الفارس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الفارس

يبحث عن كل جديد في العلم والمعرفة كالدين والأدب والطب والهندسة و الفنون والاختراعات

المواضيع الأخيرة

» قراءة فى كتاب قانون تفسير القرآن للنجم الطوفي
حكاية سر وحدتها2 Emptyأمس في 9:44 pm من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى كتاب موقف علي في الحديبية
حكاية سر وحدتها2 Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2024 9:34 pm من طرف رضا البطاوى

» عمر الرسول (ص)
حكاية سر وحدتها2 Emptyالخميس نوفمبر 21, 2024 9:43 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
حكاية سر وحدتها2 Emptyالأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
حكاية سر وحدتها2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى

»  نظرات فى قصة هاروت وماروت
حكاية سر وحدتها2 Emptyالإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى

» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
حكاية سر وحدتها2 Emptyالأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى

» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
حكاية سر وحدتها2 Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
حكاية سر وحدتها2 Emptyالجمعة نوفمبر 15, 2024 9:18 pm من طرف رضا البطاوى

التبادل الاعلاني

التبادل الاعلاني


    حكاية سر وحدتها2

    avatar
    رضا البطاوى


    المساهمات : 5376
    تاريخ التسجيل : 28/11/2009

    حكاية سر وحدتها2 Empty حكاية سر وحدتها2

    مُساهمة من طرف رضا البطاوى الخميس أبريل 26, 2012 11:11 pm

    اضطربت واضطرمت المشاعر فى صدر حسنين فجلس يواسى زوجته ويستحثها على الصبر ويذكرها بأن العمر ممتد وينصف أولاده عندها حتى لا تمجهم لكنها وعت الحقيقة ولم تضمر لهم إلا كل حب وكان من فرط حبها لهم تسأل حسنين عن أحوالهم يوميا فكان ذلك يثلج صدر حسنين ويزيد ازدراء لأولاده فتلك التى يضمرون لها الشر ويتمنون لها الموت تطمئن على أحوالهم وتسأله عن أحوالهم وتطلب منه أن يغفر لهم سقطاتهم ويعفو عما بدر منهم .
    وإذا بالزمن يمر مرور الكرام لكن فجأة ألمت بالبنت الوسطى مصيبة فقد حكم على زوجها بسبع سنوات سجن نتيجة اختلاسه من أموال الشركة التى يعمل بها فعمل حسنين جاهدا على توفير ما يلزم ابنته وأولادها فى بلد زوجها لكنه رأى أن تكون ابنته وأولادها تحت رعايته فاشترى لها بيتا خاصا بها ونقل أولادها لمدارس البلدة وخصص لها كل أول شهر راتب تتقاضاه منه وكانت وفاء أثناء ذلك تذهب دون علمه إلى ابنته زهرة وتعطيها نصف مصروفها مساعدة منها لها فنمت خلال ذلك علاقة حب وطيدة بين وفاء وزهيرة الابنة الوسطى زال معها ما كانت تضمره زهيرة لها واحتل مكانه تبادل المشاعر ود بود وعطف بعطف .
    عندما مات المولود عادت العلاقات كما كانت بين الأب وأبنائه وعاد الجو إلى صفائه الذى كدره ذاك المولود لكن الجو ما لبث أن عاد كما كان غيوم وعواصف ورياح عندما حملت وفاء ثانية حيث ساءت العلاقة مع الأبناء عدا زهيرة ومحمد فحز ذلك فى نفس حسنين فبدأ يعيد التفكير فى هذا الزواج فذهبت به الأقوال كل مذهب ولعب الشيطان على لبه فأهاج صدره وأوغره على أبنائه لكنه ما لبث أن استغفر الله واستعاذ به من الشيطان الرجيم وبعد عنت شديد وضعت وفاء بنتا ففرح حسنين فرحا شديدا فلعل مجيئها بنتا يقيم ما انقطع من علاقة بأختيها وأخيها
    حفف حسنين البنت بسياج من الحب الذى قرا فى قلبه فانصرف عن مشاغل الحياة ملاعبا ابنته حاملا لها لكن الله لم يشأ أن تعيش البنت أكثر من شهرين فتوفيت وكأن الموت قد خلع من وفاء أوتار قلبها وكواها بنار من نوع خاص ليس لها دخان ولا لهب لكنه أقوى من النار المتأججة فأمست ليلتين قبل أن تقوم من ذهولها لكن حسنين لم يفعل مثل ما فعلت لأنه رجل ملأ الإيمان قلبه عارف لقدرة الله ومشيئته التى لا ترد لكنه حاول أن يضمد جراح زوجته النفسية حتى لا تظل فى ذهولها الكريه فتلمس الطريق الصحيح للعلاج وهو قراءة القرآن معها وقد أعادت لها رشدها وثبت قلبها على الإيمان بمشيئة الله .
    هتك موت البنت كما هتك موت الولد مدى شطط الأبناء الذى خدعهم بريق المال وأحنقهم على والدهم الذى لم يرتكب ذنبا فى حقهم بزواجه لذا عاف حسنين أن تكون علاقته بأبنائه كالبيت الخاوى على عروشه بالرغم مما كان يتلجلج فى صدره ويدور فى قلبه فتلمس السبيل الذى يجعل أبنائه غير سادرين فى غيهم ويرجعهم إلى حظيرته التى هربوا منها فلم يجد إلا ما كان قد فكر فيه فى الماضى وهو أن يقطع عنهم الأموال فلقد فاض الكيل وطفح ولابد من منقذ ينقذ الموقف –وما أدب إلا أدب القرش – كى يهدأ البال ويسكن الروع وقرر حسنين الأمر ونفذ فقطع عنهم المال شهرا فنكصوا على أعقابهم يتلمسون الطريق على قلبه كى ينالوا رضاه لكنه استرضاء نفاق فقلد جاءوا مكرهين أنفسهم على هذا الفعل حتى ترجع الأمور إلى سيرتها الأولى
    لقد نشبت المداهنة أظافرها وأنيابها فى كل مكان فى الحياة –مما أعلى أناس وجعلهم يجلسون فى الصف الأول من الشعب وأحط من قدر الناس الذين يجب أن يجلسوا فى الصف الأول وليس الخير – حيث قلبت الآية بسبب النفوس الآمارة بالسوء التى طوع لها شيطانها الأسباب كى تقوم بإفساد الخلق وإن كانت سنة الله فى أرضه هى دفع الناس لبعضهم البعض كى تستمر الحياة فإن الفساد من محييات الأرض لأن كثير من الناس لا يقتنع بكلام الدين وإنما بالتجربة الذى لا يكذب بها فؤاده بها أبدا .
    كان حسنين يعرف أن الحب لا يباع ولا يشترى وكذلك المقت لأن إذا المقت قر فى القلب لم يخرج بمال أو توسل وإنما بالإيمان بالله وأن المال لا يستل سخيمة ولكن يولد ضغينة ويغل القلوب فى نطاق سودادى لذا لم يخيب أمل أولاده فيه فأعطاهم المال بعد أن قرعهم بكلام أمضهم ولم يلوى إلى أن أمهم هى زوجته التى عاش معها سنى كثيرة ولم يستح لكى يخرج ما كظمه من الغيظ خلال سنتين يعلم الله وحده أنه كان فى بعض الليالى لا يرقأ له دمع ولا يسوغ له طعام ولا شراب وعلى الجانب الأخر وجلت قلوب الأبناء من أن يصفر يده عنهم ويتنصل من دفع الأموال لهم انشغال باطل فقلد ألفوا حاجة أبيهم إليهم لكنه انشغال عقيم لا يلد إلا مثله ومضت الأيام وتعاقبت والعلاقة ما زالت متصدعة وتصدعت أكثر وأكثر عندما حملت وفاء للمرة الثالثة ولاقت فيه عنت شديد ذاقت فيه الأمرين مر الكره ومر الألم ومرت الأيام والأوجاع تتزايد على وفاء وحسنين يحاول أن يخفف عنها وطأة الألم ويسرى عنها الهم لكن أنى له ذلك والله لم يشأ؟فلقد جلب لها مهرة الأطباء فلم ينفع الدواء فى علاج الداء إذا ما ذنبه يحس أن كل نظرة من عينيها سهما يخترق جسده وحربة تنشب بين أضلاعه إن نظراتها تصيبه بعقدة الذنب تصيبه بالدوار واكآبة والغثيان .
    كانت أمها فى ذلك الحين تزور أختها إخلاص فى القاهرة عند زوجها ولما رجعت وعلمت بمرض ابنتها عاودتها فروت ابنتها لها كم من الأطباء جاءوا لمداوتها ولم يفلحوا فوجلت الأم وعرضت عليها أن تعمل لها حجاب أو تعويذة عند الشيخ كامل المشعوذ الدجال أو تعمل لها زار محرم فى البيت فرفضت واقترب موعد الوضع واعترى وفاء خور شديد فتبدل لونها فأصابها الهزال الشديد فلم تقو معه على الحركة فأفل جمالها وخبا جسمها فبدت كهيكل عظمى يغطيه الجلد وتسرى فيه النفس
    ألفى حسنين أن الزهرة اليانعة بدأت تذبل وتذهب رائحتها معها فبادر بالإتيان بعدد من الأطباء فى وقت واحد ونقلها لعيادات ومستشفيات الكثير منهم لكن الله قد غل الدواء عن معالجة الداء وجعل من كل مدخل للعلاج مدخل جديد للمرض فلم يبق بعد ذلك إلا الأمل فى أن يشفيها الله ويبرأ سقمها وجاءت لحظات الوضع رهيبة كانت أمها وحسنين قلوبهم كأنهم يحملونها على أكفهم كانت نفسها تصرخ لما هذا؟
    لم يطق حسنين الانتظار بل سارع بالخروج يهيم على وجهه وهو يشعر أن الجو قد تحول إلى شعلة نار متقدة تذوى فيها أعضائه أحس أن الأرض قد أطلقت ما فى باطنها من حرارة وأن الشمس نزلت على الأرض أحس أن جسمه أثقل من الفيل لكن عندما سمع آذان الصلاة أصبح لديه شعور أن النار المتقدة تخبو شيئا فشىء وأن أعضائه بدأت تعود إليه وعقله بدأ يعود إليه أحس أن النسائم التى تهب عليه من كل جانب تمحو ما فى نفسه من مخاوف وظنون كأنها بلسم يداوى علل النفس ويد حانية تربت على ظهره وعطرا يمل صدره وكأنها شبع بعد طول جوع وارتواء بعد طول ظمأ ونورا بعد ظلام دامس وتوبة بعد معاصى عديدة وراحة بعد كلل وسرور بعد حزن أشياء كثيرة شعر بها وهو يسمع الآذان يدوى فى الآفاق لينبه المسلمين للسعى إلى ذكر الله شعر أنه ولد من جديد فحث الخطى نحو الجامع ليصلى فصلى وبعدها أحس أن نورا يغمره ويزيل ما فى نفسه من أوهام وما فى جسمه من أوجاع .
    بعد أن فرغ حسنين من صلاته ضرع إلى الله وقلبه يكاد ينفطر على زوجته التى تلد وتتلاحاه الخواطر فبخع نحيبه وعلا حتى أقبل المصلون إليه يسألونه عن سبب البكاء فخرج على عجل ونياط قلبه تتهدج وأطرافه ترجف وهو يتمتم بالدعاء يا رب لم أنى فى طاعتك ولم أكن كنود لنعمائك ولم أتمنى التوقل إلى مناصب دنيوية حرمت على نفسى ما حرمت وحللت لها ما حللت يا رب يا سامع نفثات القلوب المكلومة والزفرات اللاهبة خفف عنها فأنت تعرف وغيرك لا يعرف ما يجول بصدرى الكليم
    استمر يتمتم بالدعاء حتى وصل للبيت وسمع الزغاريد ترج جنبات البيت فتآشب الفرح بالحزن وولجد إلى الداخل وأقبل على زوجته يبث فيها الفرح وهى تبشره بذكر فيرد المهم أنك بخير .
    ودارت الأيام وارتكس أولاده إلى الحرد وتقضبت حبال الوصل وأسفرت النفوس عن وجهها الحقيقى ولم تن فى المطالبة بالمزيد وكند الوالد وقلى لزوجته وتمنى الموت لأخيهم الصغير كما شموا إلى حين أبيهم وحسنين يستك من مطالبهم ويتبرم من سخافتهم لكنه يطى عليهم ويتلاحاه الهوى والبعد وخافقه يتلظى ويطمع أن تتنزى دوافع الرحمة الكامنة فى أنفسهم الآمارة بالسوء وأخيرا فكر وأمعن فى التفكير ووقف على فكرة يمجها ولكنها ستوقف توقل غى أبنائه الغافلين ولكنها على كل حال آينق من أن تستعر نار الحقد فى قلوبهم ولم يتبازخ حسنين فى أن يبعث إلى أولاده الخطابات كى يحضروا لمناقشة مشكلة الحقد الأسود الذى ملأ قلوبهم وأعمى أبصارهم وحدد فى الخطابات يوم يجيئون فيه وفى المدة قبل مجيئهم عاش حسنين أياما سعيدة حزينة معا فكان كمن بين حوت ودرفيل أحدهم يريد ابتلاعه والآخر يريد إنقاذه لذا عاش خلال هذه المدة فى حوار داخلى مع نفسه يخطط ويدير الفكرة فى عقله مرات ومرات حتى يغلب على قلبه أنها الصائبة لا غيرها لكنه لم ينصرف عن شئون البيت والعمل كليا فجاء للولد بما يلزمه وكان فى نفسه أن كل اللازم ليس الملابس واللعب والأشياء الظاهرة بل الحب والحنان كل الحب والحنان .


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 11:15 am