نظرات فى رسالة الى ابنتي واخواتها لمناسبة زواجها
المؤلف سامي خضرة وقد أهدى كتابه لبنات المسلمين فقال :
"الإهداء:
الى كل فتاة تعتز بإسلامها واحكام دينها قبل زواجها وبعده لدنياها وأخراها "
وقد استهل الكتاب بالحديث عن كون الزواج عبادة أى طاعة لأمر الله وهو ليس كما يقول الناس شراكة لأن الشراكة تقوم على كم المال فى الشراكة من الطرفين فقال :
"الزواج عبادة
عزيزتي هبة الله سدد الله خطاك وبلغك مناك
ها قد تزوجت فدخلت عبادة جديدة فيها الاجر والثواب من الله عز وجل مهما طال امدها وهذا من فضله جل جلاله
الزواج عبادة بكل ما في الكلمة من معنى وان غفل عن ذلك اكثر الناس فاعتبروه "شراكة" وتعاملوا على اساس هذا المفهوم الخاطئ فكانت النتيجة خطأ:
"شراكة" فيها المساومة والمشاطرة والمناصفة والربح والخسارة وتحديد نسبة الأسهم فلا نسمع عن زواج لمشاهير الغرب الا وقد اتفقوا مسبقا على "تقاسم" الممتلكات المادية والمالية في حال حصول انفصال!
فيكون همهم الانفصال قبل الاتصال ومرحلة انتهاء "الشراكة" وهي لم تبدأ بعد!
في الاسلام يختلف الامر كلية
فالزواج طاعة وامتثال لأمر الله عز وجل وتحصين للنفس لصيانتها عن الموبقات وسكينة وانشاء أسرة اسلامية وتكثير نسل يثقل الارض "بلا إله الا الله" "
والخطأ هو تكثير النسل فالزواج على حسب تقدير الله للعقم والإنجاب وعلى حسب أحكامه فى الرضاعة سنتين والحمل تسعة شهور وعلى صلاحية المرأة للإنجاب كم سنة وعلى حسب الصحة
وتحدث عن أن السعادة تكون فى صلاح المرأة والرجل معا فقال :
"ولا تكتمل سعادة الرجل في الدنيا مهما نال منها واكتسب إلا بوجود امرأة صالحة مخلصة تحبه ويحبها ولا تكتمل سعادة المرأة في الدنيا مهما امتلكت من مال وجمال وxxxx وخدم وحشم وشهرة "وتسلط" ومادحين ومعجبين ومتقربين ومهما انتشرت صورها على صفحات المجلات وعلى شاشات التلفزيونات لا تكتمل سعادتها إلا بان يوفقها الله عز وجل لرجل زوج تقوى به وتعتز زوج بكل ما في الكلمة من معنى
فأساس وجود المرأة الاجتماعي هو ان تكون زوجة وأما وهذا المناسب لتكوينها وفطرتها ولذلك خلقت "
ومن ثم السعادة فى علاقة الصلاح طاعة الله من الجانبين وليس لها مقياس أخر إلا عند الكفار
وتحدث عن كون الزواج منة ونعمة فقال :
"عزيزتي هبة الله وصل الله جل جلاله بينك وبين طاعته
الزواج منة ونعمة:
منة من الله عز وجل تستحق الشكر فآثارها الطيبة وفوائدها السنية لا تنتهي ونعمة منه سبحانه وان عبث بها العابثون وشوهها المشوهون
في الزواج تتبدل الروح والشعور والعواطف والاحاسيس والآمال وسائر تفاصيل الحياة "
وتحدث عن اختلاف عبادة الزواج عن العبادات الأخرى كالصلاة والصوم والزكاة فقال :
صحيح ان الصلاة عبادة والصوم عبادة والزكاة والحج لكن الزواج عبادة اخرى تختلف عما ذكر وفي كل خير
هبة الله
الا ترين ان ركعتي المتزوج تفضل على صلاة العازب بسبعين مرة؟
"وان ركعتين يصليهما رجل متزوج افضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره اعزب""
والحديث باطل فأجر صلاة المتزوج كأجر صلاة العازب وهو عشر حسنات منا قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وتحدث عن احترام الأزواج لبعضهم فقال :
"احترام الزوج
من بديهيات بناء المجتمع الاسلامي السليم أن تحترم الزوجة زوجها وأن تحافظ على هيبته ووقاره وكلمته لكن شاع في المدة الأخيرة الدعوة الى "استقلالية الزوجة" و"حرية قرارها" وما شاكل من عناوين ومصطلحات وافدة وغريبة حتى باتت الكثيرات يصرحن على الرغم من طيبتهن برغبتهن في العمل وكسب المال بهدف التفلت من سلطة الرجل وليبقى قرارها حرا ومشيئتها معتبرة وحريتها غالبة وكأنها تستعد لخوض الحرب الباردة"
والرجل هنا يتكلم عما تشيعه الحكومات فى بلادنا من خلال أبواق العلمانية عن المساواة الكاملة والحرية وهى أمور ترفضها طبيعة الخلق نفسها فكيف نساوى من تحمل وتلد وبين من لا يحمل ولا يلد ؟ وكيف نساوى بين من تحيض ومن لا يحيض؟
وأما الحرية فكلنا عبد سواء عبد لله بطاعته لله أو عبد لمن شرعوا القوانين الوضعية
عزيزتي هبة اسعدك الله جل جلاله بسعادته وايدك بعنايته
زوجك حصنك وعزك وفخرك وتاج رأسك واحل الله له منك ومنه لك ما يحل لأحد من العالمين وهو أب أولادك ويحملون اسمه وينسبون اليه وهو أولى الناس بك حتى يضعك في قبرك وله حق عليك كما لك حق عليه وجعل الله جل جلاله في رفع شربة الماء اليه خيرا لها من عبادة سنة فلا تحقري ما عظمه الله تعالى "
والحديث باطل فأى عمل صالح غير مالى كسقى الزوج بعشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
وسألت أم سلمة رسول الله (ص) عن فضل النساء في خدمة ازواجهن؟ فقال:أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع الى موضع تريد به صلاحا إلا نظر الله اليها ومن نظر الله اليه لم يعذبه"
ولو أمر الله سبحانه عبدا ليسجد لعبد لأمرك بالسجود له "لو أمرت أحدا ان يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" "
والحديث باطل فالله لم يقل هذا الكلام وإنما ينسبونه للنبى(ص) وهو يخالف أن العلاقة بين الأب وولده أو ابنته أو الأم وولدها أو بنتها أعظم من العلاقة بين الزوجين لأنها لا تنفصم حتى لو اختلف الدينان بينما العلاقة الزوجية تنتهى بالطلاق أو باختلاف الدين كما قال تعالى :
" ولا تمسكوا بعصم الكوافر"
وتحدث عن استرجال بعض الزوجات فقال محذرا منه :
"فلا تبغضي ما أحب الله تعالى وقد جعل الله فيه سرا لك تشعرين به فكم اشتقت الى حضوره وجواره وحنانه؟
لا تظني يا عزيزتي ان تلك "المسترجلة" والمستقوية على زوجها التي تأمره وتنهاه وتلومه وتزجره لا تظني انها سعيدة فيما تفعل وأن اظهرت ذلك أمام الناس "ومثلت" عليهم في انه يفعل ما تريد ولا يعصي لها أمرا!
اجزم لك وأنت تعلمين يقيني عند جزمي أن أي واحدة من هؤلاء لا تشعر بالاطمئنان والسعادة بل إن معاناتها أكثر بكثير من مثيلاتها
عزيزتي هبة ملأ الله جل جلاله قلبك نورا ووهبك تعظيما لقدره كبيرا
لا املك الا ان اقول لك ما ينفعك لأخراك قبل دنياك:احترمي زوجك عظميه في نفسك ثم في نفسه ثم أمام الناس اذا وهنته امامهم وهنت نفسك واذا حفظته امامهم حفظت نفسك "
وهو هنا يبين أن المرأة المسترجلة مع زوجها تعانى معاناة شديدة فهى ليست سعيدة بما تفعله
وتحدث عن الزوجة الشكاية محذرا من فعلها فقال :
"لا تظني أن تلك التي تشكو زوجها وتسقطه من أعين الآخرين تكسبهم بل تخسر نفسها وتخسرهم فان جاملوها اشفقوا عليها مستضعفين وان جانبوها تجرؤوا عليها شامتين!
احفظيه في غيبته مثل حضوره وأكثر وكوني معه في فقره مثل غناه وأكثر وقفي الى جانبه عند مشاكله مثل استقراره بل اكثر ولا تتركيه عند ضعفه كما في قوته وأكثر وإذا اجتمع عليه الناس محاربين وكان مدافعا ومضحيا في سبيل الاسلام والمسلمين فلا توحشيه بغيابك وأنت تعرفينه اكثر منهم جميعا هم بالظنون والاقاويل متعلقون وأنت بالجزم واليقين تأخذين "
وتحدث عن كون الزوج أعظم الرجل حقا على المرأة فقال :تعلمين ان في يده جوهرة وان قال الناس كل الناس أنها جوزة روي عن حبيبي رسول الله (ص):"أعظم الناس حقا على المرأة زوجها"
وتحدث عن رضا الزوج فقال:
"عيوني احرصي على رضا زوجك حتى لو كان ذلك خيارك على رضا كل الناس فرضا الناس غاية لا تدرك فضلا على ان اكثرهم لا يؤمنون ورضا زوجك من رضا ربك فلا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها"
ثم حدثنا عن وجوب طاعة الزوج فقال :
طاعة الزوج
واعلمي يا ابنتي ألهمك الله ما يريده منك ويرضى به عنك أن خروجك من المنزل غير جائز الا بإذنه وهذه الفتوى هي المعروفة بين اعلام فقهائنا فلا تستمعي لمن يحدثك عن شواذ الاقوال أو من يحاول تأويل الفتوى لما يناسب رأيه فالمخاطرة في أمور الدنيا غير محمودة فكيف بأمور الآخرة؟!
ما من عاقل يأخذ بشواذ الاقوال ونوادرها في الأمور الطبية والهندسية والميكانيكية والزراعية لكن هناك من يأخذ بها في أمور الآخرة والدين!"
وبين أن طاعة الزوج مرتبطة بطاعة الله فلا طاعة للزوج في غير ما أمر الله به أو نهى عنه وهى المقولة المعروفة " لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق" وهو ما بينه خضرة فى قوله:
"عزيزتي هبة كرمك الله بآلائه وجعلك من خلصائه
طبيعي ان الطاعة المقصودة ليست فيما يخالف شرع الله تعالى وهذا واضح ولا نسرف في شرحه لكن اعلمي ان من سنن الحياة ما من امارة ولا وزارة ولا شركة ولا ورشة الا ولها مسؤول تشاوري معه وانصحيه واوضحي رأيك واقترحي عليه واقنعيه لكن فليكن القرار قراره في النهاية فكما نقبل ذلك في قائد الطائرة وربان السفينة ورئيس الدولة والوزير الأول ومدير المدرسة وأمير الجيش والمخرج السينمائي نقبل ذلك للزوج في اسرته "
وبين خضرة أن نتيجة الطاعة غير معروفة فقد نطيع وتأتى النتيجة مخيبة لآمالنا وقد نطيع وتكون النتيجة محققة لآمالنا فقال :
"أما النتائج فهي ليست بيدك ولا بيده كما هي ليست بيد من تقدم من كبار المسؤولين بل خاضعة لعوامل كثيرة لا نملك منها الا القليل ولولا ذلك ما خسر خاسر ولا انهزم منهزم وما فشل فاشل "
وتحدث عن صيانة الأسرة فقال:
صيانة أسرتك
هبة الله
اعلمي يا حبيبتي أن أسرتك ميدانك الأول والثاني والأخير عليك بصيانته وحفظه ورعايته وتقديمه على سائر الأمور الأخرى وهذا لا يمنعك من القيام بأمور أخرى
عزيزتي
ماذا ينفعك لو ربحت ألقابا ومناصبا وشهرة ومدحا وجلوسا في الصفوف الأولى ومجاملات وارتقاء المنابر واستهداف المصورين ثم خسرت أسرتك؟!فأوجبت على نفسك ما لم يوجبه الله تعالى عليك وأهملت ما اوجبه سبحانه عليك!
أرأيت عاقلا يقوم لصلاة الليل ويترك صلوات الفريضة أو يصوم استحبابا ويترك شهر رمضان؟!
انت جنة زوجك التي يحب اللجوء اليها فيها يرتاح بصرفه وتنجلي بصيرته "
إذا رعاية الزوج هى الأصل والأسرة ليست أسرة الزوج وحده ولكنها أسرة الزوجة فعليها واجبات تجاه والديها واخوتها ومن شابههم من الأقارب كما أن عليها واجبات تجاه أسرة زوجها الأولى أباه وأمه واخوته ومن شابههم
ومن ثم ليس على المرأة أن تنشغل عنهم بعمل يجلب لها الشهرة أو المال وما شابه وبين الرجل لها أن عمل واجباتها عليه الثواب فقال:
"عزيزتي هبة :
كما أنه يستحب لك وأنت فاعلة ان شاء الله تعالى أن تنوي القربة اليه سبحانه في كل ذهاب واياب وسكون وعمل وحركة ونظر كذلك عليك بها (نية القربة) في كل عمل منزلي تقومين به وبذلك تنالين من الثواب ما لا يعده العادون
أرأيت لو كنتن رفيقات ساكنات بعضكن الى بعض كيف تتقاطر الحسنات على من تكثر الخدمات؟فكيف لو كان الامر مع الزوج الذي سبق فيما تقدم من صفحات عن الشأن الذي جعله رب العزة فيه ومع اولادك الذين هم جزء منك بل بعضك بل كلك؟"
وحدثنا عن الفتاوى الباطلة التى تتحدث عن أن عمل الزوجة فى بيت زوجها ليس واجبا عليها فقال :
"هبة الله
لا تستمعي لما قد يقوله البعض من أن عمل الزوجة في منزلها ليس واجبا أليس في هذا تكريم الهي في أن يبادر كل من الزوج تجاه زوجته والعكس الى خدمة الآخر دون حساب أو حد وفي ذلك تطهير وتهذيب وتدريب للنفس وايثار وانسجام؟
اكثر الناس مقاييسهم دنيوية وانت مقاييسك أخروية لا تتعاملي كموظفة وهو الشائع اليوم تحاسب الى هذه الدنيا لعلمها انها دار ممر وان الآخرة منتهاها ومبتغاها وان كل حركة تصدر منك كأنها تسبيح وتذكير والله لا يضيع أجر المحسنين ويسمع ويرى
"أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيها شاءت"
والحديث ليس صحيحا فالخدمة لا تحدد بعدد معين من الأيام وإنما هى مطلقة طوال فترة الزوجية طالما ظلت قادرة عليها فإن عجزت خدمها هو أو أولادهما وكلمة الخدمة غير مستحبة فى عصرنا للعلاقة الزوجية مع أن كل الناس كما قال الشاعر :
الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
وحدثنا عن وجوب مساعدة الزوجة لزوجها فقال :
"كوني الدليل والمعينة لزوجك
عزيزتي هبة غمرك الله جل جلاله بمنتهى السعادات وغاية العنايات
لا تكوني عبئا على زوجك همك المطالب ومقاربة المتاعب فأنتما في سفينة واحدة وبحر الدنيا هائج لا يستكين والعواصف تشتد وتخبو الا انها تستمر وانت المساعدة لربان السفينة تلفته وتعينه وتسنده لا تتأفف عليه وهمها راحتها فأي خطر داهم – لا سمح الله – لا يفرق بينكما ولا بين المتعلقين بكما معيب كما يفعل الكثير ان تقع المشكلات وتضيع الاوقات على خلافات سببها أثاث او آلة او مظهر او متاع والباقيات الصالحات خير وابقى وهي التي تدوم بل لا يدوم غيرها
أرأيت ميتا ينقل متاعه معه؟!ام تظنين ان الله عز وجل يثقل ميزان من اشترت اكثر او تملكت او تباهت او تفاخرت على قريناتها؟"
ونهى الرجل ابنته عن ايذاء زوجها مقارنا بين ما فى الشرع وما عند الغرب فقال :
"عزيزتي هبة
أكثر نساء اليوم اصبحت الموازين عندهن مضطربة يستوردن النظريات وحتى المصطلحات من بلاد الكفر ويستعملنها في مجتمعنا الاسلامي ولو كان لهؤلاء حضارة جاهلية لما استبدلنها عصبية وافتخارا فكيف بنا نحن الذي حضارتنا الهية اسلامية!
أما أصالتنا نحن فنقول:"من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر" واما ديننا نحن في مقابل ممارسة الغرب فيقول:
"ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله" "
ثم حدثنا عن أن الزوجة المسلمة يجب أن تجعل بيتها مع زوجها مكان إسلامى تقام فيها حدود وهى أحكام الله سواء كان للمسلمين دولة أم لا كما هو الوضع الحالى فقال :
"بيتك "دويلة اسلامية"
عزيزتي هبة الله ذكرك الله جل جلاله بعظمته وملأ قلبك هيبته رعاك الله برعايته وكرمك في آخرته تعلمين ان منتهى عملنا وكل ما نقوم به هدفه تحكيم شريعة الله في الارض
واذا كنا محرومين من ذلك حتى الآن فعلى الاقل ان نقيم هذه "الدولة" ونحكم هذه الشريعة في منزلنا تذكرين كيف نحن في بيوتنا؟
هكذا ينبغي ان تكوني في الظاهر والباطن في كل ركن او زاوية في المنزل أو قرار أو عمل ينبغي ان يكون الاسلام حاضرا ومنه الانطلاق:
فصلاتك اول الوقت وقيامك فجرا هو الأصل وتهجد الليل ان لم يدرك كله فلا يترك كله والخروج من المنزل لا يكون قبل وقت الصلاة بقليل الا اذا كنت تقصدين من يمكن اقامة الصلاة عندهم والتماثيل والمجسمات لا مكان لها في المنزل مطلقا واثاث المنزل عادي وبسيط من دون تكلف ولا تصنع فلا هو مبتذل يثير الشفقة ولا هو مقصد للفرجة والتعجب ولا فيه تشبه بأثاث الملوك والجبابرة المسمى "style" في زماننا هذا والذي ينسب لفراعنة القرون الوسطى Louis 15 – Louis 16 فليسوا قدوة لنا ولا نتشبه بهم
المهم أن المظهر والجوهر والعادة واللياقة وما يجري في المنزل مع الاهل والضيوف والفصل قدرالمستطاع بين جلسة الرجال وجلسة النساء وما يعلق على الحائط او يزين به المنزل او يشترى وما يلفظ من كلمات مع الأطفال والآخرين وكل ما يجري في المنزل يجب ان يكون اسلاميا محضا خالصا لا شوائب فيه
هبة: نور عيني ان لم نطبق الاسلام في منازلنا فأين يا ترى نطبقه؟!انت قدوة لأولادك"
وتحدث عن كون أن بيت الزوجية هو مدرسة ألبناء ألأولى فيجب تربيتهم على طاعة أحكام الله فيه فقال :
"عزيزتي هبة الله ذكرك الله سبحانه بجلال مقامه وكمال انعامه جللك الله بالعفة وزينك بالطهارة
المدرسة الاولى التي يتعلم فيها اولادك والاكثر تأثيرا على سلوكهم ونظرتهم للدنيا والمدرسة الاخيرة لهم هي: انت فأول ما تتفتح اعينهم واسماعهم عليك فهم مقلدوك في سائر امورهم ويبقى اثر فعلك عليهم وان كبروا وان اصبحوا آباء وامهات
لذلك احرصي على ان لا يرون منك الا جميلا ولا يشاهدون الا طيبا ولا يسمعون الا حسنا ولا تتعاملي معهم الا بأدب واحترام بالغين ان كانوا صغارا او اصبحوا كبارا
اولادك اكبادك تمشي على الارض واكثر بل هم بضعة منك بل تحاسبين عليهم في الدنيا ان كان صيتهم حسنا او سيئا وتسألين عنهم في الآخرة ايضا
لا تستمعي كثيرا لمن يقول: اولادك تتعاملين معهم كأصدقاء فهذا من جملة الاقوال والامثال التي انتشرت بيننا دون مراقبة خاصة في هذا الزمن زمن التهور والتفلت لمن سموهم خطأ بـ"المراهقين" مبررين طيش الاولاد من جهة واهمال تربية الآباء من جهة اخرى
اولادك ليسوا اصدقاء لك بل هم اولادك ويبقون كذلك وان كبروا وعملوا وتزوجوا وانجبوا واصبحوا كهولا"
وحاول خضرة أن يبين أن مقولة أن الأب أو الأم أصدقاء لأولادهما مقولة خاطئة فقال :
" ولتوضيح ذلك في هذه العجالة اقول لك:
ان أسس وقواعد وآداب وحقوق وطريقة التعامل بين "الاصدقاء" تختلف في كثير من تفاصيلها عن العلاقة بين الآباء والابناء فالذين جعلوا اولادهم (وفي سن معينة) أصدقاء ظنوا بذلك انهم يحلون مشكلة او يتجنبون معركة او يقربونهم منهم ولو كانت تربيتهم بالأصل على اساس البر والرحمة ومعرفة حق الأب والأم لما وقعت المشكلة اصلا لنفتش لها عن حل
وهذه المسألة "ان يصبح الاولاد اصدقاء" من جملة ما تلقفناه من الغرب عن حسن نية منا وعن تخطيط منه في اكثر الاحيان ونحن نظن بفعلنا خيرا دون ان ندرك ان عقيدة الغرب غير عقيدتنا ومسلكهم غير مسلكنا وقيمهم غير قيمنا و"شريعتهم" (لا توجد عندهم شريعة اصلا) غير شريعتنا
تلقفنا منهم الكثير من العادات عن طيبة وحسن نية ولو رجعنا لأصالتنا لوجدنا ما عندنا اعظم وخير وابقى الا تذكرين ما يسمى بعيد الأم وعيد الطفل واخيرا عيد الجد!
كأنهم يريدون ستر عيوب اهمالهم وتقصيرهم في حقوق بعضهم فجعلوا يوما "فولوكلوريا" وكفى على نمط من يرتكب الذنوب والفواحش والموبقات ويجعل دقائق "للاعتراف" في كنيسة لإراحة ضميره كما يظن ثم يبدأ بسلسلة جديدة من المفاسد وهكذا!
فهل يكفي للأم يوم واحد على مدار السنة وهل من الصلاح تركيز هذه المظاهر في الاذهان ام ان تكريمها يكون كل يوم وساعة!سبحان الله: نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير ومن المآسي ان ما يسمى "عيد الأم" اصبح كغيره من "الاعياد" المخترعة مناسبة خاصة لها طقوسها وتجارها واعلاناتها وحلواها كأنها مناسبة "بروتوكولية" ثم يذهب كل الى سبيله "
أرأيت عظمة الاسلام "
وحدث ابنتها عن وجوب تزويج أولادها فى سن مبكرة فقال :
"زوجي أولادك باكرا
عزيزتي هبة اقبل الله عليك وكمل احسانه اليك اتذكرين عندما نصحتك بالزواج اذا جاءك الرجل المناسب الحامل للصفات التي حددها الله عز وجل وآنذاك لم يكن الأمر واردا عند أقرب الناس اليك؟
كان التفكير كما هو شائع اليوم لتتابع علمها وما زالت صغيرة ولتجد وظيفة معينة ولتبقى حرة الى غير ذلك من المفاهيم الوافدة علينا والتي لا تنظر مطلقا الى سنة رسول الله (ص) والى الآثار السيئة لتأخير الزواج للشاب والفتاة سواء
فالزواج لا ينافي متابعة العلم ما دام العلم وظروفه ضمن الآداب والميزان الصحيح وهناك من فعل ذلك وهم كثر
اما في بلاد الغرب اوروبا وامريكا فتزوجوا دون ان يتزوجوا وهم ما زالوا في صفوف التكميلية والثانوية! وانجبوا حتى اصبحت طبقة في بريطانيا اسمها "امهات دون زواج" ولا مانع من ذلك!
اما تطبيق ذلك عندنا على سنة الله ورسوله (ص) فرجعية وتخلف!
ولمن يقول: ما زالت صغيرة فغير واضح ما يقصدون ونرى من حولنا الاكثرية في لباسهم ومشيتهم واغرائهم وتصرفاتهم!
عزيزتي هبة الله الهمك الله جل جلاله ذكره وشكره لن اطيل وباختصار:
ما يجري في الغرب وما يقع حولنا بالحرام نريده بالحلال لكن يبدو ان الاكثرية مقتنعة وعلى طريقة مجتمعات الكفار ان "الزواج" كيفما كان ودون ضوابط جائز وممارس حتى من الصغار وعلى طريقة الاسلام وسنة نبيه مرفوض حتى من هو بحاجة لذلك واكثر من حولنا يقلد هؤلاء "
وهذا الكلام عن الزواج المبكر مبهم ولكنه إذا كان فى سن الثانويات فهى مقولة خاطئة فالزواج يستلزم للرجل نفقة والطالب لا يعمل فلا يجوز له الزواج ويستوجب مهرا لن يحصل عليه إلا بالعمل والولد والبنت لا يعقلون غالبا قبل العشرين وإن نضجوا جسميا ومن ثم لا يجوز زواج إلا بنضج العقل والجسم معا
ثم قال مقارنا بين المتزوج والأعزب فقال :
"يا هبة الله:
نحن على سنة الاسلام وان ارتد كل الناس عن ذلك
فعن رسول الله (ص): "المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب"
و"ركعتان يصليهما متزوج افضل من سبعين ركعة يصليهما غير متزوج" ونزل جبرائيل على النبي (ص) فقال:"يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: ان الابكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فاذا اينع الثمر فلا دواء له الا اجتناءه والا افسدته الشمس وغيرته الريح وان الابكار ان ادركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن الا البعول والا لم يؤمن عليهن الفتنة"
والحديثان ألأول والثانى يخالفان كتاب الله فى الأجر وهو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وحدثنا الرجل عن كيفية اصلاح الخلاف الزوجى فقال :
"اذا وقع خلاف مع زوجك
هبة حفظك الله سبحانه بالاحسان وصانك بالأمان قرة عيني التفتي لما اقوله لك:
لا تظني ان الحياة الزوجية سوف تكون دون خلافات او سوء تفاهم ولا تظني ان هذه الخلافات هي آخر الدنيا ومنتهى المطاف ولا تقفي عند كل صغيرة وتفتعلي منها شيئا كبيرا
"فمن عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها" وان قاطعك زوجك فلا تقاطعيه وان جانبك فلا تجانبيه هذه هي سنة ائمتنا وان خطر على بالك في هذه اللحظات بعض الخواطر
لا تدخلي احدا وسيطا بينكما فهذا قد يساعد على سوء التفاهم اكثر وفضح الاسرار وافتقاد الخصوصية
اللهم الا اذا تفاقم الوضع – لا سمح الله – الى درجة كبيرة فساعتئذ وكحل اخير (فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ان يريدآ اصلاحا يوفق الله بينهما)
هبة:
من الطبيعي جدا ان تحصل الخلافات بين الزوجين وهذا من سنن الحياة بين كل البشر ولكن المهم ان تحلي ذلك:
بحسن الاستماع والتصبر ولا تتعصبي لهواك ولا تعاندي ولا تظني ان الحق دائما معك
او انك تهدفين ان تنتصري على زوجك ثم ان كثيرا من الخلافات تبدأ صغيرة فلننته منها وهي كذلك ولا نزيد عليها مبالغين بكثرة النقاش والجدال والتعليق والرد والتحدي "
ثم تحدث عن وجوب العفو والصفح فقال :
"قال الله ربك "وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم)
هبة:
تأملي في الآية اعلاه جيدا مشكلة نساء امتنا في هذا الزمن عزيزتي هبة زينك الله جل جلاله بعنايته وشرفك بكرامته عندما دخل نابليون بونابرت مصر كانت الهجمات الأولى لأعدائنا على المفاهيم الاسلامية الاصيلة المتعلقة بالنساء فروجوا الكثير منها وأبرزها:
ترك الحجاب تحرر المرأة واستقلاليتها طبعا بحسب مفهومهم واشتدت الهجمات على هذه المواقع بالتزامن مع فتح المدارس والجامعات التبشيرية منذ قرن ونيف تقريبا خاصة في لبنان ومصر اللذين استعملا فيما بعد كمدخل للتغريب الكامل خاصة في المجالات السياسية والاجتماعية والادبية وما اصطلح على تسميتها فيما بعد بـ"الفنية"
والمراقب الباحث يجد "ارطالا" وأفواجا أفواجا ممن تخرج من هذه المؤسسات التعليمية ضمن دور مرسوم مسبقا ومرتبط سلفا بأشخاص واجهزة ومراكز لعبت الأدوار الاهم في اعادة صياغة شخصية "المرأة" في بلادنا وبالتالي الشرق عبورا الى كل العالم الاسلامي!
وهل تعتقدين يا هبة العزيزة ان تسمية هذا البلد الذي صنعوه ضمن قوالب وشروط معينة وموازين محددة والمسمى حتى هذه اللحظة "لبنان" بأنه "سويسرا الشرق"و"جسر" عبور الغرب الى الشرق و"بوابة" الدخول هل هذا عبثا؟!كلا هناك دور مقصود ولولاه ما اصابنا الذي يقع علينا اليوم على مختلف الاصعدة خاصة الاجتماعية والاخلاقية واستحكمت الهجمة على نساء أمتنا و"التقاليد البالية والعادات الرجعية والتراث المتخلف" بعد الحرب العالمية الاولى فما كان يجتنب نهارا اصبح يمارس جهارا وبصيغة التحدي والفرض والقانون!فاستبيحت عندئذ اكثر احكام الاسلام في شؤون المرأة في مرحلة العشرينات وما بعدها:في ايران تركيا افغانستان تونس بشكل لم يسبق له مثيل حتى لو احتاج ذلك لسن القوانين وسياسة التحدي والمراجع لتفاصيل تلك الحقبة من اتاتورك الى الشاه الى ظاهر شاه الى الحبيب بورقيبة يصعق بقوة اسلوبهم و"جرأتهم" و"ثقتهم" بأنفسهم
اما الطامة الكبرى يا عزيزتي فكانت في العقود الاخيرة وفي السنوات الاخيرة التي عايشت ردحا منها وعانيت مع امتنا جمعاء ولا نزال!في هذه الفترة لم يعد العدو الغازي بحاجة لجيش وجامعة ومندوب سام وحملات عسكرية ومستشرقين ومبشرين فقد تصدى لكل هذه الادوار فئة من ابناء امتنا سميت لاحقا "مثقفين" أو" نخب" فتجرأت أكثر على أساس من ابناء هذه الامة واخذوا يطالبون بإعادة قراءة جديدة للقرآن الكريم والسنة الشريفة واحكام الشريعة تحت شعار "الحرص على الاسلام" او صناعة اسلام جديد يناسب العصر والتحديات المعاصرة!"
والرجل من خلال ذكره لهذا التاريخ يذكرنا بمؤامرات الأعداء وتنفيذهم لها بواسطة عساكرهم وهى جيوش الاحتلال ثم ترك الحكم لمن والاهم عند الاستقلالات المزعومة
وحدث ابنته عن حرب داخلية وخارجية ضد المسلمات فقال :
"هبة الله :
سدد الله خطاك وحفظك ورعاك كل هذا الكلام لأقول لك: ان مشكلة نساء أمتنا في هذا الزمن اصبحت مستحكمة وجبهتها داخلية ولا يتوقفن ولا يتورعن عن الخوض "بثقة" في مواضيع مختلفة تتعلق بما سموه "حقوق" المرأة و"حريتها" و"استقلاليتها" تماما على الطريقة الغربية وبنفس مصطلحاتها واساليبها وكم آلمني يا حبيبتي هبة ان لم تتصد احداهن وبخلفية اسلامية اصيلة الى كل هذه المفاهيم والمصطلحات مستندة الى ثقتها بدينها وشرع ربها وعبوديتها الحقة وتسليمها الذي هو اسلامها ويقينها بـ"العدالة" الالهية التي هي من اركان ديننا "
وحدثها الرجل عن أوجاعه بسبب استجابة العديد من النساء للأعداء فقال :
اتألم يا حبيبتي:
ان ارى اخواتنا وبعضهن بحجاب "معدل" و"حضاري" ينظرن على طريقة الغربيين الذين حاربونا قرونا ليصلوا الى ما نحن فيه اليوم وان اراهن يطالبن بتفسير "عصري" جديد للقرآن الكريم وبـ"اعادة قراءة" للسنة النبوية الشريفة والتخلص من فتاوى فقهائنا وتاج رؤوسنا وسبب عزنا ومدعاة فخرنا بحجة ان هذه الفتاوى ذو منطلقات "ذكورية"!!!
ولطالما كرروا هذا المصطلح حتى بت اشعر عند ذكره انه سب او شتيمة او على الاقل استخفاف بورثة الانبياء ان يتهموا بانهم تركوا استنباط احكام الله من مصادرها لصالح "ذكوريتهم"!!!
والله يا حبيبتي وقرة عيني لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية والمؤلم اكثر ان يجاري هؤلاء بعض "الخطباء" حتى يصبح ذلك "موضة" حرصا منهم على الظهور بمظهر "حضاري" فيستعملون المصطلحات المذكورة وبكثرة والغريب انه بدل ان نأتي بنسائنا الى الدين ونزرع في نفوسهن فضيلة التسليم ومكرمة العبودية لله بدل ذلك أصبح البعض "يؤول" الدين ليرضي نساء المسلمين ولن يرضوا ما دام الاصحاب الاصليون لهذه الافكار اعداء لنا حتى نتبع ملتهم
عزيزتي هبة
بقدر المي المتفاقم الذي ذكرت والذي يزيدني حسرات الى حسرات حتى تكاد نفسي تذهب بقدر هذا الالم مشتاق لأرى تجمع نسوي يحافظ على آداب الاسلام في المرأة المسلمة: في حجابها وعفتها وورعها وخجلها وتقواها وفي نظرتها عند حديثها مع الرجال وكلامها من وراء حجاب كما اوصى القرآن الكريم وفي احترامها لزوجها والتزامها منزلها الا من اضطرار وفي اجلالها لأسرتها ودورها مع اولادها الذي هو من اهم الادوار على الاطلاق
حبيبتي هبة ايدك الله ورعاك وجعل الجنة مثواك اثناء كتابتي لهذه الكلمات اتصلت بي احدى الاخوات القيمات على نشاط تربوي اساسي في اوساطنا الاسلامية وكانت قد طلبت من ثلاث من زميلاتها الكتابة حول شروط "اختيار الشريك" فصعقت للنتيجة قالت:
ان الثلاث في كتابتهن صببن غضبهن على "الرجل" وظلمه للمرأة ودورها مع العلم ان هؤلاء "مسؤولات" بنسبة ما في مواقع معينة فحمدت الله عز وجل ان التفتت هذه الاخت وفقها الله تعالى لمثل هذه الشطحات وصوبت ما كانت تصبو اليه فألفتها الى بعض الافكار كالتي مرت في الصفحات الاولى لهذا الكتيب
ان ما يسمى بعمل المرأة وحريتها وحقوقها كتبت عنه سابقا ولا بأس ان تراجعيه مجددا لتستحضريه "
وحدثنا الرجل عن وجوب ألا تطمع المرأة بالمناصب والشهرة وما شابه فقال:
"هبة العزيزة زهدك الله جل جلاله بالدنيا وجعلك من اهل العليا
لا يكن طمعك كما كثيرات من نساء زمانك بالمنصب والعنوان والوجاهة والشهرة والحضور في الصف الاول فهذه أمور:لا تنفع من جهة ولا تدوم من جهة اخرى وفي اكثر الاحيان تكون وبالا وفتنة على صاحبها وهدرا للوقت الذي لا يعود قد تبدو هذه الامور نافعة لأهل الدنيا وطالبيها فلا تنسي انك ولدت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء
واذكري دوما أن الآخرة خير وأبقى من اجل ذلك:
ليني قلبك دائما بقراءة الوحى وهذا لا يتطلب منك الوقت الكثير بل يكفي يوميا جزء من الساعة ولكن اثره عظيم عظيم عظيم وانت بنفسك قلت لي ذلك سابقا
جزء من الساعة يوميا تعيد التوازن الى نفسيتك وكم من النساء يقضين الساعات يوميا للتجميل والتبرج الذي لا يلبث ان يذهب سريعا بعد ساعات وهن غافلات ان في ذلك عبرة في ان لا يدوم جمال فلو دام لهن لما احتجن في يوم آخر الى اصطناع جمال جديد لا يلبث ان يزول ليحاسبن على تبعاته
تأثير هذا افضل من المصنع من الدواء بل هو الدواء المؤدي للشفاء"
وقبل أن ينهى الرجل الكتاب بوصية أم لابنتها فقال :
"وصية أم لابنتها
عزيزتي هبة نور الله جل جلاله سرائرك وجعلها افضل من علانيتك ومما ابتلينا به في هذا الزمان في نساء امتنا بعدهن عما لا يحصى من آداب ومأثورات ومنقولات حول تعامل المرأة مع زوجها وتعامل الارحام مع بعضهم البعض بل اهمالهن للمخزون التربوي الروحي الذي لا يعلم عظمته وجلال تأثيره الا الله تبارك وتعالى واستبدل ذلك بما نستورده او يورد الينا من نظريات الغربيين والكفار وما فيه من ضلالة وانحراف فقط اذكر لك نموذجا واحدا مختصرا ينفعك ان شاء الله تعالى في دنياك واخراك والطرفة المضحكة – المبكية ان هذا النموذج عندما وزع في عرس تعجبت الحاضرات من اهمية مضمونة وكيف هو غائب عنهن!
وكأنهن لا يعلمن ان من غيب او حرف او اول على هواه كتاب الله وسنة نبيه هو الاقدر على تغييب كافة النصوص والمصادر الاخرى التي لا تناسبه!
والوصية هي:
لما خطب عمرو بن حجر الكندي الى عوف بن ملحم الشيباني ابنته ام إياس واجابه الى ذلك اقبلت عليها امها ليلة دخوله بها توصيها فكان مما اوصتها به ان قالت:
اي بنية انك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعيشك الذي منه درجت الى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة ليكون لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا:
فأما الاولى والثانية: فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة واما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك الا اطيب الريح واما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فان شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة واما السابعة والثامنة: فالاحراز لماله والارعاء على حشمه وعياله واما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له امرا ولا تفشي له سرا فان خالفت امره اوغرت صدره وان افشيت سره لم تأمني غدره
واياك والفرح بين يديه اذا كان مغتما والكآبة لديه اذا كان فرحا "
واختتم الكتاب بنصائحه هو لابنته فقال :
"ختاما: رسالتي اليك
هبة الله احببت ان اختم بالرسالة التي كنت قد ارسلتها اليك عند زواجك المبارك ان شاء الله تعالى والتي على اثرها رددت قائلة:اختم بها ولم يكن هذا بالطبع مقررا الا ان دخالتها في ان تكون سببا لهذا الكتيب يناسب ان ننشرها تذكرا بنعم الله عز وجل (واما بنعمة ربك فحدث)
وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
هبة العزيزة ثبتها الله تعالى لمراضيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلتني رسالتكم واطمئننت بها كثيرا لأننا نبقى مشوشين عليك كما ذكرت
اسأل الله وهكذا يجب ان تفعلي ان يكون منزلكم الذي اسستموه منزلا اسلاميا خالصا في كل تفاصيله ليكون نموذجا لأهل الدنيا وموجبا للفوز في الآخرة
اما بالنسبة لزوجك الكريم:
اطيعيه ما دام مطيعا لله عز وجل وعظمي شأنه في نفسك واحفظيه في غيبته كما في حضوره واكثر كوني حريصة عليه اعني على آخرته اكثر من حرصه وتقربي الى الله عز وجل بذلك وكفى بذلك سببا لدخول الجنة وليس بعدها هدف احرصي على رضاه دوما واصبري على غضبه او سوء خلقه – لا سمح الله – وتزيني له في منزله كما يحب ان يراك واكثر مما ينتظر وتستري عن كل العالمين عندما تخرجين من المنزل ومهما بالغت في الستر فانك تفعلين خيرا ولا اسراف في الخير
وهو اولى الناس بك حتى يضعك في قبرك
عزيزتي هبة
كوني امرأة صالحة كما هي احكام الاسلام المشهورة والمعروفة والتي سارت عليها الامة قرونا عديدة فاستقامت ولا تتأثري بالنظريات الطارئة والمهجنة والمقلدة للكفاء التي غزتنا في العقود الاخيرة فأمعنت في الافساد وهؤلاء للأسف عندكم كثير
ليست المرأة "الفلانية" قدوة لك بل المرأة المسلمة الورعة المتوقفة عند حدود الله عز وجل المفتخرة به
لعلي اطلت عليك لكنني ابرئ ذمتي امام الله سبحانه بك وفي شأنك وحتى ارى ذلك سرورا يوم النشور"
المؤلف سامي خضرة وقد أهدى كتابه لبنات المسلمين فقال :
"الإهداء:
الى كل فتاة تعتز بإسلامها واحكام دينها قبل زواجها وبعده لدنياها وأخراها "
وقد استهل الكتاب بالحديث عن كون الزواج عبادة أى طاعة لأمر الله وهو ليس كما يقول الناس شراكة لأن الشراكة تقوم على كم المال فى الشراكة من الطرفين فقال :
"الزواج عبادة
عزيزتي هبة الله سدد الله خطاك وبلغك مناك
ها قد تزوجت فدخلت عبادة جديدة فيها الاجر والثواب من الله عز وجل مهما طال امدها وهذا من فضله جل جلاله
الزواج عبادة بكل ما في الكلمة من معنى وان غفل عن ذلك اكثر الناس فاعتبروه "شراكة" وتعاملوا على اساس هذا المفهوم الخاطئ فكانت النتيجة خطأ:
"شراكة" فيها المساومة والمشاطرة والمناصفة والربح والخسارة وتحديد نسبة الأسهم فلا نسمع عن زواج لمشاهير الغرب الا وقد اتفقوا مسبقا على "تقاسم" الممتلكات المادية والمالية في حال حصول انفصال!
فيكون همهم الانفصال قبل الاتصال ومرحلة انتهاء "الشراكة" وهي لم تبدأ بعد!
في الاسلام يختلف الامر كلية
فالزواج طاعة وامتثال لأمر الله عز وجل وتحصين للنفس لصيانتها عن الموبقات وسكينة وانشاء أسرة اسلامية وتكثير نسل يثقل الارض "بلا إله الا الله" "
والخطأ هو تكثير النسل فالزواج على حسب تقدير الله للعقم والإنجاب وعلى حسب أحكامه فى الرضاعة سنتين والحمل تسعة شهور وعلى صلاحية المرأة للإنجاب كم سنة وعلى حسب الصحة
وتحدث عن أن السعادة تكون فى صلاح المرأة والرجل معا فقال :
"ولا تكتمل سعادة الرجل في الدنيا مهما نال منها واكتسب إلا بوجود امرأة صالحة مخلصة تحبه ويحبها ولا تكتمل سعادة المرأة في الدنيا مهما امتلكت من مال وجمال وxxxx وخدم وحشم وشهرة "وتسلط" ومادحين ومعجبين ومتقربين ومهما انتشرت صورها على صفحات المجلات وعلى شاشات التلفزيونات لا تكتمل سعادتها إلا بان يوفقها الله عز وجل لرجل زوج تقوى به وتعتز زوج بكل ما في الكلمة من معنى
فأساس وجود المرأة الاجتماعي هو ان تكون زوجة وأما وهذا المناسب لتكوينها وفطرتها ولذلك خلقت "
ومن ثم السعادة فى علاقة الصلاح طاعة الله من الجانبين وليس لها مقياس أخر إلا عند الكفار
وتحدث عن كون الزواج منة ونعمة فقال :
"عزيزتي هبة الله وصل الله جل جلاله بينك وبين طاعته
الزواج منة ونعمة:
منة من الله عز وجل تستحق الشكر فآثارها الطيبة وفوائدها السنية لا تنتهي ونعمة منه سبحانه وان عبث بها العابثون وشوهها المشوهون
في الزواج تتبدل الروح والشعور والعواطف والاحاسيس والآمال وسائر تفاصيل الحياة "
وتحدث عن اختلاف عبادة الزواج عن العبادات الأخرى كالصلاة والصوم والزكاة فقال :
صحيح ان الصلاة عبادة والصوم عبادة والزكاة والحج لكن الزواج عبادة اخرى تختلف عما ذكر وفي كل خير
هبة الله
الا ترين ان ركعتي المتزوج تفضل على صلاة العازب بسبعين مرة؟
"وان ركعتين يصليهما رجل متزوج افضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره اعزب""
والحديث باطل فأجر صلاة المتزوج كأجر صلاة العازب وهو عشر حسنات منا قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وتحدث عن احترام الأزواج لبعضهم فقال :
"احترام الزوج
من بديهيات بناء المجتمع الاسلامي السليم أن تحترم الزوجة زوجها وأن تحافظ على هيبته ووقاره وكلمته لكن شاع في المدة الأخيرة الدعوة الى "استقلالية الزوجة" و"حرية قرارها" وما شاكل من عناوين ومصطلحات وافدة وغريبة حتى باتت الكثيرات يصرحن على الرغم من طيبتهن برغبتهن في العمل وكسب المال بهدف التفلت من سلطة الرجل وليبقى قرارها حرا ومشيئتها معتبرة وحريتها غالبة وكأنها تستعد لخوض الحرب الباردة"
والرجل هنا يتكلم عما تشيعه الحكومات فى بلادنا من خلال أبواق العلمانية عن المساواة الكاملة والحرية وهى أمور ترفضها طبيعة الخلق نفسها فكيف نساوى من تحمل وتلد وبين من لا يحمل ولا يلد ؟ وكيف نساوى بين من تحيض ومن لا يحيض؟
وأما الحرية فكلنا عبد سواء عبد لله بطاعته لله أو عبد لمن شرعوا القوانين الوضعية
عزيزتي هبة اسعدك الله جل جلاله بسعادته وايدك بعنايته
زوجك حصنك وعزك وفخرك وتاج رأسك واحل الله له منك ومنه لك ما يحل لأحد من العالمين وهو أب أولادك ويحملون اسمه وينسبون اليه وهو أولى الناس بك حتى يضعك في قبرك وله حق عليك كما لك حق عليه وجعل الله جل جلاله في رفع شربة الماء اليه خيرا لها من عبادة سنة فلا تحقري ما عظمه الله تعالى "
والحديث باطل فأى عمل صالح غير مالى كسقى الزوج بعشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
وسألت أم سلمة رسول الله (ص) عن فضل النساء في خدمة ازواجهن؟ فقال:أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع الى موضع تريد به صلاحا إلا نظر الله اليها ومن نظر الله اليه لم يعذبه"
ولو أمر الله سبحانه عبدا ليسجد لعبد لأمرك بالسجود له "لو أمرت أحدا ان يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" "
والحديث باطل فالله لم يقل هذا الكلام وإنما ينسبونه للنبى(ص) وهو يخالف أن العلاقة بين الأب وولده أو ابنته أو الأم وولدها أو بنتها أعظم من العلاقة بين الزوجين لأنها لا تنفصم حتى لو اختلف الدينان بينما العلاقة الزوجية تنتهى بالطلاق أو باختلاف الدين كما قال تعالى :
" ولا تمسكوا بعصم الكوافر"
وتحدث عن استرجال بعض الزوجات فقال محذرا منه :
"فلا تبغضي ما أحب الله تعالى وقد جعل الله فيه سرا لك تشعرين به فكم اشتقت الى حضوره وجواره وحنانه؟
لا تظني يا عزيزتي ان تلك "المسترجلة" والمستقوية على زوجها التي تأمره وتنهاه وتلومه وتزجره لا تظني انها سعيدة فيما تفعل وأن اظهرت ذلك أمام الناس "ومثلت" عليهم في انه يفعل ما تريد ولا يعصي لها أمرا!
اجزم لك وأنت تعلمين يقيني عند جزمي أن أي واحدة من هؤلاء لا تشعر بالاطمئنان والسعادة بل إن معاناتها أكثر بكثير من مثيلاتها
عزيزتي هبة ملأ الله جل جلاله قلبك نورا ووهبك تعظيما لقدره كبيرا
لا املك الا ان اقول لك ما ينفعك لأخراك قبل دنياك:احترمي زوجك عظميه في نفسك ثم في نفسه ثم أمام الناس اذا وهنته امامهم وهنت نفسك واذا حفظته امامهم حفظت نفسك "
وهو هنا يبين أن المرأة المسترجلة مع زوجها تعانى معاناة شديدة فهى ليست سعيدة بما تفعله
وتحدث عن الزوجة الشكاية محذرا من فعلها فقال :
"لا تظني أن تلك التي تشكو زوجها وتسقطه من أعين الآخرين تكسبهم بل تخسر نفسها وتخسرهم فان جاملوها اشفقوا عليها مستضعفين وان جانبوها تجرؤوا عليها شامتين!
احفظيه في غيبته مثل حضوره وأكثر وكوني معه في فقره مثل غناه وأكثر وقفي الى جانبه عند مشاكله مثل استقراره بل اكثر ولا تتركيه عند ضعفه كما في قوته وأكثر وإذا اجتمع عليه الناس محاربين وكان مدافعا ومضحيا في سبيل الاسلام والمسلمين فلا توحشيه بغيابك وأنت تعرفينه اكثر منهم جميعا هم بالظنون والاقاويل متعلقون وأنت بالجزم واليقين تأخذين "
وتحدث عن كون الزوج أعظم الرجل حقا على المرأة فقال :تعلمين ان في يده جوهرة وان قال الناس كل الناس أنها جوزة روي عن حبيبي رسول الله (ص):"أعظم الناس حقا على المرأة زوجها"
وتحدث عن رضا الزوج فقال:
"عيوني احرصي على رضا زوجك حتى لو كان ذلك خيارك على رضا كل الناس فرضا الناس غاية لا تدرك فضلا على ان اكثرهم لا يؤمنون ورضا زوجك من رضا ربك فلا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها"
ثم حدثنا عن وجوب طاعة الزوج فقال :
طاعة الزوج
واعلمي يا ابنتي ألهمك الله ما يريده منك ويرضى به عنك أن خروجك من المنزل غير جائز الا بإذنه وهذه الفتوى هي المعروفة بين اعلام فقهائنا فلا تستمعي لمن يحدثك عن شواذ الاقوال أو من يحاول تأويل الفتوى لما يناسب رأيه فالمخاطرة في أمور الدنيا غير محمودة فكيف بأمور الآخرة؟!
ما من عاقل يأخذ بشواذ الاقوال ونوادرها في الأمور الطبية والهندسية والميكانيكية والزراعية لكن هناك من يأخذ بها في أمور الآخرة والدين!"
وبين أن طاعة الزوج مرتبطة بطاعة الله فلا طاعة للزوج في غير ما أمر الله به أو نهى عنه وهى المقولة المعروفة " لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق" وهو ما بينه خضرة فى قوله:
"عزيزتي هبة كرمك الله بآلائه وجعلك من خلصائه
طبيعي ان الطاعة المقصودة ليست فيما يخالف شرع الله تعالى وهذا واضح ولا نسرف في شرحه لكن اعلمي ان من سنن الحياة ما من امارة ولا وزارة ولا شركة ولا ورشة الا ولها مسؤول تشاوري معه وانصحيه واوضحي رأيك واقترحي عليه واقنعيه لكن فليكن القرار قراره في النهاية فكما نقبل ذلك في قائد الطائرة وربان السفينة ورئيس الدولة والوزير الأول ومدير المدرسة وأمير الجيش والمخرج السينمائي نقبل ذلك للزوج في اسرته "
وبين خضرة أن نتيجة الطاعة غير معروفة فقد نطيع وتأتى النتيجة مخيبة لآمالنا وقد نطيع وتكون النتيجة محققة لآمالنا فقال :
"أما النتائج فهي ليست بيدك ولا بيده كما هي ليست بيد من تقدم من كبار المسؤولين بل خاضعة لعوامل كثيرة لا نملك منها الا القليل ولولا ذلك ما خسر خاسر ولا انهزم منهزم وما فشل فاشل "
وتحدث عن صيانة الأسرة فقال:
صيانة أسرتك
هبة الله
اعلمي يا حبيبتي أن أسرتك ميدانك الأول والثاني والأخير عليك بصيانته وحفظه ورعايته وتقديمه على سائر الأمور الأخرى وهذا لا يمنعك من القيام بأمور أخرى
عزيزتي
ماذا ينفعك لو ربحت ألقابا ومناصبا وشهرة ومدحا وجلوسا في الصفوف الأولى ومجاملات وارتقاء المنابر واستهداف المصورين ثم خسرت أسرتك؟!فأوجبت على نفسك ما لم يوجبه الله تعالى عليك وأهملت ما اوجبه سبحانه عليك!
أرأيت عاقلا يقوم لصلاة الليل ويترك صلوات الفريضة أو يصوم استحبابا ويترك شهر رمضان؟!
انت جنة زوجك التي يحب اللجوء اليها فيها يرتاح بصرفه وتنجلي بصيرته "
إذا رعاية الزوج هى الأصل والأسرة ليست أسرة الزوج وحده ولكنها أسرة الزوجة فعليها واجبات تجاه والديها واخوتها ومن شابههم من الأقارب كما أن عليها واجبات تجاه أسرة زوجها الأولى أباه وأمه واخوته ومن شابههم
ومن ثم ليس على المرأة أن تنشغل عنهم بعمل يجلب لها الشهرة أو المال وما شابه وبين الرجل لها أن عمل واجباتها عليه الثواب فقال:
"عزيزتي هبة :
كما أنه يستحب لك وأنت فاعلة ان شاء الله تعالى أن تنوي القربة اليه سبحانه في كل ذهاب واياب وسكون وعمل وحركة ونظر كذلك عليك بها (نية القربة) في كل عمل منزلي تقومين به وبذلك تنالين من الثواب ما لا يعده العادون
أرأيت لو كنتن رفيقات ساكنات بعضكن الى بعض كيف تتقاطر الحسنات على من تكثر الخدمات؟فكيف لو كان الامر مع الزوج الذي سبق فيما تقدم من صفحات عن الشأن الذي جعله رب العزة فيه ومع اولادك الذين هم جزء منك بل بعضك بل كلك؟"
وحدثنا عن الفتاوى الباطلة التى تتحدث عن أن عمل الزوجة فى بيت زوجها ليس واجبا عليها فقال :
"هبة الله
لا تستمعي لما قد يقوله البعض من أن عمل الزوجة في منزلها ليس واجبا أليس في هذا تكريم الهي في أن يبادر كل من الزوج تجاه زوجته والعكس الى خدمة الآخر دون حساب أو حد وفي ذلك تطهير وتهذيب وتدريب للنفس وايثار وانسجام؟
اكثر الناس مقاييسهم دنيوية وانت مقاييسك أخروية لا تتعاملي كموظفة وهو الشائع اليوم تحاسب الى هذه الدنيا لعلمها انها دار ممر وان الآخرة منتهاها ومبتغاها وان كل حركة تصدر منك كأنها تسبيح وتذكير والله لا يضيع أجر المحسنين ويسمع ويرى
"أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيها شاءت"
والحديث ليس صحيحا فالخدمة لا تحدد بعدد معين من الأيام وإنما هى مطلقة طوال فترة الزوجية طالما ظلت قادرة عليها فإن عجزت خدمها هو أو أولادهما وكلمة الخدمة غير مستحبة فى عصرنا للعلاقة الزوجية مع أن كل الناس كما قال الشاعر :
الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
وحدثنا عن وجوب مساعدة الزوجة لزوجها فقال :
"كوني الدليل والمعينة لزوجك
عزيزتي هبة غمرك الله جل جلاله بمنتهى السعادات وغاية العنايات
لا تكوني عبئا على زوجك همك المطالب ومقاربة المتاعب فأنتما في سفينة واحدة وبحر الدنيا هائج لا يستكين والعواصف تشتد وتخبو الا انها تستمر وانت المساعدة لربان السفينة تلفته وتعينه وتسنده لا تتأفف عليه وهمها راحتها فأي خطر داهم – لا سمح الله – لا يفرق بينكما ولا بين المتعلقين بكما معيب كما يفعل الكثير ان تقع المشكلات وتضيع الاوقات على خلافات سببها أثاث او آلة او مظهر او متاع والباقيات الصالحات خير وابقى وهي التي تدوم بل لا يدوم غيرها
أرأيت ميتا ينقل متاعه معه؟!ام تظنين ان الله عز وجل يثقل ميزان من اشترت اكثر او تملكت او تباهت او تفاخرت على قريناتها؟"
ونهى الرجل ابنته عن ايذاء زوجها مقارنا بين ما فى الشرع وما عند الغرب فقال :
"عزيزتي هبة
أكثر نساء اليوم اصبحت الموازين عندهن مضطربة يستوردن النظريات وحتى المصطلحات من بلاد الكفر ويستعملنها في مجتمعنا الاسلامي ولو كان لهؤلاء حضارة جاهلية لما استبدلنها عصبية وافتخارا فكيف بنا نحن الذي حضارتنا الهية اسلامية!
أما أصالتنا نحن فنقول:"من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر" واما ديننا نحن في مقابل ممارسة الغرب فيقول:
"ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله" "
ثم حدثنا عن أن الزوجة المسلمة يجب أن تجعل بيتها مع زوجها مكان إسلامى تقام فيها حدود وهى أحكام الله سواء كان للمسلمين دولة أم لا كما هو الوضع الحالى فقال :
"بيتك "دويلة اسلامية"
عزيزتي هبة الله ذكرك الله جل جلاله بعظمته وملأ قلبك هيبته رعاك الله برعايته وكرمك في آخرته تعلمين ان منتهى عملنا وكل ما نقوم به هدفه تحكيم شريعة الله في الارض
واذا كنا محرومين من ذلك حتى الآن فعلى الاقل ان نقيم هذه "الدولة" ونحكم هذه الشريعة في منزلنا تذكرين كيف نحن في بيوتنا؟
هكذا ينبغي ان تكوني في الظاهر والباطن في كل ركن او زاوية في المنزل أو قرار أو عمل ينبغي ان يكون الاسلام حاضرا ومنه الانطلاق:
فصلاتك اول الوقت وقيامك فجرا هو الأصل وتهجد الليل ان لم يدرك كله فلا يترك كله والخروج من المنزل لا يكون قبل وقت الصلاة بقليل الا اذا كنت تقصدين من يمكن اقامة الصلاة عندهم والتماثيل والمجسمات لا مكان لها في المنزل مطلقا واثاث المنزل عادي وبسيط من دون تكلف ولا تصنع فلا هو مبتذل يثير الشفقة ولا هو مقصد للفرجة والتعجب ولا فيه تشبه بأثاث الملوك والجبابرة المسمى "style" في زماننا هذا والذي ينسب لفراعنة القرون الوسطى Louis 15 – Louis 16 فليسوا قدوة لنا ولا نتشبه بهم
المهم أن المظهر والجوهر والعادة واللياقة وما يجري في المنزل مع الاهل والضيوف والفصل قدرالمستطاع بين جلسة الرجال وجلسة النساء وما يعلق على الحائط او يزين به المنزل او يشترى وما يلفظ من كلمات مع الأطفال والآخرين وكل ما يجري في المنزل يجب ان يكون اسلاميا محضا خالصا لا شوائب فيه
هبة: نور عيني ان لم نطبق الاسلام في منازلنا فأين يا ترى نطبقه؟!انت قدوة لأولادك"
وتحدث عن كون أن بيت الزوجية هو مدرسة ألبناء ألأولى فيجب تربيتهم على طاعة أحكام الله فيه فقال :
"عزيزتي هبة الله ذكرك الله سبحانه بجلال مقامه وكمال انعامه جللك الله بالعفة وزينك بالطهارة
المدرسة الاولى التي يتعلم فيها اولادك والاكثر تأثيرا على سلوكهم ونظرتهم للدنيا والمدرسة الاخيرة لهم هي: انت فأول ما تتفتح اعينهم واسماعهم عليك فهم مقلدوك في سائر امورهم ويبقى اثر فعلك عليهم وان كبروا وان اصبحوا آباء وامهات
لذلك احرصي على ان لا يرون منك الا جميلا ولا يشاهدون الا طيبا ولا يسمعون الا حسنا ولا تتعاملي معهم الا بأدب واحترام بالغين ان كانوا صغارا او اصبحوا كبارا
اولادك اكبادك تمشي على الارض واكثر بل هم بضعة منك بل تحاسبين عليهم في الدنيا ان كان صيتهم حسنا او سيئا وتسألين عنهم في الآخرة ايضا
لا تستمعي كثيرا لمن يقول: اولادك تتعاملين معهم كأصدقاء فهذا من جملة الاقوال والامثال التي انتشرت بيننا دون مراقبة خاصة في هذا الزمن زمن التهور والتفلت لمن سموهم خطأ بـ"المراهقين" مبررين طيش الاولاد من جهة واهمال تربية الآباء من جهة اخرى
اولادك ليسوا اصدقاء لك بل هم اولادك ويبقون كذلك وان كبروا وعملوا وتزوجوا وانجبوا واصبحوا كهولا"
وحاول خضرة أن يبين أن مقولة أن الأب أو الأم أصدقاء لأولادهما مقولة خاطئة فقال :
" ولتوضيح ذلك في هذه العجالة اقول لك:
ان أسس وقواعد وآداب وحقوق وطريقة التعامل بين "الاصدقاء" تختلف في كثير من تفاصيلها عن العلاقة بين الآباء والابناء فالذين جعلوا اولادهم (وفي سن معينة) أصدقاء ظنوا بذلك انهم يحلون مشكلة او يتجنبون معركة او يقربونهم منهم ولو كانت تربيتهم بالأصل على اساس البر والرحمة ومعرفة حق الأب والأم لما وقعت المشكلة اصلا لنفتش لها عن حل
وهذه المسألة "ان يصبح الاولاد اصدقاء" من جملة ما تلقفناه من الغرب عن حسن نية منا وعن تخطيط منه في اكثر الاحيان ونحن نظن بفعلنا خيرا دون ان ندرك ان عقيدة الغرب غير عقيدتنا ومسلكهم غير مسلكنا وقيمهم غير قيمنا و"شريعتهم" (لا توجد عندهم شريعة اصلا) غير شريعتنا
تلقفنا منهم الكثير من العادات عن طيبة وحسن نية ولو رجعنا لأصالتنا لوجدنا ما عندنا اعظم وخير وابقى الا تذكرين ما يسمى بعيد الأم وعيد الطفل واخيرا عيد الجد!
كأنهم يريدون ستر عيوب اهمالهم وتقصيرهم في حقوق بعضهم فجعلوا يوما "فولوكلوريا" وكفى على نمط من يرتكب الذنوب والفواحش والموبقات ويجعل دقائق "للاعتراف" في كنيسة لإراحة ضميره كما يظن ثم يبدأ بسلسلة جديدة من المفاسد وهكذا!
فهل يكفي للأم يوم واحد على مدار السنة وهل من الصلاح تركيز هذه المظاهر في الاذهان ام ان تكريمها يكون كل يوم وساعة!سبحان الله: نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير ومن المآسي ان ما يسمى "عيد الأم" اصبح كغيره من "الاعياد" المخترعة مناسبة خاصة لها طقوسها وتجارها واعلاناتها وحلواها كأنها مناسبة "بروتوكولية" ثم يذهب كل الى سبيله "
أرأيت عظمة الاسلام "
وحدث ابنتها عن وجوب تزويج أولادها فى سن مبكرة فقال :
"زوجي أولادك باكرا
عزيزتي هبة اقبل الله عليك وكمل احسانه اليك اتذكرين عندما نصحتك بالزواج اذا جاءك الرجل المناسب الحامل للصفات التي حددها الله عز وجل وآنذاك لم يكن الأمر واردا عند أقرب الناس اليك؟
كان التفكير كما هو شائع اليوم لتتابع علمها وما زالت صغيرة ولتجد وظيفة معينة ولتبقى حرة الى غير ذلك من المفاهيم الوافدة علينا والتي لا تنظر مطلقا الى سنة رسول الله (ص) والى الآثار السيئة لتأخير الزواج للشاب والفتاة سواء
فالزواج لا ينافي متابعة العلم ما دام العلم وظروفه ضمن الآداب والميزان الصحيح وهناك من فعل ذلك وهم كثر
اما في بلاد الغرب اوروبا وامريكا فتزوجوا دون ان يتزوجوا وهم ما زالوا في صفوف التكميلية والثانوية! وانجبوا حتى اصبحت طبقة في بريطانيا اسمها "امهات دون زواج" ولا مانع من ذلك!
اما تطبيق ذلك عندنا على سنة الله ورسوله (ص) فرجعية وتخلف!
ولمن يقول: ما زالت صغيرة فغير واضح ما يقصدون ونرى من حولنا الاكثرية في لباسهم ومشيتهم واغرائهم وتصرفاتهم!
عزيزتي هبة الله الهمك الله جل جلاله ذكره وشكره لن اطيل وباختصار:
ما يجري في الغرب وما يقع حولنا بالحرام نريده بالحلال لكن يبدو ان الاكثرية مقتنعة وعلى طريقة مجتمعات الكفار ان "الزواج" كيفما كان ودون ضوابط جائز وممارس حتى من الصغار وعلى طريقة الاسلام وسنة نبيه مرفوض حتى من هو بحاجة لذلك واكثر من حولنا يقلد هؤلاء "
وهذا الكلام عن الزواج المبكر مبهم ولكنه إذا كان فى سن الثانويات فهى مقولة خاطئة فالزواج يستلزم للرجل نفقة والطالب لا يعمل فلا يجوز له الزواج ويستوجب مهرا لن يحصل عليه إلا بالعمل والولد والبنت لا يعقلون غالبا قبل العشرين وإن نضجوا جسميا ومن ثم لا يجوز زواج إلا بنضج العقل والجسم معا
ثم قال مقارنا بين المتزوج والأعزب فقال :
"يا هبة الله:
نحن على سنة الاسلام وان ارتد كل الناس عن ذلك
فعن رسول الله (ص): "المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب"
و"ركعتان يصليهما متزوج افضل من سبعين ركعة يصليهما غير متزوج" ونزل جبرائيل على النبي (ص) فقال:"يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: ان الابكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فاذا اينع الثمر فلا دواء له الا اجتناءه والا افسدته الشمس وغيرته الريح وان الابكار ان ادركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن الا البعول والا لم يؤمن عليهن الفتنة"
والحديثان ألأول والثانى يخالفان كتاب الله فى الأجر وهو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وحدثنا الرجل عن كيفية اصلاح الخلاف الزوجى فقال :
"اذا وقع خلاف مع زوجك
هبة حفظك الله سبحانه بالاحسان وصانك بالأمان قرة عيني التفتي لما اقوله لك:
لا تظني ان الحياة الزوجية سوف تكون دون خلافات او سوء تفاهم ولا تظني ان هذه الخلافات هي آخر الدنيا ومنتهى المطاف ولا تقفي عند كل صغيرة وتفتعلي منها شيئا كبيرا
"فمن عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها" وان قاطعك زوجك فلا تقاطعيه وان جانبك فلا تجانبيه هذه هي سنة ائمتنا وان خطر على بالك في هذه اللحظات بعض الخواطر
لا تدخلي احدا وسيطا بينكما فهذا قد يساعد على سوء التفاهم اكثر وفضح الاسرار وافتقاد الخصوصية
اللهم الا اذا تفاقم الوضع – لا سمح الله – الى درجة كبيرة فساعتئذ وكحل اخير (فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ان يريدآ اصلاحا يوفق الله بينهما)
هبة:
من الطبيعي جدا ان تحصل الخلافات بين الزوجين وهذا من سنن الحياة بين كل البشر ولكن المهم ان تحلي ذلك:
بحسن الاستماع والتصبر ولا تتعصبي لهواك ولا تعاندي ولا تظني ان الحق دائما معك
او انك تهدفين ان تنتصري على زوجك ثم ان كثيرا من الخلافات تبدأ صغيرة فلننته منها وهي كذلك ولا نزيد عليها مبالغين بكثرة النقاش والجدال والتعليق والرد والتحدي "
ثم تحدث عن وجوب العفو والصفح فقال :
"قال الله ربك "وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم)
هبة:
تأملي في الآية اعلاه جيدا مشكلة نساء امتنا في هذا الزمن عزيزتي هبة زينك الله جل جلاله بعنايته وشرفك بكرامته عندما دخل نابليون بونابرت مصر كانت الهجمات الأولى لأعدائنا على المفاهيم الاسلامية الاصيلة المتعلقة بالنساء فروجوا الكثير منها وأبرزها:
ترك الحجاب تحرر المرأة واستقلاليتها طبعا بحسب مفهومهم واشتدت الهجمات على هذه المواقع بالتزامن مع فتح المدارس والجامعات التبشيرية منذ قرن ونيف تقريبا خاصة في لبنان ومصر اللذين استعملا فيما بعد كمدخل للتغريب الكامل خاصة في المجالات السياسية والاجتماعية والادبية وما اصطلح على تسميتها فيما بعد بـ"الفنية"
والمراقب الباحث يجد "ارطالا" وأفواجا أفواجا ممن تخرج من هذه المؤسسات التعليمية ضمن دور مرسوم مسبقا ومرتبط سلفا بأشخاص واجهزة ومراكز لعبت الأدوار الاهم في اعادة صياغة شخصية "المرأة" في بلادنا وبالتالي الشرق عبورا الى كل العالم الاسلامي!
وهل تعتقدين يا هبة العزيزة ان تسمية هذا البلد الذي صنعوه ضمن قوالب وشروط معينة وموازين محددة والمسمى حتى هذه اللحظة "لبنان" بأنه "سويسرا الشرق"و"جسر" عبور الغرب الى الشرق و"بوابة" الدخول هل هذا عبثا؟!كلا هناك دور مقصود ولولاه ما اصابنا الذي يقع علينا اليوم على مختلف الاصعدة خاصة الاجتماعية والاخلاقية واستحكمت الهجمة على نساء أمتنا و"التقاليد البالية والعادات الرجعية والتراث المتخلف" بعد الحرب العالمية الاولى فما كان يجتنب نهارا اصبح يمارس جهارا وبصيغة التحدي والفرض والقانون!فاستبيحت عندئذ اكثر احكام الاسلام في شؤون المرأة في مرحلة العشرينات وما بعدها:في ايران تركيا افغانستان تونس بشكل لم يسبق له مثيل حتى لو احتاج ذلك لسن القوانين وسياسة التحدي والمراجع لتفاصيل تلك الحقبة من اتاتورك الى الشاه الى ظاهر شاه الى الحبيب بورقيبة يصعق بقوة اسلوبهم و"جرأتهم" و"ثقتهم" بأنفسهم
اما الطامة الكبرى يا عزيزتي فكانت في العقود الاخيرة وفي السنوات الاخيرة التي عايشت ردحا منها وعانيت مع امتنا جمعاء ولا نزال!في هذه الفترة لم يعد العدو الغازي بحاجة لجيش وجامعة ومندوب سام وحملات عسكرية ومستشرقين ومبشرين فقد تصدى لكل هذه الادوار فئة من ابناء امتنا سميت لاحقا "مثقفين" أو" نخب" فتجرأت أكثر على أساس من ابناء هذه الامة واخذوا يطالبون بإعادة قراءة جديدة للقرآن الكريم والسنة الشريفة واحكام الشريعة تحت شعار "الحرص على الاسلام" او صناعة اسلام جديد يناسب العصر والتحديات المعاصرة!"
والرجل من خلال ذكره لهذا التاريخ يذكرنا بمؤامرات الأعداء وتنفيذهم لها بواسطة عساكرهم وهى جيوش الاحتلال ثم ترك الحكم لمن والاهم عند الاستقلالات المزعومة
وحدث ابنته عن حرب داخلية وخارجية ضد المسلمات فقال :
"هبة الله :
سدد الله خطاك وحفظك ورعاك كل هذا الكلام لأقول لك: ان مشكلة نساء أمتنا في هذا الزمن اصبحت مستحكمة وجبهتها داخلية ولا يتوقفن ولا يتورعن عن الخوض "بثقة" في مواضيع مختلفة تتعلق بما سموه "حقوق" المرأة و"حريتها" و"استقلاليتها" تماما على الطريقة الغربية وبنفس مصطلحاتها واساليبها وكم آلمني يا حبيبتي هبة ان لم تتصد احداهن وبخلفية اسلامية اصيلة الى كل هذه المفاهيم والمصطلحات مستندة الى ثقتها بدينها وشرع ربها وعبوديتها الحقة وتسليمها الذي هو اسلامها ويقينها بـ"العدالة" الالهية التي هي من اركان ديننا "
وحدثها الرجل عن أوجاعه بسبب استجابة العديد من النساء للأعداء فقال :
اتألم يا حبيبتي:
ان ارى اخواتنا وبعضهن بحجاب "معدل" و"حضاري" ينظرن على طريقة الغربيين الذين حاربونا قرونا ليصلوا الى ما نحن فيه اليوم وان اراهن يطالبن بتفسير "عصري" جديد للقرآن الكريم وبـ"اعادة قراءة" للسنة النبوية الشريفة والتخلص من فتاوى فقهائنا وتاج رؤوسنا وسبب عزنا ومدعاة فخرنا بحجة ان هذه الفتاوى ذو منطلقات "ذكورية"!!!
ولطالما كرروا هذا المصطلح حتى بت اشعر عند ذكره انه سب او شتيمة او على الاقل استخفاف بورثة الانبياء ان يتهموا بانهم تركوا استنباط احكام الله من مصادرها لصالح "ذكوريتهم"!!!
والله يا حبيبتي وقرة عيني لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية والمؤلم اكثر ان يجاري هؤلاء بعض "الخطباء" حتى يصبح ذلك "موضة" حرصا منهم على الظهور بمظهر "حضاري" فيستعملون المصطلحات المذكورة وبكثرة والغريب انه بدل ان نأتي بنسائنا الى الدين ونزرع في نفوسهن فضيلة التسليم ومكرمة العبودية لله بدل ذلك أصبح البعض "يؤول" الدين ليرضي نساء المسلمين ولن يرضوا ما دام الاصحاب الاصليون لهذه الافكار اعداء لنا حتى نتبع ملتهم
عزيزتي هبة
بقدر المي المتفاقم الذي ذكرت والذي يزيدني حسرات الى حسرات حتى تكاد نفسي تذهب بقدر هذا الالم مشتاق لأرى تجمع نسوي يحافظ على آداب الاسلام في المرأة المسلمة: في حجابها وعفتها وورعها وخجلها وتقواها وفي نظرتها عند حديثها مع الرجال وكلامها من وراء حجاب كما اوصى القرآن الكريم وفي احترامها لزوجها والتزامها منزلها الا من اضطرار وفي اجلالها لأسرتها ودورها مع اولادها الذي هو من اهم الادوار على الاطلاق
حبيبتي هبة ايدك الله ورعاك وجعل الجنة مثواك اثناء كتابتي لهذه الكلمات اتصلت بي احدى الاخوات القيمات على نشاط تربوي اساسي في اوساطنا الاسلامية وكانت قد طلبت من ثلاث من زميلاتها الكتابة حول شروط "اختيار الشريك" فصعقت للنتيجة قالت:
ان الثلاث في كتابتهن صببن غضبهن على "الرجل" وظلمه للمرأة ودورها مع العلم ان هؤلاء "مسؤولات" بنسبة ما في مواقع معينة فحمدت الله عز وجل ان التفتت هذه الاخت وفقها الله تعالى لمثل هذه الشطحات وصوبت ما كانت تصبو اليه فألفتها الى بعض الافكار كالتي مرت في الصفحات الاولى لهذا الكتيب
ان ما يسمى بعمل المرأة وحريتها وحقوقها كتبت عنه سابقا ولا بأس ان تراجعيه مجددا لتستحضريه "
وحدثنا الرجل عن وجوب ألا تطمع المرأة بالمناصب والشهرة وما شابه فقال:
"هبة العزيزة زهدك الله جل جلاله بالدنيا وجعلك من اهل العليا
لا يكن طمعك كما كثيرات من نساء زمانك بالمنصب والعنوان والوجاهة والشهرة والحضور في الصف الاول فهذه أمور:لا تنفع من جهة ولا تدوم من جهة اخرى وفي اكثر الاحيان تكون وبالا وفتنة على صاحبها وهدرا للوقت الذي لا يعود قد تبدو هذه الامور نافعة لأهل الدنيا وطالبيها فلا تنسي انك ولدت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء
واذكري دوما أن الآخرة خير وأبقى من اجل ذلك:
ليني قلبك دائما بقراءة الوحى وهذا لا يتطلب منك الوقت الكثير بل يكفي يوميا جزء من الساعة ولكن اثره عظيم عظيم عظيم وانت بنفسك قلت لي ذلك سابقا
جزء من الساعة يوميا تعيد التوازن الى نفسيتك وكم من النساء يقضين الساعات يوميا للتجميل والتبرج الذي لا يلبث ان يذهب سريعا بعد ساعات وهن غافلات ان في ذلك عبرة في ان لا يدوم جمال فلو دام لهن لما احتجن في يوم آخر الى اصطناع جمال جديد لا يلبث ان يزول ليحاسبن على تبعاته
تأثير هذا افضل من المصنع من الدواء بل هو الدواء المؤدي للشفاء"
وقبل أن ينهى الرجل الكتاب بوصية أم لابنتها فقال :
"وصية أم لابنتها
عزيزتي هبة نور الله جل جلاله سرائرك وجعلها افضل من علانيتك ومما ابتلينا به في هذا الزمان في نساء امتنا بعدهن عما لا يحصى من آداب ومأثورات ومنقولات حول تعامل المرأة مع زوجها وتعامل الارحام مع بعضهم البعض بل اهمالهن للمخزون التربوي الروحي الذي لا يعلم عظمته وجلال تأثيره الا الله تبارك وتعالى واستبدل ذلك بما نستورده او يورد الينا من نظريات الغربيين والكفار وما فيه من ضلالة وانحراف فقط اذكر لك نموذجا واحدا مختصرا ينفعك ان شاء الله تعالى في دنياك واخراك والطرفة المضحكة – المبكية ان هذا النموذج عندما وزع في عرس تعجبت الحاضرات من اهمية مضمونة وكيف هو غائب عنهن!
وكأنهن لا يعلمن ان من غيب او حرف او اول على هواه كتاب الله وسنة نبيه هو الاقدر على تغييب كافة النصوص والمصادر الاخرى التي لا تناسبه!
والوصية هي:
لما خطب عمرو بن حجر الكندي الى عوف بن ملحم الشيباني ابنته ام إياس واجابه الى ذلك اقبلت عليها امها ليلة دخوله بها توصيها فكان مما اوصتها به ان قالت:
اي بنية انك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعيشك الذي منه درجت الى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فكوني له أمة ليكون لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا:
فأما الاولى والثانية: فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة واما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك الا اطيب الريح واما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فان شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة واما السابعة والثامنة: فالاحراز لماله والارعاء على حشمه وعياله واما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له امرا ولا تفشي له سرا فان خالفت امره اوغرت صدره وان افشيت سره لم تأمني غدره
واياك والفرح بين يديه اذا كان مغتما والكآبة لديه اذا كان فرحا "
واختتم الكتاب بنصائحه هو لابنته فقال :
"ختاما: رسالتي اليك
هبة الله احببت ان اختم بالرسالة التي كنت قد ارسلتها اليك عند زواجك المبارك ان شاء الله تعالى والتي على اثرها رددت قائلة:اختم بها ولم يكن هذا بالطبع مقررا الا ان دخالتها في ان تكون سببا لهذا الكتيب يناسب ان ننشرها تذكرا بنعم الله عز وجل (واما بنعمة ربك فحدث)
وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
هبة العزيزة ثبتها الله تعالى لمراضيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلتني رسالتكم واطمئننت بها كثيرا لأننا نبقى مشوشين عليك كما ذكرت
اسأل الله وهكذا يجب ان تفعلي ان يكون منزلكم الذي اسستموه منزلا اسلاميا خالصا في كل تفاصيله ليكون نموذجا لأهل الدنيا وموجبا للفوز في الآخرة
اما بالنسبة لزوجك الكريم:
اطيعيه ما دام مطيعا لله عز وجل وعظمي شأنه في نفسك واحفظيه في غيبته كما في حضوره واكثر كوني حريصة عليه اعني على آخرته اكثر من حرصه وتقربي الى الله عز وجل بذلك وكفى بذلك سببا لدخول الجنة وليس بعدها هدف احرصي على رضاه دوما واصبري على غضبه او سوء خلقه – لا سمح الله – وتزيني له في منزله كما يحب ان يراك واكثر مما ينتظر وتستري عن كل العالمين عندما تخرجين من المنزل ومهما بالغت في الستر فانك تفعلين خيرا ولا اسراف في الخير
وهو اولى الناس بك حتى يضعك في قبرك
عزيزتي هبة
كوني امرأة صالحة كما هي احكام الاسلام المشهورة والمعروفة والتي سارت عليها الامة قرونا عديدة فاستقامت ولا تتأثري بالنظريات الطارئة والمهجنة والمقلدة للكفاء التي غزتنا في العقود الاخيرة فأمعنت في الافساد وهؤلاء للأسف عندكم كثير
ليست المرأة "الفلانية" قدوة لك بل المرأة المسلمة الورعة المتوقفة عند حدود الله عز وجل المفتخرة به
لعلي اطلت عليك لكنني ابرئ ذمتي امام الله سبحانه بك وفي شأنك وحتى ارى ذلك سرورا يوم النشور"
أمس في 9:43 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى قصة هاروت وماروت
الإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى
» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
السبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
الجمعة نوفمبر 15, 2024 9:18 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال كيف يقوم المخ بالحكم الأخلاقى على الأشياء؟
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:56 pm من طرف رضا البطاوى