الفارس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الفارس

يبحث عن كل جديد في العلم والمعرفة كالدين والأدب والطب والهندسة و الفنون والاختراعات

المواضيع الأخيرة

» المعية الإلهية فى القرآن
سورة البقرة1 Emptyأمس في 9:12 pm من طرف رضا البطاوى

» نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم
سورة البقرة1 Emptyالثلاثاء مايو 14, 2024 9:03 pm من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم
سورة البقرة1 Emptyالإثنين مايو 13, 2024 9:05 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
سورة البقرة1 Emptyالأحد مايو 12, 2024 9:03 pm من طرف رضا البطاوى

» خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو
سورة البقرة1 Emptyالسبت مايو 11, 2024 9:09 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال هستيريا
سورة البقرة1 Emptyالجمعة مايو 10, 2024 8:52 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية
سورة البقرة1 Emptyالخميس مايو 09, 2024 9:28 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية
سورة البقرة1 Emptyالأربعاء مايو 08, 2024 8:49 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال مستقبل قريب
سورة البقرة1 Emptyالثلاثاء مايو 07, 2024 8:52 pm من طرف رضا البطاوى

التبادل الاعلاني

التبادل الاعلاني


    سورة البقرة1

    avatar
    رضا البطاوى


    المساهمات : 5185
    تاريخ التسجيل : 28/11/2009

    سورة البقرة1 Empty سورة البقرة1

    مُساهمة من طرف رضا البطاوى الجمعة أبريل 09, 2010 6:59 am



    سورة البقرة



    سميت
    السورة بالبقرة
    - على حد علمنا الحالى - لأن الله ذكر فيها قصة بقرة بنى
    إسرائيل ومنها قوله "إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة "وورد ذكرها بخمس
    آيات أخرى بالإضافة إلى الجمع البقر مرة واحدة والآن إلى التفسير "بسم الله
    الرحمن الرحيم ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين "الاسم هو الحكم والله
    هو الرب خالق الكل والرحمن هو النافع للعباد والرحيم هو المفيد للعباد وقد سبق
    التفسير الموسع لها فى سورة الفاتحة وأما "ألم "فهى من الحروف المقطعة
    وقد تكررت بالقرآن
    6 مرات وهى قوله بسورة آل عمران"ألم
    الله لا إله إلا هو الحى القيوم"وقوله بسورة العنكبوت"ألم أحسب الناس أن
    يتركوا أن يقولوا أمنا"وقوله بسورة الروم"ألم غلبت الروم"وقوله
    بسورة لقمان"ألم تلك آيات الكتاب الحكيم "وقوله بسورة السجدة "ألم
    تنزيل الكتاب"ومعنى ألم هو القرآن أى العدل المسطور فى كتاب الله داخل الكعبة
    والدليل اسم الإشارة للبعيد ذلك فهو يشير للمعنى البعيد للحروف ومن المعلوم فى نظم
    الكلام أن ما بعد اسم الإشارة لابد أن يوافق ما قبلها ولذا إذا قلنا أحمد ذلك
    الرسول فلابد أن يوافق ما بعد اسم الإشارة وهو الرسول ما قبلها وهو أحمد وقس على
    ذلك ،وأما الكتاب فهو المفروض علينا أى الحكم المدون فى اللوح المحفوظ الواجب
    طاعته أى الحكم به فى أى قضية مصداق لقوله بسورة آل عمران "يدعون لكتاب الله
    ليحكم بينهم "وقوله بسورة النساء"إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين
    الناس "وأما الريب فهو الباطل فمعنى لا ريب فيه أى لا باطل فيه أى لا كذب فيه
    مصداق لقوله بسورة فصلت "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"أى لا
    اختلاف أى لا تناقض فيه يثبت أنه من عند غير الله مصداق لقوله بسورة النساء"ولو
    كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"والكتاب "هدى للمتقين"معناه
    أنه تذكرة لهم مصداق لقوله بسورة الحاقة "وإنه لتذكرة للمتقين"والمتقون
    هم من أنابوا إلى الله مصداق لقوله بسورة الشورى "ويهدى إليه من ينيب"وبألفاظ
    أخرى الكتاب موعظة أى بيان أى هدى للناس مصداق لقوله بسورة آل عمران"هذا بيان
    للناس وهدى وموعظة للمتقين"وهم المسلمين لقوله بسورة النحل"ونزلنا عليك
    الكتاب تبيانا لكل شىء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين"ومن ثم فالمعنى :بحكم الرب
    النافع المفيد العدل هو الحكم الذى لا باطل فيه رحمة للمسلمين ،وهذا يعنى أن الله
    قرر أن كتابه وهو القرآن وتفسيره الإلهى هو الحكم الذى لا اختلاف فيه وهو معلم
    موصل للمؤمنين لرحمة الله وهى جنته، ونلاحظ أن المخاطب محذوف كما هو الغالب فى
    آيات المصحف الحالى فلا نعرف من هو أو هم
    ولكننا نلاحظ أن الكلام عن غائبين وهم المؤمنين ومن ثم فالكلام موجه للنبى(ص)بدليل
    قوله بعد هذا "الذين يؤمنون بما أنزل إليك "فى الآية بعد التالية
    .



    "الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة
    ومما رزقناهم ينفقون "كلمة يؤمنون تعنى يصدقون بدليل قوله بسورة الأنعام"والذين
    يؤمنون بالأخرة "والذى فسره بقوله "والذين يصدقون بيوم الدين "فيؤمنون
    معناها يصدقون والأخرة هى يوم الدين وأما الغيب فهو الوحى أى رسالات الله التى
    يظهرها الله لمن ارتضى وهم الرسل(ص)مصداق لقوله تعالى بسورة الجن "عالم الغيب
    فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا
    ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم"
    ومعنى قوله "الذين يؤمنون
    بالغيب "هو الذين يصدقون بالوحى وأما قوله "ويقيمون الصلاة "فيعنى
    ويتبعون الدين وهو حكم الله وقد فسر الله الصلاة بأنها الدين بقوله بسورة الشورى "أن
    أقيموا الدين"وفسره بأنه الوزن العادل بقوله بسورة الرحمن "وأقيموا
    الوزن بالقسط"وهذا يعنى أن الصلاة هى الدين هى الوزن أى الحكم العادل ،وأما
    قوله"ومما رزقناهم ينفقون"فيعنى ومن الذى أوحينا لهم يعملون ،فكلمة رزق
    تعنى الوحى الذى ينزل من السماء مصداق لقوله بسورة غافر"وينزل من السماء رزقا
    "وكلمة ينفقون أى يعملون بالحق وهو الخير مصداق لقوله بسورة البقرة "وما
    تنفقوا من خير فإن الله به عليم "أى وما تعملون من عمل صالح فإن الله به خبير
    ومعنى الآية المتقون الذين يصدقون بالوحى ويطيعون الحق أى من الذى أوحينا لهم
    يعملون
    .



    "الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم
    يوقنون"
    يبين الله للنبى(ص) أن المتقين هم "الذين يؤمنون بما أنزل
    إليك"
    والله هنا يخاطب النبى (ص)فيقول يا محمد المتقون هم الذين
    يصدقون بالذى أوحى لك وفى هذا قال بسورة محمد"وأمنوا بما نزل على محمد"وهذا
    يعنى أن المسلمين يصدقون بالقرآن وتفسيره المنزل وهم يصدقون بالتالى "وما
    أنزل من قبلك "أى ما أوحى إلى الرسل من قبل وجودك يا محمد ،وقد فسر الله
    القولين بأن المسلمين يؤمنون بما أوحى لمحمد(ص)وما أوحى لغيره من الأنبياء(ص)فقال
    بسورة آل عمران"قل أمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل
    وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم"،وأما قوله "وبالأخرة
    هم يوقنون"فيفسره قوله بسورة الأنعام "والذين يؤمنون بالأخرة "وقوله
    بسورة المعارج "والذين يصدقون بيوم الدين "فيوقنون تعنى يؤمنون تعنى
    يصدقون والأخرة هى يوم الدين ومعنى الآية المتقون الذين يصدقون بالذى أوحى لك يا
    محمد وما أوحى للرسل من قبل وجودك وبالقيامة هم يصدقون
    .



    "أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون "هذا القول
    يعنى المتقون يسيرون على دين من عند خالقهم ويفسره قوله بسورة الأنعام "ومن
    يشإ يجعله على صراط مستقيم "فالمسلمون يطيعون الصراط السليم الذى نزل عليهم
    من الله ومن المقارنة بين قوله بسورة القلم "وإنك على خلق عظيم"وقوله
    بسورة الحج"إنك لعلى هدى مستقيم"نجد أن الخلق هو الهدى هو الصراط
    المستقيم أى العظيم وقوله "وأولئك هم المفلحون"يفسره قوله بسورة التوبة "وأولئك
    هم الفائزون"والمتقون هم الذين أفلحوا أى فازوا برحمة الله ومعنى الآية :المتقون
    يسيرون على طاعة دين منزل من إلههم والمتقون هم الفائزون برحمة الله
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص) وليس من الله
    .



    "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم
    لم تنذرهم لا يؤمنون"يفسر الآية قوله بسورة الأعراف "وإن تدعوهم إلى
    الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون "فالدعوة فى الأعراف
    هى الإنذار فى البقرة وعدم الإنذار فى البقرة هو الصمت فى الأعراف والنتيجة فى
    البقرة أنهم لا يؤمنون وفى الأعراف أنهم لا يتبعوكم وهذا يعنى أن الكفار سيان
    عندهم أن يخبرهم المسلمون بوحى الله أو لا يخبروهم لأن النتيجة واحدة فى الحالتين
    وهى استمرارهم فى الكفر ومن ثم فمعنى الآية :إن الذين كذبوا وحى الله سيان عندهم
    أأخبرتهم يا محمد أم لم تخبرهم بالوحى فهم لا يصدقون به أى إن الذين عصوا حكم الله
    يتساوى لديهم أدعوتهم أم لم تدعهم لحكم الله فهم لا يطيعون دين الله
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص) للنبى(ص)
    .



    "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب
    عظيم "فقوله "ختم الله على قلوبهم وعلى أبصارهم غشاوة "يفسره قوله
    بسورة النحل "أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم "فالختم
    هو الطبع هو الجعل والمراد أن الله خلق فى قلوبهم أى سمعهم غشاوة والقلوب هى السمع
    مصداق لقوله بسورة الأعراف"ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون"إذا القلوب
    تسمع ومن ثم فهى السمع وهى الأبصار بدليل أن الأبصار ترى سبيل الرشد فلا تتخذه
    سبيلا لها مصداق لقوله بسورة الأعراف"وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا"والرشد
    يعرف ولا يرى بالعين الباصرة وأما الغشاوة المجعولة فى القلوب فهى الأكنة أى
    الحواجز أى الوقر فى السمع أى الحجاب مصداق لقوله بسورة فصلت"وقالوا قلوبنا
    فى أكنة مما تدعوننا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب"،وأما قوله "ولهم
    عذاب عظيم"فيفسره قوله بسورة التوبة "فإن له نار جهنم خالدا فيها ذلك
    الخزى العظيم"فالعذاب هو الخزى والعظيم هو الأليم مصداق لقوله بسورة النحل"ولهم
    عذاب أليم"ومعنى الآية خلق الله فى أنفسهم أى قلوبهم أى صدورهم كفر ولهم عقاب
    أليم ،ومما ينبغى قوله أن الله خلق الكفر وهو الحجاب وهو الحاجز فى نفس الوقت الذى
    أراد فيه الناس الكفر فالله شاء كفرهم لأنهم شاءوا الكفر مصداق لقوله بسورة
    الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)للنبى(ص).



    "ومن
    الناس من يقول أمنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين"يفسر الآية قوله بسورة
    النور "ويقولون أمنا بالله والرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما
    أولئك بالمؤمنين "ويفسره قوله بسورة البقرة "ومن الناس من يعجبك قوله فى
    الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام "فالإيمان بالله
    واليوم الأخر هو القول الذى يعجب به المسلم أى يرضى عنه وأما أنهم غير مؤمنين
    فيفسره أن ما فى قلب المنافق هو ألد الخصام أى الكفر ومعنى الآية ومن الخلق من
    يقول للمسلمين :صدقنا بوحى الله ويوم القيامة وما هم بمصدقين بهم ،وهذا يعنى وجود
    طائفة من الناس تعلن إيمانها بالإسلام أمام المسلمين وهم يخفون كفرهم به أمام
    المسلمين
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)
    للنبى(ص) .



    "يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
    "يفسر القول قوله بسورة النساء"إن المنافقين يخادعون الله"وقوله
    بسورة يونس"إذا لهم مكر فى آياتنا "فخداع المنافقين لله يعنى مكرهم فى
    آيات الله والمراد تحريفهم لأحكام وحى الله ،وأما خداعهم للذين أمنوا فهو الكيد
    للإضرار بهم أى إيذاءهم بشتى الوسائل الممكنة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "لا
    يضركم كيدهم شيئا"وقوله "وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون"فيفسره
    قوله بسورة الأنعام"وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون"فالخداع هو المكر
    بالنفس وقوله "وما يشعرون "يفسره قوله بنفس السورة "ولكن لا يعلمون
    "فأهل النفاق يظنون خداعهم وهو عملهم عمل حسن وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "الذين
    ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "ولهذا هم لا يشعرون
    أى لا يعلمون بأنهم هم الذين يضرون أنفسهم وليسوا يضرون دين الله والمؤمنين ومعنى
    الآية :يحرفون دين الله ويؤذون الذين صدقوا بدين الله وما يؤذون إلا أنفسهم وما
    يظنون أنهم يؤذون أنفسهم
    والخطاب هنا من جبريل (ص)للنبى(ص) .



    "فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا
    يكذبون "يفسر قوله "فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا"قوله بسورة
    التوبة "وأما الذين فى قلوبهم مرض فزادهم رجسا إلى رجسهم "فالمنافقين فى
    قلوبهم وهى نفوسهم مرض أى رجس أى كفر وقد زادهم الله مرضا والمراد وقد أعطاهم الله رجسا أى كفرا وهذا يعنى أن فى نفوسهم مرض
    أى علة هى الكفر وفسر هذا بأنه أعطاهم مرضا هو الكفر وقوله "ولهم عذاب أليم
    بما كانوا يكذبون "يفسره قوله بسورة الأنعام"والذين كذبوا بآياتنا يمسهم
    العذاب بما كانوا يفسقون"وقوله بسورة يونس"ثم نذيقهم العذاب الشديد بما
    كانوا يكفرون"فالعذاب الأليم هو الشديد للمرضى بقلوبهم والسبب ما كانوا
    يكذبون أى يفسقون أى يكفرون ومعنى الآية فى أنفس المنافقين كفر أى أعطاهم الله
    كفرا ولهم عقاب شديد بالذى كانوا يكفرون



    "وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون "فقوله
    "وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض "يفسره قوله بسورة البقرة "وإذا
    تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له
    اتق الله"فأهل النفاق يخربون فى البلاد فيفنون الحرث والنسل ولذا قال لهم
    المسلمون :لا تفسدوا فى الأرض أى اتقوا الله كما فى آية التفسير والمراد لا تظلموا
    أهل البلاد بمعاملتهم بغير حكم الله ،وقوله "قالوا إنما نحن مصلحون"يفسره
    قوله بنفس الآيات"وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم"فقولهم أنهم
    مصلحون هو أن العزة جعلته يرتكب الإثم محسنة إرتكابه أى صورت له عمل السيئة حسنة
    كما قال بسورة الكهف"الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون
    صنعا "ومعنى الآية وإذا قال المسلمون للمنافقين لا تحكموا فى البلاد بالظلم
    قالوا إنما نحن حاكمون بالعدل
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)
    .



    "ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون "يفسر الآية قوله
    بنفس السورة "ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"فالمفسدون الذين
    يحكمون بغير حكم الله هم السفهاء أى المجانين وسموا كذلك لأنهم يعلمون الحق ويعملون
    بغيره وهم لا يشعرون أى لا يعلمون أى لا يظنون أنهم مسيئون فهم يحسبون أنهم يحسنون
    الصنع وهو السعى كما قال بسورة الكهف"الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم
    يحسبون أنهم يحسنون صنعا "ومعنى الآية ألا إن المنافقين هم الظالمون ولكن لا
    يعرفون أنهم ظالمون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون عملا
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)
    .



    "وإذا قيل لهم أمنوا كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما أمن
    السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"قوله "وإذا قيل لهم أمنوا
    كما أمن الناس"يعنى وإذا قال المسلمون للمنافقين صدقوا بدين الله كما صدق
    المؤمنون به وقوله "قالوا أنؤمن كما أمن السفهاء"والمراد هل نصدق كما
    صدق المجانين ؟وهو قول استهزائى يسخر من المسلمين فهم يتهمونهم بالسفه وهو الجنون
    ،وقوله" ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون "يفسره قوله بنفس السورة "ألا
    إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"فالسفهاء
    هم المفسدون وهم لا يعلمون أى لا يشعرون والمراد لا يظنون أنهم مسيئون ومعنى الآية
    وإذا قال المسلمون للمنافقين صدقوا بوحى الله قالوا هل نصدق كما صدق المجانين ،ألا
    إنهم هم المجانين ولكن لا يظنون أنهم المجانين لأنهم يحسبون أنهم العقلاء
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)
    .



    "وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم
    قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون "قوله "وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا
    أمنا"يفسره قوله بسورة المائدة "وإذا جاءوكم قالوا أمنا "وقوله
    بسورة التوبة "ويحلفون بالله إنهم لمنكم "فاللقاء هو المجىء وقولهم أمنا
    هو إعلانهم كونهم من المؤمنين بقسمهم على هذا بالله ومعنى القول وإذا قابلوا
    المؤمنين قالوا صدقنا بحكم الله،وقوله "وإذا خلوا إلى شياطينهم "يفسره
    قوله بنفس السورة "وإذا خلا بعضهم إلى بعض "فشياطين المنافقين هم بعض
    الكفار والمراد وإذا انفردوا مع إخوانهم وإخوان المنافقين هم الذين كفروا من أهل
    الكتاب مصداق لقوله بسورة الحشر"ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم
    الذين كفروا من أهل الكتاب "وقوله" قالوا إنا معكم "يفسره قوله
    بآية سورة الحشر السابقة "لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا
    وإن قوتلتم لننصرنكم"فكونهم معهم يعنى نصرهم وعيشهم معهم فى كل مكان وعدم
    طاعة المسلمين فى حربهم والمعنى قالوا إنا أنصاركم وقوله "إنما نحن مستهزئون"يفسره
    قوله بسورة البقرة "ويسخرون من الذين أمنوا"فهم مستهزئون أى ساخرون أى
    ضاحكون بالفعل والقول على المسلمين والمعنى إنما نحن ساخرون ومعنى الآية وإذا قابل
    المنافقون الذين صدقوا قالوا صدقنا بحكم الله وإذا انفردوا مع إخوانهم قالوا إنا
    ناصريكم إنما نحن ساخرون منهم
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)
    للنبى(ص) .



    "الله يستهزىء بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون"قوله "الله
    يستهزىء بهم "يفسره قوله بسورة التوبة "سخر الله منهم"فاستهزاء
    الله بالمنافقين هو سخريته منهم وهذه السخرية أى الإستهزاء بهم أى الضحك عليهم
    فسرها الله بقوله "ويمدهم فى طغيانهم يعمهو
    ن "أى ويجعلهم الله فى كفرهم
    يستمرون وفسر الله العبارة التالية بقوله بسورة آل عمران "ولا يحسبن الذين
    كفروا أنما نملى لهم ليزدادوا إثما "فالله يعطيهم الخير أى يمد الكفار
    بالأرزاق والسبب أن يعمهوا أى يزدادوا إثما أى يستمروا فى كفرهم حتى يعاقبهم وهو السخرية منهم ،ومعنى الآية
    الله يسخر من المنافقين أى يجعلهم فى كفرهم يستمرون ليعاقبهم
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)
    .



    "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما
    كانوا مهتدين "قوله "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى "يفسره
    قوله بسورة البقرة "الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "فالضلالة هى حب
    الحياة الدنيا والهدى هو رحمة الأخرة وقوله "فما ربحت تجارتهم"يفسره
    قوله بسورة المجادلة "أولئك هم الخاسرون"فعدم الربح هو خسارتهم للجنة
    ودخولهم النار وقوله "وما كانوا مهتدين "يفسره ما قبله وهو عدم الربح
    ويفسره قوله بسورة الذاريات "وما كانوا منتصرين "ومعنى الآية أولئك
    الذين اتبعوا الباطل وتركوا الحق فما كسب عملهم أى ما كانوا رابحين للجنة
    والخطاب
    هنا من جبريل (ص)
    .



    "مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله
    بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون "يبين الله لنا أن شبه المنافقين كشبه
    الإنسان الذى أشعل وقودا فلما أنار المنطقة المحيطة به أطفأ الله ضوء الوقود
    وجعلهم فى حوالك لا يرون ،وهذا المثل يشرح لنا أن المنافق شبه الإنسان الذى أشعل
    النار فى الوقود فى أن المنافق أشعل نور الإيمان فى قلبه فأمن لبعض الوقت وهو مثل
    الإنسان الذى أنارت النار المنطقة المحيطة به لبعض الوقت وبعد ذلك أذهب الله نورهم
    أى أطفأه كما أن المنافقين أطفئوا نور الإيمان فى قلوبهم بكفرهم حيث طبع الله
    عليها ومن ثم أصبح مشعل النار لا يبصر المكان ومن ثم لا يستطيع الحركة السليمة فيه
    وشبهه فى المنافق أن المنافق بعد كفره أصبح لا يحب الإيمان ومن ثم فهو لا يستطيع
    الإيمان وفى إيمان المنافق ثم كفره قال تعالى بسورة المنافقون"ذلك بأنهم
    أمنوا ثم كفروا فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون"،ومعنى الآية شبه
    المنافقين كشبه الذى أشعل وقودا فلما أنار الذى فى محيطه أطفأ الرب وقوده أى تركهم
    فى سوادات لا يرون
    والخطاب هنا من جبريل (ص).



    "صم بكم عمى فهم لا يرجعون"قوله صم بكم "يفسره قوله
    بسورة الأنبياء"ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون"فالكافر أصم لعدم
    طاعته أى سماعه الوحى وقوله "عمى "يفسره قوله بنفس السورة "وما أنت
    بهادى العمى عن ضلالتهم "فالكافر لا يهتدى بسبب ضلاله ،وقوله "فهم لا
    يرجعون "يفسره قوله بسورة البقرة "صم بكم عمى فهم لا يعقلون "فعدم
    رجوعهم عن الباطل هو عدم عقلهم الحق ومعنى الآية كافرون ظالمون فاسقون فهم لا
    يؤمنون
    .



    "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم فى
    آذانهم حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم
    مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل
    شىء قدير"المعنى أو شبههم كمطر من السحاب به سوادات وفرقعة ونار يضعون
    أناملهم فى أسماعهم خوف الهلاك والرب عليم بالظالمين يهم اللهيب يزيل أنظارهم كلما
    أنار لهم ساروا بنوره وإذا ذهب عنهم تخبطوا ولو أراد الله لأخذ عقلهم أى قلوبهم إن
    الرب لكل أمر يريده فاعل،قوله "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "المعنى
    شبه المنافقين كشبه ماء من السحاب به سوادات وصوت قوى ونار وأصل الشبه أن قلوب
    المنافقين فيها أكنة تمنعها من الإيمان كما أن الظلمات فى السحاب تمنع الرؤية
    وألسنة المنافقين لها كلام قوى فى الإيمان مع أنهم لا يفيدون أنفسهم به كما أن
    الرعد صوت قوى ومع هذا لا فائدة منه للناس سوى التخويف وأما البرق فيشبهه إيمان
    المنافقين بعض الوقت فنور الإيمان يشبه نور البرق فى أنه يجعل البشر يرون طريقهم
    لفترة قصيرة وفى إيمان المنافقين القصير قال تعالى بسورة المنافقين "ذلك
    بأنهم أمنوا ثم كفروا "ومن هذا القول نعلم أن السحاب يأتى بالظلمات وهى موانع
    الرؤية البصرية السليمة وفيه رعد ناتج من الإحتكاك بين السحب وبعضها أو بين
    طبقاتها وهو صوت قوى وفيه برق أى نار تتولد نتيجة احتكاك السحب مع بعضها واحتكاك
    طبقات السحب مع بعضها،وقوله"يجعلون أصابعهم فى آذانهم حذر الموت"يبين
    لنا أن المنافقين يشبهون البشر الذين يتركون أنفسهم عرضة للهلاك النازل بهم من
    الصاعقة بوضعهم أناملهم فى مسامعهم ولا يتحصنون ضده بالإختفاء وراء جدران واقية
    منه فى أنهم يتركون حماية أنفسهم من عذاب الله بتركهم جدار الوقاية الممثل فى طاعة
    حكم الله ،والمعنى يضعون أناملهم فى مسامعهم من المهلكات خوفا من الهلاك ،وقوله "والله
    محيط بالكافرين"يفسره قوله بنفس السورة "والله عليم بالظالمين"فالمحيط
    هو العليم أى العارف بالكافرين وهم الظالمين ،وقوله "يكاد البرق يخطف أبصارهم
    "يفسره قوله بسورة النور"يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار"فالمراد أن
    سنا وهو ضوء البرق أى النار يهم أن يزيل قوة الإبصار من العيون ولكنه لا يزيله
    وهذا يعنى أن البرق يصدر أشعة قوية تحرق بصر العيون لو زادت عن زمنها القصير جدا
    وقتا أخر،وقوله "كلما أضاء لهم مشوا وإذا أظلم عليهم قاموا"والمعنى كلما
    أنار ضوء البرق لهم الطريق ساروا فى الطريق السليم وإذا زال الضوء من أمامهم ضاعوا
    فى الطرق المنحرفة ،وهذا الجزء تشبيه فضوء البرق يشبه إيمان المنافقين وقتا قصيرا
    حيث أنه ينير الطريق السليم للناس وقتا قصيرا كما أن الإيمان أنار للمنافقين طريق
    الحق وقتا قصيرا وإظلام البرق يشبهه كفر المنافقين فى أنه انحراف عن الطريق السليم
    ،وقوله "ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم"يفسره قوله بسورة الأنعام"أرأيتم
    إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم "فذهب تعنى أخذ والمعنى ولو أراد الله لأخذ عقلهم
    أى بصائرهم وهذا يعنى أن الله إذا أراد طبع على قلوبهم فهم لا يسمعون وهذا بألفاظ
    أخرى أن الله أراد كفر القوم لأنهم أرادوا كفرهم مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما
    تشاءون إلا أن يشاء الله "،وقوله "إن الله على كل شىء قدير "يفسره
    قوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فقدرة الله على كل شىء تعنى فعله لأى
    أمر يريده

    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 8:23 pm