"قال تعالى موضحا منهج رسله وانبيائه والدعاة إليه: (قل هذه سبيلي أدعوالى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) واعلم أن الطريق قد بينه الله تعالى عند قوله: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
نعم أخوتي في الله .. إنها = التصفية والتربية = إنها السبيل الوحيد للرجوع إلى العز والتمكين .. إنها العودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .. إنها تربية المسلمين على دينهم الحق والتحلي بفضائله .. إنها تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك والبدع والمنكرات .. والأفكار الدخيلة الباطلة!! التي شوهت صفاء الإسلام .. قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)، و من أحب المزيد من البيان والتفصيل فلينظر الكتب التالية:
= إسعاف أولي الألباب بما في الانتخابات من مفاسد واضرار واتعاب!! لفضيلة الشيخ حسن بن قاسم الريمي- حفظه الله -.
= الإسلاميون و سراب الديمقراطية!! الأستاذ عبد الغني الرحال
= الأحزاب السياسية في الإسلام!! لفضيلة الشيخ صفي الرحمن
= حقيقة الشورى في الإسلام لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي "
الغريب أن بعض السلفيين خالفوا منشور الدعوة السلفية فشاركوا في انتخابات مصر وما زال فصيل منهم في المجلس حتى الآن
أمس في 9:52 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى كتاب قانون تفسير القرآن للنجم الطوفي
السبت نوفمبر 23, 2024 9:44 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب موقف علي في الحديبية
الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:34 pm من طرف رضا البطاوى
» عمر الرسول (ص)
الخميس نوفمبر 21, 2024 9:43 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى قصة هاروت وماروت
الإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى
» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
السبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى