نقد كتاب أبواب الأجر في الأيام العشر
مؤلف الكتاب عبيد الله بن أحمد القحطاني وقد استهل الكتاب بتشبيه خاطىء وهو تشبيه الناس فى الدنيا بالتجار فى السوق ولا يمكن أن يشبه الكل بالجزء وهو السوق بالدنيا ولا الكل وهو الناس بالتجار وهم جزء منهم فقال:
"أما بعد
فالناس في الدنيا ... كالتجار في السوق
فما داموا في هذه الدنيا فالسوق قائمة وميدان المتاجرة مفتوح والثمن موجود والسلعة غالية ، وأعظم الناس عقلا من استغل وجوده في هذا السوق قبل أن ينفض وينتهي "
وقد أعلن أن الناس يتاجرون فى الدنيا مع الله واستدل بآية لا ينفع الاستدلال بها فقال :
"والمتاجرة في السوق مع من؟
إنها مع الغني الكريم ، مع الواسع العليم الذي لا تنقص خزائنه ولا ينفد ما عنده .
مع الذي المتاجرة معه لا تبور[لا تخسر أبدا] {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور}"
فهنا الناس يرجون التجارة وهى الجنة وكان الأفضل الاستدلال بالآية :
"هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعملون"
فهى تضع التجارة ومقابلها فالسلعة المباعة الايمان والجهاد ومقابلها أى ثمنها النجاة من العذاب وأخذ الرحمة
وحدثنا القحطانى عن أعظم التجارة مكسبا وحب الإنسان الخاسر أن يعوض خسارته ولكنه لا يقدر فقال :
"أعظم التجارة كسبا التجارة مع الله
كم هي مكاسب المتاجرين في الدنيا ؟ ما هي نسبة الربح إلى رأس المال ؟
نسب ضئيلة جدا ولكن في المتاجرة مع الله الأضعاف المضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويضاعف تعالى لمن يشاء .
وسيأتي يوم ينفض فيه السوق ولا ينفع الندم على انقضاءه عندها لا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .
وربما قبل ذلك تأتي اللحظات التي يسحب العبد فيها من السوق بغض النظر عن كونه تاجر أم لم يتاجر استفاد أم لم يستفد .
تأتي بعض الناس منيتة وهو في غفلته ، كان ينظر إلى المتاجرين ، ويتأمل أحوال المتنافسين والمتسابقين إلى سلعة رب العالمين .
وقد خدعه عدوه فمد له بساط الرجاء مرة وسوف وخدع نفسه مرة .
فيا حسرته وهو يؤخذ منه وتنزع روحه .
يا الله يخرج من السوق لم يتاجر بصلاة – ولا بذكر ومناجاة .... ولا بصدقة وزكاة ....
يا الله يخرج من السوق يخرج من السوق خالي اليدين من الحسنات بعيدا عن القربات مضيعا للفرائض والواجبات
يا الله أحقا جاء الموت...
يا الله أحقا فات الفوت...
يا الله أحقا جاءت النهاية ....
يا الله أحقا بلغت الغاية ....
فعندها .............
رب ارجعون – رب ارجعون- لعلي أعمل صالحا فيما تركت
فما أشقاه وأبعده .... وجوابه كلا أنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون ..
ألم يبتعد عن القرآن ؟ ألم يعرض عن كلام الرحمن ؟
ولو كان من أهله لقرأ وفهم وتدبر وعلم { وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون }
ويوم تجيء الزلزلة يوم النشور وبعثرة ما في القبور يومئذ يتذكر وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي
هل أتاكم نبأ وقوفه ذليلا حيرانا منكس الرأس مهانا ؟!
{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون}
ولكن هيهات هيهات ....
ستندم أن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمادي
فتب عما جنيت وأنت حي *** وكن متيقظا قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد
ما أتعس من لقي الله مفلسا من الحسنات
{ وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}
إنها النهاية الأليمه والجواب المقذع لمن عاشوا حياة الغفلة واللهو والعبث .....
لكل من لم يحسب حسابا للقاء الله تعالى
لكل من أصم أذنه عن وعظ الواعظين ونصيحة الناصحين لكل من لم يعتبر بالعبر وغرته الأماني وغره بالله الغرور .
فاعتبروا يا أولي الألباب واعدوا للقاء رب الأرباب"
وتحدث حديثا عن سعادة المؤمن بمكسبه من اله فقال :
فليس للعمر ثمرة أعظم من العمل الصالح
فيا الله ما أسعد العاملين برضوان ارحم الراحمين يوم يناديهم المنادي { تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} يوم يقال { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}
يوم يسعدهم الرحمن بنعيم الجنات ويسمعون { إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا}
فتنطلق الألسنة بحمد الرحمن المنان بهذا الرضوان { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين} { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} إنها الخيرات التي سارعوا إليها ، والطاعات التي شمروا إليها ، والقربات التي سعوا إليها ثقلت الموازين فكان العبد من المفلحين .....
فما الذي يقعد بنا ؟ وما الذي يؤخرنا ؟
الحياة كلها مجال للعمل الصالح {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}
فلا انقطاع لعمل المؤمن إلا بلقاء ربه وخروج روحه من جسده ...."
وبعد أن قارب القحطانى على نصف الكتاب بلا دخول فى الحديث عن موضوع الكتاب دلف بنا إلى الموضوع فقال:
"ومن رحمة ربنا أن جعل لعباده مواسم تضاعف فيها الحسنات ويستدرك العبد بها ما فات لها مزيه ليست لغيرها من الأوقات ويتجدد نشاط العبد فيسارع في الخيرات..."
والخطأ فى الفقرة هو مضاعفة الثواب وهو الحسنات فى مواسم أى أوقات معينة وهو ما يناقض القرآن فى وجود قاعدتين ثابتيين للأجر من الحسنات وهى :
العمل الصالح غير المالى ثوابه عشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
العمال الصالح المالى ثوابه 700 حسنة أو يزيد مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
ومن ثم فكل رواية خالفت القاعدتين هى كلام لم يقله النبى(ص) لكونها تناقض خبرى
ودلف القحطانى لفضائل العشر الأوائل من ذى الحجة فقال:
"ومن ذلك ما نحن بانتظاره من موسم عظيم وأيام مباركة كريمة هي أيام عشر ذي الحجة هذه الأيام التي هي أفضل أيام خلقها الله على الإطلاق أفضل أيام العام ودلائل فضلها كثيرة منها
1- إن الله أقسم بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات .
{ والفجر وليال عشر} وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير"
نجد الرجل يتكلم عن أيام ويستدل بآية تتحدث عن ليالى ومن ثم لا يصلح الاستدلال ثم قال :
2- صح فيها حديث ابن عباس عن نبينا صلى الله عليه وسلم (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )) .
وفي حديث أخر (( ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله .. إلخ"
هذه الرواية تناقض قاعدتى الأجر السابقتين فالثواب لا يزيد بسبب زمن أو مكان
ونجد الخطأ فى الرواية الأولى وهى تفضيل العمل فى الأيام على الجهاد وهو ما يخالف قوله تعالى فى تفضيل الجهاد على أى عمل يعمله القاعدون بقوله تعالى :
"فضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" ثم قال :
3- كذلك يجتمع فيها من أمهات العبادة ما لا يجتمع في غيرها كالحج ، والعمرة ، والصيام ، والصدقة ، والصلاة .
أيها الأخوة أن أدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد فيجب علينا استشعار هذه النعمة واغتنام الفرصة فنخصها بمزيد عناية وتجاهد نفسنا بالطاعة
وقد كان هذا هو حال السلف ....
فقد روى الدارمي أن سعيد بن جبير وهو راوي حديث ابن عباس المتقدم كان إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه وكان يقول لا تطفئوا سرجكم فيها
مضى امسك الماضي عليك معدلا *** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة *** فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد *** لعل غدا يأتي وأنت فقيد
أيها الأخوة على سبيل التذكير هذه بعض الأعمال الصالحة التي يشرع التقرب بها إلى الله تعالى وليعلم أنه من الفطنة والفقه أن يختار المسلم من الأعمال أحبها إلى الله تعالى فيتقرب بها فالعمل في العشر محبوب أيا كان نوعه .
فكيف إذا اجتمع مع كونه محبوبا للزمان كونه محبوبا لذاته وأصله فذلك خير على خير."
قطعا الاستدلال بسعيد بن جبير لا ينفع فهل فعل الرسول (ص) ذلك ؟
هناك رواية مناقضة وهى اجتهاد النبى(ص) فى رمضان اجتهادا لا اجتهادا مثله وهى ما رواه مسلم:
"كانَ رَسولُ اللهِ (ص) يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ."
ونصح القحطانى الإنسان فقال:
"فأول أمر وأهمه أن نعلم ان لفعل الصالحات ..
- لابد من ترك السيئات وذلك بالتوبة والإقلاع والله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
- غير برنامجك – غير مجالسك – السهرات أتركها آلة معصية أبعدها
- رفقه سوء تخل عنهم مجلس تضييع وقت أبعد عنه .
- طاعة تفرط فيها أفعلها وألزم نفسك بها
ومن ذلك أداء فرائض الله افترضها ففي الحديث (( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .. ))
- التوحيد الإخلاص لله تعالى – المحافظة على الصلاة وأداءها على وقتها مما يحبه الله تعالى
- الحج والعمرة
- بر بوالديك يا عبد الله فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب العمل إلى الله تعالى (( الصلاة على وقتها قيل : ثم أي قال بر الوالدين قيل: ثم أي قال : الجهاد في سبيل الله .. ))"
الرواية فى فضل الصلاة على كل العمل تناقض أن العمل فى العشر الأوائل فى الرواية الأولى التى استشهد بها لا يفضله أحد إلا الجهاد المحدد ثم قال :
ومن برهما صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما تذكر أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وأبناءهم تذكر قراباتك فصلهم فالله يحب ذلك ففي الحديث (( إنه سئل عن أي الأعمال أحب إلى الله فقال : الإيمان بالله قلت : ثم مه يا رسول الله قال : صلة الرحم قلت : ثم مه قال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. ))"
الرجل هنا يناقض الحديث قبله فأحب العمل هنا الإيمان بالله وفى الرواية السابقة الصلاة وهو كلام لا يمكن أن يقوله النبى(ص) مناقضا القرآن
ثم قال :
- القرآن التجارة التي لن تبور اختمه في هذه العشر وهو عمل مبارك محبوب عند الله ففي حديث عقبة بن عامر ان رسول الله قرأ قوله تعالى { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } فقال : وأنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه – يعني القرآن )
مع القراءة تدبر ما تقرأ وحرك به قلبك فإن لين القلب صفة يحبها الله والقرآن يلين القلوب ففي الحديث (( أن لله آنية في الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها )) .
ومن آثار هذا اللين يكون التأثر والبكاء من خشية الرحمن وانها لقطرات يحبها الله ففي حديث أبي إمامة الباهلي (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قال في القطرتين ، قطرة دموع من خشية الله .. "
الرواية تناقض سابقتيها فيما يحب الله ثم قال :
ومن ذلك نافلة الصلاة مطلقا ففي حديث ثوبان عند مسلم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة أو بأحب الأعمال إلى الله فقال : (( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وخط عنك بها خطيئة .."
والخطأ أن السجود يرفع درجة وهو يخالف أن أجر أى عمل صالح غير مالى هو 10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ الأخر هو حط خطيئة واحدة عن المصاب ويخالف أن الحسنة الواحدة تزيل كل السيئات وليس واحدة مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات ".
ثم قال :
وخاصة قيام الليل ففي الحديث ( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ذكر منهم الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن يقوم من الليل فيقول الله يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد )) .."
والرواية خاطئة فالله يحب المسلمين وليس من فعل أفعالا محددة من الصالحات ثم قال:
"وفي الحديث (( إن الله وتر يحب الوتر ))"
الخطأأن الله يحب الوتر ومن المغهوم ان يكره الزوج وهو ما لا يقوله مسلم لأنه ذكر أرقام زوجية فى القرآن مثل" ليال عشر" " أربعين ليلة" " ثلاثين ليلة"
ثم طلب الذكر الكلامى فقال :
"عباد الله ، أذكروا الله ، ذكرا كثيرا .. أفضل الذكر لا إله إلا الله وأحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر
وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
والتكبير والتحميد والتهليل مما شرع في هذه العشرة ."
وهذا الذكر وهو ترديد ألفاظ ليس مطلوب وإنما الذكر قراءة القرآن وطاعته وكعادة القوم يمدح النبى(ص) بما لم يقله الله فقال :
"أيها المسلمون أحب عباد الله إلى الله هو سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم لما حباه الله من الكمالات البشرية خاصة فيما يتعلق بجانب الأخلاق حتى أثنى عليه ربه { وإنك لعلى خلق عظيم} .
فلنا فيه أسوة ها هو يسأل عن أحب عباد الله إلى الله فيقول : (( أحسنهم خلقا )) .
فالله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها .
يحب الحلم والأناة ، لحديث أشج عبد القيس
يحب الرفق لحديث عائشة ( الله رفيق يحب الرفق )
يحب الحياء ( وأن الله حيي ستير يحب الحياء والستر )
عباد الله الصدقة، وإغاثة الملهوف ، وإطعام الجائع ، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى ...
فدونك هذا الحديث العظيم فعن ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أى الأعمال أحب إلى الله فقال : (( أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه دينا أو أتطرد عنه جوعا )) ."
تناقض الرواية فى أحب الأعمال ما ذكره من حب الصلاة وبر الوالدين وما شابه فى الصفحات السابقة من الكتاب:
ثم قال :
أيها الأحبة ما ذكرته هنا ليس المقصود منه الحصر فكل الأعمال الصالحة في هذه الأيام يحبها الله ولكنى خصصت ما ورد فيه النص بأنه محبوب عند الله وهو مشروع في كل وقت
والمقصود تحصيل أكبر ثمرة مرجوة من الأعمال الصالحة في هذه العشر
وإلا فهناك الدعاء وهو عبادة عظيمة وهناك الصيام خاصة يوم عرفه ..
وهناك الحج والعمرة – وهناك المشي إلى المسجد والمكث فيه وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة ..
جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون ....."
قطعا المطلوب فى كل وقت هو طاعة الله وليس فى أوقات معينة
مؤلف الكتاب عبيد الله بن أحمد القحطاني وقد استهل الكتاب بتشبيه خاطىء وهو تشبيه الناس فى الدنيا بالتجار فى السوق ولا يمكن أن يشبه الكل بالجزء وهو السوق بالدنيا ولا الكل وهو الناس بالتجار وهم جزء منهم فقال:
"أما بعد
فالناس في الدنيا ... كالتجار في السوق
فما داموا في هذه الدنيا فالسوق قائمة وميدان المتاجرة مفتوح والثمن موجود والسلعة غالية ، وأعظم الناس عقلا من استغل وجوده في هذا السوق قبل أن ينفض وينتهي "
وقد أعلن أن الناس يتاجرون فى الدنيا مع الله واستدل بآية لا ينفع الاستدلال بها فقال :
"والمتاجرة في السوق مع من؟
إنها مع الغني الكريم ، مع الواسع العليم الذي لا تنقص خزائنه ولا ينفد ما عنده .
مع الذي المتاجرة معه لا تبور[لا تخسر أبدا] {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور}"
فهنا الناس يرجون التجارة وهى الجنة وكان الأفضل الاستدلال بالآية :
"هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعملون"
فهى تضع التجارة ومقابلها فالسلعة المباعة الايمان والجهاد ومقابلها أى ثمنها النجاة من العذاب وأخذ الرحمة
وحدثنا القحطانى عن أعظم التجارة مكسبا وحب الإنسان الخاسر أن يعوض خسارته ولكنه لا يقدر فقال :
"أعظم التجارة كسبا التجارة مع الله
كم هي مكاسب المتاجرين في الدنيا ؟ ما هي نسبة الربح إلى رأس المال ؟
نسب ضئيلة جدا ولكن في المتاجرة مع الله الأضعاف المضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويضاعف تعالى لمن يشاء .
وسيأتي يوم ينفض فيه السوق ولا ينفع الندم على انقضاءه عندها لا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .
وربما قبل ذلك تأتي اللحظات التي يسحب العبد فيها من السوق بغض النظر عن كونه تاجر أم لم يتاجر استفاد أم لم يستفد .
تأتي بعض الناس منيتة وهو في غفلته ، كان ينظر إلى المتاجرين ، ويتأمل أحوال المتنافسين والمتسابقين إلى سلعة رب العالمين .
وقد خدعه عدوه فمد له بساط الرجاء مرة وسوف وخدع نفسه مرة .
فيا حسرته وهو يؤخذ منه وتنزع روحه .
يا الله يخرج من السوق لم يتاجر بصلاة – ولا بذكر ومناجاة .... ولا بصدقة وزكاة ....
يا الله يخرج من السوق يخرج من السوق خالي اليدين من الحسنات بعيدا عن القربات مضيعا للفرائض والواجبات
يا الله أحقا جاء الموت...
يا الله أحقا فات الفوت...
يا الله أحقا جاءت النهاية ....
يا الله أحقا بلغت الغاية ....
فعندها .............
رب ارجعون – رب ارجعون- لعلي أعمل صالحا فيما تركت
فما أشقاه وأبعده .... وجوابه كلا أنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون ..
ألم يبتعد عن القرآن ؟ ألم يعرض عن كلام الرحمن ؟
ولو كان من أهله لقرأ وفهم وتدبر وعلم { وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون }
ويوم تجيء الزلزلة يوم النشور وبعثرة ما في القبور يومئذ يتذكر وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي
هل أتاكم نبأ وقوفه ذليلا حيرانا منكس الرأس مهانا ؟!
{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون}
ولكن هيهات هيهات ....
ستندم أن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمادي
فتب عما جنيت وأنت حي *** وكن متيقظا قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد
ما أتعس من لقي الله مفلسا من الحسنات
{ وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}
إنها النهاية الأليمه والجواب المقذع لمن عاشوا حياة الغفلة واللهو والعبث .....
لكل من لم يحسب حسابا للقاء الله تعالى
لكل من أصم أذنه عن وعظ الواعظين ونصيحة الناصحين لكل من لم يعتبر بالعبر وغرته الأماني وغره بالله الغرور .
فاعتبروا يا أولي الألباب واعدوا للقاء رب الأرباب"
وتحدث حديثا عن سعادة المؤمن بمكسبه من اله فقال :
فليس للعمر ثمرة أعظم من العمل الصالح
فيا الله ما أسعد العاملين برضوان ارحم الراحمين يوم يناديهم المنادي { تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} يوم يقال { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}
يوم يسعدهم الرحمن بنعيم الجنات ويسمعون { إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا}
فتنطلق الألسنة بحمد الرحمن المنان بهذا الرضوان { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين} { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} إنها الخيرات التي سارعوا إليها ، والطاعات التي شمروا إليها ، والقربات التي سعوا إليها ثقلت الموازين فكان العبد من المفلحين .....
فما الذي يقعد بنا ؟ وما الذي يؤخرنا ؟
الحياة كلها مجال للعمل الصالح {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}
فلا انقطاع لعمل المؤمن إلا بلقاء ربه وخروج روحه من جسده ...."
وبعد أن قارب القحطانى على نصف الكتاب بلا دخول فى الحديث عن موضوع الكتاب دلف بنا إلى الموضوع فقال:
"ومن رحمة ربنا أن جعل لعباده مواسم تضاعف فيها الحسنات ويستدرك العبد بها ما فات لها مزيه ليست لغيرها من الأوقات ويتجدد نشاط العبد فيسارع في الخيرات..."
والخطأ فى الفقرة هو مضاعفة الثواب وهو الحسنات فى مواسم أى أوقات معينة وهو ما يناقض القرآن فى وجود قاعدتين ثابتيين للأجر من الحسنات وهى :
العمل الصالح غير المالى ثوابه عشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
العمال الصالح المالى ثوابه 700 حسنة أو يزيد مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
ومن ثم فكل رواية خالفت القاعدتين هى كلام لم يقله النبى(ص) لكونها تناقض خبرى
ودلف القحطانى لفضائل العشر الأوائل من ذى الحجة فقال:
"ومن ذلك ما نحن بانتظاره من موسم عظيم وأيام مباركة كريمة هي أيام عشر ذي الحجة هذه الأيام التي هي أفضل أيام خلقها الله على الإطلاق أفضل أيام العام ودلائل فضلها كثيرة منها
1- إن الله أقسم بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات .
{ والفجر وليال عشر} وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير"
نجد الرجل يتكلم عن أيام ويستدل بآية تتحدث عن ليالى ومن ثم لا يصلح الاستدلال ثم قال :
2- صح فيها حديث ابن عباس عن نبينا صلى الله عليه وسلم (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )) .
وفي حديث أخر (( ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله .. إلخ"
هذه الرواية تناقض قاعدتى الأجر السابقتين فالثواب لا يزيد بسبب زمن أو مكان
ونجد الخطأ فى الرواية الأولى وهى تفضيل العمل فى الأيام على الجهاد وهو ما يخالف قوله تعالى فى تفضيل الجهاد على أى عمل يعمله القاعدون بقوله تعالى :
"فضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" ثم قال :
3- كذلك يجتمع فيها من أمهات العبادة ما لا يجتمع في غيرها كالحج ، والعمرة ، والصيام ، والصدقة ، والصلاة .
أيها الأخوة أن أدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد فيجب علينا استشعار هذه النعمة واغتنام الفرصة فنخصها بمزيد عناية وتجاهد نفسنا بالطاعة
وقد كان هذا هو حال السلف ....
فقد روى الدارمي أن سعيد بن جبير وهو راوي حديث ابن عباس المتقدم كان إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه وكان يقول لا تطفئوا سرجكم فيها
مضى امسك الماضي عليك معدلا *** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة *** فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد *** لعل غدا يأتي وأنت فقيد
أيها الأخوة على سبيل التذكير هذه بعض الأعمال الصالحة التي يشرع التقرب بها إلى الله تعالى وليعلم أنه من الفطنة والفقه أن يختار المسلم من الأعمال أحبها إلى الله تعالى فيتقرب بها فالعمل في العشر محبوب أيا كان نوعه .
فكيف إذا اجتمع مع كونه محبوبا للزمان كونه محبوبا لذاته وأصله فذلك خير على خير."
قطعا الاستدلال بسعيد بن جبير لا ينفع فهل فعل الرسول (ص) ذلك ؟
هناك رواية مناقضة وهى اجتهاد النبى(ص) فى رمضان اجتهادا لا اجتهادا مثله وهى ما رواه مسلم:
"كانَ رَسولُ اللهِ (ص) يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ."
ونصح القحطانى الإنسان فقال:
"فأول أمر وأهمه أن نعلم ان لفعل الصالحات ..
- لابد من ترك السيئات وذلك بالتوبة والإقلاع والله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
- غير برنامجك – غير مجالسك – السهرات أتركها آلة معصية أبعدها
- رفقه سوء تخل عنهم مجلس تضييع وقت أبعد عنه .
- طاعة تفرط فيها أفعلها وألزم نفسك بها
ومن ذلك أداء فرائض الله افترضها ففي الحديث (( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .. ))
- التوحيد الإخلاص لله تعالى – المحافظة على الصلاة وأداءها على وقتها مما يحبه الله تعالى
- الحج والعمرة
- بر بوالديك يا عبد الله فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب العمل إلى الله تعالى (( الصلاة على وقتها قيل : ثم أي قال بر الوالدين قيل: ثم أي قال : الجهاد في سبيل الله .. ))"
الرواية فى فضل الصلاة على كل العمل تناقض أن العمل فى العشر الأوائل فى الرواية الأولى التى استشهد بها لا يفضله أحد إلا الجهاد المحدد ثم قال :
ومن برهما صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما تذكر أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وأبناءهم تذكر قراباتك فصلهم فالله يحب ذلك ففي الحديث (( إنه سئل عن أي الأعمال أحب إلى الله فقال : الإيمان بالله قلت : ثم مه يا رسول الله قال : صلة الرحم قلت : ثم مه قال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. ))"
الرجل هنا يناقض الحديث قبله فأحب العمل هنا الإيمان بالله وفى الرواية السابقة الصلاة وهو كلام لا يمكن أن يقوله النبى(ص) مناقضا القرآن
ثم قال :
- القرآن التجارة التي لن تبور اختمه في هذه العشر وهو عمل مبارك محبوب عند الله ففي حديث عقبة بن عامر ان رسول الله قرأ قوله تعالى { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } فقال : وأنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه – يعني القرآن )
مع القراءة تدبر ما تقرأ وحرك به قلبك فإن لين القلب صفة يحبها الله والقرآن يلين القلوب ففي الحديث (( أن لله آنية في الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها )) .
ومن آثار هذا اللين يكون التأثر والبكاء من خشية الرحمن وانها لقطرات يحبها الله ففي حديث أبي إمامة الباهلي (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قال في القطرتين ، قطرة دموع من خشية الله .. "
الرواية تناقض سابقتيها فيما يحب الله ثم قال :
ومن ذلك نافلة الصلاة مطلقا ففي حديث ثوبان عند مسلم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة أو بأحب الأعمال إلى الله فقال : (( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وخط عنك بها خطيئة .."
والخطأ أن السجود يرفع درجة وهو يخالف أن أجر أى عمل صالح غير مالى هو 10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ الأخر هو حط خطيئة واحدة عن المصاب ويخالف أن الحسنة الواحدة تزيل كل السيئات وليس واحدة مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات ".
ثم قال :
وخاصة قيام الليل ففي الحديث ( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ذكر منهم الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن يقوم من الليل فيقول الله يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد )) .."
والرواية خاطئة فالله يحب المسلمين وليس من فعل أفعالا محددة من الصالحات ثم قال:
"وفي الحديث (( إن الله وتر يحب الوتر ))"
الخطأأن الله يحب الوتر ومن المغهوم ان يكره الزوج وهو ما لا يقوله مسلم لأنه ذكر أرقام زوجية فى القرآن مثل" ليال عشر" " أربعين ليلة" " ثلاثين ليلة"
ثم طلب الذكر الكلامى فقال :
"عباد الله ، أذكروا الله ، ذكرا كثيرا .. أفضل الذكر لا إله إلا الله وأحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر
وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
والتكبير والتحميد والتهليل مما شرع في هذه العشرة ."
وهذا الذكر وهو ترديد ألفاظ ليس مطلوب وإنما الذكر قراءة القرآن وطاعته وكعادة القوم يمدح النبى(ص) بما لم يقله الله فقال :
"أيها المسلمون أحب عباد الله إلى الله هو سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم لما حباه الله من الكمالات البشرية خاصة فيما يتعلق بجانب الأخلاق حتى أثنى عليه ربه { وإنك لعلى خلق عظيم} .
فلنا فيه أسوة ها هو يسأل عن أحب عباد الله إلى الله فيقول : (( أحسنهم خلقا )) .
فالله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها .
يحب الحلم والأناة ، لحديث أشج عبد القيس
يحب الرفق لحديث عائشة ( الله رفيق يحب الرفق )
يحب الحياء ( وأن الله حيي ستير يحب الحياء والستر )
عباد الله الصدقة، وإغاثة الملهوف ، وإطعام الجائع ، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى ...
فدونك هذا الحديث العظيم فعن ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أى الأعمال أحب إلى الله فقال : (( أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه دينا أو أتطرد عنه جوعا )) ."
تناقض الرواية فى أحب الأعمال ما ذكره من حب الصلاة وبر الوالدين وما شابه فى الصفحات السابقة من الكتاب:
ثم قال :
أيها الأحبة ما ذكرته هنا ليس المقصود منه الحصر فكل الأعمال الصالحة في هذه الأيام يحبها الله ولكنى خصصت ما ورد فيه النص بأنه محبوب عند الله وهو مشروع في كل وقت
والمقصود تحصيل أكبر ثمرة مرجوة من الأعمال الصالحة في هذه العشر
وإلا فهناك الدعاء وهو عبادة عظيمة وهناك الصيام خاصة يوم عرفه ..
وهناك الحج والعمرة – وهناك المشي إلى المسجد والمكث فيه وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة ..
جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون ....."
قطعا المطلوب فى كل وقت هو طاعة الله وليس فى أوقات معينة
أمس في 9:43 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى قصة هاروت وماروت
الإثنين نوفمبر 18, 2024 9:33 pm من طرف رضا البطاوى
» أكذوبة سرقة قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
السبت نوفمبر 16, 2024 9:51 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
الجمعة نوفمبر 15, 2024 9:18 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال كيف يقوم المخ بالحكم الأخلاقى على الأشياء؟
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:56 pm من طرف رضا البطاوى