نظرات في مقال طب أكلة لحوم البشر ومصاصين الدماء
صاحب المقال حسين سالم عبشل وهو يدور حول وجود طب خاص بأكلة اللحوم البشرية ومصاصى الدماء وقد تحدث في مستهل مقاله عن الجهل الأوربى فيما يسمونه العصور القديمة والوسطى فقال :
"كانت أوروبا تعيش في جهل تام وامتد هذا التخلف من عصور الظلام حتى نهاية عصر النهضة، في تلك الفترة كان الطب يمر في أسوء مراحله، حيث لم يكن احد يستطيع التفريق بين الطب والشعوذة، فوصفات العلاج عند الطبيب هي نفسها تلك التي عند الساحر والمشعوذ مع اختلاف المظهر والأسلوب بإقناع المريض وكان يستخدمها الغني والفقير والمواطن الكادح والأمير"
وتحدث عن وجود نظرية علاجية عند اليونان تقول أن علاج عضو ما في جسم الإنسان هو أكل المريض نفس عضو الحيوان السليم لكى يشفى فقال :
"وأول من تكلم عن الطب هم فلاسفة اليونان وقد اعتقدوا أن المرض ينتج عن فقدان التوازن بالجسم ولهذا يجب على المريض المصاب بعض ومن جسده أن يتناول من نفس العضو ولكن من جسد حيوان، ولهذا اعتقدوا أن التناول الأعضاء التناسلية للحيوانات تزيد من الخصوبة والقوة"
وتحدث عن انتقال النظرية من اليونان للرومان مركزا على أن شفاء مرض الصرع كان مص وشرب دماء المصارعين وأحيانا أكل اكبادهم فقال :
"تلك النظريات انتقلت من اليونان إلى الحضارة الرومانية التي كانت اشد دموية، ويشهد على ذلك مدرج الكولوسيوم، حيث كان مسرحا لأشد معارك المصارعة الرومانية بين المجالدين وتخضبت ساحاته بدماء هؤلاء المتصارعون، تلك الدماء التي كان يتهافت من أجل لعقها المصابون بالصرع
كان مرضى الصرع يشربوا دماء المجالد المهزوم فالرومان كانوا يعتقدون أن شرب الدماء الحارة المتدفقة من جروح المجالدين تساعد في الشفاء من الصرع، ولهذا كان المصابون بالصرع يتوافدون بأعداد كبيرة على تلك الساحات من اجل شرب دماء المجالدين المهزومين وهم في النزع الأخير، وربما أنقض هؤلاء على المجالد المهزوم لكي يشربوا الدماء من جراحه الدامية مباشرة، ومن بين الأطباء الرومان الذين اقترحوا هذا هو الطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس (Scribonius largus) الذي كان الطبيب الخاص للإمبراطور الروماني كلاوديوس، ومن بين وصفاته الغريبة أن يلتهم المريض بالصرع أكباد المصارعين، ولهذا كان المرضى بالصرع يجلسون بأطراف المسرح وعندما يسقط المجالد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فأنهم ينقضون عليه بخناجرهم الحادة لأستأصل كبده والتهامها نيئة.
الطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس صاحب فكرة أكل أكباد المجالدين لشفاء الصرع"
وهذه النظريات هى تخريف وربما أكاذيب قيلت وهى تتناقض معتحريم أكل لحومالبشر كما قال تعالى :
" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا "
وتحدث عن استمرار هذا العلاج الدموى قرون حتى قام الرهبان بالاعتراض عليه ومنعه وتحدث عن انتشار نظرية شرب الدم في أوربا باعتبارا علاجا وتجديدا للشباب فقال :
"استمر هذا الوضع حتى تم منع تلك الرياضة الدموية عام 400 ميلادية، بعدما اعترض الرهبان على تلك الممارسات الدموية، أما في أوروبا فقد انتشرت عادات شرب الدماء باعتبارها تشفي من الإمراض وتجدد الصحة والشباب حسب ما أعلن عنه العالم والفيلسوف الايطالي مارسيليوفيسينو(Marsilio ficino) الذي زعم بأن شرب دماء الشباب ذوي الصحة السليمة تجدد الشباب لدى الشيوخ وتجعلهم بصحة أفضل.
وعندما مرض جوفاني باتيستا شيبو وهو بابا الفاتيكان اينوسينت الثامن، يقال بأن أطباءه جعلوه يشرب دماء ثلاثة أطفال بعمر العاشرة، ولاحقا مات هؤلاء الأطفال، لكن البابا لم يتعافى ومات في 25 يوليو1492 م.
العالم والفيلسوف مارسيليوفيسينو:
شرب دماء الشباب ذوي الصحة السليمة تجدد الشباب رغم ندرة الحصول على الدماء الطازجة والحارة فقد وجد المرضى سبل أخرى للحصول عليها في الدولة الاسكندينافية وألمانيا وبريطانيا، ومن تلك السبل هي ساحات الإعدام حيث يتم إعدام المجرمين والخونة، فهناك يتجمع المتفرجون لمشاهده منظر الإعدام وتطاير الرؤوس، وأيضا يتجمع مرضى الصرع وهم يحملون في أيديهم أكواب عريضة لعلهم يجمعون بها الدماء المتطايرة من منصة الإعدام.
وفي القرن السادس عشر سجلت حالة حيث قام احد المرضى بالقفز على منصة الإعدام وشرب الدم من عنق الشخص المعدوم مباشرة، لم يقتصر الأمر على شرب دماء المجرمين بل توسع الأمر ليشمل شرب دماء الأمراء والملوك، ففي تاريخ 30 يناير عام 1649 م تم إحضار ملك انجلترا تشارلز الأول إلى ساحة الإعدام وتم ضرب عنقه بتهمة الخيانة العظمى، وتسابق الناس لجمع دماءه بأيديهم لاعتقادهم أن دماء الملوك تشفي من الأمراض وبذات مرض شر الملك ويطلق هذا الاسم على العقد اللمفاوية المتورمة بالجلد نتيجة مرض السل، وقد استفاد الجلادون وحققوا ثروة من بيع أجزاء من شعر الملك ودماءه التي جفت على الأرض في ذلك اليوم"
وتحدث عن أن المخرفين والجهلة من مدعى الطب قاموا بعمل وصفات علاجية تعتمد على تناول بقايا أعضاء بشرية فقال :
"أما الوصفات التي تم مزجها واحتوت على بقايا بشرية فهي كثيرة جدا ومن أشهرها وصفة قطرات الملك، أو كما تسمى (goddard drops) ويرجع الأصل في تسميتها إلى العالم الكيميائي البريطاني جوناثان جودارد، في البداية لم تشتهر هذه الوصفة ولكنها اشتهرت عندما اشتراها الأمير تشارلز الثاني وهو ابن ملك بريطانيا تشارلز الأول، من جوناثان جودارد مقابل 6000 جنية، وقد انشئ تشارلز الثاني مختبرات ومعامل لإنتاج هذه الوصفة بكميات كبيرة حتى تغطي الطلب الكبير عليها، فقد أطلق الناس عليها إكسير قطرات الملك نسبه إلى أسره تشارلز الملكية، وتم بيعها بزجاجات صغيرة باعتبارها علاج للإمراض العصبية والتشنجات واستمر الإقبال عليها لحوالي 200 عام ورغم هذا فلم تكن لها أي خواص طبية وتسببت بموت كثير من الناس، وقد جربها تشارلز الثاني بنفسه عندما أصابه المرض وهو على فراش الموت بتاريخ 6 فبراير عام 1685 م، ولكنه لم يستفد منها ومات بعد ذلك متأثرا بمرضه، وبسبب كثرة الوفيات قل الإقبال على هذه الوصفة، وأصبحت تركيبة الوصفة ليست سرية بل أنها كانت منتشرة في كتب الطبخ عام 1823 م، أما تركيبه الوصفة فهي عبارة عن مقادير متساوية من قرن الآيل والأفاعي المجففة والعاج وخمسة مقادير من الجماجم البشرية، حيث اعتقد الناس بذلك الوقت أن الأشخاص الذين يموتون بعنف فأنه يتم احتجاز جزء من أرواحهم في أجسادهم وبالذات بالجماجم ولهذا يعتبر مسحوق الجماجم مكون أساسي بالوصفة، حيث كان يتم جلب الجماجم من سراق القبور الذين كانوا ينبشون المقابر الايرلندية، طبعا الوصفة ليس لها أي فوائد طبية وربما اكتسبت شعبيتها بسبب تكون غاز النشادر الذي يتكون أثناء تخمر تلك المواد وتحوله إلى مشروب كحولي وهذا ما يعطي شعور بالتحسن واختفاء الأعراض من المرضى."
وتحدث عن وصفة أخرى مأخوذة من ادمغة الجنود القتلى حيث قال :
"وبما أن الاعتقاد السائد آنذاك أن جزء من الروح يحبس في جسد المقتولين أو الأشخاص الذين يموتون بطريقة شنيعة، فقد ابتكر الطبيب البريطاني جون فرينش (John french) وصفة غريبة عجيبة عام 1651 م، حيث كان ينتزع أدمغة الجنود القتلى التي تصل جثثهم للمستشفى العسكري الذي يعمل به ويمزجها مع فضلات الخيول ويتركها تتخمر لمدة ستة أشهر، ثم يتم بيعها للمرضى لكي يستنشقوها باعتبارها علاج لكثير من الإمراض بذلك الوقت، واستمر العمل بهذه الوصفة حتى القرنين السابع والثامن عشر وقد وجدت في كتب تعود لتاريخ 1730 م.
نبش القبور وسرقة الجثث والجماجم والعظام من اجل بيعها كانت مهنة رائجة وخلال القرنين 17 و18 كان الأطباء يجمعون العفن والطحالب التي تنمو فوق جماجم الجنود القتلى بساحات المعارك ويتم سحقها لكي يستنشقها المرضى، حيث اعتقدوا أنها تمنع النزيف، كما يتم شربها من اجل علاج الدورة الشهرية عند النساء وشفاء الجروح عند المصابين. وأشهر من كان يصف ذلك العلاج هو العالم والفيلسوف البريطاني السير فرانسيس بيكون."
وتحدث عن وصفة أخذ دهون الموتى من البشر لاستعمالها في التجميل فقال :
"العالم والفيلسوف البريطاني السير فرانسيس بيكون: وصفة طحلب الجماجم! أما في مجال التجميل فقد انتعشت في أوروبا تجارة بالدهن البشري وبالذات بفرنسا وانجلترا وكان ذلك بالقرنين 17 و18، حيث كان الجلادون ينزعون الدهن من جثث الأموات أمام الزبائن من اجل الثقة وحتى لا يتم الغش وبيع الدهن الحيواني بدلا عن البشري، ومن أشهر من استخدم الدهن البشري في تلك الفترة من الملوك هي ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى، حيث كانت تدهن وجهها بهذا الدهن حتى تخفي الندوب التي خلفه مرض الجدري على وجهها، ويقال أنها كانت تخلط مع الدهن كمية من معدن الرصاص والذي أدى لتراكم الرصاص بجسمها وأدى لوفاتها في 24 مارس عام 1603 م، كما ظهرت في القرن 18 وصفة لتجميل الوجه وتم إضافة الدهن البشري وشمع النحل مع مادة التربنتين وهي مادة كيميائية تخلط مع العقاقير الطبية، كما كان الدهن البشري يستخدم كعلاج لبعض الأمراض المزمنة كالتهاب العظام والنقرس."
وتحدث عن وصفة أخرى وصفها طبيب بريطانى تتطلب شرب البول لعلاج الطاعون ومص العرق لعلاج البواسير فقال :
"أما الطبيب البريطاني جورج تومسون الذي ذاع صيته في أواسط القرن 16، فقد كانت له وصفات غريبة حيث اقترح شرب البول لعلاج الطاعون، ولعل اغرب وصفاته هي لمس عرق الأشخاص المحكومين بالإعدام لشفاء البواسير، فقبل صعود المحكوم عليهم بالإعدام فأن الناس تتجمع حولهم لكي تلمسهم من اجل أن يمسحوا عنهم العرق الذي يرشح من جلودهم خوفا من الإعدام، لاعتقادهم أن هذا العرق له خصائص طبية تنفع في شفاء كثير من الأمراض.
قبل الإعدام كان الناس يلمس المجرمين من أجل جمع العرق أما أكل لحوم البشر فقد وصفها كثير من الأطباء في القرن 16 ومن أشهرهم الطبيب الألماني جون سكرودر (John schroder) "
وتحدث عن الوصفة الحمراء الشنيعة حيث كان يتم اختيار شاب قوةى من المساجين وتعذيبه على العجلة ثم تقطيع جسده لشرائج تجفف ثم يتم بيعها لعلاج الكثير من الأمراض كما يزعمون فقال :
"ومن أشنع الوصفات وأشدها دموية هي ما يسمى بالوصفة الحمراء، حيث كان لها من اسمها نصيب، وكان يتم تطبيقها في السجون المظلمة ويتم اختيار الضحية من المجرمين لعدم توفر المتطوعين لهذا التعذيب الأليم وتتطلب هذه الوصفة شاب في مقتبل العمر بحدود 24 سنة، ويكون جسمه خالي من الأمراض والعيوب الخلقية هذا بالإضافة إلى أن تكون بشرته بيضاء محمرة، يتم ربط الشباب على العجلة وهي أداه تعذيب قديمة، يتم بواسطتها تعذيب الشخص وتكسير عظامه حتى الموت، وبعد الانتهاء من القتل، تعلق جثته في الهواء الطلق بليلة تكون فيها السماء صافية حتى يتعرض لضوء القمر وبعدها يتم تقطيع جثه الشاب إلى شرائح صغيرة ويرش عليه بعض البهارات وبودرة الصبار والمر ثم يتم ترطيبها بالنبيذ وتترك لتجف تحت أشعه الشمس وضوء القمر لتمتص القوة منهما ثم يتم تدخينها، ويتم تطييبها بروائح العبير وزهور شقائق النعمان من اجل التخلص من رائحتها السيئة ثم يتم بيعها في الأسواق لعلاج كثير من الأمراض."
وتحدث عن أن الأطباء ألأوروبيين عملوا على سرقة المومياوات المصرية بيع مواد القار والراتينج فيها باعتبار أدوية علاجية فقال :
"من قديم الزمن اندهش الناس بالحضارة الفرعونية وأثار استغرابهم أهراماتها الضخمة، وأكثر ما أثار فضولهم هي تلك المومياوات التي بقيت سليمة طوال الآلاف السنين، واعتقد الأوروبيون أن المومياوات تحمل سر الخلود لدى الفراعنة، وبدأت تجارة المومياوات المصرية ونقلها لأوروبا في القرن 12 حيث كان التجار يجلبونها من مصر لأوروبا حيث تباع بأسعار باهظة، حيث كان الأطباء يستخرجون مادتي القار والراتينج الصمغي الذي كان يدهنه الفراعنة فوق المومياء لمنعها من التحلل، وكان الأوروبيين يسمونه بلسم المومياء حيث اعتقدوا انه يعالج الجلطات والتسمم وكسور العظام والكثير من الأمراض، ولاحقا اقترح الأطباء أن تسحق المومياء كلها وأن يباع هذا المسحوق كعلاج فعال للأمراض المزمنة، استمر هذا الوضع حتى منعت الحكومة المصرية بيع وتهريب المومياوات، وبهذا أصبح من الصعب توفيرها في أوروبا، لهذا لجئ كثير من الدجالين إلى وضع الجثث العادية في الشمس لفترة طويلة من اجل أن تبدومثل المومياء لكي يغشوا بها الناس في أوروبا."
وتحدث عن وصفة أخرى لجثة خرى تسمى مومياء العسل فقال :
"لم تكن المومياء المصرية هي المطلوبة فقط في أوروبا فهناك نوع أخر من المومياء اشد غرابة ونادرة جدا ويصعب شراءها لان تحضيرها يأخذ وقت طويل جدا ويتطلب التضحية بشخص قد فقد الأمل بالحياة ويطلق عليها (mellified) مومياء الحلوى أو مومياء العسل، فما هي مومياء الحلوى وما هي طريقة تحضيرها؟
أستخلص الأطباء مواد التحنيط من المومياوات واعتقدوا أن لها خواص علاجية ذكرت هذه الطريقة في كتاب المواد الطبية الصيني لمؤلفه الطبيب الصيني (Li shizhen) وذلك في عام 1596 م، وحسب وصف "لي شي زين" فأن هذه الوصفة قديمة جدا وكان يقوم بعملها قدماء العرب (مع العلم انه لا توجد حتى الآن أي مراجع تثبت أن العرب قام بهذه الوصفة)، وتتطلب الوصفة أن يضحي احد الأشخاص بنفسه وبالغالب يكون من كبار السن الذين تجاوزوا 70 أو80 عام، وفقد الرغبة بالحياة بسبب ضعف جسده وعدم مقدرته على الحركة، حيث يتم عزله في غرفة مغلقة تتوفر فيها كميات كبيرة من العسل، ويقضي كل وقته في حوض العسل يغتسل ويشرب منه دون أن يأكل أو يشرب شيء أخر، حتى تصبح الفضلات التي تخرج منه تحتوي على العسل وبعدها يموت نتيجة تركز السكر في جسمه ويتم بعد ذلك وضعه في تابوت صخري مملوء بالعسل ويغلق عليه بإحكام ويسجل تاريخ الوفاة فوقه، وبعد مائة عام بالضبط يتم فتح التابوت واخراج المومياء بعد أن تكون قد تشربت العسل الذي حولها وتحولت إلى كتلة هلامية لزجة، يتم بعدها تقطيعها إلى أجزاء صغيرة وحفظها في أوعية خاصة وبيعها في الأسواق بأسعار عالية جدا، حيث يزعم الأطباء بذلك الزمان أن دهن مكان الإصابة أو أكل جزء منها يؤدي إلى شفاء كسور الحوض والأطراف الخطيرة وكثير من الأمراض المستعصية."
وفى نهاية المقال بين عبشل أن هدفه من المقال ليس السخرية من ثقافات أوروبا مبينا أن تلك ألمور ما زالت موجود في صور جديدة منها نقل الدماء بين البشر ونقل أعضاء موتى أو احياء لأحياء أخرين فقال :
"ملاحظة:
بهذا المقال لا اسخر من ثقافة الآخرين لأن الوصول للنور يتطلب السير في طريق الظلام، لقد ساهمت هذه الوصفات الطبية في النشوء المبكر لعادات وأساطير عن مصاصين الماء وأكله لحوم البشر. بالرغم من التطور الهائل والمتسارع في مجال الطب والأدوية إلا أن الأطباء لا زالوا يصفون بعض أجزاء الجسم كعلاج للمرض، فالأطباء لا زالوا إلى الآن يقومون بنقل الدماء من المتبرعين إلى مرض فقر الدم وحالات النزيف عبر الحقن الوريدية، وكذلك يتم نقل الأعضاء البشرية من المتبرعين المتوفين لإنقاذ مرضى الفشل الكلوي والقلب، كما يستخدم الدهن البشري في عمليات التجميل للآن وغيرها من الاستخدامات الأخرى، لا شك أن العلم سوف يتطور أكثر في مجالات الطب مثل الخلايا الجذعية والحمض النووي وسوف يستغني عن هذه الطرق المستخدمة حاليا وربما سخرت الأجيال القادمة من الطرق العلاجية التي تستخدم اليوم واعتبرتها طرق قديمة ووحشية."
وأكل لحوم وعظام الموتى وشرب دم الحيوانات من المذكور كأدوية هنا محرم كما قال تعالى :
" حرمت عليكم الميتة والدم "
صاحب المقال حسين سالم عبشل وهو يدور حول وجود طب خاص بأكلة اللحوم البشرية ومصاصى الدماء وقد تحدث في مستهل مقاله عن الجهل الأوربى فيما يسمونه العصور القديمة والوسطى فقال :
"كانت أوروبا تعيش في جهل تام وامتد هذا التخلف من عصور الظلام حتى نهاية عصر النهضة، في تلك الفترة كان الطب يمر في أسوء مراحله، حيث لم يكن احد يستطيع التفريق بين الطب والشعوذة، فوصفات العلاج عند الطبيب هي نفسها تلك التي عند الساحر والمشعوذ مع اختلاف المظهر والأسلوب بإقناع المريض وكان يستخدمها الغني والفقير والمواطن الكادح والأمير"
وتحدث عن وجود نظرية علاجية عند اليونان تقول أن علاج عضو ما في جسم الإنسان هو أكل المريض نفس عضو الحيوان السليم لكى يشفى فقال :
"وأول من تكلم عن الطب هم فلاسفة اليونان وقد اعتقدوا أن المرض ينتج عن فقدان التوازن بالجسم ولهذا يجب على المريض المصاب بعض ومن جسده أن يتناول من نفس العضو ولكن من جسد حيوان، ولهذا اعتقدوا أن التناول الأعضاء التناسلية للحيوانات تزيد من الخصوبة والقوة"
وتحدث عن انتقال النظرية من اليونان للرومان مركزا على أن شفاء مرض الصرع كان مص وشرب دماء المصارعين وأحيانا أكل اكبادهم فقال :
"تلك النظريات انتقلت من اليونان إلى الحضارة الرومانية التي كانت اشد دموية، ويشهد على ذلك مدرج الكولوسيوم، حيث كان مسرحا لأشد معارك المصارعة الرومانية بين المجالدين وتخضبت ساحاته بدماء هؤلاء المتصارعون، تلك الدماء التي كان يتهافت من أجل لعقها المصابون بالصرع
كان مرضى الصرع يشربوا دماء المجالد المهزوم فالرومان كانوا يعتقدون أن شرب الدماء الحارة المتدفقة من جروح المجالدين تساعد في الشفاء من الصرع، ولهذا كان المصابون بالصرع يتوافدون بأعداد كبيرة على تلك الساحات من اجل شرب دماء المجالدين المهزومين وهم في النزع الأخير، وربما أنقض هؤلاء على المجالد المهزوم لكي يشربوا الدماء من جراحه الدامية مباشرة، ومن بين الأطباء الرومان الذين اقترحوا هذا هو الطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس (Scribonius largus) الذي كان الطبيب الخاص للإمبراطور الروماني كلاوديوس، ومن بين وصفاته الغريبة أن يلتهم المريض بالصرع أكباد المصارعين، ولهذا كان المرضى بالصرع يجلسون بأطراف المسرح وعندما يسقط المجالد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فأنهم ينقضون عليه بخناجرهم الحادة لأستأصل كبده والتهامها نيئة.
الطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس صاحب فكرة أكل أكباد المجالدين لشفاء الصرع"
وهذه النظريات هى تخريف وربما أكاذيب قيلت وهى تتناقض معتحريم أكل لحومالبشر كما قال تعالى :
" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا "
وتحدث عن استمرار هذا العلاج الدموى قرون حتى قام الرهبان بالاعتراض عليه ومنعه وتحدث عن انتشار نظرية شرب الدم في أوربا باعتبارا علاجا وتجديدا للشباب فقال :
"استمر هذا الوضع حتى تم منع تلك الرياضة الدموية عام 400 ميلادية، بعدما اعترض الرهبان على تلك الممارسات الدموية، أما في أوروبا فقد انتشرت عادات شرب الدماء باعتبارها تشفي من الإمراض وتجدد الصحة والشباب حسب ما أعلن عنه العالم والفيلسوف الايطالي مارسيليوفيسينو(Marsilio ficino) الذي زعم بأن شرب دماء الشباب ذوي الصحة السليمة تجدد الشباب لدى الشيوخ وتجعلهم بصحة أفضل.
وعندما مرض جوفاني باتيستا شيبو وهو بابا الفاتيكان اينوسينت الثامن، يقال بأن أطباءه جعلوه يشرب دماء ثلاثة أطفال بعمر العاشرة، ولاحقا مات هؤلاء الأطفال، لكن البابا لم يتعافى ومات في 25 يوليو1492 م.
العالم والفيلسوف مارسيليوفيسينو:
شرب دماء الشباب ذوي الصحة السليمة تجدد الشباب رغم ندرة الحصول على الدماء الطازجة والحارة فقد وجد المرضى سبل أخرى للحصول عليها في الدولة الاسكندينافية وألمانيا وبريطانيا، ومن تلك السبل هي ساحات الإعدام حيث يتم إعدام المجرمين والخونة، فهناك يتجمع المتفرجون لمشاهده منظر الإعدام وتطاير الرؤوس، وأيضا يتجمع مرضى الصرع وهم يحملون في أيديهم أكواب عريضة لعلهم يجمعون بها الدماء المتطايرة من منصة الإعدام.
وفي القرن السادس عشر سجلت حالة حيث قام احد المرضى بالقفز على منصة الإعدام وشرب الدم من عنق الشخص المعدوم مباشرة، لم يقتصر الأمر على شرب دماء المجرمين بل توسع الأمر ليشمل شرب دماء الأمراء والملوك، ففي تاريخ 30 يناير عام 1649 م تم إحضار ملك انجلترا تشارلز الأول إلى ساحة الإعدام وتم ضرب عنقه بتهمة الخيانة العظمى، وتسابق الناس لجمع دماءه بأيديهم لاعتقادهم أن دماء الملوك تشفي من الأمراض وبذات مرض شر الملك ويطلق هذا الاسم على العقد اللمفاوية المتورمة بالجلد نتيجة مرض السل، وقد استفاد الجلادون وحققوا ثروة من بيع أجزاء من شعر الملك ودماءه التي جفت على الأرض في ذلك اليوم"
وتحدث عن أن المخرفين والجهلة من مدعى الطب قاموا بعمل وصفات علاجية تعتمد على تناول بقايا أعضاء بشرية فقال :
"أما الوصفات التي تم مزجها واحتوت على بقايا بشرية فهي كثيرة جدا ومن أشهرها وصفة قطرات الملك، أو كما تسمى (goddard drops) ويرجع الأصل في تسميتها إلى العالم الكيميائي البريطاني جوناثان جودارد، في البداية لم تشتهر هذه الوصفة ولكنها اشتهرت عندما اشتراها الأمير تشارلز الثاني وهو ابن ملك بريطانيا تشارلز الأول، من جوناثان جودارد مقابل 6000 جنية، وقد انشئ تشارلز الثاني مختبرات ومعامل لإنتاج هذه الوصفة بكميات كبيرة حتى تغطي الطلب الكبير عليها، فقد أطلق الناس عليها إكسير قطرات الملك نسبه إلى أسره تشارلز الملكية، وتم بيعها بزجاجات صغيرة باعتبارها علاج للإمراض العصبية والتشنجات واستمر الإقبال عليها لحوالي 200 عام ورغم هذا فلم تكن لها أي خواص طبية وتسببت بموت كثير من الناس، وقد جربها تشارلز الثاني بنفسه عندما أصابه المرض وهو على فراش الموت بتاريخ 6 فبراير عام 1685 م، ولكنه لم يستفد منها ومات بعد ذلك متأثرا بمرضه، وبسبب كثرة الوفيات قل الإقبال على هذه الوصفة، وأصبحت تركيبة الوصفة ليست سرية بل أنها كانت منتشرة في كتب الطبخ عام 1823 م، أما تركيبه الوصفة فهي عبارة عن مقادير متساوية من قرن الآيل والأفاعي المجففة والعاج وخمسة مقادير من الجماجم البشرية، حيث اعتقد الناس بذلك الوقت أن الأشخاص الذين يموتون بعنف فأنه يتم احتجاز جزء من أرواحهم في أجسادهم وبالذات بالجماجم ولهذا يعتبر مسحوق الجماجم مكون أساسي بالوصفة، حيث كان يتم جلب الجماجم من سراق القبور الذين كانوا ينبشون المقابر الايرلندية، طبعا الوصفة ليس لها أي فوائد طبية وربما اكتسبت شعبيتها بسبب تكون غاز النشادر الذي يتكون أثناء تخمر تلك المواد وتحوله إلى مشروب كحولي وهذا ما يعطي شعور بالتحسن واختفاء الأعراض من المرضى."
وتحدث عن وصفة أخرى مأخوذة من ادمغة الجنود القتلى حيث قال :
"وبما أن الاعتقاد السائد آنذاك أن جزء من الروح يحبس في جسد المقتولين أو الأشخاص الذين يموتون بطريقة شنيعة، فقد ابتكر الطبيب البريطاني جون فرينش (John french) وصفة غريبة عجيبة عام 1651 م، حيث كان ينتزع أدمغة الجنود القتلى التي تصل جثثهم للمستشفى العسكري الذي يعمل به ويمزجها مع فضلات الخيول ويتركها تتخمر لمدة ستة أشهر، ثم يتم بيعها للمرضى لكي يستنشقوها باعتبارها علاج لكثير من الإمراض بذلك الوقت، واستمر العمل بهذه الوصفة حتى القرنين السابع والثامن عشر وقد وجدت في كتب تعود لتاريخ 1730 م.
نبش القبور وسرقة الجثث والجماجم والعظام من اجل بيعها كانت مهنة رائجة وخلال القرنين 17 و18 كان الأطباء يجمعون العفن والطحالب التي تنمو فوق جماجم الجنود القتلى بساحات المعارك ويتم سحقها لكي يستنشقها المرضى، حيث اعتقدوا أنها تمنع النزيف، كما يتم شربها من اجل علاج الدورة الشهرية عند النساء وشفاء الجروح عند المصابين. وأشهر من كان يصف ذلك العلاج هو العالم والفيلسوف البريطاني السير فرانسيس بيكون."
وتحدث عن وصفة أخذ دهون الموتى من البشر لاستعمالها في التجميل فقال :
"العالم والفيلسوف البريطاني السير فرانسيس بيكون: وصفة طحلب الجماجم! أما في مجال التجميل فقد انتعشت في أوروبا تجارة بالدهن البشري وبالذات بفرنسا وانجلترا وكان ذلك بالقرنين 17 و18، حيث كان الجلادون ينزعون الدهن من جثث الأموات أمام الزبائن من اجل الثقة وحتى لا يتم الغش وبيع الدهن الحيواني بدلا عن البشري، ومن أشهر من استخدم الدهن البشري في تلك الفترة من الملوك هي ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى، حيث كانت تدهن وجهها بهذا الدهن حتى تخفي الندوب التي خلفه مرض الجدري على وجهها، ويقال أنها كانت تخلط مع الدهن كمية من معدن الرصاص والذي أدى لتراكم الرصاص بجسمها وأدى لوفاتها في 24 مارس عام 1603 م، كما ظهرت في القرن 18 وصفة لتجميل الوجه وتم إضافة الدهن البشري وشمع النحل مع مادة التربنتين وهي مادة كيميائية تخلط مع العقاقير الطبية، كما كان الدهن البشري يستخدم كعلاج لبعض الأمراض المزمنة كالتهاب العظام والنقرس."
وتحدث عن وصفة أخرى وصفها طبيب بريطانى تتطلب شرب البول لعلاج الطاعون ومص العرق لعلاج البواسير فقال :
"أما الطبيب البريطاني جورج تومسون الذي ذاع صيته في أواسط القرن 16، فقد كانت له وصفات غريبة حيث اقترح شرب البول لعلاج الطاعون، ولعل اغرب وصفاته هي لمس عرق الأشخاص المحكومين بالإعدام لشفاء البواسير، فقبل صعود المحكوم عليهم بالإعدام فأن الناس تتجمع حولهم لكي تلمسهم من اجل أن يمسحوا عنهم العرق الذي يرشح من جلودهم خوفا من الإعدام، لاعتقادهم أن هذا العرق له خصائص طبية تنفع في شفاء كثير من الأمراض.
قبل الإعدام كان الناس يلمس المجرمين من أجل جمع العرق أما أكل لحوم البشر فقد وصفها كثير من الأطباء في القرن 16 ومن أشهرهم الطبيب الألماني جون سكرودر (John schroder) "
وتحدث عن الوصفة الحمراء الشنيعة حيث كان يتم اختيار شاب قوةى من المساجين وتعذيبه على العجلة ثم تقطيع جسده لشرائج تجفف ثم يتم بيعها لعلاج الكثير من الأمراض كما يزعمون فقال :
"ومن أشنع الوصفات وأشدها دموية هي ما يسمى بالوصفة الحمراء، حيث كان لها من اسمها نصيب، وكان يتم تطبيقها في السجون المظلمة ويتم اختيار الضحية من المجرمين لعدم توفر المتطوعين لهذا التعذيب الأليم وتتطلب هذه الوصفة شاب في مقتبل العمر بحدود 24 سنة، ويكون جسمه خالي من الأمراض والعيوب الخلقية هذا بالإضافة إلى أن تكون بشرته بيضاء محمرة، يتم ربط الشباب على العجلة وهي أداه تعذيب قديمة، يتم بواسطتها تعذيب الشخص وتكسير عظامه حتى الموت، وبعد الانتهاء من القتل، تعلق جثته في الهواء الطلق بليلة تكون فيها السماء صافية حتى يتعرض لضوء القمر وبعدها يتم تقطيع جثه الشاب إلى شرائح صغيرة ويرش عليه بعض البهارات وبودرة الصبار والمر ثم يتم ترطيبها بالنبيذ وتترك لتجف تحت أشعه الشمس وضوء القمر لتمتص القوة منهما ثم يتم تدخينها، ويتم تطييبها بروائح العبير وزهور شقائق النعمان من اجل التخلص من رائحتها السيئة ثم يتم بيعها في الأسواق لعلاج كثير من الأمراض."
وتحدث عن أن الأطباء ألأوروبيين عملوا على سرقة المومياوات المصرية بيع مواد القار والراتينج فيها باعتبار أدوية علاجية فقال :
"من قديم الزمن اندهش الناس بالحضارة الفرعونية وأثار استغرابهم أهراماتها الضخمة، وأكثر ما أثار فضولهم هي تلك المومياوات التي بقيت سليمة طوال الآلاف السنين، واعتقد الأوروبيون أن المومياوات تحمل سر الخلود لدى الفراعنة، وبدأت تجارة المومياوات المصرية ونقلها لأوروبا في القرن 12 حيث كان التجار يجلبونها من مصر لأوروبا حيث تباع بأسعار باهظة، حيث كان الأطباء يستخرجون مادتي القار والراتينج الصمغي الذي كان يدهنه الفراعنة فوق المومياء لمنعها من التحلل، وكان الأوروبيين يسمونه بلسم المومياء حيث اعتقدوا انه يعالج الجلطات والتسمم وكسور العظام والكثير من الأمراض، ولاحقا اقترح الأطباء أن تسحق المومياء كلها وأن يباع هذا المسحوق كعلاج فعال للأمراض المزمنة، استمر هذا الوضع حتى منعت الحكومة المصرية بيع وتهريب المومياوات، وبهذا أصبح من الصعب توفيرها في أوروبا، لهذا لجئ كثير من الدجالين إلى وضع الجثث العادية في الشمس لفترة طويلة من اجل أن تبدومثل المومياء لكي يغشوا بها الناس في أوروبا."
وتحدث عن وصفة أخرى لجثة خرى تسمى مومياء العسل فقال :
"لم تكن المومياء المصرية هي المطلوبة فقط في أوروبا فهناك نوع أخر من المومياء اشد غرابة ونادرة جدا ويصعب شراءها لان تحضيرها يأخذ وقت طويل جدا ويتطلب التضحية بشخص قد فقد الأمل بالحياة ويطلق عليها (mellified) مومياء الحلوى أو مومياء العسل، فما هي مومياء الحلوى وما هي طريقة تحضيرها؟
أستخلص الأطباء مواد التحنيط من المومياوات واعتقدوا أن لها خواص علاجية ذكرت هذه الطريقة في كتاب المواد الطبية الصيني لمؤلفه الطبيب الصيني (Li shizhen) وذلك في عام 1596 م، وحسب وصف "لي شي زين" فأن هذه الوصفة قديمة جدا وكان يقوم بعملها قدماء العرب (مع العلم انه لا توجد حتى الآن أي مراجع تثبت أن العرب قام بهذه الوصفة)، وتتطلب الوصفة أن يضحي احد الأشخاص بنفسه وبالغالب يكون من كبار السن الذين تجاوزوا 70 أو80 عام، وفقد الرغبة بالحياة بسبب ضعف جسده وعدم مقدرته على الحركة، حيث يتم عزله في غرفة مغلقة تتوفر فيها كميات كبيرة من العسل، ويقضي كل وقته في حوض العسل يغتسل ويشرب منه دون أن يأكل أو يشرب شيء أخر، حتى تصبح الفضلات التي تخرج منه تحتوي على العسل وبعدها يموت نتيجة تركز السكر في جسمه ويتم بعد ذلك وضعه في تابوت صخري مملوء بالعسل ويغلق عليه بإحكام ويسجل تاريخ الوفاة فوقه، وبعد مائة عام بالضبط يتم فتح التابوت واخراج المومياء بعد أن تكون قد تشربت العسل الذي حولها وتحولت إلى كتلة هلامية لزجة، يتم بعدها تقطيعها إلى أجزاء صغيرة وحفظها في أوعية خاصة وبيعها في الأسواق بأسعار عالية جدا، حيث يزعم الأطباء بذلك الزمان أن دهن مكان الإصابة أو أكل جزء منها يؤدي إلى شفاء كسور الحوض والأطراف الخطيرة وكثير من الأمراض المستعصية."
وفى نهاية المقال بين عبشل أن هدفه من المقال ليس السخرية من ثقافات أوروبا مبينا أن تلك ألمور ما زالت موجود في صور جديدة منها نقل الدماء بين البشر ونقل أعضاء موتى أو احياء لأحياء أخرين فقال :
"ملاحظة:
بهذا المقال لا اسخر من ثقافة الآخرين لأن الوصول للنور يتطلب السير في طريق الظلام، لقد ساهمت هذه الوصفات الطبية في النشوء المبكر لعادات وأساطير عن مصاصين الماء وأكله لحوم البشر. بالرغم من التطور الهائل والمتسارع في مجال الطب والأدوية إلا أن الأطباء لا زالوا يصفون بعض أجزاء الجسم كعلاج للمرض، فالأطباء لا زالوا إلى الآن يقومون بنقل الدماء من المتبرعين إلى مرض فقر الدم وحالات النزيف عبر الحقن الوريدية، وكذلك يتم نقل الأعضاء البشرية من المتبرعين المتوفين لإنقاذ مرضى الفشل الكلوي والقلب، كما يستخدم الدهن البشري في عمليات التجميل للآن وغيرها من الاستخدامات الأخرى، لا شك أن العلم سوف يتطور أكثر في مجالات الطب مثل الخلايا الجذعية والحمض النووي وسوف يستغني عن هذه الطرق المستخدمة حاليا وربما سخرت الأجيال القادمة من الطرق العلاجية التي تستخدم اليوم واعتبرتها طرق قديمة ووحشية."
وأكل لحوم وعظام الموتى وشرب دم الحيوانات من المذكور كأدوية هنا محرم كما قال تعالى :
" حرمت عليكم الميتة والدم "
أمس في 9:43 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى قصة هاروت وماروت
الإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى
» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
السبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
الجمعة نوفمبر 15, 2024 9:18 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال كيف يقوم المخ بالحكم الأخلاقى على الأشياء؟
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:56 pm من طرف رضا البطاوى