نقد كتاب ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية
المؤلف فى الغالب يهودى نظرا لذكره موسى(ص) دون غيره للتدليل على أن محمد(ص) حرف الشرع وأن موسى(ص) لم يحرفها
والكتاب عبارة عن اتهامات وكلها ليست اتهامات لوحى الله وإنما للحديث المنسوب للنبى(ص) زورا وبهتانا ولتفاسير المفسرين
الرجل يريد إثبات ألوهية البشر محمد(ص) وهو يستبعد نصوص القرآن تماما فلا يذكر قوله تعالى :" قل إنما أن بشر مثلكم"
وهو قول يثبت بشريته ولا قوله " الذى أسرى بعبده " الذى يثبت عبوديته وهناك عشرات الأقوال فى القرآن تثبت كونه بشر مخلوق وتثبت أنه عبد لله وهو يستبعدها تماما لأنها لا تدل عللا مراده
وقد استهل كتابه بالسخرية من الصلاة على النبى(ص) فقال :
"نسمع دائما من أحبائنا المسلمين عبارة (صلى الله عليه وسلم) تأتي مباشرة كلما ذكر اسم نبي القرآن محمد
وهنا نريد أن نفهم هذه العبارة الموروثة والتي يرددها المسلم بلا تفكير نريد أن نفهمها في إطار ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية"
ويبين لنا المؤلف خطة الشيطان للجلوس على عرش الله كما يزعم:
"وقبل أن أدخل في تقديم الأدلة من المراجع الإسلامية علي هنا أولا أن أقدم فكرة عن خطة الشيطان منذ القديم فخطة الشيطان يوم أن كان ملاكا طاهرا؛ كانت متمثلة في أن يجعل كرسيه فوق كرسي العلي ولم يحسب الأمر جيدا ففقد قداسته بهذا الخطأ وجرده الرب القدير من مرتبته وطرده من حضرته لأنه تشيطن وأصبح شيطانا
إذن فخطة الشيطان هي أن يجلس هو على كرسي الله؛ ويجعل الله مع صفوف الملائكة؛ فيعبد هو من الملائكة ومن الله؛ ويصبح الله والملائكة يصلون إليه هو الشيطان "
الغريب أنه لم يستدل على تلك الخطة الكاذبة لا من العهد القديم ولا من الجديد ولا حتى من القرآن فطبقا للقرآن إبليس فى النار منذ طرده من الجنة كما قال تعالى :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
ويواصل المؤلف كلامه بلا دليل أن إبليس فشل فى تنفيذ خطته ولكنه نجح فى ذلك باجلاس بشر هو محمد(ص)بسبب كلام محمد(ص) فقال:
"وعندما فشل الشيطان في تحقيق هذه الخطة في السماء حاول أن ينفذها عن طريق البشر فيضع كرسيه مكان كرسي الله ويجعل الناس يعتقدون أن الله والملائكة يصلون إليه وبالتالي فإذا كان الله والملائكة يصلون إليه فكيف لا يصلي عليه البشر أيضا
والحقيقة أن هذه الخطة لم ينجح الشيطان في تحقيقها عبر التاريخ البشري الطويل إلا عن طريق محمد"
ونجد المؤلف لا يفرق بين الصلاة على وبين الصلاة لى فيدعى أن القرآن جعل الله يصلى لمحمد كإله فقال :
"وفي العقيدة الإسلامية فنجد نصا صريحا وواضحا في القرآن يقول في الأحزاب 56 (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
فها هو الله يجلس مع الملائكة ويصلي على محمد؛ وكذلك يدعو المسلمين للصلاة عليه إذن تحقق الأمر فها هو الله والملائكة والبشر يصلون على النبي"
وهنا الرجل لا يفرق بين الصلاة لى والصلاة على والصلاة لله وأما الصلاة على المخلوقات فلا يختص الله بها محمد(ص) وإنما هى لكل المسلمين رسل(ص) أو فير رسل كما قال تعالى :
"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
والرسول محمد(ص) لم يميزه الله بأن يصلى عليه المسلمون وإنما امره بالصلاة على المسلمين فقال :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
لماذا لم يذكر الرجل أن النبى(ص)هنا يعبد المسلمين واكتفى بأن الله يعبد محمد(ص) والسبب أن الصلاة من النبى(ص) ومن المسلمين تعنى استغفار المصلى الله للأخر سواء محمد(ص) أو المسلمين؟
وأما صلاة الله على الخلق فلا تعنى سوى رحمته لهم كما جاء فى قوله
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
وتحدث الرجل عما سماه الاثباتات على ألوهية محمد(ص) فقال :
"وهنا أود أن أطرح أكثر من أمر في العقيدة الإسلامية يجعل محمدا إلها وأبدأ هذه المواضيع
(1) بالصلاة على محمد:
يحاول البعض الخروج من هذا المأزق فيقول أن الصلاة عليه بمعنى البركة والرحمة فدعونا إذن ندخل إلى المراجع الإسلامية المختلفة لنفهم هذه الصلاة الربانية الملائكية البشرية على محمد نبي القرآن
ففي تفسير ابن كثير نجد الفرق في المعنى بين الصلاة على العباد والصلاة على محمد
ففي الصلاة على محمد يقول:
" إن الله وملائكته يصلون على النبي " قال صلاته تبارك وتعالى سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه؛ ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا (إذن هناك فرق بين الصلاة على محمد وعلى المسلمين أو حتى على الأنبياء الآخرين )
وقد أخبر سبحانه وتعالى بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته " الآية وقال تعالى: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم " وفي الحديث إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
نلاحظ الفرق ففي صلاة الله على المؤمنين تأتي بمعنى الرحمة والبركة؛ أما على محمد كما ذكر التفسير والأحاديث تأتي بمعنى أن الله يثني على محمد عند الملائكة وأن الله نفسه يصلي ويقول سبوح قدوس بل جعل العالمين العلوي والسفلي يصلون على محمد ليجمع الثناء عليه من أهل العالمين
إذن لا يكذب علينا أحد ويقول أن الصلاة بمعنى الرحمة على النبي فالتفسير هنا واضح (ابن كثير)
ولابد من ملاحظة ما يقول ابن كثير مشيرا إلى الأحاديث فيقول:
وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله (ص)بالأمر بالصلاة عليه وكيفية الصلاة عليه لاحظوا هنا أمر بالصلاة على محمد ولا أمر بالصلاة على غيره "
الغريب أن المجنون يكرر أن الأمر بالصلاة على محمد(ص)وحده مع أن الآيات التى ذكرها تقول بالصلاة على المسلمين" أولئك عليهم صلوات من ربهم"
ويقوم الرجل بالاستشهاد على ما يظنه بالأحاديث المنسوبة للنبى الخاتم(ص) فقال :
"فاسمعوا كلام محمد نفسه
(أتانا رسول الله (ص)ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله (ص)حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله (ص)قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم)
لاحظوا هنا يفرق محمد في المعنى بين الصلاة والبركة إذا فالصلاة عليه لا يقصد منها بركة له من الله "
الحديث كل ما لاحظه الرجل فيه الصلاة على محمد(ص) ولم يلاحظ الصلاة على إبراهيم وآله وأهل محمد(ص) وهم أتباعهم
ثم قال :
وفي حديث أخر يورده ابن كثير (على المصلي أن يصلي على رسول الله (ص)في التشهد الأخير فإن تركه لم تصح صلاته وقد شرع بعض المتأخرين من المالكية وغيرهم يشنع على الإمام الشافعي في اشتراطه ذلك في الصلاة ويزعم أنه قد تفرد بذلك وحكى الإجماع على خلافه أبو جعفر الطبري والطحاوي والخطابي وغيرهم فيما نقله القاضي عياض عنهم وقد تعسف هذا القائل في رده على الشافعي وتكلف في دعواه الإجماع في ذلك وقال ما لم يحط به علما فإنا قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله (ص)في الصلاة كما هو ظاهر الآية ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود الخ الصحابة وغيرهم )
هل لاحظتم الفرق بين الصلاة على النبي والصلاة على المؤمن العادي بدون الصلاة على النبي تكون صلاة المسلم غير صحيحة وغير مقبولة"
وكل الحديث السابق لا أساس له فى كتاب الله وإنما هى أقوال منسوبة لبشر لا تصح لأن محمد(ص) مأمور بالصلاة على المسلمين بقوله تعالى " وصل عليهم"
ويزعم الرجل صلاة المسلمين لله ومحمد معا فيقول:
"والسؤال: لماذا وكيف؟ هل يعبد المسلم الله أم محمد؟ الحقيقة أنه يعبد الإثنين ويصلي للإثنين وإلا لما كان عدم الصلاة على محمد تبطل الصلاة إلى الله بذاته؛ فأصبح الصلاة لله لا تمرر إلا عن طريق الصلاة على محمد وهذا هو الإشراك في العقيدة الإسلامية "
وهو كلام مجنون فلماذا لم يقل أن عبادة للمسلمين أيضا بقوله" أولئك عليهم صلوات من ربهم"؟
الصلاة من الله تعنى رحمة المخلوق والصلاة من المسلمين ومن الرسول(ص) على بعضهم دعاء بالاستغفار وهو طلب الرحمة من الله بالعفو عن الذنوب
ثم قال :
"ويقدم لنا ابن كثير حديث صحيح من كثيرين يقول (قال سمع رسول الله (ص)رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي فقال رسول الله (ص)عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدا بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء)
فها هو النبي بذاته يحتم الصلاة عليه"
وهذا حديث باطل فالصلاة ليست سوى ذكر الله وحده كما قال تعالى " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" وقال" فاسعوا إلى ذكر الله"
ومن ثم محمد(ص) لم يقل هذا الحديث ولا غيره مما ينسب به فى ها الكتاب
ثم قال :
"بل إنه يؤكد ذلك فيقول (عن رسول الله (ص)أنه قال لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ولا صلاة لمن لم يصل على النبي)
لا صلاة لمن لا يذكر اسم الله ولا صلاة لمن لا يصلي على محمد (الله ومحمد)لا صلاة لمن لم يصل على النبي"
والحديث باطل فلا علاقة للصلاة المعروفة بالصلاة على النبى (ص) لكونها ذكر لله أى قراءة لبعض كتابه كما قال " فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
والعبارة ولا صلاة لمن لم يصل على النبة(ص) توجد فى كتب الحديث المعروفة وإنما زيادة موجودة فى كتب الضعاف
كما أن الصلاة أحيانا تجوز من غير وضوء أو طهارة للمجاهدين فى وقت الحرب وهم عابرى السبيل كما قال تعالى :
"لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا"
وهى صلاة مقبولة
ثم قال :
"وحتى يزرع محمد هذا الشرك في المسلمين ويفصلهم عن العبادة الخالصة لله إدعى يوما فقال (إن جبريل (ص) قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه)"
والصلاة هى السلام أى الرحمة لمن يصلى أى يستغفر أى يدعو الله للنبى(ص) بالرحمة وهو كما بصبى ويسلم على النبى يسلم أى يرحم المؤمنين بصلاة النبى(ص) لهم كما :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
ثم قال :
"وقال محمد لعمر ابن الخطاب (إن جبريل أتاني فقال من صلى عليك من أمتك واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ورفعه عشر درجات)
هكذا تمنح الدرجات؛ لا بالسلوك القويم وبإرضاء الله بالإيمان؛ وإنما بالصلاة على محمد تمنح الدرجات ولاحظوا ربط الدرجات في الآخرة بالصلاة علية ولم يربطها بالصلاة لله وقفة
إذن الصلاة على النبي غير الصلاة على المؤمنين فالصلاة على النبي تمنح من خلالها على درجات في الجنة ألا يحق لنا أن نقول بأنه إله يعبد "
والرسول الخاتم(ص) لم يقل تلك الرواية لأنها تخالف القرآن فالجنة درجتين كما قال " فضل الله المجاهدين بأموالهم ,أنفسهم على القاعدين درجة"وهو لا يمكن أن يخالف القرآن ومن ثم فالحديث موضوع
ثم قال :
فهل نقول بعد ذلك إنها رحمة أو بركة؟
"دعونا نتقدم في البحث وما زلت أتابع ابن كثير حيث أنني وجدت أن الصلاة على محمد تأخذ وضعا أغرب من ذلك فهي بمثابة زكاة للمسلم
فجاء في الحديث الذي يستشهد به ابن كثير (عن كعب عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال صلوا علي فإنها زكاة لكم)
فهل الصلاة على المؤمنين فيها زكاة أيضا؟ لنكن أمناء في البحث"
والحديث رغم صحة معناه فإن الرجل لم يفهم أن الزكاة تعنى تطهيرهم من الذنوب باعتبارها همل صالح أى حسنة والحسنة تمحو الذنوب كما قال تعالى :
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
ثم قال :
بل إن في الصلاة على محمد غفران للخطايا؛ حيث يقدم لنا التفسير هذا الحديث عن محمد فيقول (قال رسول الله (ص)من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات)
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة وغفران الخطايا هذه الأحاديث التالية الخطيرة
أنه قيل له: يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل: " إن الله وملائكته يصلون على النبي " فقال النبي (ص) (هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به إن الله تعالى وكل بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي علي إلا قال ذلك الملكان غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته لذينك الملكين آمين)
فهل الصلاة على أي نبي أو على المؤمنين تغفر الخطايا أيضا؟"
والحديث موضوع لمخالفته القرآن فى أن ثواب الحسنة هى عشر حسنات كما قال " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" والحسنات تذهب كل السيئات وليس عشر فقط كما قال" إن الحسنات يذهبن السيئات"
والحديث الثانى عن وجود الملكين عند قبر محمد(ص) فى الأرض باطل أن الملائكة تخاف من نزول الأرض لعدم اطمئنانها فهى فى السماء لا تنزل كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ومن ثم لم يقل محمد(ص) أى شىء مما زعم هذا الكافر الذى قال :
لا شك أن هناك صلاة خاصة لمحمد؛ حيث يقدم لنا ابن كثير الكثير من الأحاديث؛ وإليكم هذا الحديث الصحيح (ومن ذلك في صلاة العيد أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة يوما قبل العيد فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟ قال عبد الله فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ ثم تكبر وتركع ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي (ص)ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تركع فقال حذيفة وأبو موسى صدق أبو عبد الرحمن إسناد صحيح) فكل مرة يحمد فيها الله لا بد من أن يصلي على محمد "
والحديث باطل مضاد لكل الأحاديث المعروفة فحمد الله لا يتبعه الصلاة على النبى (ص) إنما تأتى الصلاة فى أخر الصلاة ولا يعتبر التشهد عمل من أعمال الصلاة عند الفقهاء والرجل بالطبع يقول بصحة إسناد الحديث ولا أدرى من أين قال هذا؟
ثم قال:
"الأمر يحتاج إلى مراجعة مع النفس
وهاكم هذا الحديث الخطير
عن عمر بن الخطاب قال: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك حتى الدعاء؟ الدعاء يقف بين السماء والأرض؛ ومفتاح دخوله السماء هو أن تشرك وتصلي على محمد؟ من الواضح في العبادة الإسلامية أن كل شيء مرهون بمحمد"
الحديث ليس منسوبا للنبى(ص) وإنما نسبه لعمر وهذا الحديث موضوع وأهل الحديث لا يعتبرونه حديثا صحيحا وهو مخالف للقرآن فاستجابة الدعاء مرتبط بشىء واحد وهو مشيئة الله كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
ثم قال :
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة يسوق لنا الأحاديث التالية
(من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله)
وكذلك في تفسير القرطبي هذه الأحاديث الخطيرة:
وقال سهل بن عبد الله: الصلاة على محمد (ص)أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين وسائر العبادات ليس كذلك قال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدا بالصلاة على النبي (ص) ثم يسأل الله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي (ص)فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما وروى سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أنه قال: الدعاء يحجب دون السماء حتى يصلى على النبي (ص) فإذا جاءت الصلاة على النبي (ص)رفع الدعاء وقال النبي (ص) (من صلى علي وسلم علي في كتاب لم تزل الملائكة يصلون عليه ما دام اسمى في ذلك الكتاب)
ومن الفروق بين الصلاة على الأنبياء والمؤمنين والصلاة على النبي محمد؛ أنه حتى الوعظ لا يصح إلا بالصلاة على محمد (يجب على الخطيب أن يصلي على النبي (ص)يوم الجمعة على المنبر في الخطبتين ولا تصح الخطبتان إلا بذلك لأنها عبادة وذكر الله شرط فيها فوجب ذكر الرسول (ص)فيها كالأذان والصلاة هذا مذهب الشافعي وأحمد رحمهما الله)
هنا تكتمل المهزلة فطالما ذكر اسم الله لا بد أن يذكر شريكه فمن ذا الذي يسمو لمرتبة الله ليكون اسم الله بدونه ناقصا وغير لائق إلا به هذا شيطان
ثم يقول (لا تصح الصلاة على أحد إلا على النبي (ص)ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالمغفرة)لاحظتم الفرق يدعى للمسلمين بالمغفرة؛ ولكن الصلاة على محمد فقط؛ وكذلك بالصلاة عليه تمح الخطايا"
وكل هذه الأحاديث باطلة لا يصح منها شىء وكذلك الأقوال المنسوبة للنبى (ص) والرجل ينقل الروايات دون أن يلاحظ تناقضها وأى واحد كذاب يحاول تجميل نفسه لن يجعل كلامه يتناقض ففى حديث سابق ذكر ذكر الله أولا وفى الروايات السابقة ذكر الصلاة على النبى(ص) أولا ولم يذكر الله اطلاقا والأقوال المنسوبة للفقهاء ليست دليلا فى الإسلام لأن الدليل هو كلام الله أى الوحى
ثم قال :
"فهذا الحديث يفصل أيضا ويوضح الفرق في الصلاة على النبي
أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله (ص)فقال كعب: ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون بأجنحتهم يصلون على النبي (ص)سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه
الملائكة تصلي وتسلم على القبر وتضرب القبر بأجنحتها غريب
وأختم من القرطبي فللملائكة دور كبير"
الحديث باطل لأنه يكذب القرآن فى كون الملائكة لا تنزل من السماء للآرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال :
"عن محمد بن عبد الرحمن أن رسول الله (ص)قال: (ما منكم من أحد يسلم علي إذا مت إلا جاءني سلامه مع جبريل يقول يا محمد هذا فلان بن فلان يقرأ عليك السلام فأقول وعليه السلام ورحمة الله وبركاته) وروى النسائي عن عبد الله قال: قال رسول الله (ص) (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) قال القشيري والتسليم قولك: سلام عليك
فأرجو من الأحباء المسلمين أن لا يقولوا فيما بعد ذلك أن الصلاة على النبي محمد هي رحمة وبركة مثل الصلاة على المسلمين"
وكل هذا الحديث من خلال أحاديث باطلة لا يمكن أن يقولها صادق فضلا عن كاذب يحاول خداع الناس فالحديث الأول يذكر أن المبلغ جبريل والثانى يقول أنهم ملائكة سياحين فى الأرض والكل مخالف لعدم نزول الملائكة الأرض لخوفهم كما قال:
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال عن ـدلته الباطلة:
"ألا يكون بهذه المقاييس محمد إلها إلى جوار الله؟
(2) المقام المحمود
نقرأ في سورة الإسراء 79 "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا"
وهذه أيضا صفة ألوهية جديدة لمحمد نتابعها في التفاسير المختلفة
ابن كثير
قال مجاهد: وهو في المسند عن أبي أمامة الباهلي وقوله " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " أي افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاما محمودا يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم تبارك وتعالى
قال أكثر أهل التأويل ذلك هو المقام الذي يقومه محمد (ص)يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم
ومن ذلك أنه يشفع في أقوام قد أمر بهم إلى النار فيردون عنها وهو أول الأنبياء يقضي بين أمته وأولهم إجازة على الصراط بأمته وهو أول شفيع في الجنة كما ثبت في صحيح مسلم
لاحظوا فمحمد يخرج أناس محكوم عليهم بالنار يخرجهم من النار
هذا عمل الله فقط وهم يستهينون بالأمر ويسمونه شفاعة
وفي حديث الصور أن المؤمنين كلهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته وهو أول داخل إليها وأمته قبل الأمم كلهم ويشفع في رفع درجات أقوام لا تبلغها أعمالهم وهو صاحب الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة لا تليق إلا له وإذا أذن الله تعالى في الشفاعة للعصاة شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيشفع هو في خلائق لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى ولا يشفع أحد مثله ولا يساويه في ذلك
ثم يتدرج المقام المحمود من الشفاعة إلى مكانة النبي وهنا تبدأ الخطورة فلاحظوا معي التدرج
ففي ابن كثير أيضا قال الأنصاري يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود؟ قال:" ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام فيقول اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعده مستقبل العرش ثم أوتي بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد فيغبطني فيه الأولون والآخرون
أين مكانه الآن عن يمين العرش المسيحي يعرف جيدا ماذا يعني يمين العرش
لاحظوا تدرج المقام المحمود ففي البداية الشفاعة وهذه الشفاعة لا بد أن تصدر من شخص له مكانة لا مشكلة فالآن هو مكانه إلى يمين العرش ثم ماذا يا رسول الله؟
لم يكتفي الشيطان بأن يكون عن يمين العرش وإنما مراده العرش ذاته وقد نجح وإليكم الدليل وكيف تكون الشفاعة
قال آخرون: بل ذلك المقام المحمود الذي وعد الله نبيه أن يبعثه إياه هو أن يقاعده معه على عرشه ذكر من قال ذلك: 17068 - عن مجاهد في قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه معه على عرشه
إنتظروا أحبائي فهذه ليست النهاية لأنه قامت بهذا الرأي مشادات كثيرة
فيزيدنا الطبري من الأحاديث فيقول:
وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله (ص)وأصحابه والتابعين فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا (ص)على عرشه قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله (ص) ولا عن أحد من أصحابه ولا عن التابعين بإحالة ذلك ...
قالوا: فإذا كان ذلك كذلك وكان الله عز وجل فاعل الأشياء ولم يجز في قولهم: إنه يوصف بأنه مماس للأشياء وجب بزعمهم أنه لها مباين فعلى مذهب هؤلاء سواء أقعد محمدا (ص)على عرشه أو على الأرض إذ كان من قولهم إن بينونته من عرشه وبينونته من أرضه بمعنى واحد في أنه بائن منهما كليهما غير مماس لواحد منهما وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالى ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ثم خلق الأشياء فأقامها بقدرته وهو كما لم يزل قبل الأشياء خلقه لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ...
وقالت فرقة أخرى:: فكذلك كان قبل خلقه الأشياء يماسه ولا يباينه وخلق الأشياء فماس العرش بجلوسه عليه دون سائر خلقه فهو مماس ما شاء من خلقه ومباين ما شاء منه فعلى مذهب هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا على عرشه أو أقعده على منبر من نور إذ كان من قولهم: إن جلوس الرب على عرشه ليس بجلوس يشغل جميع العرش ولا في إقعاد محمد (ص)موجبا له صفة الربوبية ولا مخرجه من صفة العبودية لربه كما أن مباينة محمد (ص)ما كان مباينا له من الأشياء غير موجبة له صفة الربوبية ولا مخرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه موصوف بأنه له مباين كما أن الله عز وجل موصوف على قول قائل هذه المقالة بأنه مباين لها هو مباين له
قالوا: فإذا كان معنى مباين ومباين لا يوجب لمحمد (ص)الخروج من صفة العبودة والدخول في معنى الربوبية فكذلك لا يوجب له ذلك قعوده على عرش الرحمن ...
وأخيرا يترك الله عرشه لمحمد وينجح الشيطان فاسمعوا ما ينهي به شيخ المفسرين الطبري كلامه بأحاديث موثقة
عن عبد الله بن سلام قال: إن محمدا (ص)يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب تبارك وتعالى وإنما ينكر إقعاده إياه معه
ونختم بالقرطبي الذي يورد أيضا أحاديث هامة فيقول
ذكر هذا في باب ابن شهاب في حديث التنزيل وروي عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: يجلسه على العرش وهذا تأويل غير مستحيل
فأخيرا لحل هذه المشكلة يترك الله عرشه لمحمد ويجلس عليه محمد ألم أقل لكم منذ البداية ما هي خطة الشيطان أن يجلس على كرسي الله وها هو ينجح من خلال محمد والإسلام "
وكل الحديث السابق حتى الأحاديث المنسوبة للنبى الخاتم(ص) ليس فيها ذكر للجلوس على العرش والرواية الوحيدة تقول عن يمينه واليمن لا يعنى جلوسا على العرش وأما باقى الأقوال فهى تفسيرات منسوبة للتابعين وكلها مخالف لكتاب الله ومن ثم ليس هناك أى دليل مع اليهودى على ما ذهب إليه وإنما هو من يحاول استنتاج ما لا يستنتج
وحتىحديث ابن سلام لا يمكن استنتاج أنه اقعده معه على العرش لأن بين يديه حسب ما يعرفه الناس وقوفه أمامه وكل هذا الأحاديث باطلة لأنها تجعل الله كالمخلوقات جالس على عرش مصنوع بينما النص القرآنى يقول أن الكرسى أى العرش مجرد رمز كما قال تعالى:
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
فلم يقل أنه جالس عليه أو تحمله الملائكة مع العرش
ثم قال :
(3) الاسم : محمد:
لاحظوا معنى الاسم أيها الأحباء فهناك فرق بين محمد ومحمد المحمد هو الله فهي من كلمة مسبح؛ وهذه الصفة لله فقط؛ ويجب أن تكون صفة العبد مسبح ومحمد بينما نجد رسول الإسلام اسمه محمد
ولفت نظري هذا الاسم كثيرا ولم أتقبله وحاولت أن أفهم هذا الاسم من المراجع لإسلامية فربما اسمه محمد دون أن يقصدوا معنى الاسم غير أنني فوجئت بغير ذلك وصدمت بأن الاسم مقصود وإليكم ما وجدته في المراجع
السيرة الحلبية- باب نسبه الشريف ج1 ص47
(وعن جابر بن عبد الله قال: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء؛ قال: يا جابر إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره؛ وأنه أصل لكل موجود) ص115
(وكما أن لله عز وجل ألف اسم؛ للنبي ص ألف اسم)
وقال جده (أسميته محمدا حتى يحمده الله في السماء وتحمده الناس على الأرض)ص116
(أن جده سماه محمدا بإلهام من الله تعالى تفاؤلا بأن يكثر حمد الخلق له؛ لكثرة خصاله الحميدة التي يحمد عليها؛ ولذلك كان أبلغ من محمود وإلى ذلك يشير حسان يقول: فشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد) ص116
(وفي الخصائص الصغرى: وخص ص باشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه ص سمي أحمد ولم يسم به أحد قبله)ص118
(وأما هذا فهو الذي يحمده أهل السماء والأرض وأهل الدنيا والآخرة؛)
إذن فتأليه محمد واضح ويصب في إطار الصلاة له؛ وعرش الله له؛ واسمه ليحمده الله والناس من في السماء ومن على الأرض؛ ونوره من نور الله "
الرجل هنا لم يجد حديثا يستدل به فالحديث الأول ليس فيه ذكر اسمه وإنما كونه سبب الخلق وهو حديث باطل لأن سبب الخلق ابتلاء الناس كما قال تعالى ""وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
وبقية المستشهد به كلام لجده وهو كافر وكلام للفقهاء وليس بنصوص من الوحى فهو استشهاد بأدلة ليس أدلة
والاسم لا يعنى مسبح من الغير لأن معناه شاكر لله مطيع لله
وأما اخر ما تحدث عنه فهو الإيمان فقال :
"(4) الإيمان
من الواضح أن كل شيء في الإسلام وفي العبادة الإسلامية مرتبط بمحمد؛ حتى الإيمان بالله يعتبر إيمانا ناقصا لو لم يشترك محمد مع الله فيه يعني موسى نادى للشعب بعبادة الله؛ ولم يرغم أحد على الإيمان بنبوته؛ ولم يزعم موسى بأن الذي لا يؤمن به يصبح إيمانه بالله ناقصا غير أننا في العقيدة الإسلامية نرى عجبا؛ فإيمان المسلم يعتبر ناقصا والله غير كاف لوحده؛ بحيث لو أن الإنسان قال لا إله إلا الله ولم يكمل الشهادة فهو كافر بالرغم من أنه يؤمن بوحدانية الله وسلطانه المطلق على الحياة وأنه هو خالقها ومبدعها وواضع قوانينها إلا أن هذا الإله العظيم لا قيمة للإيمان به إلا أن يشرك به محمدا
ومعنى هذا أن الوحدانية ليست هي جوهر العقيدة الإسلامية؛ وإنما جوهر القرآن والعقيدة الإسلامية هو الإيمان بنبوة محمد "
الرجل هنا لا يفهم أن من انكر أى حكم من الإسلام كفر وليس نبوة محمد(ص) وحده بدليل أنه اعتبر من كفر برسول أو عدة رسل كافر فقال "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض"
والنص يقول أن الكفر ببعض كفر بالكل كما قال "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"
إذا بطل ما قاله الرجل فالكفر بموسى كالفر بمحمد(ص) كالكفر بأى ؤسول(ص) أخر
وحدثنا عن الآيات المعجزات فقال :
"والآن أود أن ألقي الضوء على موضوع آخر ومهم يقول القرآن
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات (المعجزات) وايدناه بروح القدس "
وهنا نرى الرسل درجات بعضهم أفضل من بعض فالبعض كلمه الله وبعضهم أيده بالمعجزات وبالروح القدس لكن ترى أين محمد منهم هل كلمه الله أو أيده بالمعجزات؟ لا بل إنه الوحيد الذي لم يكلمه الله ولم يؤيده بمعجزة واحدة
محمد لم يكلمه الله: ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي بأذنه (جبريل)
وهنا الوحي من الله مباشرة او من وراء حجاب او عن طريق جبريل وهو أدنى درجات الوحي وهو الذي ادعاه محمد فهو الوحيد الذي لم يكلمه الله وإنما حسب زعمه الله
محمد الوحيد بلا معجزة: قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية (معجزة) كما ارسل الاولون
يقولون لولا انزل عليه اية (معجزة) فانتظروا واني معكم من المنتظرين
سنريهم آياتنا في الأفاق حتى يتبين لهم انه الحق
وهنا طالب العرب في جهلهم وجاهليتهم بأن يأتيهم النبي بمعجزة كما أرسل الله السابقين حتى يصدقوه ووعدهم النبي بأيات في الافاق وانتظروا وكان النبي معهم من المنتظرين لكن هل جاء بمعجزة فعلا؟ لا
ما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الأولون وما نرسل بالآيات الا تخويفا
وهنا اعترف القران ان الله لن يرسل معجزات على يد النبي بعد ان وعدهم "
وما جهاه الرجل أن الله منع الآيات عن الناس فقط كما قال " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وأما النبى(ص) نفسه فقد آتاه الله آيات أى معجزات كعروجه للسماء ورؤيته للجنة وسدرة المأوى وفى هذا قال تعالى " لنريه من آياتنا الكبرى" وقال" لقد رأى من ىيات ربه الكبرى"
وأما عدم كلام الله له فيكذبه قوله تعالى " فأوحى إلى عبده ما أوحى"
وحاول الرجل اثبات تناقض القرآن فقال :
"وتعليل القران أن ارسال الآيات كان تخويفا للبشر لكن قصص القران يدل على ان اكثر الناس كفرا وانكارا لله عندما رأوا الآيات امنوا:
واوحينا الى موسى ان الق عصاك والقى السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى
وهنا امن السحرة لما شاهدوا المعجزة"
بالقطع ما ذكره الرجل إيمان السحرة لم يكن إيمان لكل الناس سواء قوم فرعون أو بنى إسرائيل لكفر أكثرية القومين ولذا أهلك الله قوم فرعون واستثنى منهم السحرة المؤمنين وزوجة فرعون والرجل المؤمن منهم فلم يكن هناك إيمانا جماعيا لأن السحرة لن يزيدوا مهما بلغ عددهم عن مائة أو مائتين
وتحدث عن ذنوب محمد(ص) فقال :
"محمد المذنب دائما: يأيها النبي اتق الله وتخشى الناس والله احق ان تخشاه
عبس وتولى ان جاءه الاعمى
يأيها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم
استغفر لذنبك وللمؤمنين
تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار
ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
مما تقدم نجد ان النبي لا يتقي الله ولا يخشاه ويحرم ما احل الله ليرضي نسائه وتاب الله عليه كما على المهاجرين والانصار وذنوبه لن تنتهي فله من الذنوب ما تقدم وما تأخر"
وكل هذا الكلام هو اثبات لبشرية محمد(ص) التى نفاها الرجل فى أكثر من نصف كتابه باعتباره إلها مزعوما ومحمد(ص) بشر مثله مثل موسى مثل داود مثل كل رسول كل واحد منهم كان به ذنوبه التى تاب منها والعهد القديم ينسب للكل ومنهم موسى(ص) ذنوبا كقتل الرجل من قوم فرعون ومع هذا لم يقل لأنها تدل على نقص فى موسى(ص) أو غيره
وتحدث عن موت النبى(ص) فقال:
"موت النبي: جاء في كتاب صحيح البخاري باب مرض النبي وكتاب الطبقات الكبرى لأبن سعد ذكر ما سم به رسول الله خلاصة الأمر كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه:
يا عائشة ما ازال اجد الآم الطعام الذي اكلته في خيبر وهذا اوان انقطاع ابهري (وريد بالقلب أي انقطاع اجله)
وكانت امرأة يهودية هى زينب بنت الحارث امرأة سلام ابن مشكيم اهدت النبي شاة مسمومة لتقتله لأنه قتل اباها وعمها وزوجها فقتلها بعد أن سممته
فأين جبريل والوحي والنبوة؟ فلماذا لم يخبره بأمر الشاة المسمومة وجعل أشرف خلق الله يموت بيد امرأة يهودية ؟"
وكل ما قالع من أحاديث هو كلام مخالف للقرآن فلا يمكن أن يؤذى النبى(ص) جسديا لقوله تعالى :
" والله يعصمك من الناس"
وقوله " إنا كفيناك المستهزئين"
وتحدث عن دفنه فقال :
"دفن النبي:
عن ابراهيم قال: لما قبض النبي كان ابو بكر غائبا فجاء بعد ثلاثة ايام ولم يجترئ احد ان يكشف عن وجهه حتى اربد بطنه (انتفخ) فكشف ابو بكر عن وجهه وقبل بين عينيه وقال من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات
ان محمدا قد مات وتركه عمر ابن الخطاب في حرارة الجزيرة العربية ثلاثة ايام حتى يصعد كعيسى ابن مريم لكنه لم يصعد بل انتفخ بطنه وانتن رغم ان عمر كان واقفا وبيده السيف ليقطع اعناق من يقول ان محمدا قد مات فلا احد يجرؤ ان يكشف الغطاء عن وجهه وكان ابو بكر غائبا ثلاثة ايام ترى هل حقا نبي الله واحب خلق الله لله؟؟؟ يتركه تحت رحمة عمر وخيالاته حتى انتن وجيف؟
لم يحدث ان نبيا من انبياء الله الحقيقيين جاز عليه السحر والسم وانتن غير محمد"
وهذه الأحاديث لم تحدث والنبى الخاتم(ص) دفن على الفور وأما النتانة فهى مصير كل جثة أيا كانت وهى ليست دليل على شىء وأما العهد القديم فيحكى سحر السحرة لسليمان(ص) مدة ويحكى قتل العديد من الرسل (ص) وهو كلام هو ألأخر بلا دليل سوى الكتاب المحرف
المؤلف فى الغالب يهودى نظرا لذكره موسى(ص) دون غيره للتدليل على أن محمد(ص) حرف الشرع وأن موسى(ص) لم يحرفها
والكتاب عبارة عن اتهامات وكلها ليست اتهامات لوحى الله وإنما للحديث المنسوب للنبى(ص) زورا وبهتانا ولتفاسير المفسرين
الرجل يريد إثبات ألوهية البشر محمد(ص) وهو يستبعد نصوص القرآن تماما فلا يذكر قوله تعالى :" قل إنما أن بشر مثلكم"
وهو قول يثبت بشريته ولا قوله " الذى أسرى بعبده " الذى يثبت عبوديته وهناك عشرات الأقوال فى القرآن تثبت كونه بشر مخلوق وتثبت أنه عبد لله وهو يستبعدها تماما لأنها لا تدل عللا مراده
وقد استهل كتابه بالسخرية من الصلاة على النبى(ص) فقال :
"نسمع دائما من أحبائنا المسلمين عبارة (صلى الله عليه وسلم) تأتي مباشرة كلما ذكر اسم نبي القرآن محمد
وهنا نريد أن نفهم هذه العبارة الموروثة والتي يرددها المسلم بلا تفكير نريد أن نفهمها في إطار ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية"
ويبين لنا المؤلف خطة الشيطان للجلوس على عرش الله كما يزعم:
"وقبل أن أدخل في تقديم الأدلة من المراجع الإسلامية علي هنا أولا أن أقدم فكرة عن خطة الشيطان منذ القديم فخطة الشيطان يوم أن كان ملاكا طاهرا؛ كانت متمثلة في أن يجعل كرسيه فوق كرسي العلي ولم يحسب الأمر جيدا ففقد قداسته بهذا الخطأ وجرده الرب القدير من مرتبته وطرده من حضرته لأنه تشيطن وأصبح شيطانا
إذن فخطة الشيطان هي أن يجلس هو على كرسي الله؛ ويجعل الله مع صفوف الملائكة؛ فيعبد هو من الملائكة ومن الله؛ ويصبح الله والملائكة يصلون إليه هو الشيطان "
الغريب أنه لم يستدل على تلك الخطة الكاذبة لا من العهد القديم ولا من الجديد ولا حتى من القرآن فطبقا للقرآن إبليس فى النار منذ طرده من الجنة كما قال تعالى :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
ويواصل المؤلف كلامه بلا دليل أن إبليس فشل فى تنفيذ خطته ولكنه نجح فى ذلك باجلاس بشر هو محمد(ص)بسبب كلام محمد(ص) فقال:
"وعندما فشل الشيطان في تحقيق هذه الخطة في السماء حاول أن ينفذها عن طريق البشر فيضع كرسيه مكان كرسي الله ويجعل الناس يعتقدون أن الله والملائكة يصلون إليه وبالتالي فإذا كان الله والملائكة يصلون إليه فكيف لا يصلي عليه البشر أيضا
والحقيقة أن هذه الخطة لم ينجح الشيطان في تحقيقها عبر التاريخ البشري الطويل إلا عن طريق محمد"
ونجد المؤلف لا يفرق بين الصلاة على وبين الصلاة لى فيدعى أن القرآن جعل الله يصلى لمحمد كإله فقال :
"وفي العقيدة الإسلامية فنجد نصا صريحا وواضحا في القرآن يقول في الأحزاب 56 (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
فها هو الله يجلس مع الملائكة ويصلي على محمد؛ وكذلك يدعو المسلمين للصلاة عليه إذن تحقق الأمر فها هو الله والملائكة والبشر يصلون على النبي"
وهنا الرجل لا يفرق بين الصلاة لى والصلاة على والصلاة لله وأما الصلاة على المخلوقات فلا يختص الله بها محمد(ص) وإنما هى لكل المسلمين رسل(ص) أو فير رسل كما قال تعالى :
"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
والرسول محمد(ص) لم يميزه الله بأن يصلى عليه المسلمون وإنما امره بالصلاة على المسلمين فقال :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
لماذا لم يذكر الرجل أن النبى(ص)هنا يعبد المسلمين واكتفى بأن الله يعبد محمد(ص) والسبب أن الصلاة من النبى(ص) ومن المسلمين تعنى استغفار المصلى الله للأخر سواء محمد(ص) أو المسلمين؟
وأما صلاة الله على الخلق فلا تعنى سوى رحمته لهم كما جاء فى قوله
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
وتحدث الرجل عما سماه الاثباتات على ألوهية محمد(ص) فقال :
"وهنا أود أن أطرح أكثر من أمر في العقيدة الإسلامية يجعل محمدا إلها وأبدأ هذه المواضيع
(1) بالصلاة على محمد:
يحاول البعض الخروج من هذا المأزق فيقول أن الصلاة عليه بمعنى البركة والرحمة فدعونا إذن ندخل إلى المراجع الإسلامية المختلفة لنفهم هذه الصلاة الربانية الملائكية البشرية على محمد نبي القرآن
ففي تفسير ابن كثير نجد الفرق في المعنى بين الصلاة على العباد والصلاة على محمد
ففي الصلاة على محمد يقول:
" إن الله وملائكته يصلون على النبي " قال صلاته تبارك وتعالى سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه؛ ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا (إذن هناك فرق بين الصلاة على محمد وعلى المسلمين أو حتى على الأنبياء الآخرين )
وقد أخبر سبحانه وتعالى بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته " الآية وقال تعالى: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم " وفي الحديث إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
نلاحظ الفرق ففي صلاة الله على المؤمنين تأتي بمعنى الرحمة والبركة؛ أما على محمد كما ذكر التفسير والأحاديث تأتي بمعنى أن الله يثني على محمد عند الملائكة وأن الله نفسه يصلي ويقول سبوح قدوس بل جعل العالمين العلوي والسفلي يصلون على محمد ليجمع الثناء عليه من أهل العالمين
إذن لا يكذب علينا أحد ويقول أن الصلاة بمعنى الرحمة على النبي فالتفسير هنا واضح (ابن كثير)
ولابد من ملاحظة ما يقول ابن كثير مشيرا إلى الأحاديث فيقول:
وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله (ص)بالأمر بالصلاة عليه وكيفية الصلاة عليه لاحظوا هنا أمر بالصلاة على محمد ولا أمر بالصلاة على غيره "
الغريب أن المجنون يكرر أن الأمر بالصلاة على محمد(ص)وحده مع أن الآيات التى ذكرها تقول بالصلاة على المسلمين" أولئك عليهم صلوات من ربهم"
ويقوم الرجل بالاستشهاد على ما يظنه بالأحاديث المنسوبة للنبى الخاتم(ص) فقال :
"فاسمعوا كلام محمد نفسه
(أتانا رسول الله (ص)ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله (ص)حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله (ص)قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم)
لاحظوا هنا يفرق محمد في المعنى بين الصلاة والبركة إذا فالصلاة عليه لا يقصد منها بركة له من الله "
الحديث كل ما لاحظه الرجل فيه الصلاة على محمد(ص) ولم يلاحظ الصلاة على إبراهيم وآله وأهل محمد(ص) وهم أتباعهم
ثم قال :
وفي حديث أخر يورده ابن كثير (على المصلي أن يصلي على رسول الله (ص)في التشهد الأخير فإن تركه لم تصح صلاته وقد شرع بعض المتأخرين من المالكية وغيرهم يشنع على الإمام الشافعي في اشتراطه ذلك في الصلاة ويزعم أنه قد تفرد بذلك وحكى الإجماع على خلافه أبو جعفر الطبري والطحاوي والخطابي وغيرهم فيما نقله القاضي عياض عنهم وقد تعسف هذا القائل في رده على الشافعي وتكلف في دعواه الإجماع في ذلك وقال ما لم يحط به علما فإنا قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله (ص)في الصلاة كما هو ظاهر الآية ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود الخ الصحابة وغيرهم )
هل لاحظتم الفرق بين الصلاة على النبي والصلاة على المؤمن العادي بدون الصلاة على النبي تكون صلاة المسلم غير صحيحة وغير مقبولة"
وكل الحديث السابق لا أساس له فى كتاب الله وإنما هى أقوال منسوبة لبشر لا تصح لأن محمد(ص) مأمور بالصلاة على المسلمين بقوله تعالى " وصل عليهم"
ويزعم الرجل صلاة المسلمين لله ومحمد معا فيقول:
"والسؤال: لماذا وكيف؟ هل يعبد المسلم الله أم محمد؟ الحقيقة أنه يعبد الإثنين ويصلي للإثنين وإلا لما كان عدم الصلاة على محمد تبطل الصلاة إلى الله بذاته؛ فأصبح الصلاة لله لا تمرر إلا عن طريق الصلاة على محمد وهذا هو الإشراك في العقيدة الإسلامية "
وهو كلام مجنون فلماذا لم يقل أن عبادة للمسلمين أيضا بقوله" أولئك عليهم صلوات من ربهم"؟
الصلاة من الله تعنى رحمة المخلوق والصلاة من المسلمين ومن الرسول(ص) على بعضهم دعاء بالاستغفار وهو طلب الرحمة من الله بالعفو عن الذنوب
ثم قال :
"ويقدم لنا ابن كثير حديث صحيح من كثيرين يقول (قال سمع رسول الله (ص)رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي فقال رسول الله (ص)عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدا بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء)
فها هو النبي بذاته يحتم الصلاة عليه"
وهذا حديث باطل فالصلاة ليست سوى ذكر الله وحده كما قال تعالى " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" وقال" فاسعوا إلى ذكر الله"
ومن ثم محمد(ص) لم يقل هذا الحديث ولا غيره مما ينسب به فى ها الكتاب
ثم قال :
"بل إنه يؤكد ذلك فيقول (عن رسول الله (ص)أنه قال لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ولا صلاة لمن لم يصل على النبي)
لا صلاة لمن لا يذكر اسم الله ولا صلاة لمن لا يصلي على محمد (الله ومحمد)لا صلاة لمن لم يصل على النبي"
والحديث باطل فلا علاقة للصلاة المعروفة بالصلاة على النبى (ص) لكونها ذكر لله أى قراءة لبعض كتابه كما قال " فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
والعبارة ولا صلاة لمن لم يصل على النبة(ص) توجد فى كتب الحديث المعروفة وإنما زيادة موجودة فى كتب الضعاف
كما أن الصلاة أحيانا تجوز من غير وضوء أو طهارة للمجاهدين فى وقت الحرب وهم عابرى السبيل كما قال تعالى :
"لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا"
وهى صلاة مقبولة
ثم قال :
"وحتى يزرع محمد هذا الشرك في المسلمين ويفصلهم عن العبادة الخالصة لله إدعى يوما فقال (إن جبريل (ص) قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه)"
والصلاة هى السلام أى الرحمة لمن يصلى أى يستغفر أى يدعو الله للنبى(ص) بالرحمة وهو كما بصبى ويسلم على النبى يسلم أى يرحم المؤمنين بصلاة النبى(ص) لهم كما :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
ثم قال :
"وقال محمد لعمر ابن الخطاب (إن جبريل أتاني فقال من صلى عليك من أمتك واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ورفعه عشر درجات)
هكذا تمنح الدرجات؛ لا بالسلوك القويم وبإرضاء الله بالإيمان؛ وإنما بالصلاة على محمد تمنح الدرجات ولاحظوا ربط الدرجات في الآخرة بالصلاة علية ولم يربطها بالصلاة لله وقفة
إذن الصلاة على النبي غير الصلاة على المؤمنين فالصلاة على النبي تمنح من خلالها على درجات في الجنة ألا يحق لنا أن نقول بأنه إله يعبد "
والرسول الخاتم(ص) لم يقل تلك الرواية لأنها تخالف القرآن فالجنة درجتين كما قال " فضل الله المجاهدين بأموالهم ,أنفسهم على القاعدين درجة"وهو لا يمكن أن يخالف القرآن ومن ثم فالحديث موضوع
ثم قال :
فهل نقول بعد ذلك إنها رحمة أو بركة؟
"دعونا نتقدم في البحث وما زلت أتابع ابن كثير حيث أنني وجدت أن الصلاة على محمد تأخذ وضعا أغرب من ذلك فهي بمثابة زكاة للمسلم
فجاء في الحديث الذي يستشهد به ابن كثير (عن كعب عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال صلوا علي فإنها زكاة لكم)
فهل الصلاة على المؤمنين فيها زكاة أيضا؟ لنكن أمناء في البحث"
والحديث رغم صحة معناه فإن الرجل لم يفهم أن الزكاة تعنى تطهيرهم من الذنوب باعتبارها همل صالح أى حسنة والحسنة تمحو الذنوب كما قال تعالى :
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
ثم قال :
بل إن في الصلاة على محمد غفران للخطايا؛ حيث يقدم لنا التفسير هذا الحديث عن محمد فيقول (قال رسول الله (ص)من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات)
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة وغفران الخطايا هذه الأحاديث التالية الخطيرة
أنه قيل له: يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل: " إن الله وملائكته يصلون على النبي " فقال النبي (ص) (هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به إن الله تعالى وكل بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي علي إلا قال ذلك الملكان غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته لذينك الملكين آمين)
فهل الصلاة على أي نبي أو على المؤمنين تغفر الخطايا أيضا؟"
والحديث موضوع لمخالفته القرآن فى أن ثواب الحسنة هى عشر حسنات كما قال " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" والحسنات تذهب كل السيئات وليس عشر فقط كما قال" إن الحسنات يذهبن السيئات"
والحديث الثانى عن وجود الملكين عند قبر محمد(ص) فى الأرض باطل أن الملائكة تخاف من نزول الأرض لعدم اطمئنانها فهى فى السماء لا تنزل كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ومن ثم لم يقل محمد(ص) أى شىء مما زعم هذا الكافر الذى قال :
لا شك أن هناك صلاة خاصة لمحمد؛ حيث يقدم لنا ابن كثير الكثير من الأحاديث؛ وإليكم هذا الحديث الصحيح (ومن ذلك في صلاة العيد أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة يوما قبل العيد فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟ قال عبد الله فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ ثم تكبر وتركع ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي (ص)ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تركع فقال حذيفة وأبو موسى صدق أبو عبد الرحمن إسناد صحيح) فكل مرة يحمد فيها الله لا بد من أن يصلي على محمد "
والحديث باطل مضاد لكل الأحاديث المعروفة فحمد الله لا يتبعه الصلاة على النبى (ص) إنما تأتى الصلاة فى أخر الصلاة ولا يعتبر التشهد عمل من أعمال الصلاة عند الفقهاء والرجل بالطبع يقول بصحة إسناد الحديث ولا أدرى من أين قال هذا؟
ثم قال:
"الأمر يحتاج إلى مراجعة مع النفس
وهاكم هذا الحديث الخطير
عن عمر بن الخطاب قال: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك حتى الدعاء؟ الدعاء يقف بين السماء والأرض؛ ومفتاح دخوله السماء هو أن تشرك وتصلي على محمد؟ من الواضح في العبادة الإسلامية أن كل شيء مرهون بمحمد"
الحديث ليس منسوبا للنبى(ص) وإنما نسبه لعمر وهذا الحديث موضوع وأهل الحديث لا يعتبرونه حديثا صحيحا وهو مخالف للقرآن فاستجابة الدعاء مرتبط بشىء واحد وهو مشيئة الله كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
ثم قال :
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة يسوق لنا الأحاديث التالية
(من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله)
وكذلك في تفسير القرطبي هذه الأحاديث الخطيرة:
وقال سهل بن عبد الله: الصلاة على محمد (ص)أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين وسائر العبادات ليس كذلك قال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدا بالصلاة على النبي (ص) ثم يسأل الله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي (ص)فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما وروى سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أنه قال: الدعاء يحجب دون السماء حتى يصلى على النبي (ص) فإذا جاءت الصلاة على النبي (ص)رفع الدعاء وقال النبي (ص) (من صلى علي وسلم علي في كتاب لم تزل الملائكة يصلون عليه ما دام اسمى في ذلك الكتاب)
ومن الفروق بين الصلاة على الأنبياء والمؤمنين والصلاة على النبي محمد؛ أنه حتى الوعظ لا يصح إلا بالصلاة على محمد (يجب على الخطيب أن يصلي على النبي (ص)يوم الجمعة على المنبر في الخطبتين ولا تصح الخطبتان إلا بذلك لأنها عبادة وذكر الله شرط فيها فوجب ذكر الرسول (ص)فيها كالأذان والصلاة هذا مذهب الشافعي وأحمد رحمهما الله)
هنا تكتمل المهزلة فطالما ذكر اسم الله لا بد أن يذكر شريكه فمن ذا الذي يسمو لمرتبة الله ليكون اسم الله بدونه ناقصا وغير لائق إلا به هذا شيطان
ثم يقول (لا تصح الصلاة على أحد إلا على النبي (ص)ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالمغفرة)لاحظتم الفرق يدعى للمسلمين بالمغفرة؛ ولكن الصلاة على محمد فقط؛ وكذلك بالصلاة عليه تمح الخطايا"
وكل هذه الأحاديث باطلة لا يصح منها شىء وكذلك الأقوال المنسوبة للنبى (ص) والرجل ينقل الروايات دون أن يلاحظ تناقضها وأى واحد كذاب يحاول تجميل نفسه لن يجعل كلامه يتناقض ففى حديث سابق ذكر ذكر الله أولا وفى الروايات السابقة ذكر الصلاة على النبى(ص) أولا ولم يذكر الله اطلاقا والأقوال المنسوبة للفقهاء ليست دليلا فى الإسلام لأن الدليل هو كلام الله أى الوحى
ثم قال :
"فهذا الحديث يفصل أيضا ويوضح الفرق في الصلاة على النبي
أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله (ص)فقال كعب: ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون بأجنحتهم يصلون على النبي (ص)سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه
الملائكة تصلي وتسلم على القبر وتضرب القبر بأجنحتها غريب
وأختم من القرطبي فللملائكة دور كبير"
الحديث باطل لأنه يكذب القرآن فى كون الملائكة لا تنزل من السماء للآرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال :
"عن محمد بن عبد الرحمن أن رسول الله (ص)قال: (ما منكم من أحد يسلم علي إذا مت إلا جاءني سلامه مع جبريل يقول يا محمد هذا فلان بن فلان يقرأ عليك السلام فأقول وعليه السلام ورحمة الله وبركاته) وروى النسائي عن عبد الله قال: قال رسول الله (ص) (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) قال القشيري والتسليم قولك: سلام عليك
فأرجو من الأحباء المسلمين أن لا يقولوا فيما بعد ذلك أن الصلاة على النبي محمد هي رحمة وبركة مثل الصلاة على المسلمين"
وكل هذا الحديث من خلال أحاديث باطلة لا يمكن أن يقولها صادق فضلا عن كاذب يحاول خداع الناس فالحديث الأول يذكر أن المبلغ جبريل والثانى يقول أنهم ملائكة سياحين فى الأرض والكل مخالف لعدم نزول الملائكة الأرض لخوفهم كما قال:
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال عن ـدلته الباطلة:
"ألا يكون بهذه المقاييس محمد إلها إلى جوار الله؟
(2) المقام المحمود
نقرأ في سورة الإسراء 79 "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا"
وهذه أيضا صفة ألوهية جديدة لمحمد نتابعها في التفاسير المختلفة
ابن كثير
قال مجاهد: وهو في المسند عن أبي أمامة الباهلي وقوله " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " أي افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاما محمودا يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم تبارك وتعالى
قال أكثر أهل التأويل ذلك هو المقام الذي يقومه محمد (ص)يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم
ومن ذلك أنه يشفع في أقوام قد أمر بهم إلى النار فيردون عنها وهو أول الأنبياء يقضي بين أمته وأولهم إجازة على الصراط بأمته وهو أول شفيع في الجنة كما ثبت في صحيح مسلم
لاحظوا فمحمد يخرج أناس محكوم عليهم بالنار يخرجهم من النار
هذا عمل الله فقط وهم يستهينون بالأمر ويسمونه شفاعة
وفي حديث الصور أن المؤمنين كلهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته وهو أول داخل إليها وأمته قبل الأمم كلهم ويشفع في رفع درجات أقوام لا تبلغها أعمالهم وهو صاحب الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة لا تليق إلا له وإذا أذن الله تعالى في الشفاعة للعصاة شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيشفع هو في خلائق لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى ولا يشفع أحد مثله ولا يساويه في ذلك
ثم يتدرج المقام المحمود من الشفاعة إلى مكانة النبي وهنا تبدأ الخطورة فلاحظوا معي التدرج
ففي ابن كثير أيضا قال الأنصاري يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود؟ قال:" ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام فيقول اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعده مستقبل العرش ثم أوتي بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد فيغبطني فيه الأولون والآخرون
أين مكانه الآن عن يمين العرش المسيحي يعرف جيدا ماذا يعني يمين العرش
لاحظوا تدرج المقام المحمود ففي البداية الشفاعة وهذه الشفاعة لا بد أن تصدر من شخص له مكانة لا مشكلة فالآن هو مكانه إلى يمين العرش ثم ماذا يا رسول الله؟
لم يكتفي الشيطان بأن يكون عن يمين العرش وإنما مراده العرش ذاته وقد نجح وإليكم الدليل وكيف تكون الشفاعة
قال آخرون: بل ذلك المقام المحمود الذي وعد الله نبيه أن يبعثه إياه هو أن يقاعده معه على عرشه ذكر من قال ذلك: 17068 - عن مجاهد في قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه معه على عرشه
إنتظروا أحبائي فهذه ليست النهاية لأنه قامت بهذا الرأي مشادات كثيرة
فيزيدنا الطبري من الأحاديث فيقول:
وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله (ص)وأصحابه والتابعين فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا (ص)على عرشه قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله (ص) ولا عن أحد من أصحابه ولا عن التابعين بإحالة ذلك ...
قالوا: فإذا كان ذلك كذلك وكان الله عز وجل فاعل الأشياء ولم يجز في قولهم: إنه يوصف بأنه مماس للأشياء وجب بزعمهم أنه لها مباين فعلى مذهب هؤلاء سواء أقعد محمدا (ص)على عرشه أو على الأرض إذ كان من قولهم إن بينونته من عرشه وبينونته من أرضه بمعنى واحد في أنه بائن منهما كليهما غير مماس لواحد منهما وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالى ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ثم خلق الأشياء فأقامها بقدرته وهو كما لم يزل قبل الأشياء خلقه لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ...
وقالت فرقة أخرى:: فكذلك كان قبل خلقه الأشياء يماسه ولا يباينه وخلق الأشياء فماس العرش بجلوسه عليه دون سائر خلقه فهو مماس ما شاء من خلقه ومباين ما شاء منه فعلى مذهب هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا على عرشه أو أقعده على منبر من نور إذ كان من قولهم: إن جلوس الرب على عرشه ليس بجلوس يشغل جميع العرش ولا في إقعاد محمد (ص)موجبا له صفة الربوبية ولا مخرجه من صفة العبودية لربه كما أن مباينة محمد (ص)ما كان مباينا له من الأشياء غير موجبة له صفة الربوبية ولا مخرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه موصوف بأنه له مباين كما أن الله عز وجل موصوف على قول قائل هذه المقالة بأنه مباين لها هو مباين له
قالوا: فإذا كان معنى مباين ومباين لا يوجب لمحمد (ص)الخروج من صفة العبودة والدخول في معنى الربوبية فكذلك لا يوجب له ذلك قعوده على عرش الرحمن ...
وأخيرا يترك الله عرشه لمحمد وينجح الشيطان فاسمعوا ما ينهي به شيخ المفسرين الطبري كلامه بأحاديث موثقة
عن عبد الله بن سلام قال: إن محمدا (ص)يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب تبارك وتعالى وإنما ينكر إقعاده إياه معه
ونختم بالقرطبي الذي يورد أيضا أحاديث هامة فيقول
ذكر هذا في باب ابن شهاب في حديث التنزيل وروي عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: يجلسه على العرش وهذا تأويل غير مستحيل
فأخيرا لحل هذه المشكلة يترك الله عرشه لمحمد ويجلس عليه محمد ألم أقل لكم منذ البداية ما هي خطة الشيطان أن يجلس على كرسي الله وها هو ينجح من خلال محمد والإسلام "
وكل الحديث السابق حتى الأحاديث المنسوبة للنبى الخاتم(ص) ليس فيها ذكر للجلوس على العرش والرواية الوحيدة تقول عن يمينه واليمن لا يعنى جلوسا على العرش وأما باقى الأقوال فهى تفسيرات منسوبة للتابعين وكلها مخالف لكتاب الله ومن ثم ليس هناك أى دليل مع اليهودى على ما ذهب إليه وإنما هو من يحاول استنتاج ما لا يستنتج
وحتىحديث ابن سلام لا يمكن استنتاج أنه اقعده معه على العرش لأن بين يديه حسب ما يعرفه الناس وقوفه أمامه وكل هذا الأحاديث باطلة لأنها تجعل الله كالمخلوقات جالس على عرش مصنوع بينما النص القرآنى يقول أن الكرسى أى العرش مجرد رمز كما قال تعالى:
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
فلم يقل أنه جالس عليه أو تحمله الملائكة مع العرش
ثم قال :
(3) الاسم : محمد:
لاحظوا معنى الاسم أيها الأحباء فهناك فرق بين محمد ومحمد المحمد هو الله فهي من كلمة مسبح؛ وهذه الصفة لله فقط؛ ويجب أن تكون صفة العبد مسبح ومحمد بينما نجد رسول الإسلام اسمه محمد
ولفت نظري هذا الاسم كثيرا ولم أتقبله وحاولت أن أفهم هذا الاسم من المراجع لإسلامية فربما اسمه محمد دون أن يقصدوا معنى الاسم غير أنني فوجئت بغير ذلك وصدمت بأن الاسم مقصود وإليكم ما وجدته في المراجع
السيرة الحلبية- باب نسبه الشريف ج1 ص47
(وعن جابر بن عبد الله قال: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء؛ قال: يا جابر إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره؛ وأنه أصل لكل موجود) ص115
(وكما أن لله عز وجل ألف اسم؛ للنبي ص ألف اسم)
وقال جده (أسميته محمدا حتى يحمده الله في السماء وتحمده الناس على الأرض)ص116
(أن جده سماه محمدا بإلهام من الله تعالى تفاؤلا بأن يكثر حمد الخلق له؛ لكثرة خصاله الحميدة التي يحمد عليها؛ ولذلك كان أبلغ من محمود وإلى ذلك يشير حسان يقول: فشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد) ص116
(وفي الخصائص الصغرى: وخص ص باشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه ص سمي أحمد ولم يسم به أحد قبله)ص118
(وأما هذا فهو الذي يحمده أهل السماء والأرض وأهل الدنيا والآخرة؛)
إذن فتأليه محمد واضح ويصب في إطار الصلاة له؛ وعرش الله له؛ واسمه ليحمده الله والناس من في السماء ومن على الأرض؛ ونوره من نور الله "
الرجل هنا لم يجد حديثا يستدل به فالحديث الأول ليس فيه ذكر اسمه وإنما كونه سبب الخلق وهو حديث باطل لأن سبب الخلق ابتلاء الناس كما قال تعالى ""وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
وبقية المستشهد به كلام لجده وهو كافر وكلام للفقهاء وليس بنصوص من الوحى فهو استشهاد بأدلة ليس أدلة
والاسم لا يعنى مسبح من الغير لأن معناه شاكر لله مطيع لله
وأما اخر ما تحدث عنه فهو الإيمان فقال :
"(4) الإيمان
من الواضح أن كل شيء في الإسلام وفي العبادة الإسلامية مرتبط بمحمد؛ حتى الإيمان بالله يعتبر إيمانا ناقصا لو لم يشترك محمد مع الله فيه يعني موسى نادى للشعب بعبادة الله؛ ولم يرغم أحد على الإيمان بنبوته؛ ولم يزعم موسى بأن الذي لا يؤمن به يصبح إيمانه بالله ناقصا غير أننا في العقيدة الإسلامية نرى عجبا؛ فإيمان المسلم يعتبر ناقصا والله غير كاف لوحده؛ بحيث لو أن الإنسان قال لا إله إلا الله ولم يكمل الشهادة فهو كافر بالرغم من أنه يؤمن بوحدانية الله وسلطانه المطلق على الحياة وأنه هو خالقها ومبدعها وواضع قوانينها إلا أن هذا الإله العظيم لا قيمة للإيمان به إلا أن يشرك به محمدا
ومعنى هذا أن الوحدانية ليست هي جوهر العقيدة الإسلامية؛ وإنما جوهر القرآن والعقيدة الإسلامية هو الإيمان بنبوة محمد "
الرجل هنا لا يفهم أن من انكر أى حكم من الإسلام كفر وليس نبوة محمد(ص) وحده بدليل أنه اعتبر من كفر برسول أو عدة رسل كافر فقال "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض"
والنص يقول أن الكفر ببعض كفر بالكل كما قال "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"
إذا بطل ما قاله الرجل فالكفر بموسى كالفر بمحمد(ص) كالكفر بأى ؤسول(ص) أخر
وحدثنا عن الآيات المعجزات فقال :
"والآن أود أن ألقي الضوء على موضوع آخر ومهم يقول القرآن
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات (المعجزات) وايدناه بروح القدس "
وهنا نرى الرسل درجات بعضهم أفضل من بعض فالبعض كلمه الله وبعضهم أيده بالمعجزات وبالروح القدس لكن ترى أين محمد منهم هل كلمه الله أو أيده بالمعجزات؟ لا بل إنه الوحيد الذي لم يكلمه الله ولم يؤيده بمعجزة واحدة
محمد لم يكلمه الله: ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي بأذنه (جبريل)
وهنا الوحي من الله مباشرة او من وراء حجاب او عن طريق جبريل وهو أدنى درجات الوحي وهو الذي ادعاه محمد فهو الوحيد الذي لم يكلمه الله وإنما حسب زعمه الله
محمد الوحيد بلا معجزة: قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية (معجزة) كما ارسل الاولون
يقولون لولا انزل عليه اية (معجزة) فانتظروا واني معكم من المنتظرين
سنريهم آياتنا في الأفاق حتى يتبين لهم انه الحق
وهنا طالب العرب في جهلهم وجاهليتهم بأن يأتيهم النبي بمعجزة كما أرسل الله السابقين حتى يصدقوه ووعدهم النبي بأيات في الافاق وانتظروا وكان النبي معهم من المنتظرين لكن هل جاء بمعجزة فعلا؟ لا
ما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الأولون وما نرسل بالآيات الا تخويفا
وهنا اعترف القران ان الله لن يرسل معجزات على يد النبي بعد ان وعدهم "
وما جهاه الرجل أن الله منع الآيات عن الناس فقط كما قال " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وأما النبى(ص) نفسه فقد آتاه الله آيات أى معجزات كعروجه للسماء ورؤيته للجنة وسدرة المأوى وفى هذا قال تعالى " لنريه من آياتنا الكبرى" وقال" لقد رأى من ىيات ربه الكبرى"
وأما عدم كلام الله له فيكذبه قوله تعالى " فأوحى إلى عبده ما أوحى"
وحاول الرجل اثبات تناقض القرآن فقال :
"وتعليل القران أن ارسال الآيات كان تخويفا للبشر لكن قصص القران يدل على ان اكثر الناس كفرا وانكارا لله عندما رأوا الآيات امنوا:
واوحينا الى موسى ان الق عصاك والقى السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى
وهنا امن السحرة لما شاهدوا المعجزة"
بالقطع ما ذكره الرجل إيمان السحرة لم يكن إيمان لكل الناس سواء قوم فرعون أو بنى إسرائيل لكفر أكثرية القومين ولذا أهلك الله قوم فرعون واستثنى منهم السحرة المؤمنين وزوجة فرعون والرجل المؤمن منهم فلم يكن هناك إيمانا جماعيا لأن السحرة لن يزيدوا مهما بلغ عددهم عن مائة أو مائتين
وتحدث عن ذنوب محمد(ص) فقال :
"محمد المذنب دائما: يأيها النبي اتق الله وتخشى الناس والله احق ان تخشاه
عبس وتولى ان جاءه الاعمى
يأيها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم
استغفر لذنبك وللمؤمنين
تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار
ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
مما تقدم نجد ان النبي لا يتقي الله ولا يخشاه ويحرم ما احل الله ليرضي نسائه وتاب الله عليه كما على المهاجرين والانصار وذنوبه لن تنتهي فله من الذنوب ما تقدم وما تأخر"
وكل هذا الكلام هو اثبات لبشرية محمد(ص) التى نفاها الرجل فى أكثر من نصف كتابه باعتباره إلها مزعوما ومحمد(ص) بشر مثله مثل موسى مثل داود مثل كل رسول كل واحد منهم كان به ذنوبه التى تاب منها والعهد القديم ينسب للكل ومنهم موسى(ص) ذنوبا كقتل الرجل من قوم فرعون ومع هذا لم يقل لأنها تدل على نقص فى موسى(ص) أو غيره
وتحدث عن موت النبى(ص) فقال:
"موت النبي: جاء في كتاب صحيح البخاري باب مرض النبي وكتاب الطبقات الكبرى لأبن سعد ذكر ما سم به رسول الله خلاصة الأمر كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه:
يا عائشة ما ازال اجد الآم الطعام الذي اكلته في خيبر وهذا اوان انقطاع ابهري (وريد بالقلب أي انقطاع اجله)
وكانت امرأة يهودية هى زينب بنت الحارث امرأة سلام ابن مشكيم اهدت النبي شاة مسمومة لتقتله لأنه قتل اباها وعمها وزوجها فقتلها بعد أن سممته
فأين جبريل والوحي والنبوة؟ فلماذا لم يخبره بأمر الشاة المسمومة وجعل أشرف خلق الله يموت بيد امرأة يهودية ؟"
وكل ما قالع من أحاديث هو كلام مخالف للقرآن فلا يمكن أن يؤذى النبى(ص) جسديا لقوله تعالى :
" والله يعصمك من الناس"
وقوله " إنا كفيناك المستهزئين"
وتحدث عن دفنه فقال :
"دفن النبي:
عن ابراهيم قال: لما قبض النبي كان ابو بكر غائبا فجاء بعد ثلاثة ايام ولم يجترئ احد ان يكشف عن وجهه حتى اربد بطنه (انتفخ) فكشف ابو بكر عن وجهه وقبل بين عينيه وقال من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات
ان محمدا قد مات وتركه عمر ابن الخطاب في حرارة الجزيرة العربية ثلاثة ايام حتى يصعد كعيسى ابن مريم لكنه لم يصعد بل انتفخ بطنه وانتن رغم ان عمر كان واقفا وبيده السيف ليقطع اعناق من يقول ان محمدا قد مات فلا احد يجرؤ ان يكشف الغطاء عن وجهه وكان ابو بكر غائبا ثلاثة ايام ترى هل حقا نبي الله واحب خلق الله لله؟؟؟ يتركه تحت رحمة عمر وخيالاته حتى انتن وجيف؟
لم يحدث ان نبيا من انبياء الله الحقيقيين جاز عليه السحر والسم وانتن غير محمد"
وهذه الأحاديث لم تحدث والنبى الخاتم(ص) دفن على الفور وأما النتانة فهى مصير كل جثة أيا كانت وهى ليست دليل على شىء وأما العهد القديم فيحكى سحر السحرة لسليمان(ص) مدة ويحكى قتل العديد من الرسل (ص) وهو كلام هو ألأخر بلا دليل سوى الكتاب المحرف
أمس في 9:43 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى قصة هاروت وماروت
الإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى
» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
السبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
الجمعة نوفمبر 15, 2024 9:18 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال كيف يقوم المخ بالحكم الأخلاقى على الأشياء؟
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:56 pm من طرف رضا البطاوى