نظرات فى بحث البصمة بين الإعجاز والتحدي
المؤلف محمد السقا عيد وهو بحث من أبحاث الانبهار بما يصلنا من الغرب من علوم لا أساس لها ويحاول البعض تطبيقها دون النظر إلى ما فى كتاب الله والرجل هنا منبهر بأن أحدهم توصل إلى أن يعرفنا من نحن أو من أنا فقال:
"وبينما لا تزال البشرية في حالة من الدهشة والانبهار مما آلت إليه نتائج تقنية تطويع الجينات .. فاجأنا العالم الإنجليزي "إليك جيفرس" باكتشافه بعض طلاسم الجينات ليعرفنا من أنا ومن أنت ومن هم الآخرون؟! وذلك بما نحمله من جينات، أو بمعنى أدق بصمة الجينات. فما هي بصمة الجينات؟ وما هي القضايا التي تستطيع حسمها، وعجزت الوسائل التقليدية للطب الشرعي أن تجد لها حلا؟"
بالقطع حسب العلم الغربى لا يعرفنا الاكتشاف من أنا ومن أنت وإنما يعرفنا هل الأب هو الأب أم أن الأم زنت مع أخر ومن ثم لا يحدد الأب الفعلى وإنما يحدد هل زوج ألأم هو الأب أم لا
هذه خلاصة الاكتشاف الذى لا أساس لها وإنما هو خبل من ضمن الخبل الذى يتم اشاعته واحداث المشاكل فى المجتمعات بسببه والمحاكم ألأمريكية فى حيرة لأن كل معمل يثبت عكس ما يثبته المعمل الآخر والعلم الوراثى أثبت حسب كلامهم وجود تشابه جينى أى وراثى بين ثمانية أشخاص فى المليون ومن ثم قررت وقف التعامل بهذا الجنون
وحدثنا المؤلف عن الأساس الجزسئى فقال:
الأساس الجزيئي:
... الجينات التي تنقل الرسالة الوراثية من جيل لآخر، وتوجه نشاط كل خلية، هي عبارة عن جزيئات عملاقة تكون ما يشبه الخيوط الرفيعة المجدولة تسمى الحمض النووي الريبوزي المختزل DNA, وتحتوي هذه الرسالة الوراثية على كل الصفات الوراثية، بداية من لون العينين حتى أدق التركيبات الموجودة بالجسم. وتترتب الجينات في خلايا الإنسان على 23 زوجا من الكروموسومات في نواة الخلية، والكورموسومات مركبة من الحمض النووي وبروتينات، وهذه البروتينات تلعب دورا مهما في المحافظة على هيكل المادة الوراثية، وتنظم نشاط تعبير الجينات الذي يؤدي إلى تكشف وتكوين الفرد الكامل من خلية الزيجوت. وتوجد بعض الجينات في "الميتوكوندريا"، وتورث عن طريق الأم. وتكمن المعلومات الوراثية لأي خلية من تتابع الشفرة الوراثي (تتابع القواعد النيتروجينية الأربعة التي وهبها الله للحياة، وهي الأدينين ( A) والجوانين ( G) والسيتوزين ( C) والثيامين ( T)) التي تكون المادة الوراثية في صورة كلمات وجمل تقوم بتخزين المعلومات الوراثية في لوح محفوظ مسئول عن حياة الفرد.
حديثا تمكن "إليك جيفرس" في جامعة لستر بالمملكة المتحدة من اكتشاف اختلافات في تتابع الشفرة الوراثية في منطقة "الأنترون Intron" متمثلة في الطول والموقع. وقد وجد أن هذه الاختلافات ينفرد بها كل شخص تماما مثل بصمة الإصبع، لذلك أطلق عليها بصمة الجينات، باستثناء نوع نادر من التوائم المتطابقة الناشئة عن انقسام بويضة مخصبة واحدة MZT. وبحساب نسبة التمييز بين الأشخاص باستخدام بصمة الجينات .. وجد أن هذه النسبة تصل إلى حوالي 1: 300 مليون؛ أي أن من بين 300 مليون شخص يوجد شخص واحد فقط يحمل نفس بصمة الجينات. وقد وجد أيضا أن بصمة الجينات تورث طبقا لقوانين مندل الوراثية."
والكلام السابق لا علاقة له بالعلم للتالى :
أولا لم بشاهد أحد فعليا المورثات المزعومة مشاهدة العين كما لا يمكن ربط المورثات بالنسب فعلا
ثانيا لم يتم اجراء تجارب على 300 مليون شخص أو حتى مليون للتأكد من معلومة تشابه اثنين من كل 300 مليون أو حتى ثمانية من كل مليون ومن ثم فهو كلام مرسل ولا علاقة له بالعلم الحقيقى
ثالثا إذا كان الأب والأم واحد فلابد من تشابه أطفالهما فى البصمة المزعومة لأن مصدر المورثات واحد حيوان وبويضة من نفس الشخصين ولكن هذا ما لا يقوله العلم المزعوم
وحدثنا عيد عن معنى البصمة الجينية فقال :
المقصود ببصمة الجينات:
"بصمة الجينات هي اختلافات في التركيب الوراثي لمنطقة "الإنترون"، وينفرد بها كل شخص تماما وتورث، أي أن الطفل يحصل على نصف هذه الاختلافات من الأم، وعلى النصف الآخر من الأب، ليكون مزيجا وراثيا جديدا يجمع بين خصائص الوالدين، وخصائص مستودع وراثي متسع من قدامى الأسلاف. وقد وجد أيضا أن بصمة الجينات تختلف باختلاف الأنماط الجغرافية للجينات في شعوب العالم. فعلى سبيل المثال .. يختلف الآسيويون (الجنس الأصفر أو المغولي) عن الأفارقة"
وهذا الكلام يقال عند ترويج الخرافة فطبقا لدين الله أصل البشرية واحد أب واحد وأم واحدة ومن ثم لا يمكن أن يكون هناك اختلاف وراثى مزعوم بين السلالات وهى نظرية عنصرية لا أساس لها يروج لها الغرب ليرفع من شأن العنصر الأبيض
وحدثنا الشفا عيد عن تعيين بصمة الجين فقال :
"تعيين بصمة الجينات:
كل ما هو مطلوب لتعيين بصمة الجينات هو عينة صغيرة من الأنسجة التي يمكن استخلاص الحمض النووي الريبوزي المختزل DNA منها. فعلى سبيل المثال نحتاج:
- عينة من الدم في حالة إثبات بنوة.
- عينة من الحيوان المنوي في حالة اغتصاب
- قطعة جلد من تحت الأظافر أو شعيرات من الجسم بجذورها في حالة وفاة بعد مقاومة المعتدي.
- دم أو سائل منوي مجمد أو جاف موجود على مسرح الجريمة.
- عينة من اللعاب.
وحديثا تمكن العالمان الأستراليان "رولند فان" و"ماكسويل جونز" في عام 1997 من عزل المادة الوراثية من الأشياء التي تم لمسها مثل المفاتيح والتليفون والأكواب بعد استخلاص المادة الوراثية، حيث يتم تقطيعها باستخدام إنزيمات التحديد Restrection enzymes, ثم تفصل باستخدام جهاز الفصل الكهربائي Electrophoresis ثم تنقل إلى غشاء نايلون، ثم باستخدام مسابر خاصة Probes يتم تعين بصمة الجينات على فيلم أشعة"
هذا التعيين من خلال عينات ليس دليل على أن فلان ابن فلان وإنما أن التكوين الجسدى خلاياه متشابهة ومن الخلايا يمكن الاستدلال على الشخص إذا كان معروفا فقط فى المنطقة وأما إذا لم يكن تركيب خليته مسجل على حاسوب فلن يتم معرفة الشخص وهذا الكلام يستدلون به على مرتكبى الجرائم أو من تواجدوا فى مكانها ولكن هذا لا يعنى أنه ترتكب الجريمة وتواجد خلايا شخص فى مكان ما لا يدل على ارتكابه جريمة وإنما هو استنتاج قد يصدق أو يكب ومن ثم أوجب الله الشهود على الجريمة
وتحدث الرجل عن الصراع بين العلم والجريمة فنقل حديثا عن أخر فقال :
"الصراع بين العلم والجريمة:
تحت هذا العنوان كتب السيد سلامة السقا فى أحد أعداد مجلة "منار الإسلام" الظبيانية يقول:
ويستمر الصراع بين العلم والجريمة وينطلق العلماء بأجهزتهم إلى أعماق الإنسان فى محاولات للاستزادة مما فيه من أسرار ومجهولات لا تنتهي، فتكتشف بصمات الصوت المميزة لكل شخص عن غيره ... ويستمر الصراع ... وتأتى المفاجأة من داخل الخلية من عالم الصبغيات (الكروموسومات) من الحمض النووي القابع فى غرفة العمليات المحكمة داخل نواة الخلية، تأتى المفاجأة من ترتيب مناطق الجينات داخل الحمض النووي، تلك الجينات القادمة من الأب ومن الأم معا لتشترك فى بناء نووي جديد ذي تركيب مختلف عن أحماض الأب والأم فى ظاهره ولكن تتابع ترتيب جيناته يدل ويشير إلى أصلها من الأب ومن الأم معا ... بل يؤكد انتماءها إلى أب بعينه وإلى أم بعينها دون غيرها من البشر ... فكان ذلك ما عرف باسم (البصمة الجينية) الذى اعتبره العلماء قفزة علمية كبيرة لما لها من أهمية فى عالم الطب الشرعي وعالم الحياة بشكل عام ...
تلك البصمة الجينية التى لا يمكن محوها ولا يمكن رؤيتها إلا بعد استخدام وسائل غاية فى التعقيد، وهى بصمة تعكس بشكل ما شخصية صاحبها وتحدده، وتميزه عن سائر البشر إلى يوم القيامة.
وعند مقارنة ترتيب المناطق المذكورة بسلاسل الحمض النووي المأخوذ من الأب ومن الأم فإنه يمكن ببساطة تحديد المناطق القادمة من الأب والمناطق القادمة من الأم، وبالتالي يمكن الجزم بأن الحمض النووي للأب والحمض النووي للأم رغم الاختلاف البين بين تسلسل المناطق المصبوغة على سلاسل الأحماض الثلاثة (الأب والأم والابن) ...
إنها بصمة الأب وبصمة الأم داخل بصمة الابن تختلف داخل الرحم بأمر الخالق عز وجل "ذرية بعضها من بعض" (آل عمران 34)
بصمة تلازم الإنسان طوال حياته ولا يمكن محوها أو التخلص منها بحال من الأحوال ... وبها يبعث من جديد بإذن الله، يوم ينفخ فى الصور فيعود كل إنسان كما كان لم يتغير منه شئ بإذن الواحد القهار.
إن هذا الإنجاز الرائع فى عالم الأحياء سيكون له شأن كبير بإذن الله فى نواحي كثيرة من العلم والبعث فى سبيل الوصول إلى معرفة المزيد من مظاهر الحياة الإنسانية ... فمثلا سوف تستقر مشكلة تحديد الأبوة والبنوة وتتم بدقة لا يدخلها أي شك، وسوف يتأكد كل من حصل على ابن عن طريق التلقيح الصناعي (أطفال الأنابيب) إن كان المولود ابنه وابن زوجته دون شك أو خطأ، وقد يختفي مرتكب إحدى الجرائم تاركا بعض قطرات من دمه أو بعضا من خلايا جلده أو أنسجته عالقة بأظافر المجني عليه أو مسرح الجريمة، أو يعتدي السفاح على إحدى ضحاياه تاركا حيواناته المنوية فكلها خلايا تحمل هويته وصورته الشخصية التى لا يستطيع تزويرها وتوقيعه فى آلاف البطاقات الدالة عليه، فكل خليه نسخة مستقلة وصورة مكررة من صورة الشخصية ولا مجال للإنكار .... هنا تشهد الجلود والدماء والخلايا على المجرم. شهادة حق من شهود عدول ..."
وهذا الكلام هو كلام مرسل وهو يتحدث عن أن البصمة الوراثية للاين نصفها من الأب ونصفها من الأم ومع هذا لابد طبقا لهذا الكلام أن يتشابه الاخوة والاخوات فى نفس البصمة ولكن القوم يتحدثون فقط عن اثبات النسب
وتحدث عن فوائد البصمة المزعومة فى علاج الأمراض وغير ذلك فقال :
إن دراسة (البصمات الجينية) قد فتحت مجالات عديدة للبحث مازال معظمها فى أول الطريق فهناك علاقتها بالأمراض الموروثة والمكتسبة، وعلاقاتها بالمناعة وقدرة الجسم على مقاومة مختلف التحديات، وهناك علاقتها بشخصية الإنسان وقدراته العقلية والجسدية واستعداداته النفسية وغير ذلك مما يصعب حصره.
وكلما بدأ البحث فى مجال بدت للباحثين مجالات أخرى كثيرة وآيات من آيات الله لم تكن تخطر لهم على بال مصداقا لقوله تعالى:
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فصلت 53)
وتدبر معي قول الحق تبارك وبالتالي:
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون (سورة الأعراف 172، 173)
وإنها حجة على العباد وشهادة مطبوعة داخل خلاياهم ومبرمجة عليها ذرات أجسامهم، فكيف ينكرونها وهى تنتقل من فرد إلى من يخلفه وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك كان السؤال الاستنكاري "كيف تكفرون بالله" (سورة البقرة 28)
فهذا هو الإيمان مطبوع داخلكم مطبوع فى خلقكم وفى حقيقة لا يعلم كيفيتها إلا الله سبحانه وتعالى. " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" (سورة الملك 14)
وقد أكدت أوراق المؤتمر الذى عقدته المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بعنوان:"مدى حجية البصمة الوراثية فى إثبات البنوة"؛ والذي شارك فيه عدد من أبرز العلماء والأطباء المتخصصين فى هذا المجال أن كل إنسان ينفرد بنمط خاص فى ترتيب جيناته ضمن كل خلية من خلايا جسده، ولا يشاركه فيها أي إنسان آخر فى العالم، وهو ما يعرف بـ "البصمة الوراثية" وأكد أحد الباحثين أن هذه البصمة تتضمن البنية التفصيلية التى تدل على كل شخص بعينه، ولا تكاد تخطئ فى التحقق من الوالدية البيولوجية، فضلا عن تعرف الشخصية وإثباتها.
وقد جاءت البصمة الوراثية بالمشاهدة الحقيقية للصفات الوراثية القطعية دونما كشف للعورة، أو مشاهدة لعملية الجماع بين الزوجين ودونما تشكك فى ذمم الشهود أو المقربين أو القيافة؛ لأن الأمر يرجع إلى كشف آلى مطبوع مسجل عليه صورة واقعية حقيقية للصفات الوراثية للإنسان، والتى تتطابق فى نصفها مع الأم الحقيقية ونصفها الآخر مع الأب الطبيعي، فهل بعد ذلك يجوز أن نلتجئ لأدلة الظن ونترك دليل القطع؟
إن وسائل إثبات النسب ليست أمورا تعبدية حتى نتحرج من إهمالها بعد ظهور نعمة الله تعالى بالبصمة الوراثية، ولن نهملها فى الحقيقية؛ لأنها حيلة المقل، فإذا لم تتيسر الإمكانات لتعميم البصمة الوراثية فليس أمامنا بد من الاستمرار فى تلك الوسائل الشرعية المعروفة.
إن اعتماد "البصمة الوراثية " دليلا قطعيا للفراش الحقيقي ينشئ دعوى جديدة يمكن أن نطلق عليها "دعوى تصحيح النسب" لم يكن لها من قبل ذيوع، وإن كان أصلها فى الكتاب والسنة.
يقول الله تعالى " وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل * ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" (سورة الأحزاب: 4 - 5).
وهكذا أوجدت لنا "البصمة الوراثية" نوعا جديدا من الدعاوى، وفتحت بابا جديدا للتنازع يجب أن نسلم بواقعه وهو ضريبة التقدم التقني والتفوق الطبي.
وإذا كان الفقهاء قد نصوا على استحباب اتخاذ السجلات لقيد الحقوق والأحكام، ونص بعضهم على وجوب ذلك إذا تعلق بحق ناقص الأهلية أو عديمها فمن الضروري استصدار قرار إدارى يمنع استخراج شهادة بقيد ميلاد طفل إلا بعد إجراء "البصمة الوراثية" لترفق وتلصق بتلك الشهادة، على أن تكون بصمة الطفل مطابقة لبصمة الأبوين اللذين ثبتت علاقتهما الشرعية فى وثيقة الزواج.
وهذا الأمر يستوجب باليقين أن تسجل البصمة الوراثية لكل من الزوجين بمجرد العقد وقبل الدخول، وتقرن تلك البصمة الخاصة بالزوجين معا بقسيمة الزواج الرسمية، حتى إذا ما رزقهما الله بمولود توجها لتسجيل اسمه مع بصمته الوراثية التى يجب أن تتطابق مع بصمة والديه الثابتة على قسيمة الزواج.
إن فى مثل هذا القرار مسايرة للعصر وأخذا بالحقائق العلمية وله نتائج اجتماعية عظيمة؛ حيث سيضيق الخناق على المنحرفين والمزورين دونما طفرة أو هزة.
إن هذا هو أقل حق يمنح لطفل القرن الحادي والعشرين الميلادي الخامس عشر الهجري الذى ولد فى ظل الثورة المعلوماتية.
إننا نخدع أنفسنا فى أحيان كثيرة، كالحمل فى حال غياب الزوج وسفره للعمل بالخارج أو فى حال مرضه الجنسي والنساء اللاتي عرفن بسوء السلوك والانحراف الأخلاقي مستغلين ضعف الأزواج وغفلتهم، والنساء اللاتي تسرقن المواليد لعقمهن من أجل بقاء رباط الزوجية ...
إن من حق الطفل أن يدفع عنه العار بانتمائه إلى والدين حقيقيين، كما أن من حقه أن ينتفع بتقنية عصره، كما أن من حق الزوج ألا ينسب إليه إلا من كان من صلبه.
ومن الضروري أيضا استصدار قرار مثيل للأطفال اللقطاء ومجهولى النسب للبحث عن والديهم أو لمعرفة أمهاتهم على الأقل إن كانوا أبناء خطيئة، وذلك لانتسابهم إليها شرعا، وما يتعلق بذلك من أحكام شرعية كالميراث وبيان المحرمات والأرحام .. ، وبذلك تنعدم أو تقل ظاهرة انتشار دور الأيتام من اللقطاء الذين يشبون حاقدين كارهين للمجتمع، إن تنسيبهم للأم الحقيقية سيخفف بالتأكيد من حدة تلك الكراهية، بدلا من فكرة الأم البديلة، وحتىتشارك الأم المخطئة فى الإصلاح كما شاركت فى الفاحشة، قال تعالى " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين". (سورة هود: الآية 114)"
كل هذا الكلام يمكن تصديقه إذا لم يكن هناك نصوص إلهية فى لإثبات النسب وهى
أن النسب لا يلغى إلا بشهود أربعة على الزنى أو باقرار الزوجة بالزنى كما قال تعالى :
"والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون"
"والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين"
"ويدروأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين"
إذا لا وجود لما يسمى اثبات البنوة عن طريق البصمة الوراثية فى ظل وجود نصوص إلهية تبين طريق اثبات النسب ونفيه
والنقلة عن الغرب لابد أن يفكروا ولابد أن يقرئوا ما كتب كله وليس مجرد وجهة نظر واحدة وكما سبق القول ألغت المحاكم الأمريكية اثبات ونفى النسب بالبصمة الجينية نتيجة اختلاف تحاليل المعامل الوراثية فى الكثير من القضايا فتحليل يثبت وتحليل ينفى ومن يراجع كتاب البيولوجية كأيدلوجية سيجد هذا الكلام عبر عشرات الصفحات فى الكتاب
المؤلف محمد السقا عيد وهو بحث من أبحاث الانبهار بما يصلنا من الغرب من علوم لا أساس لها ويحاول البعض تطبيقها دون النظر إلى ما فى كتاب الله والرجل هنا منبهر بأن أحدهم توصل إلى أن يعرفنا من نحن أو من أنا فقال:
"وبينما لا تزال البشرية في حالة من الدهشة والانبهار مما آلت إليه نتائج تقنية تطويع الجينات .. فاجأنا العالم الإنجليزي "إليك جيفرس" باكتشافه بعض طلاسم الجينات ليعرفنا من أنا ومن أنت ومن هم الآخرون؟! وذلك بما نحمله من جينات، أو بمعنى أدق بصمة الجينات. فما هي بصمة الجينات؟ وما هي القضايا التي تستطيع حسمها، وعجزت الوسائل التقليدية للطب الشرعي أن تجد لها حلا؟"
بالقطع حسب العلم الغربى لا يعرفنا الاكتشاف من أنا ومن أنت وإنما يعرفنا هل الأب هو الأب أم أن الأم زنت مع أخر ومن ثم لا يحدد الأب الفعلى وإنما يحدد هل زوج ألأم هو الأب أم لا
هذه خلاصة الاكتشاف الذى لا أساس لها وإنما هو خبل من ضمن الخبل الذى يتم اشاعته واحداث المشاكل فى المجتمعات بسببه والمحاكم ألأمريكية فى حيرة لأن كل معمل يثبت عكس ما يثبته المعمل الآخر والعلم الوراثى أثبت حسب كلامهم وجود تشابه جينى أى وراثى بين ثمانية أشخاص فى المليون ومن ثم قررت وقف التعامل بهذا الجنون
وحدثنا المؤلف عن الأساس الجزسئى فقال:
الأساس الجزيئي:
... الجينات التي تنقل الرسالة الوراثية من جيل لآخر، وتوجه نشاط كل خلية، هي عبارة عن جزيئات عملاقة تكون ما يشبه الخيوط الرفيعة المجدولة تسمى الحمض النووي الريبوزي المختزل DNA, وتحتوي هذه الرسالة الوراثية على كل الصفات الوراثية، بداية من لون العينين حتى أدق التركيبات الموجودة بالجسم. وتترتب الجينات في خلايا الإنسان على 23 زوجا من الكروموسومات في نواة الخلية، والكورموسومات مركبة من الحمض النووي وبروتينات، وهذه البروتينات تلعب دورا مهما في المحافظة على هيكل المادة الوراثية، وتنظم نشاط تعبير الجينات الذي يؤدي إلى تكشف وتكوين الفرد الكامل من خلية الزيجوت. وتوجد بعض الجينات في "الميتوكوندريا"، وتورث عن طريق الأم. وتكمن المعلومات الوراثية لأي خلية من تتابع الشفرة الوراثي (تتابع القواعد النيتروجينية الأربعة التي وهبها الله للحياة، وهي الأدينين ( A) والجوانين ( G) والسيتوزين ( C) والثيامين ( T)) التي تكون المادة الوراثية في صورة كلمات وجمل تقوم بتخزين المعلومات الوراثية في لوح محفوظ مسئول عن حياة الفرد.
حديثا تمكن "إليك جيفرس" في جامعة لستر بالمملكة المتحدة من اكتشاف اختلافات في تتابع الشفرة الوراثية في منطقة "الأنترون Intron" متمثلة في الطول والموقع. وقد وجد أن هذه الاختلافات ينفرد بها كل شخص تماما مثل بصمة الإصبع، لذلك أطلق عليها بصمة الجينات، باستثناء نوع نادر من التوائم المتطابقة الناشئة عن انقسام بويضة مخصبة واحدة MZT. وبحساب نسبة التمييز بين الأشخاص باستخدام بصمة الجينات .. وجد أن هذه النسبة تصل إلى حوالي 1: 300 مليون؛ أي أن من بين 300 مليون شخص يوجد شخص واحد فقط يحمل نفس بصمة الجينات. وقد وجد أيضا أن بصمة الجينات تورث طبقا لقوانين مندل الوراثية."
والكلام السابق لا علاقة له بالعلم للتالى :
أولا لم بشاهد أحد فعليا المورثات المزعومة مشاهدة العين كما لا يمكن ربط المورثات بالنسب فعلا
ثانيا لم يتم اجراء تجارب على 300 مليون شخص أو حتى مليون للتأكد من معلومة تشابه اثنين من كل 300 مليون أو حتى ثمانية من كل مليون ومن ثم فهو كلام مرسل ولا علاقة له بالعلم الحقيقى
ثالثا إذا كان الأب والأم واحد فلابد من تشابه أطفالهما فى البصمة المزعومة لأن مصدر المورثات واحد حيوان وبويضة من نفس الشخصين ولكن هذا ما لا يقوله العلم المزعوم
وحدثنا عيد عن معنى البصمة الجينية فقال :
المقصود ببصمة الجينات:
"بصمة الجينات هي اختلافات في التركيب الوراثي لمنطقة "الإنترون"، وينفرد بها كل شخص تماما وتورث، أي أن الطفل يحصل على نصف هذه الاختلافات من الأم، وعلى النصف الآخر من الأب، ليكون مزيجا وراثيا جديدا يجمع بين خصائص الوالدين، وخصائص مستودع وراثي متسع من قدامى الأسلاف. وقد وجد أيضا أن بصمة الجينات تختلف باختلاف الأنماط الجغرافية للجينات في شعوب العالم. فعلى سبيل المثال .. يختلف الآسيويون (الجنس الأصفر أو المغولي) عن الأفارقة"
وهذا الكلام يقال عند ترويج الخرافة فطبقا لدين الله أصل البشرية واحد أب واحد وأم واحدة ومن ثم لا يمكن أن يكون هناك اختلاف وراثى مزعوم بين السلالات وهى نظرية عنصرية لا أساس لها يروج لها الغرب ليرفع من شأن العنصر الأبيض
وحدثنا الشفا عيد عن تعيين بصمة الجين فقال :
"تعيين بصمة الجينات:
كل ما هو مطلوب لتعيين بصمة الجينات هو عينة صغيرة من الأنسجة التي يمكن استخلاص الحمض النووي الريبوزي المختزل DNA منها. فعلى سبيل المثال نحتاج:
- عينة من الدم في حالة إثبات بنوة.
- عينة من الحيوان المنوي في حالة اغتصاب
- قطعة جلد من تحت الأظافر أو شعيرات من الجسم بجذورها في حالة وفاة بعد مقاومة المعتدي.
- دم أو سائل منوي مجمد أو جاف موجود على مسرح الجريمة.
- عينة من اللعاب.
وحديثا تمكن العالمان الأستراليان "رولند فان" و"ماكسويل جونز" في عام 1997 من عزل المادة الوراثية من الأشياء التي تم لمسها مثل المفاتيح والتليفون والأكواب بعد استخلاص المادة الوراثية، حيث يتم تقطيعها باستخدام إنزيمات التحديد Restrection enzymes, ثم تفصل باستخدام جهاز الفصل الكهربائي Electrophoresis ثم تنقل إلى غشاء نايلون، ثم باستخدام مسابر خاصة Probes يتم تعين بصمة الجينات على فيلم أشعة"
هذا التعيين من خلال عينات ليس دليل على أن فلان ابن فلان وإنما أن التكوين الجسدى خلاياه متشابهة ومن الخلايا يمكن الاستدلال على الشخص إذا كان معروفا فقط فى المنطقة وأما إذا لم يكن تركيب خليته مسجل على حاسوب فلن يتم معرفة الشخص وهذا الكلام يستدلون به على مرتكبى الجرائم أو من تواجدوا فى مكانها ولكن هذا لا يعنى أنه ترتكب الجريمة وتواجد خلايا شخص فى مكان ما لا يدل على ارتكابه جريمة وإنما هو استنتاج قد يصدق أو يكب ومن ثم أوجب الله الشهود على الجريمة
وتحدث الرجل عن الصراع بين العلم والجريمة فنقل حديثا عن أخر فقال :
"الصراع بين العلم والجريمة:
تحت هذا العنوان كتب السيد سلامة السقا فى أحد أعداد مجلة "منار الإسلام" الظبيانية يقول:
ويستمر الصراع بين العلم والجريمة وينطلق العلماء بأجهزتهم إلى أعماق الإنسان فى محاولات للاستزادة مما فيه من أسرار ومجهولات لا تنتهي، فتكتشف بصمات الصوت المميزة لكل شخص عن غيره ... ويستمر الصراع ... وتأتى المفاجأة من داخل الخلية من عالم الصبغيات (الكروموسومات) من الحمض النووي القابع فى غرفة العمليات المحكمة داخل نواة الخلية، تأتى المفاجأة من ترتيب مناطق الجينات داخل الحمض النووي، تلك الجينات القادمة من الأب ومن الأم معا لتشترك فى بناء نووي جديد ذي تركيب مختلف عن أحماض الأب والأم فى ظاهره ولكن تتابع ترتيب جيناته يدل ويشير إلى أصلها من الأب ومن الأم معا ... بل يؤكد انتماءها إلى أب بعينه وإلى أم بعينها دون غيرها من البشر ... فكان ذلك ما عرف باسم (البصمة الجينية) الذى اعتبره العلماء قفزة علمية كبيرة لما لها من أهمية فى عالم الطب الشرعي وعالم الحياة بشكل عام ...
تلك البصمة الجينية التى لا يمكن محوها ولا يمكن رؤيتها إلا بعد استخدام وسائل غاية فى التعقيد، وهى بصمة تعكس بشكل ما شخصية صاحبها وتحدده، وتميزه عن سائر البشر إلى يوم القيامة.
وعند مقارنة ترتيب المناطق المذكورة بسلاسل الحمض النووي المأخوذ من الأب ومن الأم فإنه يمكن ببساطة تحديد المناطق القادمة من الأب والمناطق القادمة من الأم، وبالتالي يمكن الجزم بأن الحمض النووي للأب والحمض النووي للأم رغم الاختلاف البين بين تسلسل المناطق المصبوغة على سلاسل الأحماض الثلاثة (الأب والأم والابن) ...
إنها بصمة الأب وبصمة الأم داخل بصمة الابن تختلف داخل الرحم بأمر الخالق عز وجل "ذرية بعضها من بعض" (آل عمران 34)
بصمة تلازم الإنسان طوال حياته ولا يمكن محوها أو التخلص منها بحال من الأحوال ... وبها يبعث من جديد بإذن الله، يوم ينفخ فى الصور فيعود كل إنسان كما كان لم يتغير منه شئ بإذن الواحد القهار.
إن هذا الإنجاز الرائع فى عالم الأحياء سيكون له شأن كبير بإذن الله فى نواحي كثيرة من العلم والبعث فى سبيل الوصول إلى معرفة المزيد من مظاهر الحياة الإنسانية ... فمثلا سوف تستقر مشكلة تحديد الأبوة والبنوة وتتم بدقة لا يدخلها أي شك، وسوف يتأكد كل من حصل على ابن عن طريق التلقيح الصناعي (أطفال الأنابيب) إن كان المولود ابنه وابن زوجته دون شك أو خطأ، وقد يختفي مرتكب إحدى الجرائم تاركا بعض قطرات من دمه أو بعضا من خلايا جلده أو أنسجته عالقة بأظافر المجني عليه أو مسرح الجريمة، أو يعتدي السفاح على إحدى ضحاياه تاركا حيواناته المنوية فكلها خلايا تحمل هويته وصورته الشخصية التى لا يستطيع تزويرها وتوقيعه فى آلاف البطاقات الدالة عليه، فكل خليه نسخة مستقلة وصورة مكررة من صورة الشخصية ولا مجال للإنكار .... هنا تشهد الجلود والدماء والخلايا على المجرم. شهادة حق من شهود عدول ..."
وهذا الكلام هو كلام مرسل وهو يتحدث عن أن البصمة الوراثية للاين نصفها من الأب ونصفها من الأم ومع هذا لابد طبقا لهذا الكلام أن يتشابه الاخوة والاخوات فى نفس البصمة ولكن القوم يتحدثون فقط عن اثبات النسب
وتحدث عن فوائد البصمة المزعومة فى علاج الأمراض وغير ذلك فقال :
إن دراسة (البصمات الجينية) قد فتحت مجالات عديدة للبحث مازال معظمها فى أول الطريق فهناك علاقتها بالأمراض الموروثة والمكتسبة، وعلاقاتها بالمناعة وقدرة الجسم على مقاومة مختلف التحديات، وهناك علاقتها بشخصية الإنسان وقدراته العقلية والجسدية واستعداداته النفسية وغير ذلك مما يصعب حصره.
وكلما بدأ البحث فى مجال بدت للباحثين مجالات أخرى كثيرة وآيات من آيات الله لم تكن تخطر لهم على بال مصداقا لقوله تعالى:
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فصلت 53)
وتدبر معي قول الحق تبارك وبالتالي:
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون (سورة الأعراف 172، 173)
وإنها حجة على العباد وشهادة مطبوعة داخل خلاياهم ومبرمجة عليها ذرات أجسامهم، فكيف ينكرونها وهى تنتقل من فرد إلى من يخلفه وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك كان السؤال الاستنكاري "كيف تكفرون بالله" (سورة البقرة 28)
فهذا هو الإيمان مطبوع داخلكم مطبوع فى خلقكم وفى حقيقة لا يعلم كيفيتها إلا الله سبحانه وتعالى. " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" (سورة الملك 14)
وقد أكدت أوراق المؤتمر الذى عقدته المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بعنوان:"مدى حجية البصمة الوراثية فى إثبات البنوة"؛ والذي شارك فيه عدد من أبرز العلماء والأطباء المتخصصين فى هذا المجال أن كل إنسان ينفرد بنمط خاص فى ترتيب جيناته ضمن كل خلية من خلايا جسده، ولا يشاركه فيها أي إنسان آخر فى العالم، وهو ما يعرف بـ "البصمة الوراثية" وأكد أحد الباحثين أن هذه البصمة تتضمن البنية التفصيلية التى تدل على كل شخص بعينه، ولا تكاد تخطئ فى التحقق من الوالدية البيولوجية، فضلا عن تعرف الشخصية وإثباتها.
وقد جاءت البصمة الوراثية بالمشاهدة الحقيقية للصفات الوراثية القطعية دونما كشف للعورة، أو مشاهدة لعملية الجماع بين الزوجين ودونما تشكك فى ذمم الشهود أو المقربين أو القيافة؛ لأن الأمر يرجع إلى كشف آلى مطبوع مسجل عليه صورة واقعية حقيقية للصفات الوراثية للإنسان، والتى تتطابق فى نصفها مع الأم الحقيقية ونصفها الآخر مع الأب الطبيعي، فهل بعد ذلك يجوز أن نلتجئ لأدلة الظن ونترك دليل القطع؟
إن وسائل إثبات النسب ليست أمورا تعبدية حتى نتحرج من إهمالها بعد ظهور نعمة الله تعالى بالبصمة الوراثية، ولن نهملها فى الحقيقية؛ لأنها حيلة المقل، فإذا لم تتيسر الإمكانات لتعميم البصمة الوراثية فليس أمامنا بد من الاستمرار فى تلك الوسائل الشرعية المعروفة.
إن اعتماد "البصمة الوراثية " دليلا قطعيا للفراش الحقيقي ينشئ دعوى جديدة يمكن أن نطلق عليها "دعوى تصحيح النسب" لم يكن لها من قبل ذيوع، وإن كان أصلها فى الكتاب والسنة.
يقول الله تعالى " وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل * ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" (سورة الأحزاب: 4 - 5).
وهكذا أوجدت لنا "البصمة الوراثية" نوعا جديدا من الدعاوى، وفتحت بابا جديدا للتنازع يجب أن نسلم بواقعه وهو ضريبة التقدم التقني والتفوق الطبي.
وإذا كان الفقهاء قد نصوا على استحباب اتخاذ السجلات لقيد الحقوق والأحكام، ونص بعضهم على وجوب ذلك إذا تعلق بحق ناقص الأهلية أو عديمها فمن الضروري استصدار قرار إدارى يمنع استخراج شهادة بقيد ميلاد طفل إلا بعد إجراء "البصمة الوراثية" لترفق وتلصق بتلك الشهادة، على أن تكون بصمة الطفل مطابقة لبصمة الأبوين اللذين ثبتت علاقتهما الشرعية فى وثيقة الزواج.
وهذا الأمر يستوجب باليقين أن تسجل البصمة الوراثية لكل من الزوجين بمجرد العقد وقبل الدخول، وتقرن تلك البصمة الخاصة بالزوجين معا بقسيمة الزواج الرسمية، حتى إذا ما رزقهما الله بمولود توجها لتسجيل اسمه مع بصمته الوراثية التى يجب أن تتطابق مع بصمة والديه الثابتة على قسيمة الزواج.
إن فى مثل هذا القرار مسايرة للعصر وأخذا بالحقائق العلمية وله نتائج اجتماعية عظيمة؛ حيث سيضيق الخناق على المنحرفين والمزورين دونما طفرة أو هزة.
إن هذا هو أقل حق يمنح لطفل القرن الحادي والعشرين الميلادي الخامس عشر الهجري الذى ولد فى ظل الثورة المعلوماتية.
إننا نخدع أنفسنا فى أحيان كثيرة، كالحمل فى حال غياب الزوج وسفره للعمل بالخارج أو فى حال مرضه الجنسي والنساء اللاتي عرفن بسوء السلوك والانحراف الأخلاقي مستغلين ضعف الأزواج وغفلتهم، والنساء اللاتي تسرقن المواليد لعقمهن من أجل بقاء رباط الزوجية ...
إن من حق الطفل أن يدفع عنه العار بانتمائه إلى والدين حقيقيين، كما أن من حقه أن ينتفع بتقنية عصره، كما أن من حق الزوج ألا ينسب إليه إلا من كان من صلبه.
ومن الضروري أيضا استصدار قرار مثيل للأطفال اللقطاء ومجهولى النسب للبحث عن والديهم أو لمعرفة أمهاتهم على الأقل إن كانوا أبناء خطيئة، وذلك لانتسابهم إليها شرعا، وما يتعلق بذلك من أحكام شرعية كالميراث وبيان المحرمات والأرحام .. ، وبذلك تنعدم أو تقل ظاهرة انتشار دور الأيتام من اللقطاء الذين يشبون حاقدين كارهين للمجتمع، إن تنسيبهم للأم الحقيقية سيخفف بالتأكيد من حدة تلك الكراهية، بدلا من فكرة الأم البديلة، وحتىتشارك الأم المخطئة فى الإصلاح كما شاركت فى الفاحشة، قال تعالى " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين". (سورة هود: الآية 114)"
كل هذا الكلام يمكن تصديقه إذا لم يكن هناك نصوص إلهية فى لإثبات النسب وهى
أن النسب لا يلغى إلا بشهود أربعة على الزنى أو باقرار الزوجة بالزنى كما قال تعالى :
"والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون"
"والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين"
"ويدروأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين"
إذا لا وجود لما يسمى اثبات البنوة عن طريق البصمة الوراثية فى ظل وجود نصوص إلهية تبين طريق اثبات النسب ونفيه
والنقلة عن الغرب لابد أن يفكروا ولابد أن يقرئوا ما كتب كله وليس مجرد وجهة نظر واحدة وكما سبق القول ألغت المحاكم الأمريكية اثبات ونفى النسب بالبصمة الجينية نتيجة اختلاف تحاليل المعامل الوراثية فى الكثير من القضايا فتحليل يثبت وتحليل ينفى ومن يراجع كتاب البيولوجية كأيدلوجية سيجد هذا الكلام عبر عشرات الصفحات فى الكتاب
أمس في 9:43 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى قصة هاروت وماروت
الإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى
» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
السبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
الجمعة نوفمبر 15, 2024 9:18 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال كيف يقوم المخ بالحكم الأخلاقى على الأشياء؟
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:56 pm من طرف رضا البطاوى